خواطر في فنجان قهوة

يستهويني بعض الشغب في قعر الفناجين ..
ليثير إبتسامة تختبيء خلف ظلال .. من فتور ..
فتقودني الحروف قسراً ..
لأبعثر قطرات القهوة المتساقطة عنوة ..
و أعيد ترتيب إنسكـــــابها كمــــا أتخيله ...

مع فنجان ألسبت ... آخر أيام عطلة نهاية الأسبوع ...
بقي باقي اليوم ونبدأ للإستعداد لأسبوع عمل حافل ...
أود الركون مع فنجان قهوة أسود .. بلا سكر ... وأستجمع الأفكار ...
حين يلامس أطراف لساني بمرارته ... أتلذذ به وكأنه الشهد ...
مزاجي لايعتدل إلامعها ... وبها

إشتاقت حروفي للإنسكاب على سطور المتصفح ...
كما تنسكب القهوة حين ترتجف اليد الممسكة بالفنجان ...
لتتكون نقاط ذات حوآف مميزة لآ تشبه إحدآها ألأخرى ..
برغم أنها من ذات الفنجان .. و نفس القهوة !!
ولكن المسافة و قوة الحركة هي من يتحكم بالشكل ..
هكذا هي المشاعر في كل إنسكاب هي ذات شكل مختلف ..
بالرغم من أنها من ذات النفس و لذات الشخص ..
ولكن ما يحيط بها من تفاعلآت مكانية و زمانية و ردات فعل ..
هي من يشكل إنسكابها ..
جمــــــــال لوحــــات من مشـــاعر ... لآ يماثلها أي جمــــال ...

نحاول الخروج من أجواء الرتابة والروتين
فنجد أن الجو لايسمح بالخروج ... نضطر للبقاء في ألبيت ..
نحاول الكتابة... فلا نجد ما يحفزنا للكتابة لنرمي بالأفكار جانباً ...
ونستسلم لهذا الشعور
بقي أمر واحد ...
هو الأحرى بزوآل تلك الرتابة والكآبة والملل ...
ألبقاء في البيت ... والدخول للشبكة العنكبوتية ...
مع فنجان قهوة هذا المساء ..
هنا أعتقد أن الوضع سيتغير ... وأكاد أشعر به
أمام شاشة الكمبيوتر ...وفنجان القهوة بجانبي ...وأفكار صادرة وأخرى وآردة
من تلك على هذه يتبدل الحال ... عل وعسى أن يكون تبديله للأفضل أو بالأحرى لما نود ..
لاغنى لي عن القهوة فهي بحق تساعد على التكيف مع الأجواء التي يريدها ألإنسان
مرارتها بمذاقها ...
يجعل منها سحراً قادراً على خلق جو لطيف يريح المخ من تعب التفكير ..

يخيّل لي أحيانا أن الحلم إن لم يكن هكذا فلا حاجة لنا به ..
كم أتمنى أن يشاطرني في كلماتي ..
موسيقار .. فنّان ( رسام ) ..
لأنثر لهم الكلمة ... وعليهما النغم والرسم ..
لنشكل مثلثاً مترابطاً لاغنى لأحدِنا عن ألآخر ..
أكتب مشاعري ... ليعزفها الموسيقار ويرسمها الرسام ..
حتى يقرئها ... الذي لايعرف القراءة من خلال اللوحة المرسومة ..
ويسمعها بعينيه من لا يسمع بأذنيه ..
ويراها بسمعه من لايرى بعينيه ..
لتكتمل كل مقومات الترجمة وتصل لكل الطبقات والقدرات ..
لا لشيء ... إلا لأن تكون في متناول كل قلب ...
يشاركني ألإحساس ليكون حال العالم كله كـ نحن ..
لا أعلم ..!
هل هو تغريد خارج السرب ...
أم جنوون مستحق ...
أم هي أضغاث كلمات تتزاحم لكي تخرج فقط ..
ألأكيد أنه سيكون في قلب هدوئي تعريف لهذا كله ...
فهي من تعرف يقينا تعريف هذه الحالة ..
قهوتي ... نديمتي ... بمذاقها ونكهتها ولونها أحبها

حلوالصباح لصآر يجمع لك آثنين

قهوة مزآج و طيف شخص تحبه

تفوح رآئحة البن بقوة
أصبح الناس مرتبطون بالقهوة بشكل غير عادي ..
لايستطيع إنسان التظاهر بحبه للقهوة لمجرد التظاهر ..
مرارتها وحتى تحليتها لايستسيغها إلا من يعشقها ..
فــــ لونها دآكن و طعمها مر ومع ذلك لها عشاق كثر ..
أشبهها بالحب ، رغم أن العاشق يتألم لفراق من يحب ويحترق بشوق لغياب من يحب ..
إلا أنه يتلذذ بكل هذا ويعيش أجمل وأروع لحظات حياته عندما يلتقيان ..
ولحظــــــــات دفء في مســــــــــــــاء رآئـــــــــع ...

رحيلٌ عبر اذرع دُخَان الأبخرة .. ألمنبعث من دوائر الفنجان ...
هي منعطفات شارع الزمن ... والعيون ترمق الرؤى ..
تستيقن البيان ... تستعطف الوجدان ... نقية كأنها الصفاء ...
ما أعمق الدوائر ... التي غَرِقت بها قضيتي ...
وضاعت بينها ... وجهة المصير ...
فكيف لي أن أغيب عن وجداني ... ؟؟؟ .. في مسائي والبكور ...
ليلاي ...
لعلها الأماني ...
أخشى أن يتوه ... فوق جسرها المكان ...
و أن تكون ثوآبت الرجاء ... رآحلة مع طوآبير الصعود ... إلى مزالق الهوان ...
إني أراها في زوايا الرجاء السحيق ...!!!!
كلما تناولت فنجان قهوة ...
صوتٌ يهتف ...
ورغبة تغزو أرواحنا إلى دفء ألأصدقاء ..
وكلمــات تحلو بها الفضفضة ... ويجمعنا ... فنجــــــــان قهوة ......

حكاية فنجان ... أصبحت كـــ مسلسل تركي لاتنتهي حلقاته ...
ولن تنتهي إلا برغبة مني ...
إرتباط قوي بيني وبين ذلك الفنجان ...
فمنذ أن يبدأ يومي لا أفكر إلا به قبل كل شي
وكأن المزاج منتظراً حتى أول رشفة منه ... ليس بغريب ...
هذا مايحصل مع الجميع ولكن مايختلف هو ... نكهة البن ...
ولا أعني البن فقط فـــ من يشاركني الفنجان يجعل له نكهة مختلفة
تزيد قهوتي لذة ...
أسعد الله صباحكم

حين أرتشف قهوتي

أشعر بنشوتي ... وتسموا وتزهو فرحتي

يا فنجان قهوتي

أرى فيك عشقي

أرى فيك رونقي

فبيني وبينك أسرآر ... وأسرآر ... وأسرآر

وبقــــــايا أحــــــــــــــــلام كثيرة ...