لطائف تربوية من الشيخ محمد المنجد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد
فهذه لطائف تربوية تهم الجانب التعليمي للمعلم والمتعلم سواء كان ذلك من خلال العمل الرسمي في التعليم او التعليم في البيت وغيره فهو كلام عام لكل معلم ومتعلم
ونسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
كما نشكر الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله على هذه اللطائف نسأل الله أن يجعلها في مزان حسناته
قال بعض السلف : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل
ففي بدايةكل عمل وكل عام يتجدد التذكير بالنية التي تحفظ هذا العمل من ذهاب الأثر في الدنيا والأجر في الآخرة
والتربية والتعليم خير ما ينتظر أثره وثمرته في الحياة ويرجى ثوابه وأجره المستمر بعد الرحيل
قال ابن القيم رحمه الله : أنفع الناس لك رجل مكنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرا ، أو تصنع إليه معروفا ، فإنه نعم العون لك على منفعتك وكمالك ، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر
من كتاب الفوائد
تشبيه المتربي بالأخيار في شيء من صفات خلقته أو طبائعه يغرس في نفسه التعلق بهديهم ، وحب اللحاق بهم
قال الإمام الذهبي في معجم شيوخه عن البرزالي : " وهو الذي حبب إلي طلب الحديث ، فإنه رأى خطي فقال : خطك يشبه خط المحدثين! فأثر قوله في نفسي "
وأنت ترى الإمام الذهبي علما في أهل الحديث
فاربط ولدك أو تلميذك بالصالحين في كنيته أو اسمه أو صفته
إن لمطابقة أفعال المربي لأقواله واقتران علمه بعمله أهمية كبرى في حياة النتربي
فمن خلال القدوة تتجلى الأفكار وتترسخ القناعات
أما إذا تخلف الفعل عن القول فإن المتربي سيتمثل الأقرب إلى هواه ومشتهاه
ويعتاد التمني والتحلي بما ليس عنده
ويبرر أخطاءه من خلال تقصير القدوات
وقد قال شعيب لقومه : وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه
يحرص المعلم في الأسابيع الأولى على تحديد واضح وصريح لأسس وقواعد العلاقة بينه وبين الطلاب
وأيضا بين الطلاب أنفسهم أثناء وجوده معهم في الحصة أو غيرها
وذلك من خلال المناقشة والحوار وتلخيص ذلك في نقاط محددة يتفق عليها شفويا أو تحريريا
مما يكون له بالغ الأثر في حسن العلاقة فيما بعد ذلك