من استطاع ان يتسع كتفه لمدينة مائية ليحملها على اكتافه ..
قادراً ان ينثر لنا من المشاعر مايجعلنا نذهب
بعيداً حيث اللاوعي .. وحيث اللآلم .. وحيث السعادة .
يقيني يحدثني دائماً انني امام قلم مختلف , وفكر محترف , واسلوب منحرف.
ثم مزقتني في نهايته
أتعرف كيف يكون وقع الصدمة عندما يقع موت الفجأة قريباً منك ؟
أتعرف ؟ بالتأكيد "لا"
أنا اذوق طعم هذا الشعور، واتجرع السم الذي دسيته لي في كلامك
أنت تصطاد، ستبحث عن أنثى اخرى لتصطادها.. تمزقها، ثم تتركها بلا انذار سابق،
ولا سبب.. تتركها معلقة أمام سهام الحسرة التي تصيبها من كل جانب!
تباً لك..
انا اصرخ بلا صوت!
في الحقيقة أنا لا اتقمص أدوار ولا أمثل هنا، أنا اروي قصة تفجرت احداثها داخل صندوق بريد بدأت فيه الرسائل تُصاب بالذبول، و تضمر !
قصة الولد صاحب الحظ العاثر، و الفتاة الحالمة التي تعثرت في بداية الطريق.. الفتاة التي قررت أن تجرب الحب قبل أن تجرب الروج، و الميك أب، و تحديد الحواجب ؛!
كل الأشياء فيها طبيعية، الشيء الوحيد فيها غير الطبيعي هو أنها خطت خطوة أولى تجاه رغباتها و نزواتها رغماً عن أنوف قريناتها في الجامعة اللواتي قمن بنصحها عدة مرات، و أن هذا الطريق هو الطريق الوحيد الذي تنبت فيه السكاكين الحادة بشكل رأسي.. و تتساقط فيه كرات اللهب كما تتساقط قذائف المدفعية على الجيوش التي بدأت تنسحب من ميدان المعركة بشكل مفاجئ .!
في البداية لم تفكر إطلاقاً أن حبها الأول معركة ، و في النهاية لم تأبه لخسارة المعركة الأولى .. هي فقط قررت أن تخوض غمار التجربة، ربما أرادت أن تكتب في مذكراتها الجامعية شيء عن مغامراتها، ربما أرادت أن تخبر زميلاتها أنها كانت في أحد مقاهي مدينتها التي تقطنها ليلة البارحة في موعدٍ أول!
... حسنا ً
لن نستبق الأحداث ،
سنكتبها لكم بعد أن خرجت عن سيطرت الطرفين،!
اما ما كان تحت السيطرة فسيبقى كذلك، ربما تكون الأشياء التي حدثت تحت السيطرة هي اشياء غير جديرة بالذكر ؛!
الله يسامحني ويسامحك،
ثم أنا لا اصطاد، ولو كنت كذلك لما فرطت فيك وانا السبب
تأكدي أني لم امزقكِ بتاتاً، ولو استمر الوصال لحدث التمزق الذي يفوق كل الرتوق
كيف عرفتي اني سأصيد انثى جديدة ؟
لن اقول الله حسيبك
فقط الله يسامحك
ربما عليك التأمل أكثر فيما حدث بيننا، وتصور النهاية لإنها حتمية.. هل من الأفضل أن تكون الآن أم بعد فترة ؟
فقط تأملي الموقف واخبريني يا بشاير
بعد شهر كامل من تاريخ آخر رسالة فتح البريد، وهو ما زال يعتقد أنها مازالت مُصرّة على بقاء العلاقة بينهم كما كانت، فتح البريد وهو يعيش الحيرة و التردد .. هل يطيع هوى نفسه أم يطيع "تأنيب الضمير" الذي دفعه لإتخاذ قراره الأخير.. قراره الذي فجرّه من تحت أقدامها .. قراره الذي حطم به نفسه قبل أن يحطم بشائر .. قراره الذي عكّر الماء الصافي، ولوّث التربة الخصبة التي تشاركا في حرثها وسقياها .. !
لم يكن "طنف طفي" اقل بؤساً من "بشائر" هو عاشق، و في ذات الوقت هو من اتخذ القرار، لم يكن لبشائر سبباُ مباشر أو غير مباشر في اتخاذ القرار .. هذا القرار لم يكن وليد اللحظة.. إنه قرار تصالحي بالدرجة الأولى بين طنف و بين ذاته !
وهو قرار مؤجل ..
مؤجل منذ زمن .. لقد عمد لإخفاء هذا القرار عنها، لإنه كان يعتقد أنه لايستطيع أن يتخلى عنها، لا يستطيع أن يسرق الضحكة من فمها، لا يستطيع أن يصوم عن سماع صوتها.. لايستطيع أن يمتنع عن الرد على أبيات الشعر التي تكتبها في المساء و ترسلها على جواله في الصباح ..!
لا يعتقد أنه سيكون يوماً ما في العمل بدون بيتين شعر !
هو يعلم أنه سيدفع الثمن باهظ، و ان الثمن سيكون غالي .. ولكنها الحقيقة باتت ماثلة أمامه، يدير وجه إلى الجهات الأربع و مازالت الحقيقة تدور امامه.. يراها في كل زاوية .. اتخذ القرار بشكل خاطئ، و قتل الطفل في داخل "بشائر" ربما أسوأ عمل قام به هو فشله في طرح الحقيقة بشكل طبيعي امام "بشائر" ومحاولة مناقشتها الأمر، و اقناعها !
كان طنف بدائياً ..
بدائياً
بدائياً
عندما فتح البريد وجد هذه الرسالة بعد شهر كامل ..
المرسل / هي
العنوان "+عاجل"
التاريخ 24/11/2009
،
لاأعلم ماذا أقول بالتحديد ..
لا أُخفيك أنا جداً مُتعبة ، أعيش صراعاً مرهق جداً ، أنا أضيع ،
وربك أضيع ،
قتلت كل شيء فيني
لاأعلم ماذا أقول
وأن كنت ترى مرسولي أو لا
أنا جداً مُتعبة
كن بخير لأجل حياتك
وفقك الرحمن
،
توقيع :
... انا من نقل البندقية من كتف إلى كتف ،!
التعديل الأخير تم بواسطة بيتر ; 04-07-2015 الساعة 01:16 PM
إلا أن إجتلاد أشياء كثيرة في جوفي، وتصادم المبادئ خلقت لي نوع من الإرهاق النفسي منذُ ثلاثة أيام! نحن بشر معرضون للأخطاء و الزلات يا بشائر.. أجدني اغرق في معاتبة نفسي كثيراً، اجدني لا أستطيع أن انفك من عقدة الذنب، و كِبر الخطيئة!
...لا أود أن اخرج وإياك من الجنة التي حبانا الله بها..راحة الضمير، و العيش بسلام! صحيح أن الفقد والخسارة وقعها كبير على النفس، الذين احببناهم، والذين منحونا قلوبهم وتركوا مشاعرهم تطير في فضاءاتنا.. بتاتاً لا يسهل علينا تجاهل ذلك، بتاتاً لا تسهل علينا المكابرة، و مصادمة رغباتنا و احتياجاتنا.! ولكن عندما نمعن التفكير نجد أن ألم مقداره ساعة أو يوم أو شهر أو ربما سنة، وقد تطول المدة أكثر من ذلك أهون بكثير من التردد والإحساس بعقدة الذنب.!
يا بشائر أنتِ انسانة راقية جداً، انسانة جميلة، حسناء.. فيكِ من جمال بنات الأرض ما يرجح بهن الكفة، و يخلف كفتي الميزان في صالحك، أنسانة أديبة مرهفة حس، وشاعرة.! قد لا تحتاجين كل هذا الكلام، ولكن لابد لي أن اخبركِ بما اجده فيك..ليس لأجل أن يكون ذلك عذراً أو هروباً.. ولكن كي تعلمي يقيناً أن معاناتي أكبر من كل الأشياء الجميلة فيك.. لا أود خسارتك، ولكني اغرق.. اخسر نفسي.. و قد اكون سبباً مباشرة في كبوتك، أو احداث مكروهاً لكِ و لي انا كذلك، ليس عن قصد.. إنما هي نتيجة حتمية للسير في هذا الطريق.!
يا بشائر عزائي الوحيد فيك كوني اتخاطب مع فتاة لها من العقل ما يجعلني على يقين تام بأن تصادمي مع ذاتي و خوفي على مستقبلي ومستقبلك مجرد سحابة صيف عابرة ما تلبث حتى تزول! أعلم انكِ رابطة الجأش قوية العزيمة.. فقط كل ما اتمناه منك من عينيكِ الجميلتين من قلبك الأبيض أن تسامحي ما أسلفت وما قدمت في حقك..! اتمنى أن تستري الجميل و القبيح وما كان للشيطان فيه طريق.! و أن تتفهمي ألمي و معاناتي..!
صباح ذلك اليوم كان مختلفاُ جداً .. كان جدياً أكثر من كل ما مضى من أيامي، حتى خيّل إليّ أن شروق الشمس كان فارقاً جداً عن بقية الأيام، قبل الصباح كان المساء ينسكب انسكاباً، وكأنه يصب في هذا الكون صبا.. كنت اسابق الوقت، حتى أنه عندما أذن الفجر، شككت بأن الفجر قد تقدم عن موعده، و سبق أوانه .. لم أكن أعتقد أن هناك أحداُ أسرع مني في الكتابة.. حتى أنهمرت عليّ رسائلك ك المطر.. لا تتوقف، لا تتوقف.. كانت رسائلك توحي بشيء مختلف، و طريقة مختلفة في محاداثات الماسنجر .. بالفعل كنتِ "مُفبركة.." الأسم الذي لقبتي بهِ نفسك ؛!
كل الأشياء ، و الأحداث حولي باتت مفبركة..
.
.
كوني كما أردت لكِ انا ، لا كما أردتِ لنفسك ؛
(وردة) (وردة)
طنف
أنتهت الرسالة ؛
[/justify]
توقيع :
... انا من نقل البندقية من كتف إلى كتف ،!
التعديل الأخير تم بواسطة بيتر ; 04-07-2015 الساعة 01:16 PM