الانسان كائن اجتماعي بطبعه ولو حدث وعزل بمنأى عن حيوية الحياة وزخمها لوجد سبيلا معينا ليخلق تلك الثنائية التي تتفاعل من خلالها روحه مع ما يحيط بها مهما كانت ماهيته
قديما شعر الانسان بدافع ما للكتابة ربما ليترك اثرا لمن بعده وليترجم ملامح حياته الشخصية بطريقته الخاصة وكذا تصوراته ورؤاه ومعتقداته ورغم ان تلك الحياة كانت بدائية الا ان اسرارها تعبر بصدق عما يختلج في صدر ذلك الانسان عن صراعه مع الطبيعة ونمط عيشه ومعتقداته ومخاوفه الى غير ذلك فهو بينه وبين نفسه يشعر برغبة في معرفة اسرار الطبيعة والكون ويسعى لإثبات ذاته وكأنه يقول لمن بعده لقد كنت هنا
ولعل قدسية الكتابة في بعض العصور حين كانت حكرا على رجال الدين يوحي بأهميتها وقيمتها حتى في ذلك العصر الا ان حاجة الانسان الى التعبير عما يختلج صدره لمن حوله ومن سيأتي من بعد جعل نطاقها يتسع لتصبح شعبية
ولا تزال الكتابة أهم وسيلة لترجمة الافكار وتصوير ملامح العصور يصل صداها الى كل جيل شاهدا على تاريخ الامم والشعوب
كما انها وسيلة عابرة للحدود ومختزلة للمفاهيم الضيقة تخاطب العقل بلغة المنطق و تحفظ في ذاكرة التاريخ العبر والمواعظ واخبار السلف وتصور لنا التاريخ بما فيه من توريات واحداث
هي بكل بساطة وسيلة لا غنى عنها وعادة ارتبطت بتاريخ الانسان على مر العصور تجسده وتصور ملامح عصره في كل زمن بكل أمانة
أؤمن ان لكل انسان رزين رسالة نبيلة في الحياة لكي يؤديها وهو بذلك يسعى بكل الطرق والوسائل ليبلغ غايته ولعل الكتابة أهم وسيلة يلجأ اليها فتلك التصورات والاستقراءات والتمحيص لا بد ان يحفظ كي لا يندثر وكي يجد مجالا اوسع للنقد والتفاعل من اجل الافضل
ارى ان الكتابة جزء مني تمنحني المتنفس وتحقق لي اي غاية نبيلة ارغب فيها كما انها افضل وسيلة بالنسبة لي كي اثري رصيد معارفي وثقافتي وكي اطلع على ثقافات الشعوب الاخرى وتجاربهم ومعتقداتهم فرغم التطور الكبير الذي حدث في مختلف مجالات الحياة لا اجد ما يضاهي لذة اقتناء كتاب قيم والغوص في اعماقه كما لا اجد ما يضاهي تلك الجمالية حين يدون الانسان افكاره وتصوراته ليفيد بها غيره وتكون شاهدة له لا عليه
الكتابة بالنسبة للبعض هي بمثابة الهواء النقي الذي يستنشقونه للتعبير عن آرائهم فان حدث وحرموا منها يدخلون في حالة من الجمود الفكري ولا يجدون اي معنى نبيل لحياتهم
رغم ان البعض يجعلها وسيلة لأغراض مادية او للشهرة تبقى لمن يؤمن بها وسيلة للرقي ملاذهم الآمن
راق لي موضوعك كثيرا انثى المطر وقد عودتينا على مواضيع بهذه اللمسة الجمالية التي تثير فينا الرغبة في الكتابة والرغبة ابراز مواطن الجمال في الحياة
اعتذر عن ردي ان كان مطولا ولكني احب كثيرا ان اناقش صاحبة الفكر النير انثى المطر
تقلبي مروري المتواضع وأطيب المنى لك مغلفة باسمى المشاعر