ويعدّ تييري ماركس أول من ابتكر أطعمة خالية من السكر لرواد الفضاء منذ 10 سنوات، وقد نجح اليوم في صنع معجنات لذيذة دون سكر تقريبًا. ولتتبيل وجبة رائد الفضاء، نجح فريق الأبحاث في تقطير الفلفل، وبتحويل التوابل إلى سائل سيزول خطر تطايرها في ظل انعدام الجاذبية
من أنواع الأطعمة مثل الفواكه و المكسرات و زبدة الفول السوداني و الدجاج و لحم البقر و ايضا العديد من المأكولات البحرية و كلك الحلوى و الكعك، و ما إلى ذلك، كما انهم بالطبع يتناولون المشروبات، و تشمل المشروبات المتوفرة على متن المركبات الفضائية في وكالة ناسا مثلا كل من القهوة و الشاي و عصير البرتقال و عصائر الفواكه و عصير الليمون.
الخضراوات والفواكه إلى الوجبات والحلويات المُعدة مُسبقاً حتى التوابل والكاتشب وكل المأكولات التي تضمن حصول رواد الفضاء على 2500 سعر حراري على الأقل يومياً، ويتم التخطيط المُسبق للأطعمة التي يتم أخذها إلى الفضاء من قبل فريق المهمة ويتم اختيارها غالباً من قائمة من قبل رواد الفضاء أنفسهم، وابتكر العلماء طرقاً فريدة لتعبئة الطعام وتهيئته لأخذه إلى الفضاء
وعند الحديث عن الأطعمة التي يتم إرسالها إلى الفضاء، فإنه يجري تقسيمها إلى مجموعات لتشمل الأطعمة الطازجة كالفاكهة والخضراوات للحفاظ على الروح المعنوية، ويتم استهلاكها سريعاً لمنع تلفها أو تجفيفها للحفاظ عليها لفترات طويلة.
أما اللحوم ومُنتجات الألبان فيتم تعريضها لنسبة مُعينة من الإشعاع لزيادة عمرها الافتراضي والتقليل من مخاطر «التلوث الجرثومي»، هذا بالإضافة للمكسرات والبسكويت وألواح الشوكولاتة المُعبأة ببساطة والجاهزة للأكل، كما يُمكن إضافة الملح والفلفل أيضاً إلى الطعام لكن هذه التوابل تكون في شكل سائل لكي يمنع طفوها بعيداً في ظل الجاذبية المٌنعدمة، فالملح تتم إذابته في الماء، أما التوابل تُذاب في الزيت. ويُعتبر تجفيف الطعام أحد الأساليب التي يتم اعتمادها في إرسال الطعام للفضاء إذ يتم تجميد الطعام وتجفيفه بسرعة بعد طهوه ولا يحتاج الطعام المجفف بالتجميد إلى التبريد ويدوم لفترة طويلة، ولتناوله يضغط رواد الفضاء على الماء في عبوات الطعام، وبعد أن يمتص الطعام الماء يصبح جاهزًا للأكل، كما يمكن لرواد الفضاء أيضاً استخدام الماء الساخن لإعداد وجبات ساخنة لذيذة ومغذية، وتوفر «المكوكات» الفضائية الماء الساخن، وهناك أنواع أخرى من الأطعمة، وتشمل
الطعام المجفف بإزالة الماء منه ويتم تحضير هذا النوع بإزالة الماء منه تماماً فيُصبح أصغر حجماً وأخف وزناً وأطول عمراً، وقبل تناوله يقوم رائد الفضاء بإضافة الماء إليه مُجدداً ليستعيد حجمه وخواصه، مثل المعكرونة والبيض المخفوق.
الطعام المتوسط الرطوبة وهنا التحضير يُشبه تحضير النوع السابق مع الإبقاء على بعض الماء ومن أمثلته شرائح لحم البقر والمشمش المجفف.
الطعام مستقر الحرارة، وهذا الطعام تتم معالجته كما على الأرض بحيث يمكن أن يظل صالحاً لتناوله في درجة الحرارة العادية مثل التونة المُعلبة
أما بالنسبة للمشروبات الأخرى كالشاي والنسكافيه والعصائر فيتم تجفيفها والاحتفاظ بها في شكل مسحوق في أكياس خاصة، ووضعها في حقيبة وبهذه الطريقة يمكن لرواد الفضاء الشرب مباشرة من الحقيبة بعد إضافة الماء، وقد حظرت ناسا استهلاك الكحول في أي مهمة فضائية، لأهمية أن يكون رواد الفضاء الذين يعملون في المركبة الفضائية في حالة تأهب وقادر على الاستجابة بسرعة لأي طارئ.
الطعام في الفضاء Space food هو مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية التي أنشئت وصممت خصيصا للإستهلاك من قبل رواد الفضاء في الفضاء الخارجي. الطعام في الفضاء له متطلبات محددة مثل توفير التغذية المتوازنة للرواد في الفضاء، سهولة إستخدامه وتخزينه، قابلية التحضير والإستهلاك في بيئة قليلة الجاذبية. في السنوات الأخيرة، تم استخدام الطعام في الفضاء من قبل مختلف الدول المنخرطة في برامج فضاء، كوسيلة لإظهار ومشاركة هويتهم الثقافية وتسهيل التواصل بين الثقافات .
يمثل تناول الطعام في الفضاء بعض التحديات الفريدة لرواد الفضاء، والسبب هو أنك إذا ألقيت قطعة من اللحم فإنها سوف تطفو وتنجرف حول مركبتك الفضائية، أما فكرة شرب الماء في كوب فإنها مستبعدة كليا حيث أن الماء لا يبقى في الكوب بل إنه أيضا سوف يطفو ويعلق في الهواء.
وللسماح لرواد الفضاء بالبقاء في الفضاء لمدة أيام أوأسابيع، قام العلماء بابتكار طرق خاصة لتعبئة وتغليف الأطعمة التي سيتناولها رواد الفضاء أثناء رحلاتهم، وفي بداية غزو الإنسان للفضاء كانت هذه الأطعمة لينة شبيهة بشكل كبير بالأطعمة المعدة للأطفال، ولكن بدلا من وضعها في زجاجات أو علب كانت توضع في أنابيب مثل معجون الأسنان.
ولأن التركير في البداية كان على أمثل صيغة لهذه الأطعمة فإن طعمها لم يكن مستساغا أو بعبارة أخرى لم تكن لذيذة، ولذلك فإن رواد الفضاء عادة ما كانوا يعزفون عن تناولها ولذلك كانت أوزانهم تشهد انخفاضاً كبيراً خلال الرحلات، وحفاظاً على صحة هؤلاء كان على المختصين البحث عن صيغ أطعمة ألذ.
على سبيل المثال، أصبح جون جلين رائد الفضاء الامريكي الأول الذي يتناول الطعام في الفضاء حيث تناول عصير التفاح من أنبوب الألومنيوم خلال مهمة الفضاء ميركوري 1962، ولم يكن لذيذا جدا.
وبعد العديد من التجارب تمكن العلماء من تطوير الذ الأطعمة و أسهلها للأكل اعتمادا على تقنية التجميد و التجفيف والتي تسمح للطعام بالحفاظ على نكهته فترة طويلة، ويمكن لرواد الفضاء استخدام الماء الساخن لإعداد وجبات الطعام الساخنة اللذيذة والمغذية، أما بعض الأطعمة المجففة بالتجميد، مثل الفاكهة، فإنها يمكن أن تؤكل جافة.
وبفضل التطور الذي عرفه تجهيز الغذاء لرواد الفضاء، أصبح الوضع اليوم أفضل بكثير، حيث يتم إعداد قائمة متنوعة من الأطعمة التي يمكن لرائد الفضاء أن يختار منها والتي تشمل السلطات والأطباق المختلفة، والتي تتم معالجتها حرارياللحفاظ عليها، كما يتم تجهيزها بشكل يمكن رواد الفضاء من تناولها بالملعقة.
كما أصبح بإمكان رواد الفضاء أيضا استخدام التوابل، مثل صلصة الطماطم والخردل والمايونيز، وكذلك الملح والفلفل والتي يتم تجهيزها ل استخدامها في شكل سائل.
أما المشروبات فهي تجفف وتخزن في شكل مسحوق في أكياس خاصة، تحتوي على فتحة خاصة تسمح لرواد الفضاء بالشرب منها مباشرة، ولمنع طفو المأكوالات و الأواني يضع رواد الفضاء حاويات المواد الغذائية على صواني خاصة مجهزة بسحابات الفيلكرو، حتى يتمكنوا من الاستمتاع بتناول وجبة أثناء الجلوس.
ويضع خبراء التغذية خطة وجبات رواد الفضاء للتأكد من أنهم يحصلون على جميع العناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجونها لأداء عملهم المهم في الفضاء، إذ أن بعض رواد الفضاء يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي بعد بقائهم في الفضاء لفترة طويلة، ويعتقد الخبراء أن سبب هذه المشاكل قد يعود إلى انخفاض في عدد البكتيريا “الجيدة” في أجسامهم.