عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 607,027

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة

نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-2022   #31


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

افتراضي المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أسعوا لتحصيل العلم قبل أن ينزعه الله من صدور العلماء )



المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أسعوا لتحصيل العلم قبل أن ينزعه الله من صدور العلماء )






كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)
( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي ازدانت طيبته ،
بأنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهو الذي جعل المنابر مكان للدعوة لله ولدينه
بالاضافة لمكانته في الأصل لتحصيل العلوم الشرعية
من فقه للتشريعات والأحكام والفرائض
فالدور المُناط بالمنابر حين ظهوره في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم كانت رسالته كبيرة وكبيرة جداً
فالمسجد كان هو البيت والمدرسة التى يتلقى
فيها العلم الشرعي وكان كذلك هو المكان الذي يتم فيه
تسيير شؤون الحكم وتنظيمه
وعندما كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
حاضراً كان تحصيل العلم في أوج قوته
فالكل من صحابته رضوان الله تعالى عليهم تفقهوا
وتعلموا ودرسوا وقبلها إستعموا لأقوال مُرشدهم
ومعلمهم الأول ومنظم شؤون حياتهم
وبعد نهاية رسالته في وفاته صلى الله عليه وسلم
استمر المنبر في اداء رسالته بتواجد الصحابة الكرام
رضوان الله تعالى عليهم الذين تتلمذوا وتعلموا وفهموا
كل شيء يختص بحياتهم من تشريعات وفرائض وسُنن
أتت لتنظم حياتهم وترشدهم لسلك الطريق القويم
وانتقل هذا المبدأ وتوارثوه
الصحابة الكرام والخلفاء الراشيدين
المهديين الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان
وعلي رضوان الله تعالى عليهم
الذين رفعوا ألوية الرسالة ونشروا ماتعلموه وما أخذوه
من معلمهم صلى الله عليه وسلم
فكانوا خير حامل للعلم
لخير محمول .....
واستمر الأمر على ذلك النحو في
تحصيل العلوم الدينية الشرعية
ففي ذلك الزمان وبالتحديد في القرورن الأولى
لم يكن احد لايعلم من أين يتم تحصيل العلم
بل كانوا كلهم يدركون أن الذين تتلمذوا على يد
النبي صلى الله عليه وسلم وعلى
يد صحابته الكرام ومن ثم على يد
التابعين الصحابة رحمهم الله
وعلى يد تابع التابعين اليهم بأحسان
هُم من يفترض أن يسعى لهم طالب العلم
فيتعلم منهم ويأخذ منهم التشريعات الصحيحة المتمثلة
في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم
ومنهجه وطريقته العملية
لذلك كانوا حريصين على الأتباع الصحيح
والأخذ الحقيقي الغير مُزيف
كان ذلك من أفواه العلماء الذين أخذوا من
كتاب الله وسُنته نبيه عليه السلام
ومن شروحات صحابته رضوان الله تعالى عليهم
ومن نقل التابعين لهم وتابع التابعين
فكانوا ولازالوا طُلاب العلم الشرعي يأخذون
علمهم من مصادره الحقيقية الغير زائفه والغير
تابعة لأهواء ورغبات بشرية تسعى لفساد المنهج
كالذي يحدث من قِبل الهرطقات الكلامية والفلسفات
التى ظهرت بظهور علم الكلام
في اواخر القرون الثلاثة الاولى
ولكن استمر المنهج الصحيح المتمثل
في كتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام بالوقوف
بقوة وبثبات وعزيمة متحدياً بذلك كل الاهواء
والمناهج الباطلة المخالفة لما
جاء به نبي الأمه عليه السلام
فكانوا السابقون يدركون أن ماجاء به
نبي هذه الأمة ومايقوله ويدعوا له
هو حقيقة ثابته وواقعة لا محالة لانه ليس بقول بشر
بل هو قول وحي اوحى به الله سبحانه وتعالي
ألم يقل الله عز وجل في محكم كتابه
( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ
وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) النساء 162
وفي سورة يونس
ï´؟ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىظ° إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىظ° يَحْكُمَ
اللَّهُ غڑ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) يونس 109
وفي سورة هود يبين الله سبحانه وتعالى
أن مايوحى اليك يامحمد هو أمر
لم يسبق لأحد ان علمه وعرفه
لا انت ولا قومك وهو أمر من الغيب
أختصصت به انت ....
فقال تعالى :
ï´؟ تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ غ– مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ
وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَظ°ذَا غ– فَاصْبِرْ غ–
إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) هود 49
وهنا اخوتنا الكرام ندرك ونعلم بأن مايتم قوله
أو فعله من الرسول صلى الله عليه وسلم هو في حقيقة الأمر وحي أوحاه الله
تعالى له لبيان ان الرسالة الأسلامية هي دين
وشريعة ومنهج وطريق لتوحيد الله والأيمان به

وعلى هذا الأساس
بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم
أن نشر هذه الرسالة لايأتي
الا بالتعلم والشرح والبيان فكان صلى الله عليه وسلم
خير مُعلم ومُرشد قبلها كان خير نبي طلعت عليه الشمس
علمّه الله فأحسن تعليمه حين قال تعالى:
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)
وَمَا يَنْطِقُعَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) النجم
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن
قوله صلى الله عليه وسلم ليس كلام هوى
بل هو وحي اوحاه الله تعالى له فكان تشريع ورسالة
أن العلم والتعلم هو أساس التشريع
وفي مجانبة العلماء تستمر عجلة العلم الشرعي
الحقيقي الذي يفيد الكل في كل مناحي الحياة
ولا يكون ذلك الا بمجانبة العلماء
المشهود لهم بالاعتقاد السليم
ومُتابعة اهل السنة والجماعة
من اقوال الرسول عليه السلام
واقوال صحابته والتابعين لهم باحسان الي يوم الدين
ويكفي قوله صلى الله عليه وسلم
عن إلتماس العلم وطلبه والحث عليه
ففي الحديث الذي رواه ابوهريرة رضي الله عنه
أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ
ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ،
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ،
يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛
إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ،
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
( صحيح مسلم )

وفي شرح لهذا الحديث
للعلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر
( أحد علماء الحديث ومُحدثي هذا الزمن ومن
أهل السُنة والجماعة والمدرس حالياً في المسجد النبوي )
( أطال الله في عمره)
في شرحه للحديث السادس والثلاثون
وبالتحديد في الجزء الذي يتحدث
عن طلب العلم والحث على السعى له
من أحاديث الامام النووي
رحمه الله وهو صحيح
قوله :
فضل طلب العلم
قوله عليه الصلاة والسلام:
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
هذا أيضاً من باب الجزاء من جنس العمل؛
لأن العمل سلوك طريق توصل إلى العلم،
والجزاء تسهيل طريق توصل إلى الجنة,
وسلوك طريق العلم يكون بالسفر لتحصيله،
ويكون أيضاً باتخاذ كل الوسائل
التي توصل إليه وإن لم يكن هناك سفر،
كأن يلازم مجالس العلم، ويقتني
الكتب النافعة والكتب المفيدة لأهل السنة،
ويعنى بقراءتها والمذاكرة فيها
والتباحث فيها مع زملائه
والرجوع فيها إلى مشايخه.
والمراد بالعلم هنا العلم الشرعي,
علم الكتاب والسنة، وكل ما يسهل
الوصول إلى هذين الينبوعين الصافيين:
كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وتيسير الطريق الموصل إلى الجنة
لكونه سلك الطريق الموصلة
إلى العلم بالسير إلى الله على بصيرة،
وكونه يعبد الله على بصيرة وعلى هدى
؛ وذلك إنما يكون بالعلم,
والله عز وجل قال في كتابه العزيز
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
فكل إنسان في خسارة,
ولا يستثنى من ذلك إلا من آمن إيماناً
مبنياً على علم ثم عمل بالعلم،
ثم حصل التواصي بالخير؛ وذلك بتعديته إلى الغير,
ثم بعد ذلك التواصي بالصبر
على ما يحصل في هذا السبيل من العناء
والمشقة والنصب فإن ذلك يحتاج إلى صبر.

وقوله عليه الصلاة والسلام
في الجملة الأولى :
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
هذه الجملة من الحديث واضحة
في بيان فضل العلم، وفضل طلب العلم الشرعي,
وقد جاءت هذه الجملة أيضاً في حديث
عن أبي الدرداء رضي الله عنه تعالى
عندما قال:
: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ï·؛، يقولُ
: منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه
لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ،
وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ
رِضًا بِما يَصْنَعُ،
وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ
ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ،
وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر
عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ،
وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ
لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما
ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ.
رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.
وهو مشتمل على خمس جمل كلها تدل على فضل العلم
واول هذه الجُمل هي هذه الجملة وهي:
( من سلك طريقاً يلتمس فسه علماً
سهل الله له به طريقاً الى الجنة )

والجملة الثانية
(وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
رضاً بما يصنع )
ومعناها: أن الملائكة تحف به وتحيط به؛
وذلك بالرضا بما يحصل منه من
العلم ونشر العلم وأخذ العلم.
والجملة الثالثة
( وفضل العالم على العابد كفضل القمر
على سائر الكواكب )
العابد هو الذي يصلي ويصوم،
والعالم هو الذي اشتغل بتحصيل
العلم الشرعي والعمل به؛ وإنما كان
العالم أفضل من العابد لأن علم العالم له ولغيره،
ونفعه متعد، وأما العابد فعبادته
له وحده, فصلاته له وحده،
وصيامه له وحده، ولكن علمه له ولغيره,
ولهذا كان العالم أفضل من العابد.
والجملة الرابعة
( وأن العالم ليستغفر له من في السماوات
ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء )
أي أن العوالم العلوية والسفلية
كلها تستغفر للعالم، وهذا فضل
عظيم يظفر به من وفقه الله عز وجل
لأن يكون من أهل العلم بشرع الله،
وعالماً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والجملة الخامسة
والأخيرة هي
( وأن العلماء ورثه الأنبياء وأن الأنبياء
لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا
العلم ، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر )
وهذه الجملة اشتملت على شيء عظيم،
ويكفي أهل العلم شرفاً أن يقال:
إنهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم,
يرثون عنه الحق والهدى الذي
جاء به صلى الله عليه وسلم،
وهو ميراث النبوة؛
لأن الأنبياء لا يورثون المال،
إذا خلفوا مالاً فإنه صدقة ولا يرثه
أقرباؤهم، بخلاف غير الأنبياء فإنهم
يرثهم أقرباؤهم على وفق
ما جاء في كتاب الله وفي سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحكام المواريث.

فالأنبياء إنما يورث عنهم العلم والحق
والهدى، والرسول صلى الله عليه وسلم
يورث عنه الكتاب والسنة،
وهو خير ميراث وأفضل ميراث،
وعلى هذا فالأنبياء يختلفون
عن غيرهم من البشر من هذه الناحية؛
وذلك أن غيرهم من البشر
إذا جمع مالاً ومات فإنه يكون لورثته،
وأما الرسل فلو مات أحد منهم
وعنده مال فإنه لا يكون لورثته،
وإنما هو صدقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
في الحديث الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها
إنَّ أَزْوَاجَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حِينَ
تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ إلى أَبِي بَكْرٍ، فَيَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ
مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ،
قالَتْ عَائِشَةُ لهنَّ:
أَليسَ قدْ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
لا نُورَثُ؛ ما تَرَكْنَا
فَهو صَدَقَةٌ.
من صحيح مسلم
( إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة )
يعني: لا يورث عنهم المال،
ولكن يورث عنهم العلم النافع الذي
هو بالنسبة لنبينا صلى الله عليه وسلم علم الكتاب والسنة.
قوله: ( فمن أخذ به أخذ بحظ وافر )
أي: من هذا الميراث الذي هو ميراث
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الحق والهدى الذي
جاء به، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
هذه خمس جمل اشتمل عليها حديث
أبي الدرداء
وقد جاءت أحاديث أخرى تدل
على فضل العلم، وتحث على تحصيله،
منها حديث أمير المؤمنين
معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه
أنه قال:
سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ
: مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ،
وإنَّما أنا قاسِمٌ واللَّهُ يُعْطِي،
ولَنْ تَزالَ هذِه الأُمَّةُ قائِمَةً علَى أمْرِ اللَّهِ،
لا يَضُرُّهُمْ مَن خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللَّهِ.
( صحيح البخاري )
أي: أن من علامة إرادة الله عز وجل الخير
بعبده أن يفقهه في دين الله؛
لأنه إذا فقه في الدين فمعنى
ذلك أنه سار إلى الله على بصيرة،
ودعا غيره على بصيرة، فيكون
هادياً مهدياً، يعرف الحق ويعمل به ويدعو إليه،
ويكون علمه وعمله مبنياً على بصيرة وعلى هدى
من الله سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضاً جاء في الحديث
الذي رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه
قوله قال النبي عليه السلام :
خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ. قالَ:
وأَقْرَأَ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ في إمْرَةِ عُثْمانَ،
حتَّى كانَ الحَجَّاجُ قالَ:
وذاكَ الذي أقْعَدَنِي مَقْعَدِي هذا.
( صحيح البخاري )
وهذا يدل على أن أهل تعلم القرآن
وتعليمه هم خيار الناس.
وجاء في صحيح مسلمعن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنَّ نَافِعَ بنَ عبدِ الحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بعُسْفَانَ،
وَكانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ علَى مَكَّةَ، فَقالَ:
مَنِ اسْتَعْمَلْتَ علَى أَهْلِ الوَادِي، فَقالَ:
ابْنَ أَبْزَى، قالَ: وَمَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قالَ:
مَوْلًى مِن مَوَالِينَا، قالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عليهم مَوْلًى؟!
قالَ: إنَّه قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،
وإنَّه عَالِمٌ بالفَرَائِضِ، قالَ عُمَرُ:
أَمَا إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ
قدْ قالَ
: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ
أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.
( صحيح مسلم )

ويضيف اخوتنا الكرام
العالم الشيخ عبد المحسن بن عباس البدر قوله
في أيضاح آداب طالب العلم قوله:
العلم لابد فيه من الإخلاص وحسن القصد،
ولابد فيه أيضاً من الجد والاجتهاد
وبذل النفس والنفيس، وبذلك يحصل العلم,
فلا يحصل العلم بالإخلاد إلى الراحة والاشتغال
بغيره مما يشغل عنه، وإنما يحصل بالجد
والاجتهاد وبذل النفس والنفيس للوصول إليه؛
حتى يعبد الإنسان ربه على بصيرة،
وتحصل منه الإفادة له ولغيره، فيكون
هادياً مهدياً راشداً مرشداً.
فلابد من حسن القصد والإخلاص
والصدق في الطلب،
ولابد من الجد والاجتهاد،
وبذل النفس والنفيس للوصول إلى هذا المقصود
العظيم الذي هو علم كتاب الله عز وجل
وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه,
فقد قال يحي بن أبي كثير اليمامي كما رواه
مسلم في صحيحه قوله
لايستطاع العلم براحة الجسم
فمن اراد العلم فعليه أن ينصب
وعليه ان يتعب وعليه ان يشتغل
وأن يبذل من أجل الوصول الى هذه الغاية
النبيلة كما قال الشاعر:
الجَد بالجِد والحرمان بالكسل
فانصب تصب عن قريب غاية الأمل
الجَد هنا هو الحظ النفيس,
بالجِد الذي هو الاجتهاد والتعب والنصب،
فالنتائج الطيبة والثمرات الحميدة تحصل
من الجد والاجتهاد، وبذل ما يستطيع
الإنسان بذله من أجل الوصول إلى تلك الغاية
العظيمة التي هي تحصيل العلم النافع
الذي هو علم الشرع, أعني
علم كتاب الله عز وجل وسنة
رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
فضل الاجتماع على القرآن والعلم في المساجد
ويستمر أخوتنا الكرام
الشيخ للعلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر
في شرح حديث تدارس العلم في المساجد
قوله :
ثم قال عليه الصلاة والسلام
في الحديث الصحيح الذي رواه :
رواه أبو هريرة رضي الله عنه
وأخرجه مُسلم في صحيحه قوله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا،
نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ،
وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا،
سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ
ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ،
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ،
يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛
إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ،
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
( صحيح مُسلم )

فالبيوت التي يتم فيها التدارس العلوم الشرعية
هي بيوت الله عز وجل هي المساجد،
وإضافتها إلى الله للتشريف
؛ لأن المضاف إلى الله عز وجل ينقسم إلى قسمين:
إضافة أعيان وإضافة معان,
فإضافة الأعيان للتشريف،
وهي من إضافة المخلوق إلى الخالق,
كبيت الله وناقة الله وعبد الله،
وإضافة المعاني هي إضافة الصفات كحياة الله
وعلم الله وسمع الله وبصر الله وغير ذلك،
وهي إضافة صفات، أعني من قبيل إضافة الصفة
إلى الموصوف بها.
والمساجد هي خير البلاد
وأفضل البقاع
كما ثبت في صحيح مسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
في الحديث الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه قوله:
أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا،
وَأَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ أَسْوَاقُهَا.
( صحيح مسلم )
ذلك أن المساجد هي خير البلاد
وذلك لما يكون فيها من العمارة بذكر الله عز وجل
فالمساجد هي محل الطمأنينة ومحل الذكر
ومحل الصلاة ومحل العبادة لله عز وجل
ومحل تلاوة القرآن
كل هذه من صفات المساجد وأما الأسواق
ففيها الصخب ولالغط وفيها الخصومات
وفيها الهرج والمرج والسباب والشتائم
وفيها الكذب والحلف بالكذب لتمرير بضاعة
لذلك المساجد يكون تدارس القرآن بتلاوته ومدارسته
والتدبر والتعلم في معانية وتفسيره
بالاحاديث الصحيحة وبآثار سلف هذه الامة
الراسخون في العلم والمدركين تمام الادراك تفسيره
واتباعهم لصحاح المفسرين المعتمدين
في منهج اهل السُنة والجماعة
تلاوة القرآن معروفة، ومدارسته تعني معرفة معانيه،
وهذا إنما يكون لمن عنده علم بتفسير القرآن بالقرآن وتفسيره بالحديث، وبالآثار عن سلف هذه الأمة.
والتدارس يكون بوجود عالم بينهم
يبين لهم معاني الآيات التي قرءوها
أو التي يمرون بها وهم بحاجة إلى معرفتها
أو يشكل عليهم شيء من معانيها،
وإذا كانوا من أهل العلم فإنهم يتداركون
ذلك ويرجعون إلى كتب أهل العلم المتعلقة
بالرواية والدراية في
تفسير كلام الله عز وجل.
قوله:
(وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله
يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم
إلا نزلت عليهم السكينة)

يعني: تحصل لهم أمور أربعة بهذا العمل
الذي هو قراءة القرآن وتدارسه في المساجد:
الأمر الأول:
أنها تنزل عليهم السكينة، والسكينة:
الطمأنينة والوقار، ففي تلك المجالس الوقار
، والطمأنينة، والسكون، وانشراح الصدور
، كل ذلك يكون موجوداً لمن يحصل
منهم تلاوة القرآن في بيت من بيوت الله.
الأمر الثاني:
أن تغشاهم الرحمة,
أي تشملهم الرحمة وتغطيهم.
الأمر الثالث:
أن الملائكة تحفهم, أي:
تحيط بهم وتحدق بهم؛ وذلك أنهم يبحثون
عن مجالس الذكر، وخير الذكر
هو قراءة كلام الله سبحانه وتعالى,
فيحصل لهؤلاء المجتمعين
أن تنزل عليهم السكينة، وكون الرحمة تغشاهم.
الأمر الرابع:
أن يذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة،
أي يذكر الله عباده في الأرض
عند عباده في السماء الذين هم الملائكة،
كما جاء في الحديث
) : ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه(.
فمن حصل منهم الاجتماع لقراءة القرآن
في المساجد وتدارسه يحصل لهم الثواب
والجزاء بهذه الأعمال الأربعة.
ثم نأتي لقوله عليه السلام :
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
من أخره عمله عن دخول الجنة فليس
نسبه هو الذي يسرع به إليها,
وإنما العبرة بما يقوم في القلوب وبالأعمال،
وليس بما يحصل على الجوارح،
وإنما يحصل ذلك بالتقوى والإيمان
والعمل الصالح، فمن أخره عمله عن دخول
الجنة وبلوغ المنازل العالية فليس نسبه
هو الذي يسرع به إليها.
نعم النسب إذا جاء مع العلم و
والعمل الصالح
فهو خير إلى خير، ونور على نور،
وأما إذا كان بدون إيمان وبدون عمل صالح
فإن ذلك لا يفيد شيئاً، كما جاء في
هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
لان العبرة عند الله عز وجل هي التقوى
والاعمال الصالحة كما قال تعالى :
في سورة الحجرات
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
فقد رفع الإسلام سلمان الفارسي،
وهو من الفرس، وليس من العرب،
ووضع أبا لهب وهو من بني هاشم،
وهو ابن عبد المطلب،
وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولكن كفره وعدم إيمانه وضعه؛
ولم يستفد بنسبه شيئاً؛ لأن العبرة ليست
بالأنساب وإنما هي بالأعمال الصالحة
وبتقوى الله عز وجل.
ولذلك لا تترك التقوى اتكالاً على النسب
وإلا فإن أهل البيت الذين لهم الفضل
هم كل مسلم ومسلمة من نسل
عبد المطلب بن هاشم،
وكذلك زوجات رسول الله صلوات الله
وسلامه وبركاته عليه,
هؤلاء هم أهل البيت الذين لهم فضل.
ولكن من حيث النسب فعمه أبو لهب
من أقرب الناس إليه؛ لأنه أخو أبيه،
ومع ذلك فإنه من أهل النار لكفره وعدم إيمانه،
وقد نزلت فيه سورة من القرآن تُتلى الى يوم القيامة
تبين كفره ومصيره يوم القيامة
في قوله تعالى:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) المسد
اذا الاعمال الصالحة هي الميزان
وهي المعتبرة في الأسلام لقوله الله عز وجل
( ان أكرمكم عند الله اتقاكم ) الحجرات 13
وليس المعتبر هو النسب او القرب من
النبي صلى الله عليه وسلم
وهنا تأتي الآية الكريمة لتوضح الامر بجلاء
فقال تعالى :
( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ
فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)
المؤمنون 101
ولهذا الامر قال عليه السلام في هذا الحديث
من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
إذاً: النسب بدون عمل صالح
لا يفيد صاحبه شيئاً، ولكن كونه
يجمع بين النسب الشريف وبين العمل
الصالح فيكون قد جمع بين الحسنيين.
والله تعالى أعلم،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
( انتهى شرح العلامة الشيخ عبد المحسن العباس البدر )

اخوتنا الكرام
ومن خلال هذه الشروحات نفهم أن طلب
العلم له مكانة وهو المسجد أو الجهات المخولة شرعياً
لتدريس العلوم
ووسيلة طلب العلم هي المصادر الموثوقة
من خلال ديننا فالرسول عليه السلام
وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم
والتابعين لهم والتابع التابعين
وعلماء السلف اهل السُنة والجماعة
المُتبعين لكتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام
لذلك طلب العلم مهم لانه من خلاله يتم التعلم
وفهم التشريعات واحكامها والفقه وأبوابه
وكل ذلك له اهميته لعبادة الله سبحانه وتعالى على بصيرة
حيث قال تعالى :
( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ
عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف 108
وفي تفسير أبن كثير رحمه الله لهذه الآية قوله:
يقول :
اللهتعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين
: الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس :
أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ،
وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ،
يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ،
ويقين وبرهان ،
هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي
. أ.هـ كلام أبن كثير
والبصيرة والبرهان هنا هي العلم والمعرفه الدالة على
صدق الدعوة ولا يتم معرفة ذلك الا بالتعلم وفهم
ماهو البرهان المساعد على فهم التشريعات
وعبادة الله
فعبادة الله لا تتم الا بالبصيرة والبرهان
والعلم الشرعي
لفهم التشريعات وتطبيقها
وعدم الخروج عن منهجها في التطبيق
ويكون ذلك بفهم ومعرفة أقوال وافعال
من جاء بالوحي
وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك إتباع هديه وهدي
صحابته الكرام وأقوالهم
والتحرز والانتباه الي مصادر
اخذ العلم الشرعي
لان النبي صلى الله عليه وسلم نبه
عن ذلك بأن العلم مهم
لأستمرار فهم الدين
وتشريعاته فهم صحيح
والعلم من المعتاد لايتم أخذه
الا من أفواه العلماء
الذين أتبعوا منهج واقوال وافعال الرسول عليه السلام
ففي زمن الرسول عليه السلام
الكل كان يأخذ العلم مشافهه من أفواه بعض
لانهم عاصروا النبي عليه السلام
ولا يحتاجون لاخرين الاخذ منهم
وبعد وفاته عليه السلام اصبح الكل يأخذون
العلم من خلال ماتعلموه من تطبيقات
ومن افواه الأكثرمنهم
فضل وقرب من النبي صلى الله عليه وسلم
ففي زمنه وهو حي عليه السلام
قال قولاً بليغاً في التنبيه على
اخذ العلم من مصادره الصحيحة وهذه المصادر
هي العلماء أهل العلم والفضل
وسيأتي يوم ينزع الله فيه العلم اتنزاعاً
بوفاة وموت العلماء
ولايبقى الا رؤوس الجهّال يستغلون غياب العلماء
ويفتون للناس بغير علم ولا دراية
فيضلوا كثير من الخلق
وفي هذه الجمعة اخوتنا الكرام
سنتوقف قليلاَ مع هذا الحديث الصحيح
والذي يعتبره كثير من العلماء هو المنهج والمقياس
لطلب العلم من أهل الفضل طالما تواجدوا
قبل رحيلهم
ففي رحيلهم سيخلط الحابل بالنابل ويكثر الهرج
والمرج والأفتاء بدون علم والكذب
على الرسول عليه السلام
فقد قال عليه السلام :
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس،
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى
إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوساء جهالًا
فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا
وأضلوا ) متفق عليه).
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لنتعرف على هذا الحديث العظيم
من خلال شرح علماء أهل السُنة والجماعة
لمفرداته ومراميه ورسلته ومفاهيمه
والتى أعدها الكثير من علماء السلف
ان هذا الحديث هو تنبيه وتحذير
وتوصية ومنهج لاخذ العلم من أهله
قبل فوات الأوان .....
وكما فهمنا أن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم
هو وحي وانه عليه السلام لاينطق عن الهوى
يجب ان ندرك تماما أن تحذيره عليه السلام
لأمته في الازمان القادمة بعد وفاته
من الانزلاق خلف الرؤوس الجاهلة التى تدّعي العلم
وتفتي للناس بدون وجه حق
فبدّلوا وغيروا وكذبوا على الرسول عليه السلام
وابتدعوا مناهج ما اأنزل الله بها من سلطان
أن تحذيره ووصيته كانت حقيقية
وفي محلها حرصاً منه عليه الصلاة والسلام
على أمته من أن تتبع المارقين الجهله
في الأخذ منهم التشريعات والفرائض الخاصة بالدين
وقد جاء تحذير النبي عليه السلام
من عدم اتباعهم واغتنام الفرصة للتعلم
في وجود اهل العلم المشهود لهم بالاتباع الصحيح
من اهل الصلاح والخير والمتبعين لكتاب الله وسنه رسوله
وهذه شروحات وأقوال اهل العلم
المتبعين لنهج ماقاله الله وماقاله الرسول عليه السلام
فقد قال عليه السلام :
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس،
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى
إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوساء جهالًا
فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا
وأضلوا ) متفق عليه).
اخوتنا الكرام
هذا الحديث العظيم الصحيح الذي يبين لنا
أساسيات طلب العلم والحرص على تلقي العلم
من أفواه العلماء ذوي العقيدة الصحيحة
والمتمثله في إتباع نهج كتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام
واتباع مافهمه الصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وشروحات التابعين لهم حتى وصلت علومهم
لعلماء هذا العصر الذين يتكلمون بما فهموه
من كلام الله واحاديث نبيه عليه السلام وشروحات
وتطبيقات الصحابة للتشريعات
وفي شرح لهذا الحديث
وبيان معانيه والرسالة التى يجب ان يفهما
كل مُسلم حريص على عبادة الله على بصيرة
وهذه احدى شروحات
العالم الشيخ أبن عثيمين رحمه الله
وهو أحد علماء أهل السُنة والجماعة
في شرحه للحديث الصحيح عن العلم
فقال الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله في كتابه
رياض الصالحين في باب فضل العلم
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا من صدور الرجال
ففي هذا الحديث إشارة إلى أن العلم سيقبض،
ولا يبقى في الأرض عالم يرشد الناس
إلى دين الله، فتتدهور الأمة وتضل
ثم بعد ذلك ينزع منها القرآن،
ينزع من الصدور ومن المصاحف
كما قال أهل السنة
لا ينتزع من صدور الرجال لكن
يقبض بموت العلماء، يموت العلماء
الذين هم علماء حقيقة ولا يبقى
عالم فيتخذ الناس رؤساء،
يعني يتخذ الناس من يترأسهم
ويستفتونه لكنهم جهال يفتون
بغير علم فيَضلون ويُضلون والعياذ بالله،
وتبقى الشريعة بين هؤلاء الجهال
يحكمون فيها بين الناس وهم جهلة
لا يعرفون فلا يبقى عالم،
وحينئذ لا يوجد الإسلام الحقيقي الذي
يكون مبنيًّا على الكتاب والسنة
لأن أهله قد قبضوا،
وفي هذا الحديث حث على طلب العلم
لأن الرسول أخبرنا بهذا لأجل
أن نتحاشى ونتدارك هذا الأمر
ونطلب العلم وليس المعنى
أنه أخبرنا لنستسلم فقط لا من أجل أن نحرص
على طلب العلم حتى لا نصل إلى الحال
التي وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام،
والإخبار بالواقع لا يعني إقراره
اخوتنا الكرام
ومعنى أن يخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام
عن شيء ليس معناه أنه يقرّه ويسمح به
كما أخبر عليه الصلاة والسلام وأقسم وقال
في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لتتبعُنّ سُنن من كان قبلكم شبراً شبراً ودراعاً بذراع
حتى لو دخلوا جُحر ضبٍّ تبعتموهم قلنا:
يارسول الله اليهود والنصارى ...؟
قال فمنّ .....
( صحيح البخاري )
يعني: لتركبن طرق من كان قبلكم، قالوا:
اليهود والنصارى؟ قال: نعم اليهود والنصارى،
فأخبر أن هذه الأمة سوف ترتكب
ما كان عليه اليهود والنصارى إخبار تحذير
لا إخبار تقرير وإباحة،
فيجب أن نعلم الفرق بين ما يخبر
به النبي صلى الله عليه وسلم مقررًا له ومثبتًا
له وما يخبر به محذرًا عنه،
فالرسول عليه الصلاة والسلام
أخبر بأن العلماء سيموتون
ويعني ذلك أن نحرص حتى
لا ندرك هذا الوقت
الذي يموت فيه العلماء ولا يبقى
إلا هؤلاء الرؤساء الجهال الذين
يفتون بغير علم فيضلون بأنفسهم
ويضلون غيرهم، اللهم إنا نسألك
علمًا نافعًا وعملًا صالحًا ورزقًا طيبًا واسعًا.
( انتهى كلام الشيخ أبن عثيمين رحمه الله )
ومن هنا اخوتنا الافاضل
نفهم أن تحصيل العلم يستلزم المتابعة والتتبع لمصادره
الصحيحة الواثقة في صحتها
وليس هناك ماهو صحيح الا كتاب الله واحاديث
رسوله عليه السلام الصحيحة الغير مُلفقة ومكذوبة
وموضوعة وضعيفه واسانيدها لاتحمل حتى حروفها
فأهمية الاتباع والتعلم والاخذ
تكمن في من يستحق ان يتم متابعته
والاخذ منه وليس كل من يفتى او يجلس على سُدة التعليم
ويدّعي العلم الشرعي نأخذ منه
بل وجب الحرص أن نتعرف على اهل العلم
المتبعين لكتاب الله وسنة
رسوله عليه الصلاة والسلام
فهم أولى بالاتباع
لانهم لايميلون لأجتهادات وتفسيرات شخصية
نابعة من اهواءهم بل هم يتبعون مايقوله علماء الامه
المعتمدون المعروف عنهم الصلاح والاتباع الصحيح
وفي هذا العصر يستطيع المسلم ان يجب ويبحث
عن العلماء الثقاة الذين لايقولون قال فلان وقال علان
في المسائل الفقهية والافتاء
بل يقولون قال الله تعالى او قال نبيه عليه الصلاة والسلام
من خلال أحاديث صحيحة يشرحها اهل العلم
المعروف عنهم قوة الاعتقاد وعدم اتباع المناهج الاخرى
لذلك نلاحظ اخوتنا الكرام
في هذا الزمن انه اختلط الحابل بالنابل واصبح الكل يفتي
بدون علم ولا بصيرة ولا دراية
ويستشهد برؤوس جاهله بالرغم من امتلاكها للعلم
ولكنها جاهلة في اتباعها للمنهج الصحيح
وهو منهج اهل السنة والجماعة الذي يأخذ
شروحاته ومفاهيمه ومنهجه وطريقته من كتاب الله
فقط ومن سنة رسوله الصحيحة فقط
والتى إتبعها الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وانتقلت شروحاتهم للتابعين له ومن ثم لتابع التابعين
حتى وصلت العلوم الصحيحة لعلماء هذا الزمن
الذين أخذوا عن من كان قبلهم
من علماء اهل السنة والجماعة ....
اما الاخرون فقد اصبحوا ناقلين وليس مُتبعين
حتى النقل اصبح الكل ينقل من افواه من لايخاف الله
فنجد احاديث ضعيفة موضوعة غير صحيحة
يعتمدون عليها في اثبات مسائل فقهية او تشريعية
أو اقوال من يدّعون العلم وهم في الاساس مُتخذي
شيوخهم اما من المنهج الصوفي الذي يتمسح بالقبور
والاولياء ويتخذ من أفكارهم وكلامهم منهج وطريق
او من الفئة الخارجة والتى تدعي الاتباع لكتاب الله
وسنة رسوله وهم يدعون للخروج والقتل والتكفير
حتى وصل بهم الامر ان خربوا افكار العامة
بالصراخ ليل نهار وتحريضهم على الفساد والافساد
والخروج على أولياء الامر
وبث روح التفرقة والقتل والتكفير
او كالذي يتبع فلسفات والهرطقات الكلامية
التى إبتدعوها النصارى ومن على شاكلتهم
وأسقطوها على تشريعاتنا وديننا
وأصبحوا يقارنون علومنا الدينية والتشريعة وفرائضنا
يقارنوها بما عند النصارى وتابعيهم وتمييع
اوامر الله الملزمة التنفيذ وجعلها لا اهمية لها
كل ذلك اخوتنا الكرام
يأتي من عدم اهتمامنا بمن نأخذ منه علومنا الدينية
وتشريعاتنا ومفاهيمنا الصحيحة
وهنا اقوال علماء اهل السنة والجماعة
في من يبتدع ويأخذ فتواه من افواه من لادخل له
بالعلم والعلماء
وهنا أيضا اضافة اخرى
لأحد علماء الامة الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى
في اضافته لشرح حديث العلم والعلماء
قوله رحمه الله :
اقوال الشيخ ابن باز رحمه الله
عن العلم والعلماء
وقد أخبر النبي ï·؛
أن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ينتزعه
من صدور الرجل، يقول الرسول ï·؛
يخبر أن الله لا يقبض العلم انتزاعًا
ينتزعه من صدور الرجل، ولكن يقبض
العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق
عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا فسئلوا
فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا،
، فالنقص في العلماء موجود والخطر عظيم،
فينبغي لك يا أخي أن تستفيد من
وجود أهل العلم في أي مكان في
هذا المسجد في مكة في المدينة
في أي مكان، إذا سمعت بأهل العلم
المعروفين بالعقيدة الطيبة والاستقامة
وبالتعليم الشريف فاحرص عليهم، وبادر
إلى أن تستفيد منهم، في المساجد
أو في الحلقات التي تذاع أو في نور على الدرب،
أو في أي طريق تسمع الفائدة احرص عليها،
واغتنم حياتك، وتعلم دينك،
وتفقه في دينك، قبل أن تلتمس
من يعلمك فلا تجد أحدًا،
ولا حول ولا قوة إلا بالله،
قد تنزل مصيبة على الناس يحرمون من العلم،
إما بأن شغلوا عن العلم وأصيبوا
بمصيبة تشغلهم عن العلم،
وإما بعدم وجود أهل العلم
وعدم وجود حلقات للعلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
( انتهى كلام الشيخ أبن باز رحمه الله )
ونورد اخوتنا الكرام
الأدلة الشرعية من القرآن والسُنة
على حُرمة الفتوى بغير علم
العنصر الأول
الأدلة من القران والسنة على حرمة الفتوى بغير علم
أن الأدلة من القران الكريم تضافرت
على حرمة القول على الله تعالى بغير علم
و لا بينه و عدته من كبائر الذنوب
و إليك طرفا منها:
الدليل الأول:
تحريم الله تعالى القول عليه بغير
علم يقول الله تعالى
: ï´؟ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ï´¾ الأعراف: 33
قال ابن القيم رحمنا الله وإياه في هذه الآية:
قال ابن القيم - رحمه الله –
وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم
في الفتيا والقضاء، وجعله
من أعظم المحرمات بل جعله
في المرتبة العليا منها أ.هـ.
الدليل الثاني:
ويقول تعالى
: ï´؟ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ï´¾
( الأسراء 36 )
قال الشنقيطي رحمه الله: -
ويشمل ذلك قوله: رأيت، ولم ير.
وسمعت، ولم يسمع، وعلمت، ولم يعلم.
ويدخل فيه كل قول بلا علم،
وأن يعمل الإنسان بما لا يعلم،
وقد أشار جل وعلا إلى هذا المعنى
في آيات أخر; كقوله: إنما يأمركم
بالسوء والفحشاء
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون[2]أ.هـ.
الدليل الثالث:
ويقول تعالى
: ï´؟ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ
هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ï´¾

النحل: 116، 117
قال الشوكاني رحمه الله:-
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نضرة قال:
قرأت هذه الآية في سورة النحل
ï´؟ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب
هذا حلال وهذا حَرَامٌ ï´¾
إلى آخر الآية، فلم أزل أخاف الفتيا
إلى يومي هذا قلت - أي الشوكاني
: صدق رحمه الله، فإن هذه الآية
تتناول بعموم لفظها فتياً من أفتى
بخلاف ما في كتاب الله أو في سنّة
رسوله صلى الله عليه وسلم،
كما يقع كثيراً من المؤثرين للرأي المقدّمين
له على الرواية، أو الجاهلين لعلم
الكتاب والسنّة كالمقلدة، وإنهم لحقيقون
بأن يحال بينهم وبين فتاويهم ويمنعوا
من جهالاتهم، فإنهم أفتوا بغير علم من الله
ولا هدى ولا كتاب منير، فضلوا وأضلوا،
فهم ومن يستفتيهم كما قال القائل:
كبهيمة عمياء قاد زمامها *** أعمى على عوج الطريق الجائر
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال:
عسى رجل أن يقول: إن الله أمر بكذا،
أو نهى عن كذا، فيقول الله عزّ وجلّ له:
كذبت. أو يقول: إن الله حرّم كذا أو أحلّ كذا،
فيقول الله له: كذبت
ويقول تعالى:
ï´؟ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ
فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ
أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ï´¾ يونس: 59
أي: ما ظَنُّ الذين يَكْذِبُونَ على اللهِ في
التحليل والتحريمِ ماذا يفعلُ بهم يومَ القيامةِ،
أتَظنُّون أن اللهَ لا يعاقبُهم على افترائِهم عليه؟
وروى البخاري ومسلم
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه
من صدور العباد، ولكن يقبض العلم بقبض
العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس
رؤساء جهالا فسئلوا، فأفتوا بغير علم،
فضلوا وأضلوا
( اخرجه أحمد ومسلم في صحيحه )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من أفتى بفتيا غير ثبت
فإنما إثمه على الذي أفتاه....
( أخرجه أبن ماجه في صحيحه )
لذلك اخوتنا الكرام
من العناصر المهمة الباقية
هو العنصر
والذي يهتم بتعظيم السلف للفتوى
وتقديرها والخوف والوجل من الخوض فيها
بالرغم من علو كعبهم في العلم والاستنباط والفهم الصحيح
الا انهم كانوا يخشون الفتوى ويتحرزون منها
ليس كمثلنا نحن في هذا العصر
فالكل يفتي بدون علم ويستعرض امكانياته الفقهية
ويفتي ويلوي لسانه دون الرجوع لأهل العلم والاخذ منهم
1 . تعظيم السلف للفتوى:
القد كان السلف رغم علو كعبهم في العلم
و إلا أنهم كانوا يهابون الفتوى
لأنهم يعلمون أن الفتوى توقيع عن الله - تعالى –.
قال البراء بن عازب رضي الله عنه:
(لقد رأيت ثلاثمائة من أهل بدر
ما منهم من أحد إلا وهو يحب
أن يكفيه صاحبه الفتوى)
وروى ابن المبارك رحمه الله
في الزهد أن ابن عمر رضي الله عنهما
سئل عن شيء ثم قال:
أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسوراً لكم في جهنم
أن تقولوا أفتانا ابن عمر بهذا
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله:
((أدركت عشرين ومائة من الأنصار
من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- يسأل أحدهم عن المسألة
فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول
وفي رواية:
(ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود
أخاه كفاه إياه، ولا يستفتي عن شيء
إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا) [9].
وجاء عن الشعبي والحسن
وأبي حَصين رحمهم الله أنهم قالوا:
( إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت
على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه
لجمع لها أهل بدر )
وقال عبد الله بن أحمد كنت أسمع
أبي كثير يسأل عن المسائل فيقول:
ï»» أدري وذلك إذا كانت مسألة فيها اختلاف
وكثيراً ما كان يقول سل غيري
فإن قيل له من نسأل يقول سلوا
العلماء ولا يكاد يسمي رجلاً بعينه أ.هـ
وها هو
إمام العلماء وسيد الأصفياء يرد العلم
إلى رب الأرض والسماء صلى الله عليه وسلم
ويقول انا لها
بل كان يقول لا أدري
حتى يأتيني خبر السماء ....
فقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام
إن سئل عن شيء لا يعلمه قال: ( لا أدري)
جبير بن مطعم:
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال:
أي البلاد شر؟
فقال: لا أدري فلما أتى جبريل
رسول الله عليهما السلام
قال :أي البلاد شر؟
قال: لا أدري حتى أسأل ربي فانطلق جبريل عليه السلام
فمكث ما شاء الله فقال:
يا محمد إنك سألتني أي البلاد شر؟
فقلت: لا أدري وإني سألت ربي فقلت:
أي البلاد شر؟ قال: أسواقها
2 . حرص السلف على عدم الفتوى بغير علم:
قال الزهري عن خالد بن أسلم
أخي زيد بن أسلم رحمة الله عليهما قال:
كنا مع ابن عمر فسأله أعرابي أترث
العمة، فقال لا أدري قال:
أنت لا تدري قال نعم اذهب إلى العلماء
فاسألهم فلما أدبر الرجل
قبل ابن عمر يده فقال:
( نعما ما قال أبو عبد الرحمن:
سئل عن ما لا يدري، فقال لا أدري )
وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال:
لا أدري: فقيل له: ألا تستحي مِن قول
"لا أدري" وأنت فقيه العراق؟.
فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالوا:
(سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا)
قال الهيثم بن جميل رحمه الله:
( شهدت مالك بن أنس سئل عن
ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين
وثلاثين منها: لا أدري ))
وقال أحمد في رواية المروذي
( ليس كل شيء ينبغي أن يتكلم فيه
وذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
( كان يسأل فيقول:
لا أدري حتى أسأل جبريل )
و قال أبو بكر الأثرم –رحمه الله-:
(( سمعت أحمد بن حنبل يستفتى فيكثر
أن يقول: لا أدري، وذلك بما
قد عرف الأقاويل فيه ))
العنصر الذي يليه
وهو كلمة مهمة يتقي بها العالم شر الفتيه بدون علم
لا أدرى نصف العلم وإلا هلكت:
ثم اعلموا أنك لو كنت ذا علم و علمك الله من علمه فلا ينبغي عليك أن تغفل عن:
لا أدري، و إلا زلت قدمك بعد ثبوتها.
وقال ابن جماعة -رحمه الله-:
اعلم أن قول المسئول (لا أدري)
لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة،
بل يرفعه؛ لأنه دليل عظيم على عظم محله،
وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه،
وكمال معرفته، وحسن تثبته،
وقد روينا ذلك عن جماعة من السلف
. وإنما يأنف من قول (لا أدري )
من ضعفت ديانته، وقلَّت معرفته؛
3. أسباب الجرأة على الفتوى:
اعلم بارك الله فيك:
أن هناك أسباب عديدة تجعل الإنسان
لا يبالي بخطورة الفتوى بغير علم اذكر منها:
1 . الجهل بالنصوص أو الغفلة عنها.
2 . سوء التأويل.
3 . عدم فهم الواقع على حقيقته.
4- اتباع الهوى.
4 . الخضوع للواقع المنحرف.
5 . تقليد الفكر الغربي.
حوادث مهمة تختص بقصص
عن الفتوى والافتاء
وفي ختام هذه العناصرالمهمة
نورد اخوتنا الكرام القليل من القصص الواردة
في حق العلماء الذين يخافون من الفتية
والافتاء بدون علم ....
القصة الأولى:
إني لا أتكلم إلا فيما أحتسب فيه الخير
قال ابن مهدي:
سأل رجل مالك بن أنس
عن مسألة فطال ترداده إليه فيها،
وألح عليه فقال: ما شاء الله! يا هذا
إني لم أتكلم إلا فيما أحتسب فيه الخير
ولست أحسن مسألتك هذه
القصة الثانية
: عمرو بن دينار وتعظيمه للفتوى
ورواه إسحاق بن راهويه عن
ابن عيينة عن داود عن أبي زبير الزبيري
عن مالك بن عجلان قال قال ابن عباس:
فذكره وقد سبق وقال عبد الرزاق:
عن معمر قال: سأل رجل عمرو بن دينار
عن مسألة فلم يجبه فقال الرجل:
إن في نفسي منها شيئا فأجبني.
فقال إن يكن في نفسك منها مثل أبي قبيس
أحب إلي أن يكون في نفسي منها مثل الشعرة.
القصة الثالثة
أي شيء أقول لأهل بلدي
قال عبد الرحمن بن مهدي - رحمه الله -:
كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال له:
يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة
ستة أشهر حمّلني أهل بلدي
مسألة أسألك عنها.
قال: فسل.
فسأله الرجل عن المسألة، فقال:
لا أحسنها. قال: فبهت الرجل كأنه قد جاء
إلى مَن يعلم كل شيء.
فقال: أي شيء أقول لأهل بلدي
إذا رجعت إليهم؟!
قال: تقول لهم:
قال مالك: لا أحسن
القصة الرابعة
: جوامع الخير
قال وهب بن منبه - رحمه الله
لرجل من جلسائه:
ألا أعلمك طبا لا يتعايا فيه الأطباء،
وفقها لا يتعايا فيه الفقهاء،
وحلما لا يتعايا فيه الحلماء؟
قال: بلى يا أبا عبد الله.
قال: أما الطب الذي لا يتعايا فيه الأطباء،
فلا تأكل طعاما إلا ما سميت الله على أوله،
وحمدته على آخره،
وأما الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء،
فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك،
وإلا فقل: لا أدري،
وأما الحلم الذي لا يتعايا فيه الحلماء،
فأكثر الصمت، إلا أن تسأل عن شيء
اخوتنا الكرام
نصل لختام هذه الخطبة الطيبة
ونستنتج ونتعلم أن نأخذ علمنا ومعرفتنا من أفواه
العلماء الذين يقولون قال الله في كتابه العزيز
وقال النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الصحيح
ولا نقول قال شيخي او معلمي او أستاذي
أو قالت الدراسة الفلانية أو البحوث العلانية
أو المفكر والمنظّر الجهبذة فلتت زمانه قال كذا وكذا
أو نتخذ من مفاهيم وثقافات النصارى ونسقطها على ديننا
ونتخذها وسيلة لشرح ديننا وفكرنا وتشريعاتنا
فقد اتت كل هذه التشريعات العظيمة باللغة العربية
وبلسان العرب وعن طريق
نبي عربي عليه الصلاة والسلام
وبمفهوم صحابة عرب رضوان الله تعالى عليهم
ومن تابعي التابعين العلماء الافاضل الذين يتخذون
منهج كتاب الله وسنة رسوله
طريق وبيان لتفسير
مانقص عندهم
وكل ذلك يأتي اخوتنا الاعزاء بإلصاق رُكبنا لُركب العلماء
مباشرة لنتعلم منهم ماغاب عنّا من مفاهيم وشروحات
ولا ندخل أبداّ في مداخل ودهاليز الفتية واصدار الفتاوى
أو نقلها من كل حدب وصوب
وأن نتثبت ونعرف من أين سمعنا وتعلمنا واخذنا علومنا
فقد أختلط في هذا الزمان الحابل بالنابل وأصبح
الكل يرتدي عمامات العلم وجلابيب الاكاديميات الاسلامية
وهم في واقع الامر لايملكون
شيء الا أقوال من لايخاف الله
ويكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا يتورع في نشر الاكاذيب والشبهات من افواه
الملفقين الذين لايبالون بشر من افتى فتوة بدون علم
ولكن اخوتنا الكرام
أما الحل الأمثل بتلخص ببساطة
شديدة دون تعقيد او فلسفات هو
اتباع العلماء المشهود لهم بحسن الاعتقاد
وهم علماء أهل السُنة والجماعة المعروفين
طالما هم احياء ......وان غابوا عن الدنيا فهناك من
درس على ايديهم وتعلم منهم وترك إرث عظيم من العلوم
الشرعية بالاضافة هناك مواقع عظيمة
لهؤلاء العلماء من اهل الصدق والمتابعة الحقيقية
لمنهج السُنة والجماعة
يجد فيها المسلم كل مايريد من فهم امور دينه
ومعرفة ماغاب عنه
حتى لايترك مجال لرؤوس الجهّال أن يستغلوا
غياب العلماء ونشر اكاذيبهم الملفقة
عن الرسول عليه السلام
فلنحذر اخوتنا الكرام
ولنتبع سُبل من خاف الله وحرص على
أن لا يدخل في مجال الفتوى والافتاء بدون علم
وكم هي جميلة كلمة
( لا أعلم )
فمن قالها فقد تحصن وحفظ دينه ولم يُتهم
بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلماذا اخوتنا الكرام
أصبح الكل الا مارحم الله
الكل يتجرأ على الفتوى والتفسير
بدون الرجوع للاصول الفقهية والتشريعية
والتفاسير المعتمده لكبار علماء الامة
الذين يستقون علمهم من رسولنا عليه السلام
ومن أصحابه الكرام والتابعين لهم بأحسان
ففي هذا الزمن أصبح الذين يتكلمون بأسم الله
وبأسم الرسول عليه والصلاة والسلام
أكثر ممن يسألون عن امور دينهم
فنرى الانسان العامي البسيط حينما يرى
مُعمم وذو ذقن طويله وجلباب ازهري
يعتقد انه هو الصواب وان مايسال عنه سيجد
عنده الجواب الشافي الصحيح
والواقع هو ان هناك الكثير ممن يتبع اهواء
الطوائف المارقة والتكفيرية الخارجية ويمرر لنا
الفتاوي والشروحات وهذا والله شيء خطير

فلنحاول اخوتنا الكرام
أن نستقي علومنا وتشريعاتنا وفقهنا ممن
يتبع الرسول ويتع ماجاء به كتاب الله فقط
فيكفي البحث بسهولة عن هؤلاء ستجدهم لهم مواقع
خاصة مميزة تختص بعلماء اهل السُنة والجماعة
وفيها كل شيء .....
فلماذا لانستغل واجودهم ونثنى الرُكب ونتعلم منهم
قبل أن ينزل الله علومهم من صدورهم بموتهم

ويجيء من بعدهام رؤوس جهال يفتون للناس بغير علم
وهذا والله الذي يحصل في هذا الزمن
الكل يعرف ويعني ويعلم تاريخ الامم الاخرى
ومشاهيرهم وغانياتهم ومنحرفيهم
وسياساتهم وفلسفاتهم وهرطقاتهم الكلامية الجدلية
التى تشكك الانسان في نفسه
ومن ناحية اخرى يضربون كلام علماء اهل
السُنة والجماعة ضرب الحائط
وحينما نتقول له تعلم يااخي فربما لن تتحصل
على فرصة اخرى للتعلم لان هناك موت وفناء
وانتهاء دورك في الحياة
يقول لك لا اعلم من اين اجيء بهذه العلوم
ويكفي اني اعرف كيف اصلي فقط اما الباقي
فليس من شأني
وهنا ااقول له وأسأله
هل تضمن ان صلاتك صحيحة
وقد اخذت شروطها واحكامها
من اهل العلماء الثقاة
ام ورثتها عن ابيك وعن امك فقط ......؟
وهل تعبد الله على بصيرة نظيفة حقيقية
كما جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام
أم تعبد الله طبقاً لما سمعته من فلان وعلان والولي الفلاني
والشيخ الذي ظهر على وسائل الاعلام
وفي حقيقة الامر هو مُرتكب لأمور من متابعة
اليهود والنصارى والفرق الضالة الاخرى .....
وهل استطاع المسلم في هذا الزمن أن يميز بين
علماء الامة الذين يتكلمون بحجج من كتاب الله وسنة نبيه
أم يتكلمون بأسم الشيخ الفلاني والعالم الفلاني
الذي لايعرف من الكتاب والسنة الا الاسم فقط
لذلك اخوتنا الكرام
انصحكم وانصح نفسي بالبحث
عن أهل العلم الحقيقيين
وليس رواد العمائم والجلابيب التى
تدل على دراستهم من الجامعات
وعدم تلقف العلوم الا من هو ذو ثقة
وعدم الاستماع للفتاوي الا من اهلها فقط .....
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها




 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )




قديم 12-03-2022   #32


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )



المبنر ( متجدد أسبوعياً ) الميراث ( الاعتداء على حق المرأة واليتيم في الميراث ) ( 1 )
( المنبر )
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
اخوتنا الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه.
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
والذي سنتعرف من خلاله على أحد الأحكام
والفرائض الشرعية
الواجبة والمُلزمة التنفيذ والتطبيق
والتى أتت صريحة وواضحة وجليه لاتقبل المجادلة
او التمييع او التأويل أو الاخفاء أو التفاسير الخاطئة
والتى أساس صحتها وبيانها ليس كلام بشر
أو تأويل المتأولين بل هو كلام الله سبحانه وتعالى
وكلام خير البشر عليه الصلاة والسلام
وهي الفريضة الشرعية
والتى تُعتبر من احدى العلوم العظيمة
التى يتفرد بها ديننا الأسلامي
الحنيف دون غيره من الأديان
المستنسخة والمُحرّفه بأيدي اليهود والنصارى
والتى يطمح لها كل مظلوم ومهضوم حقه الأساسي
الذي كفله الله للجنسين الذكر والانثى
وهذه الفريضة هي التركه أو الأرث والتى في أصلها
حق للورثه بعد وفاة المورث .....
وفي هذه الجمعة سأتكلم في جزء مهم
من هذا الموضوع وهو سلب ونهب وسرقة
حق النساء والأيتام في الميراث
ولعل بعضكم سيقول أين يقع هذا الأمر
وهنا اجيب واقول بالفعل موجود في
بعض الدول العربية والتى دينها الأسلام
وبالتحديد في مجتمعات يغلب عليها الجهل
أو الأتباع ......
فالجهل هذه صفة للذي لم ينل حظ من العلم
والمعرفه والثقافة الحقيقية الدينية
وأما الاتباع فهولاء من يتبعون الغرب النصراني
ويتشدقون ليل ونهار بالمطالبة
بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل
حتى وصل بهم الامر أن رفضوا حصة ميراث المرأة
وجعلوا حصتها مساوية لحصة الرجل .....
وان شاء الله في هذا الجزء سندخل لنعري
ونفضح الممارسات التى يتبعها من لايخاف الله
فأصبحت السرقة والنصب والاحتيال
على النساء اللاتي لهن حق في ميراث أهاليهم
وكذلك سرقة حقوق الطفل اليتيم سوى ذكر أو انثى...
لذلك سيتم التركيز في هذه الخطبة
على علم الميراث وكيفية توزيعه وما موقف الدين
الحنيف في حصص المرأة وحقوقها الشرعية في ذلك
وأما بقية فصول هذه الفريضة وهذا العلم
فسيتم التطرق له في الخطبة القادمة بأذن الله
في الجزء الثاني
فمن المعلوم أن اجتهاد الأنسان في هذه الدنيا
ماهو الا سعى لكسب الرزق ليعيش كما أراد الله له
أن يعيش لعبادته وتوحيده
ويستعين بذلك بما رزقه الله له وما كتبه له
من رزق ليشد صُلبه ويعبد الله
ولايهتم بمأكله أو مشربه لان الله ضمنه له
فالله سبحانه وتعالى لايحتاج
من مخلوقاته شيء
ولايحتاج لعبادتهم
بل عباده ومخلوقاته هي المحتاجة لعبادته سبحانه وتعالى
للوصول لمرضاته والتمتع بِنعمه وجنته....
بل يرغبهم ويمحصهم ويبين
لهم أن ما أعدّه لهم
من نعيم مقيم ومعيشة عظيمة ورضى وجنه
كل ذلك ثمنه هو الأخلاص له سبحانه وتعالى
وعبادته وتنزيهه وعدم الاشراك به.....
فرسالة الله لعباده تكمن في خلقهم للعبادة
والتوحيد فقط وليس هناك سبب
آخر ليعيش الأنسان لأجله
فقال تعالى :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات
وفي شرح هذه الآيات لأبن كثير رحمه الله قال:
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (
أي : إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي ،
لا لاحتياجي إليهم....
( انتهى كلام ابن كثير )
فيستمر الأنسان يسعى
ويكسب مااراد الله له من كسب
ليعيش في نِعم الله ومن
رزق الله وفي مااختار الله له
من مكان ومأوى له ولآل بيته
وليعيش هذا الأنسان كما أراد الله له أن يعيش
وفي مراد الله له من سبب للعيش
وعندما يموت يكفل الله له
ولأهله المحافظة على
ما تركه من متاع الدنيا كميراث لهم....
فالعبادة لاتُعتبر عباده لله الا اذا كانت مُبينة
وموضحه وصادرة من الله سبحانه وتعالى
ومن هنا أتت التشريعات
والأحكام والفرائض الشرعية
لتكون نبراس وضوء يمشي

من خلاله الأنسان المُسلم
ليصل للهدف المنشود
وهو رضى الله سبحانه وتعالى
ولكن الأنسان في كثير من الأحيان
لايعجبه ما اراد الله له من نظام وتشريع
فيحاول أن يستنبط من فكره وعقله وسذاجته
افكار مخالفه لما اراد الله له
فينبذ كل الاحكام الشرعية
ويستعيض عنها بأفكار
إما مستوردة من الفكر اليهودي النصراني او هي من بنات
أفكار تُبع وخدم الثقافة الغربية النصرانية الماسونية
فيكثر الجدل والنقاش والفلسفة والهرطقة الكلامية
في نواحي تشريعية واحكام مُلزمة التنفيذ
فأصبحوا يرفضون ويتحدون ويعاندون
التشريعات التى امر الله بها ويغيرونها على هوى أنفسهم
فقد جادلوا في الصيام وما مدى اهميته في هذا الزمن
وأصبحوا ينادون بإلغاء فريضة الصيام
وكأن الذي اتى بفريضة
الصيام هم أُناس من البشر
أو أن الصيام تم تقريره من حاكم أو سلطة تنفيذية
أو من قرار جمهوري أو مرسوم ملكي يعبر عن رغبة الملك
في هل يصوم الناس أو لا ...!!!!!!
وأصبحوا العرب المسلمين للأسف في دوله عربية
تُحسب على انها دولة عربية مسلمة وهي تونس
يتظاهرون في شهر رمضان رفضاً للصيام
جهاراً نهاراً بلا حياء ولا توقير لله ولشرائعه وفرائضه
وكذالك تظاهروا لتغيير حصه الميراث
للنساء حتى تصبح مساوية لحصة الرجال
فرفضوا قوله تعالى :
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ( 11 ) النساء
واستعاضوا عنها بالمساواة
لتكون حصة المرأة مساوية لحصة الرجل
فخرجوا في مظاهرات علنية تقودها شياطين
من إنس وجان.....
رفضاً لكلام الله وتقسيمه في حصص المرأة والرجل....
وكذلك جادلوا في الحج ووضعوا فيه نواقص
والتقليل من اهميته فأستعاضوا عن الحج لبيت الله الحرام......
بشرائع طوائف وفٍرق ضاله
صوفيه شيعية مارقه
فأستبدلوا الحج لبيت الله الحرام
بالحج والطواف على قبور اولياءهم كما يفعلون الصوفيه
والشيعة الذين يقولون ان الحج
لقبور ابناء علي رضي الله عنه
في عاشوراء
تعادل أربعين حجة لبيت الله الحرام ...!!!!!!!
وشدوا الرحال لقبور الشاذلي والبدوي والبغدادي
وعبد السلام الاسمر والعربي والنقشبندي
والجيلاني وغيرهم الكثير
حتى وصل الأمر بعُبّاد القبور أن عبدوا
قبر يهودي وتقربوا اليه
لقضاء الحوائج هم واليهود
وهذا القبر ليهودي وأسمه
( ربي عمرم بن ديوان )
في مدينة وزان المغربية
وهو ضريح ليهودي يسميه المسلمون
( سيدي عمران )
فيتقربون اليه بالذبائح ‘ وإهراق الدم على باب ضريح
هذا اليهودي، لقضاء حوائجهم ...!!!
لا اله الا الله محمد رسول الله
فهل نظرتم أخوتنا الكرام
إلي أي حد وصل الأشراك بالله في بلداننا العربية الأسلامية
أن عبدوا وتقربوا وتمسحوا بالكفرة الفجرة
وبكل القبور المُسماة قبور أولياء الله الصالحين ....
والغريب أن الدول التى فيها هذه المقابر
تقوم وزارات الشؤون الدينية فيها
بتنظيم الزيارات لهذه القبور وتحديد مناسبات
أعياد ميلاد المقبورين ليتم الاحتفال بميلادهم كل سنة
فيكفي في مصر أن وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية
هو نفسه من يستقبل كبار الزوار الذين يأتون كل عام
للاحتفال بموالد هؤلاء المقبورين
من قبر البدوي وهذا ماحدث اثناء جائحة كورونا
فتم الأحتفال وقد جاء الخبر ليعلن
أان الاحتفالات ستكون مقتصرة فقط على
الصلاة بالمسجد ومنع أي مظاهر احتفالات أخرى،
مشيرا أن الجمعة الأخيرة من اسبوع مولد البدوي
سيحضرها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
والدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف.
وهي الجهة نفسها التى تقوم برعاية الحجيج لهذه القبور
وتنسق الزيارات وتقيم المهرجانات والاحتفالات
لأستقبال الحجيج لهذه القبور ......
وأصبح التمسح بالقبور للحصول على الذرية
ودفع الأذى وطلب الرزق من الامور العادية المقبول فعلها
وفي فريضة الزكاة والتى فسّرها جهلة المتعالمين
المسلمين بأنها نوع من الضريبة المالية
وعندما وصلوا لمرحله ان طعنوا في كل شيء
التفتوا الى الفرائض المُلزمة التنفيذ الواضحة
وأدخلوا فيها ماتشتهي انفسهم من تعديلات
ومن هذه الفرائض هي فريضة تقسيم التركة اي التوريث
فمنعوا البنات من اخذ نصيبهم من الأرث
وكذلك منعوا الأطفال من تحصيل
واخذ حقهم الشرعي
في ميراث والديهم ومن هو مُستحق
التوريث منه حتى اصبحت
الفريضة الشرعية
وعلم المواريث وحقوق العباد
من ذكر وانثى مثار الجدل والقبول والرفض
فأكلوا اموال اليتامى واموال النساء وورثهم
وحقوقهم في الميراث
بحجة ان المرآة لايحق لها أن ترث
وكأنها قوانين واحكام وضعها البشر وليس الله سبحانه وتعالى
ومن هذا الاحكام الشرعية
هي الفريضة الشرعية وحقوق الوارث والمورث له
وهذه الحقوق لها مجالها ووقتها ونظامها
فوقتها هو بعد وفاة المورث
ومجالها تقسيم ماتركه الميت من اموال
ونظامها هو ماجاء به القرآن الكريم ووضحه
من خلال التقسيم والحسابات بالدقة
كل ذلك اخوتنا الكرام
بيان لنفهم ونتعلم ونوضح للذين لايريدون لكلمة
الله ولا لتشريعاته أن تكون لها السلطة العليا
والتى لامجال للمجادلة فيها ومحاولة تحريفها
أو استنباط قوانين وضعية اخرى
تكون البديل للمنهج الرباني الكامل والسليم
لذلك سأبدأ بأذن الله في الولوج
في هذا الموضوع المهم والحساس والذي
يتم من خلاله هضم حقوق اليتيم وحقوق النساء
بصفة عامة
وتحريف المنهج المُلزم التنفيذ
وأستبداله بقوانين وافكار وتشريعات وضعيه
يكون دافعها ومحركها وموجهها هو
حُب الذات والأنانية والتملُك
ولايأتي ذلك الا باغتصاب حقوق الاخرين
وسرقتها بحجج زائفه يحركها الطمع والأستغلال
من خلال سرقة حقوق الورثه التى شرّعها الله
لهم وبينها بالدقة والتفصيل وفي آيات
مُحكمة غير قابله للتأويل والتبديل والتغيير
وسوف يتم توضيح وببساطة
كل مايختص بهذه الفريضة العظيمة
والتى ضمنها الله سبحانه وتعالى للمحافظة على حقوق عباده
وعدم حرمانهم من اموال مورثيهم
فأصبحت قاعات المحاكم المدنية في جميع الدول العربية
مليئة بقضايا النصب واكل مال اليتيم
وحقوق الورثه من مال ذويهم
فأنتشر فكر رافض لتوريث المستحق للتوريث
من النساء والاطفال وسرقة اموالهم
فأصبح الاعتداء على حقوق الورثه من النساء
والأطفال أمراً عادياً ومُعتاد القيام به وفعله
تطبيقاً ليس لشرع الله
بل تنفيذا لشرع وقوانين وفكر ونظام
المجتمع الفاسد سوى القبلي
او العشائري أو حتى المدني
الذي يدّعي التحضر والتباهي
بالفكر العلماني المُنحل
الذي يتربص في كل لحظة للانقضاض على
التشريعات الدينية
والفرائض التى أمر الله سبحانه
وتعالى تنفيذها وتطبيقها لأصلاح المجتمعات وحفظها....
وعلى هذا الأساس رأيت أن ادخل في هذا الامر الخطير
والذي تعاني منه شريحة هُضم حقها
وهي شريحة النساء والأطفال الصغار .....
فلبندأ بتعريف هذا المصطلح
وهو الارث سوى المورث او الموروث
أو التركه التى خُلفت بعد الممات
وكيفية توزيعها كما أراد الله لها أن تُقسم
تعريف علم المواريث:
هو العلم الذي يبحث فقه المواريث وكيفية حسابها،
أي معرفة من يرث ومن لا يرث،
ويسمى بعلم الفرائض
أمّا تسميته بعلم الفرائض؛
فالفرائض جمع فرض وفريضة،
والفرض هو المقدّر،
ومنه تسمية الورثة لما فيها من الأنصبة
المقدّرة لكل فرد من الأفراد المستحقون للورثة
وهنا اخوتنا الكرام
نعلم أن الله سبحانه وتعالى هو من سمى
التركة وحصصها والميراث والورثه
بتسمية الفريضة الشرعية
في قوله تعالى :
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ
إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ
أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ
فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا
أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) النساء
أهمية علم المواريث
اهتمّ الإسلام اهتماماً بالغاً بعلم المواريث،
حيث جاء النص في الآيات القرآنيّة
فيما يتعلق بهذا العلم بوضوح،
كما أوردت الآيات والأحاديث النبويّة الشريفة
قسمة كل وارث من الورثة بالتفصيل،
وفي جميع الحالات
. وما ذلك إلّا إلغاءً لما كان الناس
عليه في الجاهليّة،
فقد كان الورثة محصورين في الرجال،
وهي الفئة المشاركة في القتال،
أمّا النساء والصغار من الذكور
فلا ورثة لهم
والسؤال هنا وهو
لماذا نتعلم هذه الفريضه ونستوعبها
وماهي الأهمية في ذلك ....؟
والاجابه بسيطة وهي ان نتعلم أحد العلوم الشرعية
واحد الفرائض مثلها مثل الفرائض الاخرى
من صلاة وزكاة وحج وصيام
فهذه الفريضة تعلمها وفهمها يمنعنا من أن
نغتصب حقوق مستحقيها
وكذلك نتوقف عن اكل مال اليتيم من الجنسين
وبالتحديد النساء
فا تعلم الفرائض الاخرى مهم ايضاً
والكل يفهم الفرائض الأخرى
فمثلاً هناك فرائض لها وقتها المحدد
مثل الزكاة ووقتها عند انتهاء
الحول على مايستحق
الزكاة عليه
والحج له وقته في شهر معلوم وايام معلومة
ومكان معلوم
والصيام له وقت معلوم وايام معلومة
والصلاة لها وقتها ومكانتها وطريقه عملها وتنفيذها
أما الفريضة الشرعية وهي الميراث
والتى أصبحت من العلوم الشرعية
لما فيها من تشعبات وفروع واهمية كبيره
اولاها الله سبحانه وتعالى من خلال توضيحها
بالدقة والتفصيل في آيات مُحكمة أنزلها الله
على قلب الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم
حتى وصل بالعلماء أن وضعوا هذه الفريضة
موضع العلوم الشرعية المهمة والتى
لايفهم بنودها وتفاصيلها
الا الراسخون في العلم
لانها تختص بحقوق الورثه
من الجنسين الذكر والانثى
لدرجة ان الله سبحانه وتعالى
فصّل توزيعها وحصصها
بحسابات دقيقة
لذلك هذا العلم وهذه الفريضة وجب أن نفهمها
ونتعلم ونعي فصولها كي لا نظلم فيها غيرنا
ونهضم حقوقهم
كذلك خوتنا الكرام بقية الفرائض الاخرى
تأتي بتسميتها فريضة لأهميتها
مثل الفريضة الشرعية في التركة
وتوزيع حصص الورثه مما تركه المورث
ولنعرف حقوقنا في ميراث اهالينا
ولا نسمح للجهلة أحفاد الجاهليه الذين كانوا
يفعلون مثل هذه المراذل
من اغتصاب لحقوق الاخرين
بحجج واهيه غير صحيحة.....
فلنتوقف اخوتنا الكرام
ونجيب على السؤال المهم وهو
من أين اتت هذه الافكار
في سرقه نصيب النساء
والاطفال من حقوقهم في الارث...؟
وهل كان لها اصل حقيقي ام مجرد تطرف
وتحريف لمنهج الله سبحانه وتعالى في المحافظة
على كرامة المرأة وكفالة حق اليتيم في الميراث
في هذا الزمان فقط....؟
ولنرجع للتاريخ قبل الأسلام ونرى
كيف كان يتم التعامل

مع الأرث والتركة ولمن تُعطى
ومن هم الممنوعين منها
وبعد ذلك سنرجع لندخل في فريضة التركه والأرث
وكيف أن الله سبحانه وتعالى أوضح فصولها وحساباتها
بالدقة والتفصيل وبتوضيح كبير ينفي أي ابهامات أو استفسارات
أو نقاط مجهوله او غائبة
عن مايحتاجه البشر .....
ولمعرفة كيف تتطورت أساسيات الميراث
قبل الأسلام وذلك لفهم
كيف كان فهم الجاهلية قبل الأسلام للميراث
وبعدها كيف تتطور في الأسلام.....
أصل واساسيات الميراث
عند العرب قبل الأسلام
العرب من الأمم التي تقوم حياتها على الترحال
من مكان إلى آخر طلباً للماء والكلأ لمعيشتهم
ومعيشة مواشيهم ، مما سبب تنازعهم
على الأراضي الخصبة فظهرت بينهم
الغارات للاستيلاء على هذه الاراضي،
ومن هنا فهم يعتمدون على الرجال الأقوياء
القادرين على حمل السلاح للدفاع عن القبيلة
ويردون غارات المعتدين، وان طبيعة
عيشهم هذه كان لها أكبر الأثر في ظهور
فقد كان كفار الجاهلية قبل الأسلام
يتعاملون مع هذه الفريضه
فنجد أن كفار الجاهليه كانوا
يعرفون التركة والارث
ويعرفون الورثه ولكن يغتصبون حقوق النساء
ويعتبرونها غير مستحقه لتركة ابوها أو امها او احد ترثه
فوضعوا قيود منها عدم توريث النساء
سوى كانوا كبار او حتى اطفال صغار المهم
يكون جنسهم انثى
وهم يعتبرون المرأة ليس لها حقوق في تركة
من توفى لها
فلنفهم كيف كانت المرأة في الجاهلية
ووضعها مع الميراث .......
فكيف كانوا عرب الجاهلية قبل الأسلام يتعاملون
مع المرأة والصبيان والبنات الصغار مع الميراث ....؟
فقضية سلب حقوق المرأة والأطفال
والكبار في السن من الميراث
تعتبر من أقدم القضايا التى تتعلق وترتبط
ارتباط مباشر بالعادات والتقاليد والسُنن
المتوارثه في حياة ومعيشة المجتمعات
الأنسانية المختلفة على مر العصور
سوى كانت حضارة هنديَّةً أو صينيَّةً أو مصريَّةً
أو فارسيَّة أو يونانيَّة أو رومانيَّة
أو عربيَّةً جاهليَّة وغيرها
فقد كان الأرث يختص فقط بالرجال الأقوياء
الذين يقاتلون ويدافعون عن الأرض
ويحمون القبيلة أو العشيرة من الاعداء
لذلك توارثت هذه الحضارات هذه العادة السيئة
في حرمان النساء والضعفاء والذكور الصغار
الذين لايشاركون في المعارك بحكم سٍنهم....
فأستمر هذه الفكر الفاسد في حرمان المرأة
والطفل الصغير سوى ذكر أو انثى
وبناءً على هذا الاعتقاد
حرموا المرأة من الإرث
بسبب عجزها عن المشاركة
في الدِّفاع عن القبيلة
كما هو حال الرَّجل،
ومن جهة أخرى كان سبب حرمانها من الإرث
خشية انتقال المال
بزواج البنت
من بيت أبيها وأخيها وابنها
إلى بيت زوجها......
( تماما كما يفعل البعض في هذا الزمان )
حتى وصل عند العرب
في الجاهلية قبل الأسلام
فكانوا يتوارثون أموالهم بالوصيّة لعضماء القبائل
ومَنْ كان القاسم المشترك بينهم
هي الأحلاف والتعاهدات والمواثيق
والحمايات المشتركة....
وكذلك يتم توزيع الأرث أو التركه إن لم يوصي
الميت بوصية لغير أهله
فيتم توزيع وتصريف أمواله
لأبنائه الذكور فقط دون الأناث
لان فكرهم وفلسفتهم تنص على إعطاء
المال لمن طاعن وحارب بالسيف والرمح
أما من لم يشارك فليس له الحق في ارث ابيه
وأما الزوجات فكُنّ موروثات لا وارثات
فكان ليس لها حق في الغنائم لانها لاتشارك في الغزوات
والحروب والغارات على القبائل
ومعنى موروثات
أي هُن يصبحن من ضمن المتاع الذي
سيرثه من له نصيب في الأرث
فالابن والاخ يرث زوجة ابيه أو اخيه
إن شاء تزوجها وأن شاء
قام بتزويجها لرجل اخر
وإن شاء منعها من الزواج مرة اخرى
فكانوا يرثون النساء كرهاً وغصباً وظلماً
بالاضافة ان مفهوم الجاهليه
ينص على أن المرأة
ليس لها ارث أو نصيب من
اموال من يحق لها ارثه
فكانوا يبررون تصرفهم المشين هذا
، على أن المرأة
التى ترث الاموال سيذهب ماورثته الى الرجل الغريب الذي ستتزوجه.....
لذلك كانوا كفار الجاهلية لايورثون النساء
وكذلك كانوا يحرمونها من سائر الحقوق المالية كالمهر والوصية .......
أٌسس ونظام الإرث عند عرب الجاهلية
فقد كانوا عرب الجاهلية يتبعون نظام
وأُسس للميراث ينظم عملية الميراث عندهم
فحصروا الميراث في أسباب ثلاثة فقط
وهي التى تستدعي الميراث وتقسيمة
وكل من يخرج خارج هذه الأسباب الثلاثة
فلا يحق له ميراث من يستحق ميراثه
وهذه الأسباب هي
القرابة والمحالفة والتبني
ونأتي أخوتنا الكرام لتوضيح هذه النقاط
أولاً : القرابة
تعد القرابة سبباً من أسباب الميراث
عند عرب الجاهلية إلا أنه يجب أن تتحقق
فيها شروط، لكي يستحق القريب
الميراث من قريبه وهي كما يأتي :
أ‌- الذكورة :
فيشترط في الوارث ان يكون ذكراً،
أما إذا كانت انثى فإنها لا ترث شيئاً
من تركة الميت، بل ربما الأنثى نفسها
تورث كباقي تركة المتوفى
ب ـ البلوغ
فيشترط أن يكون الذكر المستحق للتوريث
بالغاً ......
فنجد الأبن الحافظ لذكر أبيه والمستحق في ورث أبيه
من بعده ، هنا لايرث مال أبيه إن كان صغيراً
ولم يبلغ الحلم بعد .....
وينتقل الميراث ألي اقرب قريب الى المتوفي
والذي تحقق فيه شرط البلوغ ...!!!!!!
جـ - القدرة على القتال
والسبب الثاني للتوريث هو القدرة على القتال
فيشترط في الوارث أن يكون قادراً على
حمل السلاح ليدافع عن القبيلة وحماية ديارها
من غارات القبائل الأخرى
وبالتالي لايتم توريث صاحب حق التوريث
اذا كان لايستطيع حمل السلاح
حتى وإن كان الأبن الذي توفي أبيه ....!!!!!
2. الولاء (المحالفة)
فمن المعروف أن حياة العرب قبل الأسلام
تتحتم ظروف معيشتهم
والتى تعتمد اعتماد تقريبا
كلياً على الغارات والغزوات بين القبائل
على أماكن الرعي او التجارة أو حتى السطوا
على من يملك اكثر من الاخر
فكانت هذه الظروف تستلزم عقد تحالفات
بين القبائل لتدافع عن بعضها
فكان بداية الأمر تكون هذه التعاهدات
والتحالفات بين القبائل فقط
وبعد ذلك توسعوا فيها
فأصبح التحالف حتي بين الافراد
فأصبح معروفاً وكانت الصيغة لعقد هذه
المحالفة هي :
( دمي دمك ‘ وهدمي هدمك ‘ وترثني وأرثك
وتطلب بي وأطلب بك )
ومعنى هذه الصيغة هي
دمي دمك أي حياتي هي حياتك وكل مايصيبك
يصيبني وإن اصابك شيء ادافع عنك بدمي وبنفسي
( وهدمي هدمك ) معناها أي خسارة تلحق بك
فهي تلحق بي ايضاً ونتشارك
في الخسائر مع بعض
( وترثني وأرثك ) اي ان توفيت فسأكون الوارث لك
ولايرثك أحد غيري ....
( وتطلب بي وأطلب بك )
ومعناها أني اطالب بحقوقك
إن تم سلبها منك وادافع عنك وكذلك
تطالب أنت بحقوقي إن عجزت عن المطالبة بها.....
فا بهذه الصيغة في التعاهد تتم المعاهدة
وتعتبر ميثاق ورابط قوي بين المتحالفين ....
فإذا تم قبول الأطراف بهذا الحلف بينهما
ومات أحدهما يقوم الطرف الأخر
المشترك في الحلف
بورث المتوفي من القبيلة
الاخرى المتحالف معها
3 . التبني
والتبني بصفة عامة فكرة كانت شائعة عند
عرب الجاهلية والأمم التى سبقتها وكذلك
حتى في القوانين الغربية في هذا الزمن
نرى أن التبني وهو إلحاق شخص يُسمى
( المُتبني )
بنسبه ولداً يُسمى ( المُتبنى )
فيعده أبناً له من الوجوه كلها
وكأنه أبن من دم ولحم الأب الذي تبناه .....
فكانوا عرب الجاهلية لايهتمون بروابط الزوجية
ومايترتب عليها من انجاب
اطفال من صًلب الاب
بل جعلوا التبني والمتبني الدخيل له نصيب
في تركة من تبناه ويحرمون
بذلك ذوي القربى .....
وأستمر هذا الأمر في
عرب الجاهلية حتى جاء الأسلام
فأقر نظام التبني أول الأمر
لدرجة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم تبنى
زيد بن حارثه رضي الله عنه
وأسماه زيد أبن محمد
وبعدها أبطل الأسلام
هذا النظام وذلك لدرء عدة مفاسد
تنتج من خلال ظاهرة التبني وهي إختلاط الأنساب...
والأضرار بالورثه الحقيقيين
في وجود المُتبني ...
فأبطل الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله :
} وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ
بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ
وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)الاحزاب
وقد أتى الله سبحانه وتعالى بتوجيه
للذين يريدون التبني في أن اشترط عليهم
أن يدعون من يتبنون الى أبائهم
فإن لم يجدوا أباءهم فيدعونهم لأخوانكم
ولاينسبون من تبنوهم أويلحقوهم لأنفسهم
فقال تعالى:
( ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ
فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ
وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ
بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5){الاحزاب
الأسلام وأهتمامه بفريضة الميراث
وبحقوق المرأة في الميراث
وعندما جاء الأسلام وجد مفاسد وظلم كبير
واقع على فئات مهمة
وهي الأم والزوجة والأبنة
وكذلك الأطفال الصغار
الذين لم يبلغوا الحلم بعد
فالإسلام إنما ردَّ للمرأة كرامَتَها وأعاد لها
حقَّها في الميراث، الذي ظلَّ مسلوباً
طيلة قرونٍ يصعب علينا عدُّها وحصرها؛
حيث ندَّد القرآن الكريم بهذا الظُلم
الواقع على المرأة في قضية إرثها
أو كونها متاعاً يوَرَّث،
بل وقطع بصريح العبارة
بحرمته، فردَّ بذلك إلى
المرأة كرامتها، ومن ذلك:
نزول هذه الآية الكريمة لتحريم ومنع
عادة قبيحة كانت موجوده في عصر الجاهلية
في قوله تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا
النِّسَاءَ كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ
مَا آتَيْتُمُوهُنَّ 19 ﴾ [النساء
قَالَ ابن عَبَّاس رضي الله عنهما:
كَانُوا إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ،
إنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإنْ شَاؤُوا زَوَّجُوهَا،
وَإِنْ شَاؤُوا لَمْ يُزَوِّجُوهَا، فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا
مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في ذَلِكَ......
وفي تفسير لهذه الآية لأبن كثير رحمه الله قال:
وقال مجاهد في الآية :
كان الرجل يكون في حجره اليتيمة
هو يلي أمرها ، فيحبسها رجاء أن تموت امرأته
، فيتزوجها أو يزوجها ابنه
. رواه ابن أبي حاتم .
وقال السدي عن أبي مالك :
كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها ،
جاء وليه فألقى عليها ثوبا ،
فإن كان له ابن صغير أو أخ حبسها
حتى يشب أو تموت فيرثها ،
فإن هي انفلتت فأتت أهلها ،
ولم يلق عليها ثوبا نجت ،....
فنزلت الآية آنفة الذكر .......
( انتهى كلام أبن كثير )
بدء تنفيذ تطبيق تشريع الميراث
بالطريقة الأسلامية
على مراحل وبالتدريج
التَّدرُّج في تشريع الميراث:
وفي ظلِّ ذاك الواقع الجاهلي المُتوارث
عبر القرون الطَّويلة
كان عسير أن يتم تغيير جذري
في نظام الإرث عموماً،
وفي إشراك المرأة فيه خصوصاً
وبالتحديد في مكة قبل الهجرة
لتعذر تنفيذ مايخالف أحكام
كفار قريش في ذلك الوقت
ثمَّ لمَّا هاجر رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم
وبقي معظم أقارب المهاجرين
المشركون بمكَّة صار التَّوريث
بالهجرة، فالمهاجرُ يَرِثُ المهاجرَ،
وبالحِلْف، وبالمُعاقدة،
وبالأُخوَّة التي آخاها
الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم
بين المهاجرِين والأنصار،
ونزل في ذلك قوله تعالى
﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ 33 ﴾ النساء
وفي تفسير أبن كثير رحمه الله
لهذه الآية
قوله :
قال البخاري : حدثنا الصلت بن محمد ،
حدثنا أبو أسامة ، عن إدريس ،
عن طلحة بن مصرف ، عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس
( ولكل جعلنا موالي ) قال : ورثة ،
( والذين عقدت أيمانكم )
كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث
( المهاجري الأنصاري ) ، دون ذوي رحمه;
للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم ، فلما نزلت
( ولكل جعلنا موالي ) نسخت ،بعد ذلك ثم قال
والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم
من النصر والرفادة والنصيحة ،
فنسخت الآية بهذه
( وأولو الأرحام بعضهم أولى
ببعض في كتاب الله ( 75 ) الأنفال
وقد ذهب الميراث منهم الي أولو الأرحام
ولم يبقى لهم الا الوصية او النصيحة
وفي سورة البقرة شرّع الله سبحانه وتعالى
وجوب الوصية للوالدين
والأقربين
وعندما توالد المسلمون ولحق بهم
آباؤهم وأبناؤهم مؤمنين وموحدين لله
فشرع الله الميراث بالقَرابة،
وجعل للنِّساء حظوظاً في ذلك فأتمَّ الكلمة،
وأسبغَ النِّعمة، وأومأ إلى أنَّ
حكمة الميراث صَرْفُ المالِ
إلى القرابة بالولادة وما دونها
وبداية أول ميراث للمرأة في الأسلام
ظلَّت المرأة محرومةً من الميراث دهوراً متعاقبة حتى جاء الإسلام وقَلَب مقاييس الحياة رأساً على عقب،
فكسر الطَّوق المألوف، وفَكَّ عن المرأة
حصار الحرمات، وأقرَّ حَقَّها بالإرث
من والديها ومن أقاربها،
فالله سبحانه وتعالى
أكرم المرأة فأصبحت ترث ولها نصيب مفروض لها
في الوقت نفسه نرى في هذا الزمن
هناك من جعل طوق حديدي صلب حول المرأة
وحرمها من حقوقها في الميراث بحجج واهية
ولكن الأسلام كسّر ماكانت الجاهلية تمارسه
فأصبح الإرث في اللأسلام نظاماً اجتماعيّاً تشريعيّاً
بقرارٍ إلهي، يشترك فيه الذُّكور والإناث،
والضُّعفاء والأقوياء، والكبار والصِّغار
فلله الحمد والمِنّة والشكر على نعمته .....
فكانت الآية العظيمة التى بينت أن للنساء
نصيباً في الميراث
وهي قوله تعالى:
﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ( 7 ) ﴾ النساء
تفسير أبن عثيمين رحمه الله لهذه الآية
وكذلك قال: ﴿وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ﴾،
وإنما نص على نصيب النساء بهذه الصيغة المساوية لنصيب الرجال تأكيدًا لحقهن،
وإلا فمن المعلوم أن نصيب النساء
دون نصيب الرجال
﴿وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً
فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ النساء ١٧٦
وكذلك قال
: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي
أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء ١١
، لكن جاء بهذه الصيغة تأكيدًا لنصيب النساء؛
لأنهم في الجاهلية في أحكامهم
الجائرة لا يورثون النساء يقولون:
إنما الميراث لمن حمل السلاح وخاض المعارك وهم الرجال، وأما النساء فلا حق لهن في الميراث.
ولا شك أن هذا حكم مبني على الجور،
ولو نظرنا بادي الرأي لقلنا:
إن النساء أحق بالميراث من الرجال؛
لأنهن أعجز وأضعف عن التكسب
من الرجال، لكن حكم الله سبحانه وتعالى أحسن
الأحكام؛ جعل لهن نصيبًا وللرجال نصيبًا،
ولكن لكثرة المسؤولية على الرجال جعل للذكر
مثل حظ الأنثيين.
( انتهى كلام أبن عثيمين رحمه الله )
ثم قال سبحانه
: ﴿ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾
فلا بدَّ اخوتنا الكرام من وجود فارِضٍ،
ومفروضٍ عليه،
فالذي فَرَضه هو الله تعالى مالِكُ المُلك
وما دام أنَّه نصيبٌ مفروض،
فلا بدَّ من أن يكون له قَدر معلوم،
وسيتمُّ إيضاحه
فنزلت بعد ذلك الآيات التي تُوَضِّح وتُبيِّن
هذا النَّصيب المفروض، ولا سيَّما في جانب نصيب المرأة المحرومة، أُمَّاً كانت، أو زوجةً، أو بنتاً، أو أختاً.
وأول مرأة في الأسلام تأخذ حقها من ورث زوجها
لبناتها كانت هي السبب في نزول
الآية الكريمة
في قوله تعالى :
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ
إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ
أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ
فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا
أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) النساء
فكان سبب نزول هذه الآية العظيمة
كما قال العلماء أن هناك اختلاف في الروايات
ومنها ما رواه الترمذي وأبوداود وأبن ماجة
والدارقطني
عن جابر بن عبدالله
أن امرأة سعد بن الربيع قالت :
يا رسول الله ، إن سعدا هلك وترك بنتين وأخاه ،
فعمد أخوه فقبض ما ترك سعد ،
وإنما تُنْكَح النساء على أموالهن ؛
فلم يُجِبها في مجلسها ذلك. ثم جاءته فقالت :
يا رسول الله ، ابنتا سعد ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ادع لي أخاه" فجاء فقال له :
"ادفع إلى ابنته الثُلُثَيْن وإلى امرأته الثُّمُن ولك ما بَقِي"
. لفظ أبي داود. في رواية الترمذي وغيره :
فنزلت آية المواريث. قال :
هذا حديث صحيح.
وبذلك تكون إبنتي

سعد بن الربيع رضي الله عنه
هُن أول من أخذن
حقهن في ميراث أبوهما سعد
بعد أن أستشهد في معركة اُحد
وبذلك اخذت الفتاتان حصتهما
مع امهما مع عمهما
وقد اختلفت روايات

سبب نزول آية الميراث هذه
وهنا اخوتنا الكرام اورد هذا الروايات
من باب معرفة اسباب النزول ......
في سبب نزولها ثلاثة أقوال .
السبب الأول
أن جابر بن عبد الله
مرض فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال:
كيف أصنع في مالي يا رسول الله ،
فنزلت هذه الآية ، رواه البخاري ومسلم
السبب الثاني
أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابنتين لها ، فقالت:
يا رسول قتل أبو هاتين معك يوم أحد ،
وقد استفاء عمهما مالهما ، فنزلت ،
روي عن جابر بن عبد الله أيضا .
السبب الثالث
أن عبد الرحمن أخا حسان بن ثابت مات ،
وترك امرأة ، وخمس بنات ،
فأخذ ورثته ماله ، ولم يعطوا امرأته ،
ولا بناته شيئا ، فجاءت امرأته ،
تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم

، فنزلت هذه
الآية الكريمة الخاصة بميراث النساء
وبذلك تم كسر طوق حرمان النساء من الميراث
وبيان حقهُنّ الشرعي الحقيقي
في تركة من ترثه ....
فهذا هو ديننا وهذه هي شريعتنا
ونظامها البديع وحساباتها الرائعة في مايختص
بالميراث والورثه المستحقين ...
فأين هذا النظام الرباني العظيم في الميراث
أين هو من عقول الذين يرفضونه
ويدّعون غيره فينتهكونه ويغتصبون حقوق
مستحقيه من النساء والأيتام .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
( الخطبة الثانية )
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
اخوتنا الكرام
نستكمل بأذن الله تعالى في ختام هذه الخطبة
بيان الشروحات الخاصة بتوريث النساء
وعدم حرمانهُنّ من حقوقهٌنّ التى فرضها الله لهُنّ
والآن نوضح بالتفصيل
نصيب المرأة بجميع حالاتها
ونصيبها في كل حالة في الميراث
وايضاً لمعرفة ماخصّه الله سبحانه وتعالى
للنساء من خصائص تتساوى
فيها مع الرجل
في الميراث
والذي للاسف يرفضه

عُتاة البشر ويأكلون حقها
في الميراث بحجج صنعتها الجاهلية الأولى
فبعد هذا الأيضاح لايجب
أن ينكره احد من الذين يطالبون بحقوق المراة
ويتظاهرون على الغاء المساواة الربانية في اعطاء الحقوق
للمرأة والتى لم يتكلم بها أي دين اخر غير الأسلام....
فمن خلال نصيب المرأة
نوضح الآتي :
1. نصيب الأم التى توفي أبنها
نصيب الأم التى توفي أبنها في قوله : .
( وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ
مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ
وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ
فَلأَمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ
فَلأَمِّهِ السُّدُسُ ( 11 )النساء
ومعنى ذلك أنه أن مات الأبن وله ولد
فنصيب والديه يكون للأم ( السُدس ) وللأب
( السُدس )
من تركه وورث أبنهم الذي مات وله ولد
أما أن مات الأبن وليس له ولد يرثه
فا لأمه وابوه ( الثلث ) وباقي التركة تُقسم
على اخوة الأبن المتوفي
1. نصيب الزوجة
إن توفي زوجها
مقدار نصيب الزَّوجة، في قوله تعالى
( وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ
فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ ( 12 ) النساء
والمعنى يقول أنه إن كان الزوج ليس له ولد
فالزوجة يكون نصيبها ( الربع )
أما أن كان المتوفي له ولد فالزوجة نصيبها
( الثُمن من قيمة التركه )
2. نصيب البنت
التى توفي أبوها ....
وهنا مقدار نصيب البنت،
في قوله تعالى:
( يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ
حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ
فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ( 11 ) لنساء
ومعنى ذلك إن توفي الأب وله اولاد وبنات
فا للذكر مثل حظ الأنثيين يعني الولد حصتين والبنت حصه
أما إن توفي ولم يكن له ولد ذكر وله بنت واحده
فلها نصف تركته
أما إن كان له بنتين فلكل بنت ( ثلث )
وهنا تقرير لهذه الأنصبه للبنات
قد جاء على لسان

الرسول عليه الصلاة والسلام
عن جابر في سبب نزول الآية :
قال الإمام أحمد :
حدثنا زكريا بن عدي ، حدثنا عبيد الله
هو ابن عمرو الرقي
عن عبد الله بن محمد بن عقيل ،
عن جابر قال :
جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :
يا رسول الله ، هاتان ابنتا سعد بن الربيع ،
قتل أبوهما معك في أحد شهيدا ،
وإن عمهما أخذ مالهما ،
فلم يدع لهما مالا ولا ينكحان إلا ولهما مال .
قال : فقال :
يقضي الله في ذلك "
. قال : فنزلت آية الميراث ،
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمهما فقال
: أعط ابنتي سعد الثلثين ،
وأمهما الثمن ، وما بقي فهو لك.......
3. نصيب الأخت
وفي هذه الحالة ترث المرأة إن كانت اخت المتوفي
الذي لم يكن له عقِب أي ( كلالة )
ومعنى كلمة أو لفظة كلالة الواردة في أية الميراث
انها تعني أن الرجل يموت وليس له من يرثه
من ابناء أو بنات
هنا في هذه الحالة يذهب ميراثه الى
اخوه أو اخته
فيصبح نصيب الاخت ( السُدس )
وأن كان له أكثر من اخت وأخ فيصبح نصيبهما
هو المشاركة في الثلث أي يشتركون في الثلث فقط ...
مصداقاً لذلك قوله تعالى:
( وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً
أَوْ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ
فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ
فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ( 12 ) النساء
وبهذه الطريقة وهذا النظام البديع
والحقوق العظيمة التى كفلها الله سبحانه وتعالى
للنساء بجميع فصائلهن
من زوجة وام واخت وأبنه
في إعطائهم حقوق في الميراث مراعياً حالها
إن كانت أم أو زوجة أو بنتاً أو اختاً
فجاء تفصيل عظيم

ودقيق في القرآن الكريم يُتلى الي
يوم القيامة ليكون نبراس
ودليل وحجة وشاهد على
أن ديننا الاسلامي دين يعلي من شأن المرأة
ويحفظ لها كرامتها ويحتفي بها أيما أحتفاء
ومن خلال ذلك اصبح هذا السبق العظيم
متفرد لا يتم ايجاده الا في الشريعة الأسلامية
ضارباً بعرض الحائط كل الشرائع والقوانين
الوضعيّة التى مازالت تتهم
الأسلام وتقول عنه أنه يهضم حق المرأة
ويسيء معاملتها
لدرجة أن بعض المسلمين تأثروا بأفكار
النصارى وتابعينهم من بني جلدتنا اصبحوا
يرفضون ويؤكدون أن الاسلام حقّر المرأة
ولم يعطيها من الحقوق حتى ترضى
فخلقوا جميعات مشبوهة نسائية تحارب التشريع
وتطالب بالمساواة التى خلقها البشر وليست المساواة
التى وضعها الخالق لعباده
وغير مدركين أنه تشريع الهي ......
مدركين أنَّه تشريعٌ إلهي
صادر ممَّن يُؤتِي فضله
مَنْ يشاء، وهو ذو الفضل العظيم.
وكفى بهذا إنصافاً للمرأة حين
قرر الإسلام مبدأ المساواة
بينها وبين الرجل في استحقاق الميراث
في حالات معينة وواضحة...
حالات تساوي ميراث المرأة بالرجل
وهنا سيتم توضيح هذه النقطة وهي
كيف تتساوى المرأة في الميراث ويكون لها نصف التركة
مع الرجل أو ( العصبة الآخرين )
هنا لايستطيع احد أن يقول كيف أن المرأة تأخذ نصف التركه
وتترك النصف الآخر لأخ المتوفي
وفي حالات اخرى مشابهه
فإن الشائع لدى العديد من المهتمين
لموضوع الميراث هي أن مسألة المواريث
محكومة بقاعدة
(( للذكر ضعف نصيب الأنثى ))
واعتبارها القاعدة الأصل، إلا أن هذه القاعدة
هي صحيحة ولكن في وضعيه شرعية معينة
لا تسري على كافة حالات الميراث،
فا بالرجوع إلى أحكام الميراث في الإسلام
نجد أن للمرأة حالة تتساوى فيها مع الرجل
في الميراث وحالة ترث

فيها المرأة أقل من الرجل
وحالة ترث فيها المرأة أكثر
من الرجل.
لان الله هو الذي وضع قسمة الميراث
ولا دخل للعباد فيها فقد تولاها سبحانه وتعالى برحمته
وحكمته وعدله ليُثبت العدالة ويحققها لجعل التوازن
والعدل بين الورثه .....
الحالة التي تتساوى فيها المرأة مع الرجل
في الميراث ولهذه الحالة صور منها:
صورة ((1))
( بنت المتوفي وأبوه )
إذا توفى شخص وترك بنتاً وأباً، فإن نصيب البنت هو نصف الميراث بينما نصيب الأب هو سدس الميراث مع باقي الميراث أي ما مجموعه النصف الأخر من التركة ففي هذه الصورة تأخذ بنت المتوفى مثل نصيب والد المتوفى.
صورة ((2))
( بنت المتوفي وأبن أبنه ( حفيده )
إذا توفى شخص وترك بنتاً وابن ابن ،
فإن نصيب البنت هو نصف الميراث وابن الابن هنا عاصب (عصبة المتوفى هم أبوه وجده لأبيه وأبناؤه وإخوته الأشقاء ولأب وأبناء إخوته وأعمامه)والعاصب يأخذ ما بقي من التركة إن بقي منها شيء وباقي التركة في هذه الحالة هو النصف، وهكذا نرى هنا أن بنت المتوفى قد أخذت مثل نصيب ابن ابن المتوفى.
صورة((3))
( بنت المتوفي وأخوه ( عمها )
إذا توفى شخص وترك بنتاً وأخاً واحداً فإن نصيب البنت هو نصف الميراث، والأخ هنا عاصب فسيأخذ باقي الميراث والباقي في هذه الحالة هو النصف، فبنت المتوفى
قد أخذت مثل نصيب أخ المتوفى.
هنا اخوتنا الكرام
أسئل وأقول
كيف سيكون رد الذين يطالبون بتساوي
نصيب المرأة والرجل ورفضهم لمسألة
للذكر مثل حظ الأنثيين....؟
وهنا في هذه الحالة يكون نصيب البنت
هو نصف نصيب الرجل
بل في حالات اخرى يكون اكثر من الرجل
فهل سيعترضون أو يخرسون....؟
عندما يشاهدون العدل الألهي والحكمة الربانية
في توزيع الميراث للمستحقين من النساء والرجال
والصحيح هو أن تخرس كل الألسنة
التى تعاند وتتحدى وترفض أوامر الله
وتشريعاته وواجابته وفرائضه ....
وبعد أن تم بفضل الله توضيح ما للمرأة والتى
هي أخت وزوجة وأم وأبنه
مالها من حقوق في ميراث من ترثه
اقول أن أكل مال الورثة سوى نساء
أو أطفال أيتام او غير ذلك
ماهو الا تمرد ورفض لأوامر ووصايا
الله سبحانه وتعالى لعباده المسلمين في ميراث
من يستحق ميراثه
والذي يفعل ذلك يكون قد وقع في مخالفات شرعية
عظيمة وهي تمرده ورفضه على أحكام
الله سبحانه وتعالى وهذا في حد ذاته
سبب في وقوعه في الفتنه واستحقاقه العذاب
في الدنيا والاخرة
وثاني المخالفات هي
أكل مال الورثة بالباطل
وكذلك اليتيم الذي لم يبلغ الحلم
فقال تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى
ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10) النساء
وقد ورد عن رسول الله عليه السلام قوله
في حق اليتيم والمرأة
في الحديث الذي رواه
أبو هريرة رضي الله عنه
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة قوله:
إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ
: اليتيمُ ، والمرأةُ
وشرح هذا الحديث يبين
قول النبي عليه السلام
أني احرج عليكم
اي اشدد عليكم في المحافظة على
اليتيم والمرأة في عدم سلب حقوقهم ......
فأكل حقوقهم هو حرام ومن يفعل ذلك
حُرم من الجنة وأُدخل النار .....
لذلك من جحد حق الورثه من النساء والأطفال
أصبح ظُلم والظُلم مُحرّم في الأسلام
وقد توعده الله سبحانه وتعالى بالعاقبة الوخيمة
لانه من يفعل ذلك يكون قاطع رحم
من خلال انتقاص حقوقهم في الميراث
وهذا الامر يحدث في هذا الزمن
وفي بعض الدول العربية وفي المجتمعات
الغالب عليها الأمية والجهل وكذلك
في مجتمعات الغالب عليها تتبع خطى
النصارى والمتعالمين والداعين للانفتاح
ومتابعة الغرب في دعواتهم للمساواة بين الجنسين
في كل شيء فما كان من بني جلدتنا
أن رددوا أقاويلهم وأسقطوها على مناهجنا الاسلامية
في جميع المجالات بُغية التغيير والخلط
بين مناهج البشر ومنهج الله الكامل
فأصبحوا ينادون جهاراً وخُفية لتغيير
التشريعات وقوانين
الميراث لتتناسب مع أفكارهم
الهمجية العلمانية الناقصة المستوحاة من الفكر النصراني
ولكن يبقى بأذن الله تعالى ديننا محفوظ
ولن تصل اليه أيدي الطامعين في تغييره والانقلاب عليه
مهما عملوا فالله حافظة
ولايبقى الا ان يفيق من يفعل ذلك ويرجع لجادة الصواب
ولايحرم اخته وأمه وزوجته وأبنته من حقها
الذي قرره الله لهُنّ ......
اخوتنا الكرام
لكل جريمة عقابها عند الله سبحانه وتعالى
وجريمة أكل مال اليتيم ومال النساء ظلماَ
له نتائج وخيمة كان قد بينها الله عز وجل
في كتابه الكريم حيث قال عن آكل مال اليتيم
محذرا كل من يقترب من هذا الظلم
فقال تعالى:
(ولا تقربوا مال اليتيم إلا
بالتي هي أحسن ( 34) الأسراء
ثم بعد ذلك قال:
( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا
إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ
وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا( 10 )..النساء
وفي هذه الآية الكريمة
قرر الله سبحانه وتعالى
أن آكل مال اليتيم إنما يأكل
في بطنه ناراً يوم القيامة
وأن الذي يأكل مال اليتيم ويغتصب حقه
أو يغتصب مال وحقوق الورثة الاخرين
إنما يأكلون في بطونهم ناراَ يوم القيامة
وفي الدنيا تنعدم بركة المال المسروق والمغتصب
فيرجع على صاحبه بالبلاء والمحق والأمراض....
وفي حديث للنبي عليه السلام الصحيح
الذي يبين فيه أن السبع الموبقات
التى تستدعي العذاب يوم القيامة
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اجتنبوا السبع الموبقات، قيل:
يا رسول الله وما هن؟ قال:
الشرك بالله، والسحر،
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق،
وأكل الربا، وأكل مال اليتيم،
والتولي يوم الزحف،
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
( صحيح البخاري )
وفي ختام هذه الخطبة على هذا المنبر الطيب
أقول كما قال تعالى عندما زفّ البُشرى للمرأة
بأستحقاقها للميراث مثلها مثل الرجل
وأن الأسلام جاء بعدله ليرفع عنها مالحق بها
من البغي والظلم في العصور المظلمة قبل
الأسلام حين كانت تُباع وتُشترى ويتم توريثها
وكأنها متاع أو قطع نقدية .....
فلا يجب على المجتمعات البائسة الظالمة
أن تحرم المرأة حقها في ميراث من تستحق ميراثه
لان الله سبحانه وتعالى أمر وأوجب لها
أن ترث ولها حصص معلومة
فكيف يأتي في هذا الزمن من يقول
عكس كلام الله ويحرمها

مما أكرمها الله به ...!!!! ؟
فليتمعن كل من في قلبه مرض في هذه
الآية الكريمة التى قررها خالق الأرض والسماء
من ان حقوقها محفوظة في
الميراث وفي كل شيء
يختص بها ....
فقال تعالى :
( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ
الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ
أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ( 7 ) النساء
اخوتنا الكرام
الى هنا نتوقف في هذا الجزء من المنبر
والذي تحدثنا فيه عن حقوق المرأة في الميراث
في جميع حالاتها وبينا أن هذا حقها الذي
ضمنه الله لها ولاينازعه أحد عنه
حتى الذين يرفضون توريث النساء
وسرقه حقوقهم الشرعية في ورثه والديهم
لايستطيعون أن يستمروا في عنادهم
ورفضهم للتشريعات التى
اتى بها الله سبحانه وتعالى
لتنظيم حياة البشر
وعدم هضم حقوق مخلوقاته
سوى كانوا اناث أوذكور
وقد كانت هذا الخطبة تختص بالنساء
وفي الخطبة القادمة في جزءها الثاني
سوف يتم التحدث عن
الميراث للرجال وانواعه
والتعريف ببعض المصطلحات الفقهية
والتسميات والنعوت التى وردت في آيات الميراث
وكذلك بيان بعض المسائل الخاصة بالميراث
والمختلف بشأنها والتى تنتشر في دهاليز
وأروقه المحاكم المدنية وليست الشرعية
فالمحاكم الشرعية تنفذ
ماجاء به الشرع الحكيم
وتعطي كل ذي حق حقه في الميراث
إن كان يستحقه
أما المحاكم المدنية فالغالب عليها التدليس
وتغيير المفاهيم واستخدام
القوانين الوضعية لحل
مشاكل الميراث والواصايا .....
الى ذلك الحين إن شاء الله
أقول لكم اللهم اجعل ماقمت به من ايضاح
خالصاً لوجهه الكريم
اللهم إن كان صحيح فمن الله
وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت،

ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك
ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها




 


قديم 01-20-2023   #33


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )





كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد
في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
في هذا الموضوع المهم
في فصله الثاني والاخير
والذي سنتعرف من خلاله على أحد الأحكام
والفرائض الشرعية
لفريضة الميرات ( التركه )
الخاصة بالوارثين من الرجال والنساء
وأنواع هذه الفرئض
والمسميات والمصطلحات الوارده في هذه الفريضة الشرعية
الواجبة والمُلزمة التنفيذ والتطبيق
والتى أتت صريحة وواضحة
وجليه لاتقبل المجادلة
او التمييع او التأويل
أو الاخفاء أو التفاسير الخاطئة
والتى أساس صحتها وبيانها ليس كلام بشر
أو تأويل المتأولين
بل هو كلام الله سبحانه وتعالى
وكلام خير البشر عليه الصلاة والسلام
اخوتنا الكرام
كُنّا قد اوضحنا وخصصنا الحديث
في المنبر الماضي في هذا الموضوع
بعض النقاط المهمة
والتى تختص بتوزيع التركة
على النساء من زوجات وامهات
واخوات وبنات وكذلك العِصبة
لهُنّ من بنات الاخ وبنات الاخت
وقد خرجنا بفائده مفادها
أن فريضة التركة هي من حق
المرأة مهما علا شأنها او حط قدرها ومهما كان عمرها اثناء
توزيع التركة او الميراث الذي تستحقه بطريقة شرعية ......
والتي تدحض فكرة حرمان
المرأة من حقها في الميراث
بحجج ما أنزل الله بها من سلطان
بل جاء به فكر جاهلي
ونصراني وغربي وعلماني
يحرم المرأة من حقها في الميراث
أو يساويها في حصتها مع الرجل
ضاربين بعرض الحائط كلام رب العالمين
وايضاحه وبيانه العظيم في حساب التركة للمستحقين
بما فيهم النساء ......
وقد كانت خطبة المنبر الماضية
تتلخص في حق
المرأة واليتيم في الميراث
دون ان يتم الدخول
في مفاهيم الميراث وتوزيع
التركة وحقوها وواجباتها وفرائضها.....
وكيفية حساب أسهمها على المستحقين

وفي هذه الجمعة سأتكلم بصفة عامة
في هذا الموضوع عن التركة
وأحكامها وفرائضها وانواعها
ومن هُم المستحقين لها
وكذلك المحجوبين عنها
سوى كانوا رجالا أو نساء ....
لذلك تحتاج هذه الخطبة للتركيز الذهني
لفهم النقاط التى سيتم ذكرها
في موضوع التركة
فهناك انواع وامثله وحسابات
سيتم وضعها
للايضاح
لان هذه النقاط الفقهية مهمة جدا
وتتطلب التركيز في قراءتها قراءة بتمعن
اخوتنا الكرام
قبل أن ندخل لمفاهيم التركة وانواعها واحكامها
نتوقف قليلا
للنظر لنقطة أولية مهمة جداً
وتأتي اهميتها لانها
تختص بصاحب الأرث
أي المورث أي الذي توفى
وترك ميراث للورثه
وهي الخطوة الأولى التى يجب على الورثه
تنفيذها والعمل عليها والخاصة بالمتوفي ...
قبل أن يتم المباشرة في توزيع التركة والميراث
وهذا أقل واجب على الورثه عمله وفعله لصاحب التركة ...
هنا ننظر للحقوق الواجب توفرها
والمتعلقة بالتركة أو الميراث ...
‏الحقوق المتعلقة بالتركة :
1- تجهيز المتوفى على الوجه الشرعي.
2- قضاء ديونه وتخرج من جميع ماله.
ظ£- تنفيذ وصاياه وتخرج

من ثلث ما بقي من ماله
4- إعطاء الباقي إلى المستحقين.
ونقدم اخوتنا الافاضل شرح

لكل نقطة من هذه
الحقوق

‏1- تجهيز المتوفى:
تجهيز المتوفى أول حق

يبدأ بإخراجه من التركة،
وهو يتعلق بالتركة بعد الموت مباشرة،
ويقصد به فعل أو صرف

ما يحتاج إليه المتوفى
من حين وفاته إلى أن يوارى في قبره،
فيشمل نفقات غسله وتكفينه
وأجرة حمله ودفنه على حسب المعروف
وبما يليق بأمثاله من غير إسراف أو تبذير
ولا تقتير ويراعى في

ذلك أحكام الشريعة الإسلامية.
لان مصاريف التجهيز والدفن والغُسل
والتكفين لابد أن يتم من حُر مال المتوفي
أي من تركته التى تركها ومات عنها .....
أما المصاريف الأخرى

والمنتشرة في هذا الزمان
من عمل السرادق والعزائم والولائم ومجالس
قراءة القرآن والتسبيح وما الى ذلك
فهذه كلها لم يأتي بها الشرع الحكيم ولم يؤمر
بها النبي صلى الله عليه وسلم

اثناء موت أحد المسلمين
بل أمر بأخذ مصاريف تختص

بالمتوفي من
ثمن الكفن والتجهيز والحمل أو النقل فقط
أما المصاريف الأخرى

فلا يُسمح بها ويتم المحافظة
على التركة من أموال وغيرها ....
لانها أصبحت من حق الورثه
ولايصح التصرف في مال

التركة الا بموافقة الورثه
ويكون التصرف بالطرق

الشرعية بعيداً عن الأسراف
والتبذير وفعل امور بدعية لم يأتي بها الدين
أو السُنة النبوية في مثل هذه الحالات .......
وهذه أقوال أهل العلم
في موضوع الولائم والأسراف في العزاء
وقال شيخ الإسلام :
( وَأَمَّا صَنْعَةُ أَهْلِ الْمَيِّتِ

طَعَامًا يَدْعُونَ النَّاسَ إلَيْهِ ،
فَهَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ بِدْعَةٌ ،
بَلْ قَدْ قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ :
كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ
وَصَنْعَتَهُمْ الطَّعَامَ لِلنَّاسِ مِنْ النِّيَاحَةِ ،
وَإِنَّمَا الْمُسْتَحَبُّ إذَا مَاتَ

الْمَيِّتُ أَنْ يُصْنَعَ لِأَهْلِهِ طَعَامٌ ".
انتهى من "مجموع الفتاوى
وقد ورد في فتاوي اللجنة الدائمة
في هذا الموضوع
وهو اتخاذ الطعام والاسراف
وصرف أموال الميت من تركته على الولائم
أما صنع أهل الميت طعاما للناس
واتخاذهم ذلك عادة لهم :
فغير معروف فيما نعلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا عن خلفائه الراشدين ،
بل هو بدعة ، فينبغي تركها ؛
لما فيها من شغل أهل الميت إلى شغلهم ،
ولما فيها من التشبه بصنع أهل الجاهلية ،
والإعراض عن سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم
وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم
( انتهىقول اللجنة الدائمة )
لذلك اخوتنا الكرام

لايجوز صرف أموال من التركة والميراث
على اوجه غير صحيحة
فإن الاموال تلك من

حق الورثه ولايجب التصرف فيها
قبل توزيعها الا بحالات الخاصة بالمتوفي
من تجهيزه ودفنه وكفنه

وكل مايختص بهذه العملية
وقضاء دينه وتنفيذ وصيته
ثم بعد ذلك يتم توزيع الباقي للورثه فقط ....
ظ¢ ‏- قضاء الدين:
‏وتأتى في المرتبة الثانية بعد حق المتوفى
في التجهيز والدفن قضاء
ديون المورث ( وهذا حق الدائنيين )
التي تعلقت بذمته حيث أن قضاءها
يبرىء ذمته .....
وهنا وقضى الرسول عليه السلام
بالدين قبل الوصية.
لأن الدين هو ما وجب فى القمة عوضا
عن شيء آخر على سبيل المعاوضة
. بينما الوصية تبرع محض
والديون نوعان،
ديون الله تعالى،
وديون العباد،
فديون الله تعالى
لا مطالب لها من الناس
- كدين الزكاة والكفارات والنذور
والحج والفرض-
وآنها تسقط بالموت ولا تكون واجبة الأداء
على الورثة إلا إذا أوصى الميت فانه
يجب تنفيذها من ثلث ما بقي من تركته
بعد تجهيزه وهي ما قال به الحنفية
آما جمهور الفقهاء فيقولون يجب
أداؤها قبل تنفيذ الوصايا وبعد التجهيز
سواء أوصى بها المتوفى قبل موته
أم لم يوصى بها ،
أما ديون العباد
فهي التي للناس على المورث
وتقسم على قسمين :
أ‏- ديون عينية :
(أي المتعلقة بأعيان

الأموال قبل وفاة المورث)
كدين المرتهن المتعلق بعين مرهونة،
وكدين ثمن المبيع الذي اشتراه المورث
ولم يدفع ثمنه الى البائع
فهذه الديون تعلقت بالأعيان
قبل أن تصير تركة فتكون أقوى من سائر
الديون وأصحابها يقدمون في الوفاء
على غيرهم من الدائنين .
ب- ديون شخصية :
وتسمى الديون المرسلة
أو العادية
آو المطلقة
(وهي التي تعلقت بذمة المدين الميت
حال حياته لا بعين من الأعيان)
كالقرض وبدل الاجارة والمهر وما أشبه
. وهذه الديون نوعان ديون صحة
وديون المرض


ظ£ ‏- تنفيذ الوصايا:
‏لا خلاف بين الفقهاء

في أن تنفيذ ما يوصي به
المتوفى يكون بعد قضاء ديونه
وقبل أخذ الورثة حقوقهم.
وتنفذ وصايا المتوفى من ثلث
ما بقي من التركة.
ولا تنفذ وصاياه فيما زاد عن الثلث
إلا بإجازة الورثة.
أما إذا كانت الوصية شائعة نحو الوصية
بالثلث أو الربع فلا تقدم الوصية
على الميراث بل يكون

الموصى له شريك الورثة
في هذه الصورة يزداد حقه بزيادة
تركة المتوفى وينقص بنقصانها.
لذلك لا ينبغي أن يوصي بأكثر
من الثلث والأفضل لمن له ذرية
وأولاد صغار التقليل من الوصية .
) فأما الوصية للوارث فحرام )
غير صحيحة قليلة كانت أو كثيرة
لأن الله قسم الفرائض ثم قال :
(12) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا
وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) سورة النساء
وفي شرح للعلامة أبن كثير رحمه الله قال:
أي : هذه الفرائض والمقادير
التي جعلها الله للورثة بحسب قُربهم
من الميت واحتياجهم

إليه وفقدهم له عند عدمه ،
هي حدود الله فلا تعتدوها

ولا تجاوزوها ؛ ولهذا قال
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُأي :
فيها ، فلم يزد بعض الورثة ولمينقص بعضًا
بحيلة ووسيلة ، بل تركهم على حكم الله وفريضته وقسمته
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ
نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ
أي ، لكونه غيَّر ما حكم الله

به وضاد الله في حكمه
. وهذا إنما يصدر عن
عدم الرضا بما قسم الله وحكم به ،
ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم
( انتهى كلام أبن كثير رحمه الله )


والوصية للوارث من التعدي
على حدود الله لأنها تقتضي
زيادة بعض الورثة عما

حد الله له وأعطاه إياه .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه

قال سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
يقولُ في خطبتِه عامَ حجَّةِ الوداعِ
إنَّ اللَّهَ تبارَك وتعالى
قد أعطى كلِّ ذي حقٍّ حقَّهُ
فلا وصيَّةَ لوارثٍ
الولدُ للفراشِ وللعاهرِ الحجرُ
وحسابُهم علَى اللهِ تعالى
( صححه الترمذي والألباني )
وقد أجمع العلماء على

العمل بمقتضى هذا الحديث .
لكن إن أجاز الورثة المرشدون الوصية

لأحد من الورثة نفذت الوصية
لأن الحق لهم فإذا رضوا بإسقاطه سقط ،
وأما الوصية لغير الوارث فإنها تجوز
وتصح بالثلث فأقل ولا تصح
بما زاد عليه لأن الثلث كثير
فيدخل ما زاد عليه بالمضارة
ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ:
لو أنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إلى الرُّبُعِ،
فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ،
قالَ: الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ
. وفي حَديثِ وَكِيعٍ: كَبِيرٌ،

أَوْ كَثِيرٌ.
( صحيح مسلم )
فإن أجاز الورثة المرشدون الوصية بما
زاد على الثلث صح ذلك لأن الحق
لهم فإذا رضوا بإسقاطه سقط.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله متى تعتبر

إجازة الورثة الوصية للوارث
أو بما زاد على الثلث فالمشهور
من مذهب الإمام أحمد عند أصحابه
أنها لا تعتبر إلا بعد الموت
فلو أجازوا قبله لم تصح الإجازة
ولهم الرجوع . والراجح
أن الإجازة إن كانت في مرض
موت المورث صح وليس لهم الرجوع
وإن كانت في غير مرض موته
لم تصح ولهم الرجوع.
وهذا مذهب مالك واختيار شيخ الإسلام
ابن تيمية وتلميذه ابن القيم
بدائع الفوائد صفحة


‏4- حق الورثة :
‏ما تبقى من التركة بعد أداء الحقوق الثلاثة "
تجهيز المتوفى وقضاء ديونه
وتنفيذ وصاياه " هو حق الورثة فيقسم
الباقي بينهم على حسب ما
يكون لكل واحد منهم.
اخوتنا الكرام
بعد أن تعرفنا على الحقوق المتعلقة بالتركه
وكيفية التصرف في التركة بعد وفاة المورث
وقد بينا أن الحقوق هي
تجهيز الميت
من مصاريف الدفن والكفن والنقل والحفر
وكل مايختص بعمليه دفنه
وقضاء دينه
وتنفيذ وصيته
نأتي الآن للنقطة الاخيرة وهي توزيع الميراث
أو التركة التى تركها الميت لمستحقيها
وقبل ذلك وجب ان
نتعرف على بعض التعريفات
والمسميات والتى سوف

تصادفنا في هذه النقطة
المهمة في توزيع التركة أو الميراث
فلنتعرف على أركان الميراث ......
أ ـ الميراث واركانه
ب ـ التركة
ج ـ والحجب وأنواعه
د ـ والحصة وحسابها
هـ ـ والتعصيب وانواعه
وبعدها سندخل في مدخل لمعرفة
بعض المسائل الفقهية الخاصة بالتركة
وبعض المشاكل ويكون ذلك بسرد بعض الامثلة على ذلك
من واقع حياتنا اليومية والمشاهدات التى
نراها كل يوم في اروقة

المحاكم وجهات الاختصاص
لذلك نبدأ اولا بتعريف التركة
أ ـ الميراث واركانه
أركان الإرث ثلاثة هي:
1 ـ المورث:
وهو المتوفى الذي
يبحث في تقسيم ما تركه من الأموال.
2 ـ الوارث:
وهو القريب المستحق لما تركه المورث.
3 ـ التركة:
وهي الأموال التي تركها المورث بعد وفاته،
مما يستحق التوزيع على الورثة.
فإذا انعدم ركن من هذه الأركان الثلاثة،
انعدم الإرث أصلاً.
وهذا الموروث هو المعبر عنه
عند الفقهاء في كتبهم المختلفة بالتركة .
لذلك لابد من توفر احد اركان الميراث
فإن غاب احد الاركان
فلا يوجد شيء اسمه ميراث
وهذه الاركان مرتبطة ببعضها بعض
فمعنى الميراث
وجود مورث ( اي الميت )
ووجود الوارث ( الذي يستحق اخذ الميراث )
ووجود الأرث ( التركة والتى يتم توزيعها )


أما شروط الأرث فهي :
يشترط في الإرث شروط متعددة،
بعضها يتعلق بالأركان،
وبعضها خارج عنها، وهي:
1 ـ وفاة المورث حقيقة، أو حكماً، أو تقديراً.
أما الوفاة الحقيقية:
فتكون بخروج الروح منه.
وأما الوفاة الحكمية:
فتكون بحكم قضائي بموته،
كالمفقود الذي مضى على فقده سنين طويلة،
ثم رفعه الورثة إلى القاضي،
فقضى بموته.
وأما التقدير:
كالجنين الذي أسقط بجناية على أمه
توجب الغرة،
وعلى هذا، فالاحتضار،
والمرض الطويل الميؤوس من شفائه،
والفقد الطويل دون حكم قضائي بالموت،
وسقوط الجنين دون جناية على أمه،
لا يثبت بها التوارث مطلقاً، لأنها ليست موتاً.
فهذه كلها اسباب لايُثبت بها التوريث مطلقاً
لانها ليست موت ولم إثبات موت المورث فيها
لانه ليست هناك اثبات لموت
المريض بمرض
ميؤوس منه
وكذلك الذي فُقٍد ولم يتم التبليغ عنه
وإصدار حُكم قضائي يُثبت موته .....
2 ـ حياة الوارث عند موت المورث،
حقيقة، أو تقديراً.
فأما الحياة الحقيقية:
فهي قيام الروح في البدن،
ولو كان ذلك في حالة الاحتضار.
وأما الحياة التقديرية:
فكالجنين الذي يولد لمدة الحمل،
وعلى هذا، فلا توارث بين الغرقى،
والهدمى، والحرقى،
الذين جهل تاريخ وفاتهم،
فإذا علم تاريخ وفاتهم،
ورث المتأخر المتقدم، إذا قام به سبب الإرث،
وانتفت موانعه، وكذلك المفقود،
فإنه يوقف له نصيبه من مورثه الذي مات
أثناء فقده، فإذا لم تظهر حياته،
وحكم بموته بعد مدة، ألغيت حصته الموقوفة،
وردت إلى سائر الورثة،
للجهل بحياته عند موت المورث.


3 ـ العلم بأحكام المواريث،
فإنه لا تركة إلا إذا علم طريق توزيعها
على حكم الله تعالى،
ومن هنا جاءت أهمية علم المواريث،
والتشديد من الشارع على العناية به،
وأنه نصف العلم
ب ـ التركة
التركة هي ركن الميراث الأساسي
وتعريف التركة
والتركة في اللغة هي ما خلفه الميت
من تراثه المتروك
أما معناها من الناحية الشرعية فهي :
عند جمهور الفقهاء :
المالكية والشافعية والحنابلة .
والتركة : عند الحنفية ومن وافقهم هي:
ما يتركه الميت من الأموال الخالصة
عن تعلق حق الغير بعينها.
والأموال عندهم تشمل الأموال الحقيقية
التي يمكن حيازتها وتملكها من عقار
أو منقول عسينا أو منفعة حالة
أو مؤجلة خالية من حق الغير، ومن الأموال
ج ـ والحجب
تعريف الحجب في الميراث
الحجْب في اللغة يعني:
المَنْع،
والحجب في الاصطلاح يعني:
المنع من الميراث كله أو بعضه،
ويكون هذا المنع بسبب وجود آخر لا يشاركه
في سهمه، مثل حجب الجدّ بالأب،
وحجب الزوجة من الرّبع إلى الثمن
عند وجود الابن.
الفرق بين الحجب والحرمان من الميراث
هناك فرقٌ بالمعنى بين الحجب والحرمان،
فالحرمان هو:
منع شخص من الإرث،
بسبب قيام أحد موانع الإرث،
مثل القتل، فالولد الذي
قتل أباه يحرم من الإرث،
لوجود القتل مع بقاء
أو قيام سبب الإرث وهو القرابة.
والمحروم من الإرث
لا يحجب غيره بل يُعامَل
معاملة الميت عند تقسيم الإرث،
فإذا قتل الابن الوحيد أباه،
وكانت زوجة الأب حيّة،
فإنها ترث الربع؛ على اعتبار
أن الابن القاتل غير موجود.


أما الحجب فهو:
المنع من الميراث ليس بسبب مانع
من الشخص نفسه، بل لوجود شخصٍ
أقرب منه إلى الميت، والمحجوب
من الإرث يحجب غيره،
ويُعتبر موجوداً، فإن مات شخص وله أب،
وأم، وإخوة أشقاء، فالأم ترث السدس؛
لوجود الأبناء مع أنّهم محجوبون بسبب الأب.
أنواع الحجب في الميراث
هناك نوعان للحجب في الميراث وهما:
حجب النقصان وهو نقص ميراث أحد الورثة
بسبب وجود غيره،
ويكون حجب النقصان لخمسة أشخاص:
الزوج يُحجب من النصف إلى الربع
عند وجود الولد
. الزوجة تُحجب من الربع إلى الثمن
عند وجود الولد
. الأم تُحجب من الثلث إلى السدس
عند وجود الفرع الوارث
. بنت الابن
. الأخت لأب
. حجب الحرمان
وهو منع الميراث كله عن شخص
بسبب وجود غيره،
ويدخل في حجب الحرمان
عدة حالات كما يأتي:
الجدة:
تحجب حجب حرمان بالأم،
والجدة القربى تحجب البعدى
. الجد:
يحجب حجب حرمان بالأب.
وبالجد الأقرب منه درجة إلى المتوفي
. بنت الابن:
تحجب حجب حرمان بالفرع الوارث المذكر،
سواء أكان معها معصب أم لا،
وتحجب أيضاً بالبنتين فأكثر
إلا أن يكون معها معصب
في درجتها أو أنزل منها الأخت الشقيقة:
تحجب حجب حرمان بالابن،
وابن الابن وإن نزل، وبالأب،
سواء أكان معها شقيق أم لا
الأخت لأب:
تحجب حجب حرمان، سواء
أكان معها معصب أم لا،
بما تحجب به الأخت الشقيقة،
وبالأخ الشقيق، وبالأخت الشقيقة
إذا صارت عصبة مع البنات
أو بنات الابن،
وتحجب بالأختين الشقيقتين
إلا أن يكون
معها معصب
الإخوة والأخوات لأم:
يحجبون حجب حرمان بالفرع الوارث مطلقاً
ويدخل في حجب الحرمان أيضاً ابن الابن،
فإنه لا يرث عند وجود الابن،
كما أن الأقرب يُقدّم على الأبعد؛
فالابن يحجب ابن أخيه،
وإن تساوى شخصان في الدرجة
فإن الأقوى قرابةً هو الذي يرجّح،
كالأخ الشقيق الذي يحجب الأخ لأب.


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدونَهُ مَكْتُوبًا
عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ
الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ
وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
اخوتنا الكرام
نستكمل بأذن الله تعالى في ختام هذه الخطبة
بيان الشروحات الخاصة بالميراث
وأحكامة وفرائضه التى فرضها الله تعالى
وللتوضيح اخوتنا الكرام
لهذه المسألة نتوقف مع بعض الأمثله
لتوضيح الحجب بالميراث :
فكيف يتم الحجب بالحرمان....؟
1. مات رجل عن أب وأم وثلاثة إخوة له
هنا الاخوة في هذه
المسألة حُجبوا بوجود الأب
وهذا يُسمى حجب حرمان
2. ومثال اخر عن الحجب الحرمان
هو إن مات رجل قبل أبنه هنا الابن يرث اباه
أما إن مات رجل بعد أبنه
أي ان ابنه مات قبل ابيه
هنا ابناء هذا الابن
( أي الاحفاد ) ليس لهم شيء
من ميراث جدهم
لانهم حُجبوا بموت أبيهم قبل جدهم ....
أما بالنسبة للحجب بالنقصان
أما حجب النقصان والحرمان في نفس الحالة
أي تنقص حصة الوارث
مثل على ذلك
مثلاً:
3. مات رجل عن زوجة وابن وأخت
هنا الزوجة ترث الثمن بدل الربع؛
لأنها حُجبت حَجب نقصان بسبب وجود الابن،
فإن لم يكن للابن وجود فسترث ربع التركه
ولكن في وجود الابن ترث الثمن فقط وهنا نقصت حصتها
أما الأخت فقد حُجبت حَجب حرمان
بسبب وجود الابن أي الفرع الوارث ....
والمثال الثاني لحجب النقص والحرمان
3. ماتت امرأة عن زوج وأخ وابن
هنا الزوج يرث الربع بدل النصف؛
لأنه حُجب حَجب نقصان بسبب وجود الابن،
لانه في عدم وجود الابن
تكون حصته هي النصف
ولكن في وجود الابن
اصبحت حصته الربع فقط
أي نقصت حصته من تركة زوجته.......
والأخ حُجب حَجب حرمان؛
أما شقيق الزوجة المتوفيه
فقد حُجب حجب حرمان
ولايأخذ شيء من التركة
وذلك لوجود الفرع الوارث
وهو أبن الزوجة ......
والمثل الاخير للحجب النقصان والحرمان
. مات رجل عن أب وجد
وثلاثة إخوة وأم وابن
هذا الرجل مات وترك أب
وجد وثلاثة إخوة وأم
بالاضافة انه ترك أبن له.....
هنا أب هذا الرجل امه يرثان السدس
بدلا من الثلث فيحجبان حجب نقصان
وذلك لوجود الأبناء
لانه في عدم وجود الأبناء
يرث كل من ابوه وامه
السدس من التركة التى تركها ابنهما.....
وأما جد المتوفي وأخوته
فيحجبون حجب حرمان
أي لايأخذون شيء من التركة
وذلك لوجود أب المتوفي
د ـ والحصة أو النصيب أو السهم المفروض
ونأتي اخوتنا الكرام لمصطلح آخر
وهو يعتبر أساسي ومهم
فهو الأساس الذي يتمحور حوله الميراث
وهو الحصة أو السهم أو نصيب الوارث
مما تركه المورث من موروثات ....
السهم: هو النصيب، ويراد به الجزء المعطى
لكل وارث من أصل المسألة
الذي هو مخرج فرض الورثة،
أو عدد رؤوسهم مثل اثنين من ستة.
وقد يطلق على النصيب مع قرينة من القرائن


كيفية حساب السهم وإخراجه من التركه
فنقول ابتداء إن المقصود بالحساب
في علم المواريث هو تأصيل
مسائل الفرائض
وتصحيحها،
ومعنى التأصيل تحصيل أقل عدد يخرج
منه فرض المسألة أو فروضها،
ومعنى التصحيح استخراج أقل عدد
منه نصيب كل مستحق
من الإرث من غير كسر،
وهذا اخوتنا الكرام مثال على كيفية الحساب
وإستخراج السهم المفروض للوارث
1 . فمثلاً لو هلك هالك وترك زوجة وأبن
فإن نصيب الزوجة هو ( الثمن من التركه )
والباقي كله للأبن
وحساب الثُمن يكون بتقسيم التركه كلها
على ثمانية أسهم
وتأخذ الزوجة ثمنها سهماً واحداً
ويأخذ الأبن سبعة أسهم
وبذلك نكون قد حسبنا الثمن
بتقسيم التركه على ثمانية
2 . والمثال الثاني كيفية حساب الأسهم
لهالك ترك ثلاثة أبناء ذكور وأربعة بنات
هنا يتم تقسيم التركة على عشرة أسهم
أربعة حصص للبنات
وثلاثة للاولاد الذكور مع اضافة ثلاثة اسهم
فيصبح العدد كله عشرة اسهم
فتأخذ كل بنت سهم
فيصبح مجموع مااخذته
البنات هو اربعة اسهم
والباقي ستة أسهم
وعلى اعتبار ان للذكر مثل حظ الأنثيين
فتكون الستة أسهم يتم تقسيمها
على الاخوة الذكور الثلاثة
فيأخذ كل واحد منهم سهمين
وبذلك تم تقسيم التركة للبنات
حصة وللاولاد حصتين
3 . والمثال الثالث
ان هناك هالك أي رجل متوفي وترك من بعده
اربعة بنات وولدين ذكور
هنا مجموعهم ستة أنفس + سهمين
فيتم تقسيم التركة على ثمانية اسهم
فيصبح عدد الأسهم أو الحصص ثمانية
أي أن لكل بنت حصة ولكل ولد ذكر حصتين
فيصبح المجموع الكلي للحصص ثمانية
وهكذا تنتهي عمليه الحساب
بمبدأ للذكر مثل حظ الانثيين ....


هـ ـ والتعصيب وانواعه
والتعصيب في الميراث هو:
كل من يأخذ من التركة ما أبقته الفرائض،
أو يأخذ المال كاملاً إذا لم يكن صاحب فرض،
ومن لم يكن له نصيب مقدر صريحاً
وبمعنى اكثر توضيحاً التعصيب هو
مَن يرث بغير تقدير
أقسام العصبة:
العصبة على قسمين؛
نَسَبية، وسَبَبية.
والعصبة النَّسَبية على ثلاثة أنواع:
عصبة بنفسه، وعصبة بغيره،
وعصبة مع غيره.
وشرح ذلك يكون كالاتي:
1. العصبة بالنفس
والقصد يعني كل ذكر لاتدخل
في نسبته الي الميت
انثى فيصبح معصوب بالنفس
مثال على ذلك:
جهة البنوة
وهم أبناء الميت
ثم أبناؤهم وإن نزلوا
وجهة الأبوة
وهم أبو الميت ثم جده وإن علا
وجهة الأخوة
وهم أخوة الميت الاشقاء
ثم إخوته من أبيه
ثم أبناء الاعمام الاشقاء
ثم أبناء الأعمام للأب .....
جهة العمومة
وهم أعمام الميت الاشقاء
ثم أعمامه لأبيه
ثم أبناء الاعمام الاشقاء
ثم أبناء الاعمام للأب
2. العصبة مع الغير
وتعني كل انثى ذات فرض
ولم يكن معها وارث ذكر
فتصبح عصبة مع انثى
اخرى ذات فرض ايضاً ....
ومثال على ذلك:
رجل مات وترك بنت ولم يترك ولد
هنا البنت ترث نصف ميراثه
والنصف الاخر يتم
توزيعه على العصبة مع
انثى اخرى ذات فرض
3. العصبة بالغير
وهي كل انثى صاحبة فرض صارت عصبه
بسبب وجود ذكر من العصبات بالنفس ......
ومثال على ذلك:
رجل مات وترك بنت فقط
هنا هي عصبة مع ذكر من العصبات بالنفس
4. العصبة النسبية
وهم اقرباء الميت غير ذوي الفرض
أي لايوجد بينهم وارث ذو فرض .....
5. العصبة بالنفس السببية
وهم المُعتق والمُعتقه
الذين تم عتقهم وتحريرهم من العبودية
وهذه العصبة السببية منحصرة
في عتق الإنسان رقيقَه،
فإن مات الرقيق المحرَّر
ولم يكن له عصبة من النسب،
( أي ليس له نسب مع من حرره واعتقه )
ورِثه السيد المعتِق،
سواء كان ذَكَرًا أو أُنثى.


إخوتنا الكرام
هذه بعض الشروحات الخاصة بأنواع المستحقين
لفريضة الميراث وبيان جميع انواع الفئات
التى ترث في حالات خاصة
وهذا العلم شائك جداً وليس من السهل فهمه
الا ذوي الاختصاص
من العلماء والقضاة الذين
يهتمون بتوزيع فريضة الميراث
وقد تم ذكرها بصورة مُبسطة
هنا لبيان انواع الميراث
اما الولوج لهذا العلم فيتطلب التركيز وتلقيه
افواه العلماء والمختصين
وحسبي اخوتنا الكرام
أني حاولت أن استشهد بأمثله على كيفية
وطريقة توزيع الميراث لمستحقيه
بأبسط صورة ممكنة
ويبقى علم المواريث هو علم قائم بذاته
ولايستطيع احد الولوج لخباياه
الا الراسخون في العلم
وأما نحن العوام حسبنا اننا نحاول الفهم
ومن أفواه العلماء
لهذا العلم العظيم
والذي حاول البعض ممن تنصر فكره
وتعالم عقله واتبع هواه وأفكار من سبقوه من
تابعي النصارى ومنفذي
الأيدلوجيات الغربية
في رفض كل ماهو شرعي وتشريعي واسلامي
حتى وصل بهم الحال للاسف أن دخلوا
لهذا العلم وأصبحوا يفتون فيه ويغيروا ويبدلوا
ويعترضوا على تقسيم الله للميراث
وتحديد مستحقيه ......
والمختلف بشأنها والتى تنتشر في دهاليز
وأروقه المحاكم المدنية وليست الشرعية
فالمحاكم الشرعية تنفذ
ماجاء به الشرع الحكيم
وتعطي كل ذي حق حقه في الميراث
إن كان يستحقه
أما المحاكم المدنية فالغالب عليها التدليس
وتغيير المفاهيم واستخدام
القوانين الوضعية لحل
مشاكل الميراث والواصايا .....
أقول لكم اللهم اجعل ماقمت به من ايضاح
خالصاً لوجهه الكريم
اللهم إن كان صحيح فمن الله
وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان
اخوتنا الكرام الطيبين
في نهاية هذه الخطبة
احب أن اوضح أن هذه العلوم الفقهية الشرعية
اعلم تمام العلم اننا نحن العوام
لانستوعب الكثير من نقاطها اثناء توزيع التركة أو الميراث
وهذه العلوم والشروحات في العادة
تقوم بها جهات الأختصاص من محاكم شرعية
تبين الحصص والأسهم لكل متوفي


ومثال على ذلك
هنا في ليبيا إن توفي احد
يقوم اهله سوى ابناءه او اخوته او احد اقاربه
بأستخراج شهادة تُسمى
( الفريضة الشرعية )
وهذه الشهادة فيها بالتفصيل حصص كل فرد
من افراد العائلة المستحقين للميراث
وبالتالي ماعلى اهل المتوفي
الا التصرف في تركة ميتهم
بما يتم توضيحه في هذه الشهادة
والتى تبين بالدقة كل اسهم وحصص الوارثين
بالطريقة الشرعية الصحيحة
لذلك العامي البسيط الذي لايفقه
في حصص الميراث
يجد كل شيء مُيسر وجاهز
وما عليه الا تنفيذ توزيع التركة فقط
وإن تم الاختلاف او حدوث مشاكل
هنا يتدخل القاضي الشرعي
لحل المشاكل والمنازعات
إن حدثت
فالقانون يحفظ حق كل الوارثين المستحقين
لذلك هذا العلم الشرعي الفقهي
مهم جداً ومن فهمه لايستطيع أن يهضم حق
من يرث سوى رجالا أو نساء ......
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم



اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا
ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت،

ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك
ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها




 


موضوع مغلق

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 18 (إعادة تعين)
, , , , , , , , , , , , , , , , ,
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون