~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||
|
|||||||||||||||
قصة المنقرض
كان قلبًا يتحرَّكُ على قدمَيْن، مثاليته المفُرطة وحساسيته لم تجعلا له صديقًا، جعلتا الجميعَ يلقِّبونه بالمنقرض! وكأنَّه جاء في زمنٍ ليس زمنه، فالنَّاسُ حوله لا يتكلمون بمثل حديثِه، وإذا حدَّثهم لا يُصغون وكأنَّه يتحدث بلغةٍ أخرى لم تصل إليهم بعد. هل هو المختلفُ أم هم؟ وحين شقتْ عليه الإجابةُ، وتعسر الفَهم؛ صادقَ نفسَه النقية وروحَه العذبة، فانفرد بكتبِه؛ رافق السطورَ، واصطحب المعاني، وانشغل بالأفكار. كان صاحبُه كتابًا، وحبيبته عصفورة وادعة، تحطُّ كلَّ يوم على نافذته لتجد الحَبَّ والسُّقيا والحُب، فتطيل المُكوثَ عنده؛ تُغرِّدُ في أذنيه، فيطرب ويستقبل يومَه بوجهٍ باشّ، أمَّا جارتُه الحميمة فكانت شجرةً طاعنة في السنِّ؛ تتدلى فروعُها المتشابكة، كأنها تحتضنه باشتياقٍ، يرويها على مهل كلما أزاحت الشمسُ يديها عن عينيها الجميلتين لتبتسم في وجهِه وتبهج صباحَه، هكذا كانت نظرتُه للحياةِ؛ روض، وألوان زاهية، وكون مبتهج، ووجوه جميلة تتزاحمُ في خياله الذي لا يتسعُ إلا لكلِّ جميل. وحين طال غيابُه عن الأنظارِ، ورأى جيرانُه شجرتَه العجوز تتساقط أوراقُها؛ راحوا يطرقون بابَه ليجدوه ممددًا في صالةِ منزله، على شفتيه ابتسامة، وفي يده كتاب، وفي اليد الأخرى وردة ذابلة، أبت إلا أن ترحلَ معه. 💠💠💠💠💠💠💠 مما قرأت |
كاتب الموضوع | اميرة الحب | مشاركات | 6 | المشاهدات | 82 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 5 (إعادة تعين) | |
, , , , |
|
|