~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" ||~ كـ عجينة الفخار ..!! "
قالت : الحياة تشكلنا كما تريد على مر السنين عجيب كيف أننا نولد كالفخار نتشكل كما يشكلنا اباؤنا فأنت من تستطيع أن تجعل من هذا الطفل قائد عظيم ، أو تجعله مجرم عالة على المجتمع .. إنها أيديك السحرية هي من تشكل هذا الفخار البريء ، الذي لا حول له ولا قوة فيما يصنع به و لكن انتبه .. فحين تصنع شيئا به لن تستطيع تغييره ! فكما نعلم لا أمل في اعادة تشكيل الفخار بعد أن يجف ! فكن حذرا في كل تفصيل تضيفه ، و كل زخرفة تحفرها فما أن يدخل هذا الفخار الفرن ، وينضج سيتخذ شكلا نهائيا يظل شاهداً على آثار يديك طوال بقائه . ولا تنسى أن تجعله صلباً فلا ينكسر بسهولة حين يقابل أقل المصاعب في الحياة ، فإن لم تكن خبيراً بفنون صناعة الفخار متفهما لكيفية تكوين هذه العجينة الخام ،\ التي أعطتك الحياة إياها على أجمل هيئة و أبدع تكوين ، فأنصحك أن تأخذ دروسا في صناعة الفخار ، قبل أن تشكل عجينة تكون ضحية قلة خبرتك ! أيضاً لا تنسى محتوى هذا الإناء الفخاري فما نفع أن تزينه من الخارج بابدع الزخارف، و هو من الداخل خاوي لا يملأه إلا الفراغ ينقصه الجوهر ، ليضيئه من الداخل ، فيصبح هذا الإناء مثالا للكمال . و لا تكتفي بسكب الماء داخله فيما يمكنك أن تملأه بالعسل و المسك ، و أنَفس الجواهر ! و أخيراً لا تنس أن تمحو آثار بصماتك من عليه ، ليغدوا لهذا الإناء كيانه المستقل بعيداً عن كيانك . ثم يحين وقت الحصاد لهذا التعب حين تنظر لهذه التحفة الفنية ، بأعين مليئة بالفخر و الاعتزاز حين تسمع مديح من حولك ، على جمالها الخلاب من الداخل و الخارج ! هكذا هو الإنسان حين يولد كعجينة الفخار الخام ، و أهله هم من يكونون شخصيته و قيمه الأخلاقية لتبقى راسخة في عقله إلى الأبد . أما الجوهر فهو ما يكتسبه الإنسان و تكمن فيه أهميته ، فالعسل هو الإيمان يغمرك بحلاوته فتحس بأن العالم حولك جميل أما المسك فهي الأخلاق تنشر رائحتها الطيبة على من حولها ، فيُعجبوا بها ، و يتَطَيبوا من طيبها ، و أخيراً الجواهر ، وهي المعرفة قيمتها لا تقدر بمال ، و تحول صاحبها من فقير إلى أغنى أغنياء العالم ! كل على قدر معرفته و على ما يكتسبه من هذه المعرفه . قلت : ما أجمل : أن يحمل الانسان تلك الامانة التي يُسأل عنها يوم القيامة في غرس القيم في ذات من أوكل إليه تربيتهم والقيام بواجباتهم ، وأن يتباعد عن تلكم الأعذار التي يتّفلت من ملاحقة المساءلات عن حجم التضحيات وانتزاع الفرص واللحظات من حلق المشاغل والأعمال ، ذاك من عَلِمَ عِلم اليقين : بأن هناك من ينتظر بشغف عظيم ذلك الطفل الرضيع حتى يشب ويكبر ، ليحمل المسؤولية ويرفع لواء النجاح والفلاح الذي يُهديه لوطن ودين . ذاك حال الموّفي ، اما المجاوز المُخل بالأمانة : فما همه غير توفير الشراب والطعام والبيت المنيف ، أو بيت مادته من طين ! _ أحسن الأحوال _ ! هو حال ذاك المُربي للغنم وما الفارق غير أن الأول : جنسهم بشر من طين ! أما الثاني : فمن جنس الأنعام والحيوان الأليف ! أعتذر : لتلك المُقارنة التي تحط من قيمة وقدر الآدميين ! ولكن هي الحقيقة ولو كانت بطعم الحنظل المرير ! ذاك الفخار : قد يُوتقن صانعه صناعته ، ويسقيه من عرق الجبين ، ويبدع في انتقاء مهية معالمه ، ليفخر به وليكون بهجة للناظرين ، ولكن .. قد يُصادف مكان وجوده ما يُشوه وجهه الجميل ! ويعيث فسادا بذلك النوع الفريد ! لننتقل لواقع الآدميين بعيدا عن الكناية والتشبيه : ولنتحدث عن الذي يُتبع كلالة يومه متعاهدا في زرع وغرس المبادئ والقيم في ذلك الطفل الجميل ، يُغذيه بأطايب الأخلاق ، ومن زلال الدين يرويه ، ويُرشده ويكشف له معالم الطريق ، ويكبر على تلكم النصائح ، ولكن في طور نموه تعصف فكره وقلبه " الوارد " ما سكن في البيئة من شوائب التيه ، ليبتعد قليلا فقليلا عن ذلك الصراط المستقيم ، والسبب قد يكون : من المدرسة ! وقد : يكون من الصاحب الرفيق ، وقد : يكون مما يراه ويسمعه من بث ، من وسائل تواصل لتُرديه في الحضيض ! من هنا : كان لزاماً من المربي أن يكون صاحب عصره يعرف ما يلج من جديد ليواكب العصر الجديد ، الذي فيه الأخلاق تشكو الأفول ! والمبادئ تتأرجح من الهجران المقيت ! الاهتمام بالجوهر : كم يغفل عن ذلك الأساس الذي لو اهتم به ذلك الحريص على أن يكون هو الاهتمام وعينه لأن بذاك يُخرج جيلا سليما لا يعرف " النفاق " ، لصلاح مُزيف البغيض ! فكم نرى : تلكم الجموع ممن تلّبسوا بلباس الدين ! وهم للنفاق أقرب على أن يكونوا من المتقين المهتدين !!! في المحصلة : ليس شرطاُ أن يكون الطفل الذي نعتني به منذ نعومة أظفاره ، ونحن نغرس فيه المبادئ والخلق النبيل أن يكون من ورثة الدين الذي تشرئب له الأعناق ليكون قدوة للعالمين ! وفي ذات الوقت : لا نقصد بذلك أن نجعل أولادنا عرضة لقُطّاع الطريق ، أو نُسلمهم للشارع لينطبع فيهم الخير أو الشر ، أيهما سبق غُنمُه ، كانَ لهُ وافر النصيب ! لا يزال الفكر يطوف في فلك التساؤل عن أثر التربية في صقل ماهية ذلك " الطفل " وأثرها في سلوكه ورسم خارطة طريقه ، قد : تتخلل دقائق وأيام حياته تلك الجرعات الايمانية ، وتشنف أسماعه بتلكم المعاني والقيم الانسانية ، ومع هذا قد يحيد عن الطريق ليسلك طريقاً آخر فيه النقيض لكل ما تربى عليه ، ليكفر به بل قد يصل به الأمر أن ينقلب عليه ! قد : يقول قائل : بأن تلكم الحالة لن تحدث إلا في حال الاكراه والاجبار على فعل مالا يفقهه ولا يعيه ! وليس له الخيار في رفضه أو تقبله على النحو الذي يتصوره ويمتريه ! ليبقى : احتمال قوي لا يمكن استبعاده أو أن نستثنيه . وقد : يكون الطفل تقبل ذاك بعد أن نضج لديه الشعور والاحساس ، حتى بات يميز هذا من ذاك . ومع هذا : وددت أن أركز في ذلك السالك درب الصلاح وقد ارتضاه وعاش في هوى ذاك ، ومع هذا : وفي خضم الاختلاط بهذا وذاك ، وما تموج به الساحة من مُغريات ، يتنازل عن بعض المبادئ ذلك " الغِر " لتنفلت " الحبات " من عقد القناعات ورسوخ الايمان في قلب ذاك المستكين ! ليسير في الحياة : يعيش عيش الغافل الذي لا يُبالي في اقتراف الاخطاء ، وممارسة المآثم ، فبذاك يُسبل الطريق على وضع مرير . ففي المحصلة : _ وذاك هو الغالب إذا ما تشبث به لطف القدير الرحيم _ يقرع في أذنيه ، ويدق قلبه ، ويحرك أرشيف ذاكرته ذاك : " الضمير " كي يوقفه على " أطلال " الماضي القريب ، عندما كان ينهل من ذاك المعين الذي عاش في كنفه عيشا رغيد . من هنا : يتفاوت الواحد من أولئك عن مدى تعاطيهم وتناغمهم لصوت وهمس ذاك " الضمير " ! فمنهم من : يعود لرشده ويطوي صفحة غفلته . ومنهم : من يُجافي ويدافع ويكتم صوت ذاك الضمير !! ما أود قوله ختاماً : " يبقى على ولي الأمر غرس المبادئ والقيم في ذاك المسؤول عنه ، أما الباقي فيكل أمره لله رب العالمين " . مُهاجر المواضيع المتشابهه:
|
كاتب الموضوع | مُهاجر | مشاركات | 4 | المشاهدات | 959 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 03-14-2024, 04:47 AM (إعادة تعين) (حذف) | |
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|