ترفق بي ياحامل وريقاتي
فقد تيبست حواشي نتوآتي
وإسمع من في آذانهم صممٌ
أين أُمتي ذات الفِكر والثقافة والقلم
لتخُط كيف أنهارات سوريا بمُدنها
ودِمشقها من أعالي القِمم...
قِمم الشام وأرض حضارات أشور
والفنيق والكنعان فكانوا بُناة مجد وقيمة بين الامم...
تكلم وقُل كيف دخلت
أسراب رايات الخالق غافر سيول الذنب واللمم....
فأزدانت شام سوريا بهدي الله والأسلام
فأرتفعت مآذنها صدّاعة
بالتوحيد والتكبير والتهليل في الأعالي تُبشر بالنِعم...
تكلم ياحامل وريقاتي وقُل
كيف كانت أرض الشام ملجأ ومنارة للمحابر والأقلام
التي خطّت دواوين ومُصنفات ونُظِم للكلام ...
وكيف كانت مصدر ووحي للفاتحين
للأمصار والبُلدان ونشر هدي سيد الأنام...
فجوامعها تشهد بوجود خليفة أموي
نشر الكلمة والحضارة فوصل حتى بر الأفرنجة اللآم...
فوقعوا ساجدين لسنابك خيول الفاتحين
في بُخارى وسمر قند حتى بلاد الصين
أرض الحرير والأحلام...
الذين أذاقوا أعداء الله الحتف والموت الزّؤُأم...
تكلم وقُل كيف كانت الشام
أرضٌ لكل عربي جدير بعروبته وهُمام...
أرض من لايخنع ويطأطيء رأسه لأعدائه اللآم...
أرضٌ لكل عاشق الهدوء والسكينة...والسلام ...
فأين أُمتي في هذا الزمن وهاته الأيام
عندما اصبح رجال دمشق والموصل وحما
وحمص ودير الزور ...وكل البلدات
جُثث هامدة لاصوت لها .....تأن تحت الرُكام ...
فأين أُمتي ونبضها حين تسمع
صراخ وعويل حرائر سوريا
في دهاليز الأقبية في الظلام....
ظلام القهر والفاقة وطغيان طُغاتنا الحُكام ...
الذين لاهم لهم الا سحق كل رافض
لعروشهم النتنة جالبة الامراض والأوبئة والزُكام....
فلم يبرعوا في طرد أخوان القِردة
من جولان سوريا وتطهيرها من خُبث اللآم...
ولم يبرعوا حُكامنا العرب
في توحيد الصفوف والسير بهم صفاً للأمام...
بل يا أمُتي هذا مابرعوا فيه
وهو قتل وتشريد وتحقير
من لا يصفق لهم ويثني عليهم بالتمجيد وبحسن الكلام...
وأين أُمتي حتى ترى سهول وجبال
ومُرتفعات سوريا مُستباحة للمُعتدي وخفافيش الظلام...
فالكل طمع في المغنم
من مال وأطيان وحرائر بالزور والبُهتان والحرام...
أين أُمتي وهي ترى
بعيونها في مرابع ومراقص قصورها التى لا تنام..
كيف تشردت أُسر وقبائل
هرباً وفزعاً من طُغاة العصر مريدي الأوثان والأصنام...
فاحفاد الفاتحين أصبحوا
لاجئين يتسولون الرأفة والرحمة هرباً من قسوة الأيام..
فأين أمتي التى أصبحت
تُزكم رائحة اخبار لاجئي الدمار
انوف زوار أصحاب القصور من الجواري والأقلام...
نعم الأقلام ...التى أباحت تحت وطأة المال
لنشر مزايا وتمجيد أفعال وصنائع ...الحُكام...
الأقلام والوجوه البالية
والتى تدّعي زوراً أنهم ناشري الدين والفقه والأحكام...
فأفتوا لأستباحة كل شيء
فطبّلوا لسُكان المرابع والأبراج المليئة بالأسقام...
فهل ديننا هو العقبة أم مُنطلق
للخروج من دهاليز كهوف الظٌلم
المليئة بالمفاسد والركام ...
نعم فديننا هو السبيل لإصلاح مافسد
ومنفذ للخروج لنسمات غابات الصنوبر
في سفوح الشام...
فأين أُمتي من هذا كله
وهُم يرون الأيادي الشامية تتضرع لهم
للنجدة بالغطاء من ثلوج الموسم وقسوة ضمائر الأصنام...
فهل هذه هي شام معاوية
وإبن عمر وإبن عباس قادة الغزوات
وناشري لرسالة الحُب والرحمة وطريقة خير الأنام...
أم ينظرون اليها وكأنها ماخورة ومراقص
للفاتنات...الموبؤبة بالعِلل والأسقام ...
فقٌل ياحامل أوراقي
هذا واقع رجال أُمتي فهم
لن يسمعوك...
فأصمت وألتصق بسفوح جبال الشام
والسلام
................
ويستمر البحث عن أمتي وكشف
أوراقها... ورقة ورقة ...الى حين ....
تقديري اخوتي الكرام
لكل مُتابع لترجمة ماقالته لي بعض الوريقات
ولنا لقاء مع خريف أوراق امتي في الورقة 5
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم...اندبها