عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2011   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو

إحصائية العضو






  حامل الطيب is on a distinguished road
 



التواجد والإتصالات
حامل الطيب غير متواجد حالياً

المنتدى : نفحــات ايمانيـة
افتراضي أثر الإعتقاد الصحيح والفاسد على العبد


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن أعمال العباد تدور على ما تمليه العقول فإن أراد الإنسان خير سعي لأجله وإن أراد سوءا سعي لتحصيلة والله جعل الإنسان مخير بإرادته يصنع ما يشاء بمحض إرادته غير مجبور ولا مساق ولكن العبد الصالح يهدي للخير وتيسر له الطاعة وتعسر عليه المعصية بفضل الله وحفظه، وإن مما يحرك تلك العقول هو الاعتقاد فمن صح إعتقاده بالله حسن عمله ومن ساء إعتقاده ساء عمله وبنظرة إلي تلك الأيات يتضح الأمر جليا.
قال تعالي في سورة المطففين{ أَلا يَظُنُّ أولئك أنهم مبعوثون } أي: ألا يعتقد ويوقن، فالظن هنا بمعنى اليقين، ومواطن إتيان الظن بمعنى اليقين متعددة منها: { إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ } [الحاقة:20] أي: أيقنت أني ملاقٍ حسابيه، { الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ } [البقرة:46] أي: يوقنون أنهم ملاقو ربهم، وهنا يقول سبحانه: { أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ } [المطففين:4] أي: المطففون.
{ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } [المطففين:4-5]الآية تفيد: أن الاعتقاد الصحيح يولد عملاً صحيحاً، وبالمقابل فإن الاعتقاد الفاسد يولد عملاً فاسداً، فإذا كان اعتقادك صحيحاً وأنك تعتقد تماماً أنك مبعوث ليوم عظيم فهذا الاعتقاد الصحيح يحملك على عمل صحيح وهو عدم تطفيف الكيل وعدم تطفيف الميزان، لكن إذا كنت لا تعتقد أن هناك بعثاً ما هو المانع لك من الغش؟ ما هو المانع لك من السرقة؟ لا مانع إذاًَ من الغش ولا من السرقة -إذا كنت لا تعتقد أن هناك بعثاً- إلا سطوة البشر، لكن إذا خلوت وابتعدت من أعين البشر ليس هناك أي مانع من أن تختلس، ولذلك مقولة إخواننا الذين يقولون: إن الأوروبيين أكثر أماناً من المسلمين هذه مقولة ضالة خاطئة، فهم وإن راقبوا البشر فلا يراقبون الله، فإذا تمكنوا من السرقة والاختلاس اختلسوا بلا شك ولا حرج عندهم في ذلك.
فالشاهد: أن الاعتقاد الصحيح يحملك على عمل صحيح، لذلك إذا اعتقدت اعتقاداً صحيحاً في الملائكة وأنهم يراقبونك عملت عملاً صالحاً حتى لا يروك على معصية الله.
في المقابل الاعتقاد الفاسد يولد عملاً فاسداً، ولذلك لما اعتقد بنو إسرائيل اعتقادات فاسدة، كاعتقادهم أن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودات قالوا: أذنبنا أم لم نذنب، ارتكبنا الكبائر أم لم نرتكب، فإننا معذبون سبعة أيام، وهي السبعة التي عبدنا فيها العجل، فهذا الاعتقاد الرديء السيئ حملهم على ماذا؟ على قتل الأنبياء وقتل الذين يأمرون القسط من الناس، فذبحوا يحيى وذبحوا زكريا عليهما السلام، قال الله سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ } [آل عمران:21-22] إلى أن قال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } [آل عمران:24] فلذلك يقول العلماء: إن سلطان العلم والخشية من الله أقوى تأثيراً على القلب من سلطان السيوف، فإن السيوف على البدن تستطيع أن تتقيها بأي شيء، لكن الذي في القلب ثابت لا يتغير ولا يؤثر فيه إلا العلم والخشية من الله سبحانه وتعالى.
قال الله جل ذكره: { أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } [المطففين:4-5] فلو علموا ذلك لضبطوا الموازين حق الضبط. مستفاد من سلسلة التفسير للشيخ مصطفي العدوي.












عرض البوم صور حامل الطيب   رد مع اقتباس