^^^
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيــاكم الله
قصة عبيد بن عمير( قاضي مكة ) مع امرأة بارعة الجمال :
يذكر ابن القيم -رحمه الله- عن أبي الفرج وغيره: أن امرأة جميلة كانت بمكة، وكان
لها زوج، فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها: أترى أحدا يرى هذا
الوجه ولا يفتتن به، قال: نعم، قالت: من؟ قال: عبيد بن عمير، قالت: فائذن لي فيه،
فلأفتننه، قال: قد أذنت لك، قال: فأتته كالمستفتية فخلا معها في ناحية من المسجد
الحرام، فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر، فقال لها: يا أمة الله استتري، فقالت: إني
قد فتنت بك، قال: إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك، قالت: لا
تسألني عن شيء إلا صدقتك، قال: أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك
أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت، قال: فلو دخلت
قبرك وأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك، قالت: اللهم لا، قال: صدقت،
قال: فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان
يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت، قال: فلو أردت الممر على
الصراط ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم
لا، قال: صدقت، قال: فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل
أكان يسرك أني قضيتها لك، قالت: اللهم لا، قال: فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة
أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا، قال: صدقت، قال: اتسقي الله فقد أنعم
الله عليك وأحسن إليك، قال: فرجعت إلى زوجها، فقال: ما صنعت؟ قالت: أنت بطال
ونحن بطالون، فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة، فكان زوجها يقول: مالي
ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي، كانت في كل ليلة عروسا فصيرها راهبة .!" 1.
1 روضة المحبين ونزهة المشتاقين،
ص ( 340 ) محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله.
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت ، 1412 – 1992).
.