قصه حقيقيه

يحكى في قديم الزمان ... كان هنالك صديقين متحابين في الله ... وكانا يسكنا بجنب بعض اي انهما كانا جيران لبعض ... كانت حالتهم الماديه تعبانه جدا بحيث لايجدان مايسد رمقهما ... ولم يتركا شخص في المنطقه الا واستقرضا منه او تداينا منه بعض المال ... وقد سئما من العيش وهما بهذه الحاله .. فقرر أحد الاصدقاء ان ينزح من المدينه التي يسكن فيها ويرجع الى الريف مقره الاصلي مع عمامه وخواله ... وفعلاً رجع هذا الصديق وترك صديقه الاخر في المدينه ... وبعد مروره فترة طويله جاءه صديقه في المنام بعالم الرؤيا وكأنه يعاتبه على عدم السؤال عنه ... فلما نهض في الصباح قال لزوجته ان صديقي قد عاتبني البارحه في عالم الرؤيا ...ولابد ان اذهب اليوم الى المدينه لارى صديقي واتفقد اخباره ... وفعلاً جاء الصديق من الريف الى المدينه ليسأل عن صديقه ...ووصل الى بيته القديم الذي تركه فيه قبل ان يرحل عنه ... وسأل عنه فقالو له .. صديقك تغيرت احواله وتحسنت ظروفه المعيشيه بحيث اصبح الان هو الحاكم في هذه البلده ...ولايمكنك الوصول اليه بسبب كثرة الجيش والحراس على قصره ... فجاء الرجل الى القصر وسأل الحارس عن صديقه القديم وقال له ...هل تقدر ان توصلني الى ( فلان ) ؟ وسماه بأسمه الصريح فقال له الحارس ...... ومن اين تعرفه ... فقال له انه صديقي منذ الطفوله وقد فارقته منذ زمن طويل ...واليوم اشتقت اليه كي اراه ...فقال له الحارس ... الزيارات الخصوصيه ممنوعه للحاكم ... فتوسل اليه كثيرا وقال له انني قادم من مكان بعيد ولااقدر ان ارجع ان لم أراه... فقال له الحارس ... اصبر قليلا عسى وان اسهل لك الامر ... وفعلاً وصل الخبر للحاكم فلم يصدق نفسه واخذته الفرحه بحيث نزل من كرسيه وخرج لخارج القصر لاستقبال صديقه الوفي ... وتعانقا مع بعض ببكاء شديد ممزوجاً بالفرحه العارمه التي لاتوصف ... ثم اخذ بيده وادخله معه للقصر واجلسه جنبه ... وبعد ان تكلما مع بعض قال له الفقير ... كيف توصلت الى هذه المكان ؟ فقال له ... لقد حصلت انتفاضه من الشعب بسبب الجوع والفقر وهاجم اهل المنطقه قصر الملك وقتلوه بسبب ظلمه وعدوانه ... وقد رشحوني لاكون انا الملك لكوني اصبت بجروح كثيره وابليت بلاءاً بلاءاً حسناً ... وقال الملك سيكون هذا اليوم يوم تاريخي بمناسبة قدوم هذا الصديق الوفي صديق الطفوله ... وفعلاً اقام الملك حفلة ومأدبة عشاء تكريماً لقدوم صديقه ... ولما انتصف الليل وتفرقت الناس قال الفقي للملك ... كيف وضعك الان ؟ فقال له الملك (( نعمة كثيره عسى وان تدوم )) ... ولما اصبح الصباح قال الفقير للملك اريد ان ارجع لاهلي لان زوجتي وعيالي قلقين جدا ... فقال له الملك ... توكل على الله وسلملي على زوجتك وعيالك وبلغهم تحياتي واعطاه كيساً من الذهب ومبلغاً من المال وقال له ... ان كنت تحتاج لاي شيء فانا موجود وتحت امرك ... فرجع الفقير فرحا مستبشراً لزوجته وعياله ...وبعد ان وصل للبيت ... حكى كل الحكايه لزوجته وعياله ففرحوا كثيرا ... وبعد فتره حاول الفقير ان يرجع للملك لان المبلغ انتهى والذهب كذلك فقرر الذهاب صباح اليوم التالي ... وفعلا شد الرحال وتوجه للملك ...وبعد ان وصل الى القصر سأل عن الملك فقالو له ... الملك الان في السجن وقد حدث انقلاب عليه والان هو مسجون ... فقال لهم اريد منكم ان توصلوني له لكي اسلم عليه وارجع لاهلي ... واوصلوه فوجده بتلك الحاله البائسه وهو في السجن فقال له ... كيف وضعك الان ...فقال له صديقه الملك سابقاً (( نعمة كثيره عسى وان تدوم ))... فرجع حزيناً لاهله بسبب وضع صديقه وكذلك لافلاسه وعدم حصوله على ماكان يتمنى ...ووصل للبيت وحكى لزوجته ... ولكنه قاله لها يازوجتي انا مستغرب من صديقي لعبارة قالها لي مرتين وهي (( نعمة كثيره عسى وان تدوم )) فقالت له سوف تعرف معناها في الايام القادمه ... وبعد فتره ايضاً رجع لصديقه في السجن فقالو له ان صديقك قد اخرجوه من السجن والان هو في البيت ... واوصفو له بيته فجاء له ... فطرق الباب ودخل الى صديقه فوجده مشلولاً وقد فقد البصر من كثر التعذيب ... فبكى على حاله وقال له ... كيف وضعك الان ؟ فقال له صديقه (( نعمة كثيره عسى وان تدوم )) ... فرجع لزوجته وحكى لها الحكايه وقال لها ان صديقي ايضا قال لي نفس العباره وهو الان مشلول واعمى ...فقالت له سوف تعرف في الايام القادمه ... وبعد فتره رجع لصديقه ليراه واذا بقطعة سوداء ملصقة على الحائط قرب الباب كتب عليها ... الفاتحه واسم المتوفي وهو صديقه ...فطرق الباب فاستقبلوه الاولاد بالحزن والبكاء وقالو له انه قد سأل عليه قبل الوفاه ... فقال لهم خذوني لازور قبره وابكي عليه ... فاخذوه ووصل الى القبر وقد بكى بما ساعدته عيونه ودموعه ... وقد رأى كتابة على القبر مكتوب عليها (( نعمة كثيره عسى وان تدوم )) فسأل ابنه الكبير عن هذه الكتابه فقال له الابن ... ياعم ان والدي كان قد اوصاني بأن اكتب هذه العباره على قبره وانا نفذت وصيته ... فرجع لزوجته حزيناً يائساً وحكى الحكايه لزوجته واعلمها بالكتابه التي على القبر فقالت له سوف تعلم ذلك في الايام القادمه ... وقبل ان تنتهي سنة على وفاة صديقه قال لزوجته انني اريد الذهاب لصديقي المتوفي لأعزي اولاده ... وفعلا ذهب ووصل الى بيت صديقه فقال لاولاده اريد ان تاخذوني لابوكم كي ازوره في المقبره ... فقالو له بعد ان بكوا بكاءاً شديداً ... لانقدر ياعم ان ناخذك لأن كل القبور مسحوها من الارض بسبب مجيء احدى الشركات الاجنبيه لأنشاء مشروعاً للدوله ... ولايوجد الان اي قبر في المقبره ... فرجع لزوجته وقال لها الحكايه ... فقالت له هل عرفت ماكان يقصده صديقك في كتابة العباره (( نعمة كثيره عسى وان تدوم )) ... فقال لها نعم ... الان عرفت ماذا يقصد ... اي بمعنى انه حتى في القبر هي نعمة كثيره ولكن للاسف لم نقدر ان نحافظ عليها ....




اتمنى ان تعجبكم القصه


المواضيع المتشابهه:

• قصه واقعيه حقيقيه فاعـتبروا يا أولى الأبصار

دوام الحال من المحال
والنعمة كثيره عسى وأن تدوم
فمن فكر وعرف نعمة الله فإن الواجب عليه أن يشكر هذه النعمة
بالثبات عليها، وسؤال الله سبحانه أن يوفقه للاستمرار عليها
دمت بألف خيرسلام العراقي
في انتظار المزيد والجديد
تحيتى