.........
دائما ماكنت اقول قبل أي خاطرة يسرح
في رياضها قلمي
أن خواطري...هي ليست شِعراً
ولا نثراً ولا ابتداء....
ولا تُقاس بعروض الشعر ولا البناء...
بل هي مختلجات صدر نطق بها اللسان
هرباً من العناء .....
فإن لم تكن لها رسالة وهدف
فكبتها في الصدر اهون من
الوقوع في مهاوي الردى ...
هذه خواطري في إحدى ليالي ...السهر اخاطب فيها مخلوقات صنعها الله
لتزيين السماء ولإسعاد ....البشر
ففيها الضوء ودليل إرشاد
للناس في البوادي ....والحضر
فلا مكان لأي إنسان
يستحق أن يمطتيء مكان ضوء ...القمر
الا النجوم والأفلاك
ملوك الضياء ....والسهر
وهذه سهرة مع نجمة
حادت عن مسارها رافضه أن... تستقر
ففي احدى ليالي الصيف
جلست أتأمل السماء والنجوم ...والقمر
لأرى وأستمتع بليالي من يناجي الافلاك ...بالسهر
واتوه بين ثنايا المجرّات
واجري بين السُدم
واُناغي همسات الليل مع ضياءٍ... للقمر
في كم سربٍ من الشُهب
إنطلقوا بسرعة كأنهم أسْهُمٍ أحتضنت أمواجِ... البحر
وأُعد كم نجمةٍ تألقتْ
وأُخرى إنزوت وأفلتْ
وثالثة وقعت في حضني وسكنتْ
فتأملتُ من بعثرتْ أشياءي
بعين حانية فمسحتُ على زواياها حتى ...إرتوتْ
من معين ملمسي على مسامها ....المزدهر
فسرحت عندها وأبتسمت
وارتبكت طويلاً وخجلت
وقلت سأكلم هذه المخلوقة
وسأبوح لها
وسأكسر أطواق خجلي
ولكن كيف
سأتكلم مع من حضنت فؤادي ...وانمحت
أو كيف سأهمس..؟
لهذه النجمة الجميلة حفيدةً ...القمر
فسمعت ضحكتها
ولكن لا تذهبوا بعيداً
إنتظروا ياسادة ...فضحكتها
ليست ضحكة كالتي نعرفها
ولا صوتها القادم نشاز
يدمر الاوتار بمخالب جارحٍ... كالصقر
بل هي همسة ذات رنين
مع آآآهاااات.... نديّة
تسللت كحبات ...المطر
المنهمرة من أعالي السُحب
فأنسابت ...رطبة ..ناعمة
على سفح وجه يُشبّهُ ...بالقمر
والتشبيه هنا ياسادتي خاطيء
فوجه نجمتي لايعلم حسنه الا خالقه
وقليلٌ مِن ....البشر
فلا القمر...يجاريها
ولا النجوم الاخرى... تحاكيها
ولا السُدم والافلاك... تدانيها
لأنها الهمتني كيف أجلس
على الحواشي وكيف اتعلم...المُناغاة ....والسهر
وكيف أشتاق
لأنتظار مرورها مع بريقها
كأنسياب مياه المساقط في.... النهر
فلولا النهار ياسادة .....ما كان
هناك عِشق وعاشقٌ وعُشّاق للنجوم ....والقمر
ولولا الوسامة
ما كان هناك تعاريج جمال ....مزدهر
ولولا الضحكة المُشِعّة
ما كانت هناك ابتسامة ...آسرة
تُظهِرُ بياض الثنايا في.... الثغر
فيزداد الوجه حُمرة
والخدود لمعان
كإن موسم التُفاح لم ينقضي... ويندثر
فأٌصبت بداءِ الخجل
فخجلت مثلها
وترددت شبهها
وارتبكت امامها
كأني تلميذ بين يدي معلمة
تصفع كل من لا يقول قوافي
في حسن صوتها ....المنهمر
كشلال انغام حيكت بيد فنان ...مُستتر
يلضم الابيات بالقوافي
ولايعلم احد ما أصابه مع إحدى حواريّ ...القمر
فضممتها لأحميها من حُرقة انفاسي
كي لا تتفتت ...وتندثر
فترقبت وهي في حضني
وانتظرتْ خروج مفرداتي بلهفة
كخروج النجوم في وقت.... السحر
فتشجعت وعرفت ما حل بي
في ليلتي هذه
فنطقت وهمست في اذنها قبل أفول النجوم وانبلاج ....الفجر
فوضعت جناحها على فمي وقالت
دعني اقول لك
حين خرجت عن سربي أحببتك
وحين وقعت في حضنك احببتك
وحين همست في أذني أحببتك
ولأجلك احببت سهرك على ... ضوء القمر
حتى تجوالي بين المجرّات
منعني أن أسكن في مكاني....وأنتظر
حتى أرتمي في حضنك
فقلت لها أدخلي في صدري
ففيه الحب والدفء ......والمستقر
فكان
همسي لها وكأني ..... مداحُ للقمر
تقديري لكم اخوتنا الكرام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم اندبها