عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2018   #4


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي



ثانيًا: إن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم ينفرد بالقرار
بل أشرك معه ابنه إسماعيل عليه السلام،
فعرض عليه القضية أولا ًحين قال:
"يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك"،
ثم طلب رأيه واستشارته حين قال: "فانظر ماذا ترى"..
وهذا درس يجب أن يتعلمه كل أب،
فإبراهيم أب ديمقراطى يستشير ولده رغم صغر سنه،
فهو ما يزال طفلاً، كما أن هذا الأمر هو أمر إلهى يجب
الانصياع له دون مناقشة، فكان من الممكن مثلاً أن يذبحه على
حين غرة وهو نائم أو أن يقيده قسرًا ويقول له:
"أنا أبوك وهذا أمر إلهى وسوف أقتلك رغمًا عنك"،
ولن يلومه أحد إذا فعل ذلك.



ولكن إبراهيم عليه السلام أخذ بمبدأ الشورى والديمقراطية الذى
هو من أهم وأسمى مبادئ الإسلام،
وهذا يدلنا على أهمية هذا المبدأ العظيم الذى استفاد منه سيدنا
إبراهيم نفسه حين أشار عليه سيدنا إسماعيل بأفضل طريقة للذبح
فقد قال له: "يا أبتاه لا تذبحنى وأنت تنظر إلى وجهى عسى أن
ترحمنى فلا تجهز علىَّ. اربط يدى إلى رقبتى ثم ضع وجهى
للأرض"، فوضعه على وجهه ليذبحه من قفاه،
ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه.




فذلك قوله تعالى: "وتله للجبين"، أى: أكبه على وجهه،
ثم قال له إسماعيل: "إذا أردت ذبحى فاشدد وثاقى لئلا يصيبك
شىء من دمى فينقص من أجرى، إن الموت لشديد، ولا آمن أن
أضطرب عند الذبح إذا أحسست مس السكين،
واشحذ شفرتك حتى تجهز علىَّ سريعًا،
وإن أردت أن ترد قميصى على أمى فافعل
(مثلما فعل يوسف مع أبيه يعقوب)
فعسى أن يكون هذا أسلى لها،
فقال إبراهيم: نِعم العون أنت يا بنى على أمر الله.




وكان من نتيجة الشورى أيضًا أن إسماعيل عليه السلام أطاع أباه
فلم يقل له مثلاً أنت كاذب ليس من المعقول أن يأمرك الله بهذا.
وإننا نفتقد اليوم فى مجتمعاتنا الشورى فالأب ديكتاتور فى البيت
مع زوجته وأولاده،
والمعلم ديكتاتور فى الفصل مع تلامذته،
والمدير ديكتاتور فى العمل مع مرءوسيه،
والحاكم ديكتاتور مع شعبه.

إننا نزرع الديكتاتورية فى مجتمعاتنا منذ لحظة الميلاد وحتى
الوفاة، وهذا هو سر تخلفنا وانحطاطنا..
فيا كل أب ويا كل أم استمعا إلى أبنائكما وشاوروهما فى الأمر
وسوف تريا أنهم سيطيعونكما عن اقتناع وحب.




ثالثاً: إن سيدنا إبراهيم رغم حبه لولده لم يشفق عليه
أن يقتله طاعة لله،
وأننا اليوم نشفق على أبنائنا أن نوقظهم لصلاة الفجر،
وهو أقل شىء يمكن أن نقدمه لله
فيجب أن يكون حبنا لله أشد من حبنا لأبنائنا ولأنفسنا.




رابعاً: صلاة العيد هى احتفال بهذه المناسبة السعيدة،
مناسبة افتداء الأبناء بدلاً من ذبحهم،
وهى فرحة مزدوجة، فرحة الأب بنجاة أبنائه من الذبح
وفرحة الفقير بحضور ضيف عزيز على مائدته وهو اللحم
المحروم منه طوال العام،
وشكراً لله على هذه النعمة..
يقابلنا الله لنتذكر هذه المناسبة ونشكره.




نتابع








 
 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]






التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 11-21-2019 الساعة 09:36 PM

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (10-06-2018),  (04-17-2022)