يسرني أن أضع بين أيديكم خلاصة التجارب في مجال الإدارة .. وتطوير الذات .. وتجارب متنوعة بشكل قصصي تبدأ بمنزل صغير .. وتنتهي بمصنع ضخم .. والناتج منها .. حكمة .. أو عظة .. أو عبرة .. أو فائدة دينية .. أو دنيوية .. أو تصحيح لفهم خاطئ .. أو سلوك عقيم ..
وقد أسميتها قف .. وتسوّق !
ليتسوقوا زوار هذا المتصفح ويقطفوا ما شاءوا من هذه الحكم .
القصة الأولى .. خُلُق التغاضي
ترك رجل زوجته وأولاده من اجل وطنه .. قاصدا ارض معركة تدور رحاها على أطراف البلاد .
وبعد انتهاء الحرب وفي أثناء العودة أُخبر بأن زوجته مرضت بالجدري في أثناء غيابه .. فتشوّه زوجها كثيرا جِرّاء ذلك .
تلقّى الزوج الخبر بصمت وبصبر وحُزن عميق .. واسترجع بقوله :
لا حول ولا قوة إلا بالله .
وفي اليوم اللاحق شاهده رفقاؤه وهو مغمض العينين .. فرثوا لحاله وعلموا لحينها انه لم يعد يبصر فرافقوه إلى منزله .. وأكمل بعد ذلك حياته بشكل طبيعي مع زوجته وأولاده .
وبعد ما يقرب من خمسة عشر عاما توفيت زوجته .. وحينها تفاجأ كل من حوله بأنه عاد إلى طبيعته الأولى مبصرا ..
وأدركوا انه طيلة هذه المدة انه قد أغمض عينيه حتى لا يجرح مشاعر زوجته عند رؤيته لها ..
تلك الاغماضة لم تكن من اجل الوقوف على صورة جميلة لزوجته .. ومن ثم تثبيتها في ذاكرته والاتكاء عليها كلما لزم الأمر .. لكنها من باب المحافظة على العلاقة الزوجية .
حتى لو كلّف ذلك أن نعمي عيوننا مدة طويلة .. خاصة بعد نقصان عنصر الجمال المادي المُعبّر إلى الجمال الروحي .
ربما تكون القصة من النوادر أو من محض الخيال .
الحكمة :
نحتاج في أحيان كثيرة أن نغمض أعيننا عمن نحب في هفواته وزلاته .. وحتى في وضع لا يوجد له حل من أجل سعادتنا وسعادة من نحب .. ونكون من أغمض عينيه قليلا عن عيوب الآخرين وأخطائهم .. كي لا يجرح مشاعرهم .