بعد أن طلبت زوجته الطلاق منه قال :
- " أنا لا أفكر بالأمر كطلاقٍ فحسب ، بل بعجبته !!
امتزجنا تماماً وجمعنا بيتٌ واحد وتقاسمنا رغيف الخبز ،
صاروا يسموها باسمي فيقولوا إنها زوجة فلان! وأنا زوجها !
وهذا بيتهم
غرفتنا ، مطبخنا ، ما نحب وما نكره ، كبائر الأمور وأصغرها ،
من شمّاعةِ الملابس التي نعلق عليها حاجياتنا بالقرب من بعضها ، إلى خزانة الاحذية ، و اكواب القهوة المصطفة قرب بعضٍ بعناية
إلى ذائقة الموسيقى التي نختلفُ عليها في السيارة ، فنتفق أن يكون دورها أولا ..
والاحلام المشتركة ، صغارنا واسمائهم ، مدارسهم التي عزمنا تسجيلهم بها ، لون جدران غرفهم ،
حتى المنبه الذي بهاتفها عند السابعة لتوقظني على موعد عملي
و صورها التي تلتقطها بهاتفي لجودة كاميرته..
و الحديث عن المشيب...
ونيتنا بالهرب من أولادنا آنذاك وصخب تجمع الأحفاد في بيتنا كبيت الجد ، إلى حيث الريف ، لنموت معاً هناك
كيف يمكن أن يتفكك هكذا كل شيء؟
لكلّ بيته ، لكلّ اسمه ، لكلّ كوب قهوته ، و ثلاجته ، و قائمة اغاني خاصة به؟
و لكلٍ مستقبله ايضا
وسيكون لزاماً علي حذف صورها ، و ستحذف هي قائمة منبهاتي !
ميعاد عملي ، ميعاد ادويتي !
كيف تنتهي كل تلك الأشياء المشتركة
ليحاول كلّ منا أن يمحو ذاك الكم الهائل من الذكريات من ذهنه
ويكمل حياته... كأنها لم تكن !! ؟ "