~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 324
عدد  مرات الظهور : 1,673,325


عدد مرات النقر : 324
عدد  مرات الظهور : 1,673,325

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج العـــامـ > وهج التعليمي
وهج التعليمي ما يخص المناهج التعليمية والثقافات الاجنبية
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-18-2013   #31


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح الثاني عشر: كثرة الصلاة

المسألة الأولى: فضائل كثرة الصلاة

عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة ثم لقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ما قال لي ثوبان (مسلم)
وعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي سل فقلت أسألك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود (مسلم) .




 
 توقيع :


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #32


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المسألة الثانية: مفهوم كثرة الصلاة

إن كثرة الصلاة يكون بأمرين معا:
الأول : كثرة الركوع والسجود أي عدد الركعات وهذا يتحقق بدوام الصلاة .
الثاني: كثرة القراءة والتعظيم والتضرع، ويكون هذا بطول الصلاة .
وبهذين الأمرين جاءت النصوص ووقع بين العلماء خلاف في أيهما أفضل هل طول القيام وكثرة القراءة، أو كثرة الركوع والسجود، والتحقيق أن كلا الأمرين مطلوب، ومن المعلوم أن طول القيام يترتب عليه طول الركوع وطول السجود هذا هو المحفوظ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن تيمية : تنازع العلماء أيما أفضل كثرة الركوع والسجود أو طول القيام أو هما سواء ؟ على ثلاثة أقوال عن أحمد وغيره : والصحيح أنهما سواء، القيام فيه أفضل الأذكار، والسجود أفضل الأعمال فاعتدلا ؛ ولهذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدلة يجعل الأركان قريبا من السواء وإذا أطال القيام طولا كثيرا - كما كان يفعل في قيام الليل وصلاة الكسوف - أطال معه الركوع والسجود وإذا اقتصد فيه اقتصد في الركوع والسجود"اهـ
وأما كثرة السجود مع التخفيف والتطفيف فلا تحقق مقاصد الصلاة ، وهذا يفسر شكوى بعض المكثرين للصلاة من عدم خشوعهم فيها وعدم تحقق ما وعد الله المصلين من القوة والثبات واليقين والصبر والنصر والبركة في الحياة ، أما من يجمع بين الأمرين حسب ما ورد تفصيله في السنة فهذا الذي يستفيد من صلاته.
لا يصح أن يفهم أحد أن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كثرة الصلاة يكون بالعدد مع إهمال المفاتيح الأخرى ، فالبعض مثلا لما سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة فهم أن المقصود العدد فصار لا يزيد على إحدى عشرة ركعة لكنه يصليها باستعجال في دقائق معدودة ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها في أربع ساعات على الأقل وربما زاد إلى ست أو سبع ساعات في بعض الليالي.
فليست العبرة بالعدد بل مع العدد لا بد من الكيف والصفة فقد كان من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل طول القيام وكثرة التعظيم والثناء على الله تعالى وطول السجود وكثرة التضرع والمناجاة لله عز وجل، فإن أطاق المصلي مثل هذه الركعات واستغرقت مثل وقتها فهذا هو عين السنة ، وحين يعجز المصلى عن ذلك فعليه بما يطيق، وأن يتفوق الليل تفوقا، أي يوزع صلاته على أول الليل ووسطه وآخره وأن تكون ركعاته بقدر ما يطيق في الطول ، ولا عليه إن زادت عن إحدى عشرة أو نقصت.
يقول الله تعالى في صفة المتقين المستحقين للجنات والعيون : "كَانُوا قَلِيلًا مِنَ الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ" الذاريات: ١٧ ، وخير تفسير لهذه الآية هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم نصف الليل أو ثلثيه ، فمن صلاة الليل: صلاة المغرب وصلاة العشاء وسنتهما الراتبة ، ثم كان ينام بعد العشاء في حدود ثلاث ساعات ليقوم بعدها يصلي إلى الفجر ، وربما في بعض الليالي يصلي بعد العشاء ركعتين ثم ينام ، ثم يستيقظ فيصلي ثم ينام ، ثم يستيقظ ويصلي إلى الفجر ، فالمهم أنه كان لا ينام من الليل إلا قليلا .
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أكمل وأعلى من صلاة دواد عليه السلام الذي كان ينام نصف الليل ثم يصلي ثلثه ثم ينام سدسه ، فهذه مرتبة أدنى من مرتبة صلاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس معنى قوله صلى الله عليه وسلم أنها أحب الصلاة إلى الله أنه لا يشرع غيرها أو لا يوجد أكمل منها ، بل فعله صلى الله عليه وسلم لا يخالف قوله ، فقد أخبر أن أحب الصيام إلى الله صيام داود ومع هذا لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه التزم به بل كان له هدي خاص في صيام التطوع مفصل في مواضعه من كتب أهل العلم ، المقصود أن تفسير قول الله تعالى :"كَانُوا قَلِيلًا مِنَ الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ" الذاريات: ١٧ ،هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل وهو ما وصفته، والوصول إلى هذه المرتبة يحتاج إلى مجاهدة وإلى قوة إيمان تحتاج إلى تدرج وتمهل وصبر ومثابرة.





 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #33


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المسألة الثالثة: دوام الصلاة
يقول الله تعالى "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلَى غَسَقِ الليْلِ وَقُرْءَانِ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78)وَمِنَ الليْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"الإسراء: ٧٨ - ٧٩ بينت هذه الآيات أن الصلاة تكون على مدار الساعة وأن المحافظة على ذلك يكون سببا في نيل المقامات العالية يوم القيامة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار (البخاري عن ابن مسعود) ، ومعنى الحديث: أن كل ما في هذه الدنيا لا يستحق أن يتنافس عليه وأن يبذل فيه الوقت والجهد إلا أمران : الأول: دوام الصلاة، الثاني: دوام النفقة .
وهذان الأمران اقترن ذكرهما في القرآن كثيرا، ذلك أن عليهما مدار القوة والنجاح في الحياة ، فالعلم والمال هما ركنا النجاح في أي أمر من أمور الحياة.
يقول الله تعالى:"إنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(19)إذَا مَسَّهُ الشَّرُ جَزُوعًا(20)وَإذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(21)إلَّا الْمُصَلِّنَ(22)الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(23)" المعارج: ١٩ - ٢٣ ، هذا خبر من العليم الخبير ، خالق هذا الإنسان ومدبره ، ينص على أن الإنسان كل إنسان خلق هلوعا؛ إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين ، وليس كل المصلين بل الذين هم على صلاتهم دائمون، فهذا شرط وصفة مهمة لتحقيق هذا المقصود العظيم من مقاصد الصلاة ، الشرط هو دوام الصلاة ، الصلاة على مدار الساعة.
وخير تفسير عملي لقوله تعالى:"الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ" المعارج: ٢٣ هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد كان ورده في الليل والنهار أربعون ركعة هذا الثابت في معظم النصوص وبيانه كما يلي:
17 ركعة الصلوات الخمس
11 ركعة صلاة الليل
12 ركعة السنن الرواتب
ومن النصوص الواردة في بيان تطوع النبي صلى الله عليه وسلم في النهار ما أخرجه ابن ماجه عن عاصم بن ضمرة قال سألنا عليا رضي الله عنه عن تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم – بالنهار- فقال: إنكم لا تطيقونه، فقلنا أخبرنا به نأخذ منه ما استطعنا، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر يمهل حتى إذا كانت الشمس من ها هنا ــ يعني من قبل المشرق ــ مقدارها من صلاة العصر من ها هنا - يعني: من قبل المغرب- قام فصلى ركعتين، ثم يمهل حتى إذا كانت الشمس من ها هنا ــ يعني من قبل المشرق - مقدارها من صلاة الظهر من ها هنا قام فصلى أربعا، وأربعا قبل الظهر إذا زالت الشمس، وركعتيه بعدها، وأربعا قبل العصر يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين، والنبيين، ومن تبعهم من المسلمين، والمؤمنين ، قال علي رضي الله عنه : فتلك ست عشرة ركعة تطوعه - صلى الله عليه وسلم - بالنهار، وقلَّ من يداوم عليها، قال وكيع: زاد فيه أبي فقال حبيب بن أبي ثابت: يا أبا إسحق، ما أحب أن لي بحديثك هذا ملء مسجدك هذا ذهبا.
ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في النهار ست عشرة ركعة تطوعا وبيانها كما يلي: ركعتان بعد شروق الشمس بنحو ساعتين ، وأربع ركعات قبل أذان الظهر بساعتين، وهذه صلاة الضحى ، ثم راتبة الظهر قبلها أربع ركعات وبعدها ركعتان ، ثم راتبة العصر أربع ركعات.
المتأمل في ورد النبي صلى الله عليه وسلم اليومي من الصلاة يرى أنه موزع على الأربع وعشرين ساعة بنظام بديع بحيث لا يفصل وقت طويل بين صلاة وصلاة ، فصلاته صلى الله عليه وسلم على مدار الساعة دون توقف هذا دأبه كل يوم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : اكلفوا من العمل ما تطيقون ،فعلى المسلم أن يأخذ نفسه بالتدريج لكي يصل إلى التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم كما وكيفا ، ولا يحسن التعنت في هذا الأمر ومشادة النفس بل يؤخذ الأمر بالتدريج والمجاهدة والصبر ولو استغرق ذلك سنوات فالمهم أن الهدف واضح وأنك تسير في الطريق الصحيح ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

ليست العبرة والحكمة والسر في عدد الركعات بل المهم أولا: في توزيع الصلاة على مدار الساعة، وتتابع الصلاة بحيث لا يفصل بين صلاة وأخرى وقت طويل، وثانيا: أن تكون الصلاة حقا صلاة، كما تم تفصيله في هذا الكتاب.
والمتأمل فيما ذكرته في هذا الجدول رسما للصلاة على خريطة الوقت يجد أنه لا يفصل بين صلاة وأخرى أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات.
الأرقام الموجودة في الجدول للتمثيل، وهي قابلة للزيادة والنقص حسب كل شخص.
يلاحظ أن الصلاة على مدار الساعة تستغرق أقل من أربع ساعات من أربع وعشرين ساعة في اليوم والليلة، أي السدس وتساوي 16،6% من الوقت اليومي فقط، فكيف بنا لو كانت الفريضة خمسين صلاة فماذا يكون حالنا، فالحمد لله الرحيم الكريم الذي لم يفرض علينا سوى خمس وأعطانا ثواب الخمسين، ودعانا إلى الاجتهاد والزيادة حسب ما نطيق.
الدائم وإن كان قليلا تحس أنه كثير، وقد لا تصدق الحسابات حين تحسبها بلغة الأرقام ، ومن ذلك الصلاة ، فتوزيعها على مدار الساعة وإن كانت بكميات قليلة تحس أنها كبيرة وربما أحسست أنها ثقيلة بينما هي في الحقيقة لا شيء متى نسب ما تستغرقه من وقت إلى بقية ساعات اليوم مع استحضار واستصحاب أنها الصلاة أعظم عمل في هذه الحياة.
البرنامج المبين في الجدول يمثل مرحلة من التربية والمجاهدة على الصلاة وفوقه مراحل ، ويعتبر الحد الأدنى لتحقيق حياة القلب على مدار الساعة ، وربما وجدت من يستكثر مثل هذا البرنامج ويعتبره تكليفا بما لا يطاق ، ويشفق على صاحبه ويدعوه إلى الرفق بالنفس والاقتصاد في العبادة.
توزيع الصلاة على مدار الساعة له سر عظيم وأثر كبير في دوام حياة القلب، وخاصة في الوقتين الطويلين الضحى والليل، فمتى تحقق دوام الصلاة تحققت الحياة .
من المهم جدا في مسألة دوام الصلاة أن تكون وفق مواعيد محددة معلومة.
إن طلب دوام الصلاة دون وضوح في المواعيد ربما يؤدي للارتباك وعدم الوضوح في الوقت والجهد وربما أدى إلى النكوص وعدم الالتزام.
وأقترح الاستفادة من كتاب: (مفاتيح إنجاز الأهداف وبرنامج مواعيد)، للتفقه في هذه القضية والاستفادة من القواعد والتوجيهات المذكورة في الكتاب.
إن وجود مثل هذا الجدول يضع النقاط على الحروف ويعطي كل ذي حق حقه فلا إفراط ولا تفريط بل الصلاة بمقادير ومواعيد مدروسة موزونة محددة بكل دقة، ويمكن التعديل فيها كلما لزم الأمر.
إن توقف الصلاة عن القلب أكثر من ساعتين أو ثلاث يصيب القلب بالكسل عن الصلاة، فالوقاية من الكسل عن الصلاة دوام الصلاة على مدار الساعة.
إن القلب إذا توقفت عنه الصلاة ولو ساعات فإنه يشعر بالنقص ويحس بالتعب وهذا أمر جربه العارفون وأوصى بمراعاته الصالحون تأكيدا لوصية رب العالمين وهدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
الصلاة للقلب مثل الماء للبدن يحتاجها على مدار الساعة ومتى توقفت عنه فإنه يعطش وقد يشتد عطشه فيصاب بالجفاف والقسوة، وربما صعبت عليه الصلاة إلا بجهد كبير، فإن الصلاة تعين على الصلاة، فالله سبحانه وتعالى يقول : "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ" البقرة: ٤٥، وأعظم ما يعين على الخشوع في الصلاة؛ الصلاة فهي التي تحقق العلم والإيمان والذكر الذي يثمر الخشوع الذي يعين على الصلاة ، ثم الصلاة تثمر الخشوع وهكذا لا يزال العبد في ارتقاء وصعود حتى يصل أعلى المقامات، وفي أي وقت يغفل عن الصلاة أو يتهاون بها فإن خشوعه ينقص فتنقص صلاته ولا يزال في نقص حتى يصل أدنى المستويات.
فمتى أردت الصلاة فعليك بالصلاة مهما تطلب ذلك في البداية من جهد كبير وشاق ثم بعد ذلك تسهل عليك بالتدريج حتى تصير لك سجية وطبعا لا يمكنك مفارقتها.
ومن الأسرار التي يحققها دوام الصلاة حراسة القلب من الشيطان، في مناوبات متتالية يسلم بعضها الحراسة إلى بعض ، فالصلاة هي سلاح المؤمن الذي يجاهد به هذا العدو ، وفي أي لحظة يضع هذا السلاح ويغفل عنه يحصل ضعفه ويتسلط الشيطان عليه وقد لا يستطيع النهوض والصعود مرة أخرى إلا بصعوبة، فالوقاية خير وأسهل من العلاج، الوقاية بدوام هذا الغذاء الذي به حياة القلب .
إن دوام الصلاة هو العلاج القوي الفعال لما يعاني منه البعض من تسلط الشيطان على النفس ، وما يحدثه من أمراض نفسية أو عضوية، وما يوجد من وساوس قهرية تحول بين الإنسان وممارسة حياته بصورتها الطبيعية، وهذا من الفوائد وليس من المقاصد ، إنما السر أن الصلاة تحقق التوحيد في القلب فيقوى على مقاومة الشيطان، أقول هذا لئلا يأخذ البعض الصلاة على أنها مجرد علاج للأمراض النفسية وربما إذا أخذها بهذه النية لا يتحقق له ما يريد فنؤكد على أن السر في التوحيد ووسيلته دوام الصلاة .
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة النافلة على الراحلة في السفر خاصة في الوقتين الطويلين الليل والضحى مع أنه يجمع ويقصر ، الجمع والقصر للصلوات المفروضة، أما صلاة النافلة فأمرها واسع ، ويعفى فيها عن بعض الشروط والصفات تيسيرا لفعلها، ودعوة إلى الاستزادة منها حال السفر.





 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #34


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المسألة الرابعة: طول الصلاة

تنوعت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في طولها وقصرها، فمنها الخفيفة مثل السنن الرواتب، وركعتي الطواف وصلاة المغرب ، ومنها المتوسطة مثل صلاة العصر وصلاة العشاء ، ومنها الطويلة مثل صلاة الفجر والظهر ، وصلاة الليل وصلاة الضحى.
قياس الصلاة يكون بمقدار ما يقرأ فيها ، ويقاس بعدد الآيات، ومعلوم عدد آيات كل سورة ، وتنوعت سور القرآن في الطول والقصر، وكل صلاة يقرأ فيها ما يناسب طولها، ثم بعد ذلك يكون بقية الركعة مناسبا لمقدار القراءة والقيام، فإذا طال القيام طال الركوع والسجود وبقية أركان الركعة، وإذا قصر القيام ، قصر الجميع تبعا له ، ولا يلزم أن يكون الركوع والسجود مساويا للقيام ، بل مناسبا له متوافقا معه، وسبق في المفتاح الثاني ذكر بعض النصوص الدالة على ذلك.
إن طول الصلاة أحد المعايير والمقاييس الرئيسة لتأثير الصلاة بدونه لا يمكن للصلاة أن تحقق أثرها، وكلما طالت الصلاة كلما كانت أعظم أجرا ، وأكثر بركة ، وأوسع نفعا، وأكبر تأثيرا في حياة المصلي.
إن كثيرا من الناس اليوم صلاتهم خفيفة ولا يطيقون وربما لا يرون تطويل الصلاة وطول المكث في أركانها، بل يريدونها خفيفة تنتهي بأسرع ما يمكن، وهذا بسبب الجهل بالصلاة ، وهو من أهم أسباب حرمانهم من الانتفاع بها وعدم الحصول على جوائزها.
لا بد من التربية على طول الصلاة ، ولا بد من التفقه بقياس الصلاة ، وإعطاء كل صلاة المقياس المناسب لها حتى تكون صلاة تامة .
لقد كان للسلف أحوال مشهودة في طول الصلاة والصبر عليها لذلك حصلوا على ما رتب عليها من بركات وخيرات، وقدوتهم في هذا وأسوتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
كلما طالت القراءة في الصلاة كلما زاد النور وقويت الروح التي تحيي القلب وتمده بالطاقة والحياة ، أما حين تقل القراءة فإن الحياة تكون ضعيفة حتى وإن كثرت الركعات ودامت الصلاة، فدوام الصلاة نفعه وقوة أثره مرتبط بطول الصلاة بطول القراءة ثم طول التعظيم في الركوع، وطول التضرع في السجود، أما الصلاة السريعة فإنها مهما كثرت وتوالت فأثرها ضعيف جدا.
إن الوصول إلى أعماق الصلاة لا يطيقه إلا من كان نفسه عميقا يصبر على طول الصلاة، وهو بهذا يصل إلى أعماق لا يصلها غيره ، ويجد من النور والروح ما لا يجده قصير النفس، ويحصل له من اللذة والمتعة والقوة ما لا يجده أولئك النقارون للصلاة أو الساهون فيها.





 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #35


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح الثالث عشر : الصلاة بقلب

مهما كان تطبيقك لما سبق من المفاتيح فإنها لا تفيد ما لم تُحكم تطبيق هذا المفتاح.
هذا المفتاح هو المسؤول عن حفظ روح الصلاة وحراسة نورها ، هذا المفتاح هو رجل الأمن في مملكة القلب ، فمهما كانت قراءتك للقرآن أو كان تسبيحك وتمجيدك أو كان تضرعك ودعاؤك فما لم يكن بقلب حاضر فإن وجوده كعدمه أو أن أثره ضعيف محدود لا يحقق مقاصده.
الصلاة بقلب أهم أنواع القراءة بقلب ، وقد وردت نصوص تحث عليها وتؤكد أهميتها فمن ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (البخاري ومسلم عن عثمان)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ (مسلم عن عقبة بن عامر)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يَسْهُو فِيهِمَا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (أبو داود وأحمد عن زيد بن خالد الجهني)
ومن أجل ذلك فإن الشيطان أشد ما يكون على الإنسان إذا قام في الصلاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضى النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى (البخاري ومسلم عن أبي هريرة) ،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار (مسلم عن أبي هريرة) .
قال ابن القيم : " إن العبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه ، فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه، وأغيظه للشيطان ، وأشده عليه فهو يحرص ويجتهد كل الاجتهاد أن لا يقيمه فيه بل لا يزال به يعده ويمنّيه وينسيه ،ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهوّن عليه شأن الصلاة ، فيتهاون بها فيتركها فإن عجز عن ذلك منه ، وعصاه العبد ،وقام في ذلك المقام ،أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه ، ويحول بينه وبين قلبه ، فيذكّره في الصلاة ما لم يكن يذكر قبل دخوله فيها ، حتى ربما كان قد نسي الشيء والحاجة وأيس منها ، فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها ، ويأخذه عن الله عز وجل ، فيقوم فيها بلا قلب ،فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته ،فينصرف من صلاته مثلما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله لم تُخفَفْ عنه بالصلاة ، فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها ، وأكمل خشوعها ، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه"اهـ (الوابل الصيب)
جهاد وساوس الشيطان في الحياة وخاصة في الصلاة ، هو أشد وأصعب أنواع الجهاد التي يحتاج إليها الإنسان في هذه الحياة.
إن خطة الشيطان في هذه المعركة تقوم على مبدأ إلهاء القلب بالأفكار والهواجيس لينصرف وينشغل عن ذكر ربه .
وفي عصرنا الحاضر وجد من المخترعات والآلات ما استغله الشيطان لصالحه في هذه المعركة ، فإن مما ابتلي به معظم الناس اليوم الإدمان على النت والقنوات والجوال وهذا كفيل بأن يسرق لب الإنسان فيتحول بذلك إلى شخص ساذج خامل غير منتج.
هي في الأصل أدوات تصلح للخير والشر لكن غلب استعمالها في الشر ، وحتى استخدامها في جانب المباح من ترفيه وغيره زاد عن حده فانقلب شرا لأنه ألهى عن ذكر الله واستهلك الأوقات الثمينة في أمور تافهة ، وأشغل الإنسان عن كثير من واجباته ومصالحه ،هذا إدمان في جانب اللهو ، وهناك إدمان آخر لا يقل خطورة عنه في جانب التجارة والاقتصاد الذي دخل فيه الصغير والكبير والغني والفقير فتعلق الناس به تعلقا أعمى الأبصار وأسر القلوب ، وصدق على كثير من الناس قول الله تعالى:"اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فَى غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ(1)مَا يَأْتِيهَمْ مِنْ ذَكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ(2)لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأسَرُّوا النَّجْوى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ(3)" الأنبياء: ١ - ٣. ولو عقلوا قول الله تعالى: "وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا اِنْفَضُّوا إلِيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الَّلهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" الجمعة: ١١ لما اغتروا بذلك.
ولقد أثَّر إدمان وسائل الاتصالات والاقتصاد على صلاة الكثير من الناس، حتى إنك تخشى على صلاتهم من البطلان وعدم براءة الذمة بها ، سئل ابن تيمية عن وسواس الرجل في صلاته وما حد المبطل للصلاة ؟
فأجاب : الحمد لله ، الوسواس نوعان : أحدهما : لا يمنع ما يؤمر به من تدبر الكلم الطيب والعمل الصالح الذي في الصلاة بل يكون بمنزلة الخواطر فهذا لا يبطل الصلاة ؛ لكن من سلمت صلاته منه فهو أفضل ممن لم تسلم منه صلاته ، الأول شبه حال المقربين والثاني شبه حال المقتصدين .
وأما الثاني : فهو ما منع الفهم وشهود القلب بحيث يصير الرجل غافلا فهذا لا ريب أنه يمنع الثواب كما روى أبو داود في سننه عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها إلا ثلثها ؛ إلا ربعها إلا خمسها إلا سدسها حتى قال : إلا عشرها ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه قد لا يكتب له منها إلا العشر .
وقال ابن عباس : ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها ، ولكن هل يبطل الصلاة ويوجب الإعادة ؟ فيه تفصيل .
فإنه إن كانت الغفلة في الصلاة أقل من الحضور والغالب الحضور لم تجب الإعادة وإن كان الثواب ناقصا فإن النصوص قد تواترت بأن السهو لا يبطل الصلاة وإنما يجبر بعضه بسجدتي السهو وأما إن غلبت الغفلة على الحضور ففيه للعلماء قولان : أحدهما : لا تصح الصلاة في الباطن وإن صحت في الظاهر كحقن الدم ؛ لأن مقصود الصلاة لم يحصل فهو شبيه صلاة المرائي فإنه بالاتفاق لا يبرأ بها في الباطن وهذا قول أبي عبدالله ابن حامد وأبي حامد الغزالي وغيرهما .
والثاني تبرأ الذمة فلا تجب عليه الإعادة وإن كان لا أجر له فيها ولا ثواب بمنزلة صوم الذي لم يدع قول الزور والعمل به فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .
وهذا هو المأثور عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة واستدلوا بما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا أذن المؤذن بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي التأذين أقبل فإذا ثوب بالصلاة أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : اذكر كذا اذكر كذا ما لم يكن يذكر حتى يظل لا يدري كم صلى فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يذكره بأمور حتى لا يدري كم صلى وأمره بسجدتين للسهو ولم يأمره بالإعادة ولم يفرق بين القليل والكثير .
وهذا القول أشبه وأعدل ؛ فإن النصوص والآثار إنما دلت على أن الأجر والثواب مشروط بالحضور ولا تدل على وجوب الإعادة لا باطنا ولا ظاهرا والله أعلم "اهـ < فتاوى ابن تيمية 22/611 >
لا تسمح لنفسك أبدا أن تقرأ مع وجود الهواجيس، توقف عن القراءة عند دخول أي خواطر أو وساوس، وكلما عادت فعد، قف لها بالمرصاد، لتكن قراءتك نقية.
هذا الأمر ربما يتعبك في البداية وترى أنه مستحيل لكن مع الاستعانة بالله تعالى والمجاهدة والصبر سوف تفضي إلى روضة غناء ودوحة فيحاء لا تقدر قدرها ولا تدرك خطرها وعمق لذتها وقوة بصيرتها فاجتهد وجاهد واصبر ولو طال بك المقام فأنت تطلب أمرا عاليا، وشيئا غاليا، ثمينا جدا يستحق الصبر وبذل الجهد.
إن القراءة النقية، القراءة بقلب، القراءة الصافية لها بريق خاص ومذاق مميز وحلاوة لا يدركها إلا من ذاقها ، فبادر ولا تتأخر.
حين توجد الهواجيس أثناء قراءة القرآن تذكر قول الله تعالى : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) ، تذكر أن الله يكلمك، يخاطبك بكلامه فأنصت لما يقوله لك و تفكر فيه لعلك تفوز برحمة ربك ورضوانه.
لا يصح أبدا ومهما كان المبرر أو العذر أن تصلي هواجيس ،لا يصح أن يلتفت قلبك عن الله وأنت داخل عليه، واقف بين يديه تناجيه، بل يجب أن تجاهد ولا تستسلم، وتستعين بالله وتلح بالدعاء أن ييسر لك الصلاة بقلب حاضر متصل بربه من أول الصلاة إلى آخرها، ومن ذلك أن تدعو دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ومنه الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، والاستعاذة بسور الإخلاص والمعوذتين، ففي ذلك عون كبير على جمع القلب وحضوره في الصلاة .
إن مما يعين على حضور القلب وجمع الفكر تركيز النظر وهو نوعان:
الأول: تركيز النظر إلى موضع السجود وهذا في معظم الصلاة.
الثاني: تركيز النظر إلى السبابة التي تشير إلى التوحيد وهذا يكون في التشهد.
وتركيز العين أقوى من تغميضها في تحقيق الصلاة بقلب لذا جاء النهي عن تغميض العينين في الصلاة، والبعض يلجأ إليه حين يعجز عن التركيز وهذا استسلام ونزول للمستوى الأدنى ، فالأولى المجاهدة في تركيز العين إلى موضع السجود أو إلى السبابة حتى تتعود عليه فذلك أولى من تغميض العينين وأولى من فوضى النظر وإطلاق البصر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الإشارة بالسبابة في جلسة التشهد : لهي أشد على الشيطان من الحديد (أحمد عن ابن عمر) أي أن الإشارة بالسبابة عند التشهد في الصلاة أشد على الشيطان من الضرب بالحديد لأنها تذكّر العبد بوحدانية الله تعالى والإخلاص في العبادة .
ولأجل هذه الفائدة العظيمة كان الصحابة رضوان الله عليهم يتواصون بذلك ويحرصون عليه ويتعاهدون أنفسهم في هذا الأمر، فقد جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن سليمان بن يحيى قال : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض يعني : الإشارة بالإصبع في الدعاء).
الجهر والتغني في قراءة القرآن بطريقة تشد القلب وتجعل القراءة تقع في الإذن وقعا حسنا يجذب إلى التفكر في معانيها والتأثر بمواعظها.
والتغني يعني الاجتهاد في تحسين الصوت قدر المستطاع ومن ذلك تلحين القراءة والتطريب بها ، وتكرار بعض الكلمات بطريقة مناسبة متناغمة تعطي القراءة نغما لطيفا يساعد على مواطأة القلب لما يقرؤه اللسان.
والجهر في كل مكان بحسبه، فحين يكون المصلي منفردا فيمكنه رفع صوته بقدر مناسب، وحين يكون مأموما فإن قراءته تكون سرا ، ومعنى القراءة السرية تحريك أدوات النطق وأن يسمع المصلي نفسه دون أن يتعدى إلى جاره بل يقتصر عليه، وهذا أمر يحتاج إلى ضبط، والمهم أن القراءة الصامتة لا مكان لها في الصلاة مطلقا.
لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة السرية باضطراب لحيته ، فهذا يدل على تحريك للفكين تبعا لتحريك اللسان والشفتين حين القراءة ، وبهذه الطريقة تكون القراءة في كل أقوال الصلاة،فقد ثبت سماع الصحابة لما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه واعتداله وسجوده وجلوسه (وهذا حين يكون منفردا)، وأن يكون التسبيح بتفخيم ومد ، وأن يكون الدعاء بتمسكن وتباكي حتى يحصل اجتماع القلب حين التسبيح أو الدعاء.
تضرع إلى الله تعالى أن ييسر لك الصلاة بقلب ، ألح عليه السؤال والطلب ليلا ونهارا سرا وجهارا ، ردد دائما : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس.
عليك بهذه الأدعية العظيمة التي شرعها الله لنا لنستعين بها على تحقيق هذا الأمر العظيم الذي فيه نجاتنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة .
استعذ بالله من الشيطان الرجيم كلما حاول أن يصرفك عن قراءتك وصلاتك ، ومع الاستعاذة انفث عن يسارك ثلاثا إن اشتد عليك الأمر وحال الشيطان بينك وبين صلاتك ففي هذا خلاص لك من كل شر.





 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #36


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



خاتمة الكتاب

اعتبر هذا الكتاب الفصل الأخير في قصة البحث عن سر النجاح في الحياة.
سر النجاح في الحياة دوام الصلاة، الصلاة هي الحياة .
إن الصلاة في عقول الناس لها مفاهيم كثيرة إما خاطئة أو مشوهة أو قاصرة.
ومتى أردت الصلاة التي أرادها الله في كتابه العزيز ، وشرعها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته فهي الصلاة بهذه المفاتيح كاملة.
لا بد أن يعرف المصلي لماذا يصلي ، عليه أن يستحضر مقاصد الصلاة واحدا واحدا ، ليكمل إخلاصه في صلاته فيعظم نفعها.
وأن تكون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل قول أو فعل ، فكلما كانت أفعال الصلاة وأقوالها أقرب إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم كلما كانت أكمل وأعلى.
والمفتاح الثالث : قراءة القرآن بتدبر لا بد أن يتحقق فيها المفاتيح العشرة لتدبر القرآن.
والمفاتيح من الرابع إلى الحادي عشر هي أجزاء الصلاة وأجهزتها اللازمة لحياتها متى اختل واحد منها حصل خلل ونقص في الصلاة .
والمفتاح الثاني عشر يحدد المواصفات والمقاييس اللازمة لحياة الصلاة.
والمفتاح الثالث عشر: هو سياج هذه المفاتيح وحافظها فما لم تكن كل هذه المفاتيح بقلب أي بتركيز وحضور مستمر للقلب فإن أثرها يتبخر ويضمحل ثم يتلاشى .
متى سمعت أو قرأت لفظ الصلاة في القرآن أو السنة، في خطبة أو موعظة أو كتاب فاعلم أن المراد به الصلاة بهذه المفاتيح جميعا.
إنك متى تعودت على هذه الصلاة فلن تطيق غيرها من أنواع الصلاة الناقصة التي يصليها كثير من الناس اليوم
صل صلاة مودع ، هذه وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم.
إن من يعلم أن الصلاة التي يصليها هي آخر صلاة له، ويعلم أنه مفارق هذه الدنيا بعد تلك الصلاة؛ فإنه صلاته تكون صلاة الخاشعين، المنكسرين المضطرين الذين يرجون رحمة ربهم ويخافون عذابه، يعلمون أنه لا ملجأ من الله إلا إليه.
صل صلاة من حكم عليه بالإعدام، وينتظر تنفيذ الحكم في كل يوم.
لو علمت أن الصلاة التي تصليها هي آخر صلاة لك في هذه الدنيا فكيف ستصليها؟ هل تكون صلاة عبد منكسر ذليل فقير مضطر إلى ربه، أو تكون صلاة غافل معرض عن صلاته، قد ملأ قلبه التفكير في متع الحياة وشهواتها، كل صلاته تفكير وتخطيط وترتيب لما سيفعله بعد الصلاة، وربما استعجل في صلاته خوفا من فوات متعة زائلة أو شهوة تافهة.
إن لم تكن صلاتك صلاة منكسر لربه مضطر إليه، صلاة سائل ذليل واقف على باب ربه؛ فاعلم أنك لم تصل الصلاة التي تنجيك من عذاب أليم، واعلم أنه قد فاتك خير عظيم وملك كبير .
أسال الله تعالى بأسمائه العظمى وصفاته العليا أن يجعلنا من المصلين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





تم الكتاب







 


رد مع اقتباس
قديم 04-22-2013   #37


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



:sm:sm:sm:sm



 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع بسمة روح مشاركات 36 المشاهدات 9277  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-13-2024, 09:06 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 08:52 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah