من أين عاد وجهك إليّ هذا المساء ؟
كيف أطلّ وسط هذا الحزن الخريفي ؟
أكتب إليك وخلف شباكي تبكي السماء ..
وفي ذاكرتي صور كثيرة لنا في كل المواسم ..
تصوّرت قبل اليوم أنني قد أستقبل الفصول معك ,
يبدو أنني سأظلّ أستقبلها وحدي ,
لا زلت أجوب شوارع التاريخ !
أبحث عن وجهي الضائع الملامح في وجوه السواح والغرباء ..
في وجوه الثوار والزعماء ,
في غربتي الكبرى يحدث أن أجمع أحزاني على كفيك وانتظر المعجزة ,
أن أزحف معك على الأرض الطيبة !
وأسقط الى جوارك متعبة ..
أيمكن لقلبك أن يحملني عندما يجب أن يخف الحمل !
أيمكن أن نحقق هناك كلّ الأحلام التي لم تكتمل ؟
كم كنت حزينة بعدك ,
ولكن صورتك وحدها سافرت وعادت معي ..
صورتك وحدها نامت معي في فنادق العالم !
ذات مرة أتاني صوتك من بعيد ,
كنت سائحة غريبة في بلد غريب ,
حاولت أن اراك كما أردتك أن تكون ,
وكانت سماء حيفا ماطرة ..
ولم أكن هناك فحسدتك .
- أيلول 1973
أحلام مستغانمي