~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 370
عدد  مرات الظهور : 6,708,120


عدد مرات النقر : 370
عدد  مرات الظهور : 6,708,120

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-28-2023
عبد العزيز غير متواجد حالياً
    Male
اوسمتي
الكاتب المميز تكريم اكتوبر وسام الترحيب بالاعضاء الجدد 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4049
 تاريخ التسجيل : Oct 2022
 فترة الأقامة : 591 يوم
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (07:26 PM)
 المشاركات : 16,445 [ + ]
 التقييم : 11208
 معدل التقييم : عبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 8
تم شكره 207 مرة في 125 مشاركة

اوسمتي

افتراضي العبق الفردوسي الجزء الخامس والأخير :













ثم مضى ، وهو يقول : سألقي على مرابع أنسي وسروري النظرة الأخيرة ، وأملأُ من عبقها النقي رئتي ، وأمضي إلى ربعٍ ضم أجساد أحبابي ، وأتمرغُ فوق أجداثهم ، قبل أن ألبي النداء الأعظم ، الذي لا يرفض ، ولا يؤخر !
ثم يمم وجهه شطر الشارع العام ، ووقف أمامه قليلًا ، وهو ينظرُ إلى شجر البرسوبس بين الرصيفين ، والأثلة العتيقة التي تطل على الشارع العام من جهة الشمال –التي كان يلعبُ تحتها ، ويتسلق أغصانها مع أترابه- ، وقال –وله مغزاه- : أحشاءٌ تلتهبُ ! قلوبٌ تحترقُ ! أحبابٌ تُرْتَهَنُ ! أجسادٌ تَفْتَرِقُ ! نواقيسُ تُقْرَعُ ! جَوْزَاءُ تَتَّقِدُ !
ثم ركب سيارته ، ونظر إلى البقعة البعيدة التي ضمَّتْ أحباب قلبه ، ثم مضى ، وعيناه لا تريمان عنها ، وعندما وصل إليها ، وقف طويلًا ينظرُ إلى بابها ، متذكرًا ما مضى ، متأملًا فيما سيأتي ، ثم قال : أخشى ذلك الباب ، لقلة الزاد ، ووعورة السبيل ، ولا عمل لدي يؤهلني لرحمتكَ ، ورجائي بعفوك ورحمتكَ التي وسعتْ كل شيءٍ هي ما يتقدَّمني !
ثم رفع رأسه إلى السماء ، وقال : والذي لا إله إلا هو ، ما انسلخ يومٌ من عمري ، إلا وشعرتُ بضآلة الدينا ، وتفاهة أمرها ، وأنها العجوز المتصابية ، المثقلةُ بالتجاعيد التي تخفيها بالحليِ والحللِ التي ترتديها !
ترجل من مركبته ، ودلف إليها وجثا بين القبور مطأطئ الرأس ، ذارف العينين ، ورفع أكف الضراعة لله أن يتغمدهم برحمته ، ويرضى عنهم ، ويغيثهم بالروح والريحان ، والمغفرة والرضوان !
أطال الـجُثُوَّ والتَّضَرُّعَ ، ثم نهض وبدأ المسير بخطى وئيدة بين الرِّجامِ الخرساء –الواعظة أيما وعظٍ- ، وبقلبه يعتلج ما يعتلجُ ، وقال : للفقر العمل والسعي الدؤوب !
للسقم العلاج في المشافي –بإذن الله- !
للابتلاء الصبر ، والتضرع لله عز وجل !
فما للفقد المضني ، والرحيل الأبدي ؟!
ثم جثا عند أحد القبور ، وأخذ بعض التراب ، وفركه ، وتركه ينسل من بين أصابعه ، ثم قال : علام خروجي من المنزل ؟! وإلام تقودني خطاي في ظلمة الدجى ؟!
أمضي صوب موطنٍ ضمَّ أجساد أحباب قلبي ! وتقودني إليه خطاي -حنينًا- أما الأرواح ، فهي برحمة الله في روحٍ وريحانٍ !
أنسوا ببطن الأرض أكثر من ظهرها ! وألفوا الأموات أكثر من الأحياء ، ووجدوا من رحمة الله ، ورضوانه ، وروحه وريحانه –بإذنه- ما طمأنهم ، وتوقهم إلى تعجيل النشر !
نسوا القلوب التي أخذوها ، والأجساد التي أرمضوها ، والدموع التي سكبوها ، والتباريح التي أضرموها !
ثم سجد وأطال السجود ، وقال : اللهم يا من رحمته وسعتْ كل شيء ، يا من يتطاولُ إبليس غدًا لينالها –لعلمه ويقينه بسعتها- ، أسألكَ برحماتكَ المائة ، وبكل خفقة رحمة في قلوب البشر وغيرهم ، أن ترحم أحباءنا وأصفياءنا ، وأن تسكنهم الفردوس الأعلى برحمتكَ !
ثم خرج وركب سيارته ، ومضى وهو يقول : سبحان الحي الدائم الكبير المتعال ، سبحان الحي الدائم الكبير المتعال ، سبحان الحي الدائم الكبير المتعال !


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


جزيل الشكر ووافر الامتنان لأخي العزيز مصمم الوهج المتفرد أحمد الحلو على التصميم البديع .


آخر تعديل عبد العزيز يوم 07-28-2023 في 08:25 PM.
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ عبد العزيز على المشاركة المفيدة:
 (07-28-2023),  (07-29-2023),  (07-29-2023)
 
كاتب الموضوع عبد العزيز مشاركات 12 المشاهدات 1353  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 05-24-2024, 01:11 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 09:54 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah