04-18-2022
|
|
رفيق سُوءٍ خَفي
شفيق عبده أحمد النديش
بعد أن تعرَّفتُ عليه أصبحتُ أسيرُ في أزِقَّة الضَّياع، أُناجي الهموم، وأُمسِك بيد البؤس، مُتَّكئًا على جدار العجز، لقد تغيَّرتْ أشياء كثيرة وجميلة في حياتي مُنذ صحِبْتُه، بعد أن كنتُ أُمنِّي نفسي بعظيم الفائدة بوجوده معي، وأن حياتي ستكون أفضل مما كانت عليه في السابق إذا لزِمتُه؛ لكن خاب توقُّعي، وأخطأ حَدْسي، وأضعْتُ الكثير مما كسبتُه في سنين بسببه.
سرعة الغضب، وعبُوس الوجه، وشُرُود البال، وإهدار المال، وضياع الوقت، وتدهور صحة الجسد، إضافة إلى الهم والغم، والضِّيق والضَّنك، والعجر والكسل؛ هذا ما جنيتُه مِن رفقته.
علاقتي مع أهلي وأقربائي أضْحَت بَعْده في الحضيض، وعلاقتي مع زملائي وأصدقائي تدهورت كثيرًا؛ بل حتى علاقتي مع ربي ومولاي لم تَعُد كالسابق؛ فقد قسا قلبي، وكثُرت ذنوبي، وقلَّ اهتمامي بطاعة خالقي، هل تُصدِّقون أو أحْلِف لكم؟ إنني أشعر أنه سيُدمِّر حياتي كلها إن لم أتركْه قبل فَوات الأوان!
أعرَفتم مَنْ أقصد؟ إنه ما يُسمَّى بالقات، إنه رفيق سُوءٍ خفي، مَنْ نَبَذَه مِن البداية نجا وسلِم، ومَنْ تعَلَّق به يكاد يَعْجِز عن هِجرانه، ومَنْ جرَّب مثْل تجربتي عرَف مثْل معرفتي؛ لكني بإذن الله سأهجرُه يومًا ما إلى الأبد بعد أن عرَفته على حقيقته.
هكذا أخبرني بحاله، وأنا أنقلها لكم؛ علَّكم تَعْرِفون خطر هذا الدَّاء، وتتركونه قبل فوات الأوان، ألا ليت قومي يعلمون!
المواضيع المتشابهه:
|