كما يمشي امير
**رأيته يجلس على مقعد في الشارع ..ينظرُ في المارّة …وكأنّه خارج الزمان ولا يجوز له المشي معهم ….في الطريق ..قلت له : قد كنتَ حسن الهيئة متكلّما بارعا ….تمشي في الشارع في حاشية كما يمشي أمير ….أين ذهبتَ !!.......
قال: تلك ثياب جميلة خلعتها واحدا بعد الآخر …هناك قاطع يأتيك آخر عمرك دائما يجرّدك من قوّتك وكلّ نياشينك …فتجلس عاريا في الطريق ..ليتعجّب الناس من نهاية كلّ حيّ ومن نهايتهم …!!…وفي آخر عمري انتهيت كهيئتي في القبر …..بلا قوّة أو أمل
قلت : فماذا أفعل وأنا سأصير مثلك
قال: لا تصدّ ق نياشين مشنوق ذاهب الى الموت …اذهب وانظر الى الشمس التي تغيب كلّ يوم …وهي تأخذ كلّ يوم أناساً وتُلقيهم في البئر ….تأمل الحياة التي لا تزول حولك …وانصرف عن نفسك التي تزول …وسترى الله اينما نظرتَ وتشعر بالقوّة والخلود
**.** ** فإذا وضعتك في قصر جميل …ثمّ جعلتك في غرفة ضيّقة …وقلت لك سأعيدك بعد حين …سوف تفكّر كيف تعود إلى القصر ولن تفكّر في الغرفة الصغيرة ….لا يفكّر المؤمن إلّا بالعودة …مثل سجين لم ينسَ يوما واحدا أنّه سجين ….ينتظر الحريّة التي في السماء ا
**قال له : أنا أحبّ فلانا …ونا إذا أحببتُ شخصا فقد أعطاني هو فرحة الإنسان بالمحبة …المحبّة أكبر ما يعطيه الإنسان للإنسان ……دون أن يدري
**قال: الفضيلة التزام فقط ….هناك الصدق فاذهب وقيّد نفسك به وهناك المروءة فاذهب إلى قيودك الذهبية …فتزيّن بتلك القيود …ماالفضيلة سوى قيود …ولكن ذهبية …تتلألأ في جبينك …فتمشي كالشمس… أنت تنير طريقهم في الظلام ….نحن جميعنا أجسام تشبه بعضها …..وما يجعلنا محتلفين سوى تلك القيود الذهبية ….فإذا صرتَ في منتهى الجمال فأنت في منتهى حريّتك ……..تفعل ما تشاء لأنّك لن تلطّخ جمال نفسك …..فالحرّ هو من ينجو من توبيخ نفسه وتأنيبها ….فلا يحتاج لتوبيخ الآخرين
عبدالحليم الطيطي