~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 1,868,498


عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 1,868,498

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-30-2011   #31


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



اقتربت مني فلوري، وقد سترت جسدها بغطاء السرير، ولمست رأسي بأصابعها، تحاول
تهدئتي، فنفرت منها، وأبعدت يدها عني بسرعة، ولم أجد بين الكلمات التي تعلمتها
كلمة تعبر عن الألم الذي بداخلي، فاكتفيت أن أقول لها.. دعيني واذهبي بعيداً
عني، فقالت لي، وكأن شيئاً لم يكن:
ـ حبيبي فارس.. لا تحزن أرجوك.. إنه صديقي القديم مايكل، وهو يأتي مرة في السنة
من أمريكا، ولا يمكث سوى يوم أو يومين، ويغادر، أرجوك تفهم الوضع، فهو يترك لي
مبلغا كبيرا من المال عندما يأتي، وأنا آسفة، لم أعلم بقدومك اليوم، ولو كنت
أعرف، لما كنت استقبلته هنا، أرجوك حبيبي فارس لا تحزن، أوعدك في المرة القادمة لن تراه عندما يأتي!
كانت فلوري تتكلم، ولا تعلم بأن كل كلمة تقولها لتخفف عني، تقطع
شراييني من الصميم، كانت تهز أعماقي، تسحق كبريائي وكرامتي، تحرق قلبي فتجعله رمادا منثورا
يااااااا أمي.. لا أريدك هذه المرة أن تأتي لتري ابنك، فهذا فسق وفجور
ياااااااااا نساء بلادي.. ياهنادي، يا أمينة، يااااااا كل فتاة قُتلت حزينة
من أجل ابتسامة بريئة، اسمعن فلوري ماذا تقول!
جمعت قواي المتبقية من بعد الصدمة التي مزقت رجولتي، وجعلتها أشلاء مبعثرة
حاولت فتح باب المصعد ولكنه كان قد تعطل، وعندما أردت نزول الدرج، كانت
العمة ماريا قد وصلت وهي تلهث من التعب، ولم أقل لها شيئا، فقد فهمت كل
شيء من نظرة واحدة، فراحت تصرخ وتشتم فلوري، وتلعن القرابة التي جمعتها بها
وكانت فلوري تردد الاعتذار، وتحاول سحبي من يدي كي لا أذهب، ولكن.... ماذا
أقول لك يافلوري، إنك لا تعلمين أن الدم الذي يجري في عروقي هو دم عربي
دم ينتفض مثل حمم البراكين، دم لا يرضى بالمذلة، ولا يقبل بالهوان
نزلت الدرج، وقدماي تحملان جسدي المنهك بصعوبة، وصراخ العمة ماريا وهي
تشتم فلوري، يصل إلى مسامعي حتى خرجت من المبنى..
أوقفت سيارة أجرة، وطلبت منه بلغتي الضعيفة، أن يأخذني إلى أقرب مكتب للطيران
كي أحجز مقعداً في الطائرة، وكان حظي سيء، فالطائرة تغادر بعد ثلاثة أيام
حجزت مقعداً، ثم تمشيت بالشوارع، وخيال فلوري، وكلامها لا يفارق تفكيري، كنت أريد
أن أهرب بسرعة من هذا البلد، حتى أني نسيت الحارس وزوجته، فخطر لي أن
أقضي باقي الوقت عندهم حتى يحين موعد الطائرة، ولكني فوجئت بدورية من الشرطة
تسير باتجاهي، وقد شدهم إلي ملامحي العربية.
اقترب أحد الشرطة مني وطلب جواز سفري، فأخرجته من جيبي، وقدمته له نظر إلى الجواز ثم ابتسم بسخرية وقال:
ـ مدة الإقامة منتهية، منذ زمن طويل، فلماذا لم تغادر أو تمدد إقامتك؟
ـ سوف أغادر الآن، وأعطيته تذكرة الطيران نظر إليها وقال بسخرية وتهكم:
ـ هذه التذكرة لا تعني لي شيئاً، فما الذي يضمن لنا بأنك سوف تغادر البلد،أنا
أسف يجب أن تذهب معنا إلى السجن، وعندما يحين موعد الطائرة سوف نأتي بك
إلى المطار، كي نضمن بأنك لن تهرب.









 
 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون



رد مع اقتباس
قديم 06-30-2011   #32


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



بسبب الألم الذي تركته فلوري في قلبي، لم أقاوم، وذهبت معهم إلى مركز الشرطة
ولكني لم أبق كثيراً، فقد أتت شرطة الهجرة والجوازات، وأخذوني معهم.
كانت سيارة الشرطة تسير بسرعة وهي تشق طريقها خارجة من المدينة، فسألت الشرطي باستغراب:

ـ إلى أين تأخذوني؟
ـ إلى المطار، كي تسافر؟
ـ ولكن موعد الطائرة بعد ثلاثة أيام
ـ أعرف ولكن لا نستطيع أن نضعك في السجن فأنت لست مجرما!
ـ فماذا أفعل؟ هل سنقيم في مبنى المطار ثلاثة أيام؟
ضحك الشرطي بصوت عال، وظننته يضحك من لغتي الضعيفة وكلامي المبعثر وقال:
ـ ستقيم لوحدك، ولكن ليس في مبنى المطار، فهناك مبنى أُعدَ من أجل المخالفين
مثلك، والذين لا يرغبون في المغادرة، فنحن لا نستطيع إرغامهم على السفر
فنحضرهم إلى هنا حتى ننظر في أمرهم.
وصلنا إلى مبنى ليس بعيداً عن المطار، وسلمني الشرطي الذي معي إلى شرطة المبنى ثم غادر.
رحب الشرطي بي، ولم يكن يرتدي لباس الشرطة، وقال:
ـ أهلاً بك، سوف تقيم عندنا هنا، ريثما تسافر، وهذا المبنى بمثابة فندق، وليس سجناً
ولكن غير مسموح لك بالمغادرة، وجواز سفرك سيبقى معنا حتى يحين موعد الطائرة
فأرجو أن تعجبك الإقامة عندنا، والآن سوف أدلك على مكان نومك.
مشيت خلفه وهو يعرفني على أقسام المبنى، وكان عبارة عن غرف كثيرة، لم أعرف
منها سوى غرفة كبيرة للنوم، ينام فيها الجميع، والمطبخ الكبير، والساحة التي تتوسط المبنى من الداخل.
تركني الشرطي بعد أن أوصلني إلى الساحة وقال لي: تعرف على رفاقك بنفسك!
كانت العيون كلها تتجه نحوي ليتعرفوا على القادم الجديد، فقد كانت الساحة
المتنفس الوحيد للنزلاء، يقضون فيها معظم وقتهم في النهار، وفي
الليل يتسامرون في غرفة النوم الكبيرة كُل منهم على سريره.
وكان النزلاء من جنسيات مختلفة، وأكثرهم من دول العالم الثالث، الذين هاجروا طمعاً في حياة أفضل!
لم أعرف بأي طريقة أتعرف عليهم، فقد أكتفيت بتحريك يدي مشيراً لهم بالسلام
وجلست على مقعد كان بجانبي، وسرعان ما عاد النزلاء إلى مشاغلهم وتنقلهم من
زاوية لأخرى في هذه الساحة الصغيرة.
كان كل شيء غريبا بالنسبة لي، وكنت أتساءل في نفسي، هل يوجد عربي بينهم
أتكلم معه، وأردت أن أقف وأنادي بصوت عال، هل بينكم عربي؟ ولكني
فضلت أن أنتظر قليلاً، فربما يتكلم أحدهم بالعربية فأعرفه..
مضى أكثر من نصف ساعة ولم يكلمني أحد، وفجأة دخل شخص وهو يضع على رأسه
منشفة، وأعتقد إنه خرج من الحمام، وعندما رفع المنشفة عن رأسه خفق قلبي
وصرخت بأعلى صوتي...أيمن...أيمن....أيمن
لم أصدق ما تراه عيناي، ركضت نحو أيمن ،وأخذته بالأحضان، شعرت بفرحة كبيرة
تغمرني، وأيمن كان يبكي كطفل صغير!
جلسنا على أحد المقاعد، ورحت أقص عليه ما جرى معي منذ أن افترقنا في
السوق حتى الآن، ثم طلبت منه أن يخبرني، ماذا جرى معه؟ وما الذي أوصله إلى هنا؟
تنهد كعادته وقال:
ـ عندما هربنا من الشرطة في السوق، لم أستطع الفرار، فقد وقعت بين أيديهم
وطلبوا رؤية جواز سفري، ولسوء حظي كانت إقامتي منتهية، ويجب علي تمديدها
ولكن يلزمني مساعدة روكسانا لكي تأتي بوثائق تثبت بأني أقيم في بيتها.
ـ وهل جاءت روكسانا بالوثائق؟
ـ كلا، فقد ذهب إليها أحد الموظفين في الجوازات، ليتأكد إذا ما كنت أقيم في
بيتها، ولكنها طردته، وقالت له: لا أعرف شخصاً بهذا الاسم!
لم أخبر أيمن عن الشاب الذي رأيته مع روكسانا، كي لا أسبب له الإحراج أمامي
ولكني حاولت معرفة فيماذا يفكر فسألته:
ـ وماذا تريد أن تفعل الآن
ـ لقد طلبت اللجوء الإنساني، وسوف أخرج من هنا، ثم أبحث عن عمل
ـ أنا سوف أسافر ولن أبقى دقيقة واحدة في هذا البلد
طال حديثنا وقاربت الساعة على الواحدة بعد منتصف الليل، ولم يبق في الساحة سوانا، فتركنا مكاننا وذهبنا للنوم.
مر الوقت بسرعة، وحان موعد الطائرة، فودعت أيمن، الذي أراد البقاء، ليواجه
المهانة والذل، وطلب مني أن أخبر أهله بأن وضعه جيد ولكن يلزمه بعض المال ليكمل مشروعه..
ذهبت إلى المطار برفقة أحد رجال الشرطة، ولم يكن بعيداً عن المبنى، ثم توجهت إلى
الطائرة مع المسافرين، بعد أن وضع الشرطي على جوازي تأشيرة الخروج
كان قلبي يخفق فرحاً وأنا أغادر الطائرة متجهاً إلى القرية، وكانت الساعة
تقارب على الواحدة بعد الظهر، والمزارعون يأخذون قسطا من الراحة تحت ظلال الأشجار...
كنت أسير على طريق القرية، بعد أن نزلت من الحافلة قبل وصولها إلى ساحة
القرية، كي أتمشى قليلاً على الطريق الزراعي، وكان حلقي قد جف من العطش
فطلبت من إحدى الفتيات التي تعمل بالحقل بجانب الطريق، قليلاً من الماء
ركضت مسرعة إلى وعاء من الفخار، يحفظ الماء بارداً، ثم ملأت كأسا من الألمنيوم بالماء وعادت

تركض، لتقدمه لي نظرت إلى عيونها السوداء التي تلمع سحراً وجمالاً، وسألتها:

ـ ما اسمك؟
ـ سميرة
ـ اسم جميل وصاحبته أجمل!
تركت الماء بيدي وراحت تركض بين الأشجار، لتخبئ وجهها من الخجل
وصلت إلى البيت، وكالعادة كان باب التوتة الكبير مفتوح، وأبي يُنظف الإسطبل
وأمي تخلط الطين مع التبن، لكي تعيد بناء الموقد.
مددت يدي من خلف أمي إلى الطين ورحت أحركه بيدي...
لم يخرج صوت أمي، بسبب المفاجأة، فقط دموعها كانت تسيل. وضعت يداها على
وجهي وكأنها تتأكد مني، ثم مسحت الطين العالق على يديها بثيابها، وضمتني إليها
وصرخت.. أبو فارس.. أبو فارس.. يااااا بو فارس.. لقد عاد فارس!


تمت








 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع الغزال الشمالي مشاركات 31 المشاهدات 9471  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-11-2024, 03:48 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 05:02 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah