قف .. وتسوّق !

( 15 ) .. الإتقان
كانت هناك سفينة كبير تعطلت محركاتها .. فاحضر مُلاّك السفينة المهندسين لإصلاحها .. احضروا واحدا عُقب الآخر ولكن بدون فائدة .. وفي آخر المطاف استدعوا مهندسا عجوزا كانت له خبرة في إصلاح أعطال السفن .
احضر معه حقيبة كبيرة مليئة بالعدد والأدوات .. وحينما وصل ذهب إلى المحرك يتفحصه بدقة من جميع الزوايا والمنحنيات ومن فوق وتحت ..
وكان مُلاّك السفينة يراقبانه في سكناته وتحركاته ويتمنيان أن يعرف مكان العُطل ويصلحه لكي تعود السفينة إلى سابق عهدها .
بعد أن انتهى العجوز من تفحص المحرك .. ذهب إلى حقيبة العُدد واحضر مطرقة صغيرة وبدأ يطرق بهدوء على جزء من المُحرك .. وما هي إلا لحظات حتى اشتغل المحرك .
ذهب العجوز بعد أن جمع عدته وذهب إلى حال سبيله .. بعد أن أصبح المحرك يعمل بشكل جيد .
بعد أسبوع استلم مُلاّك السفينة فاتورة من العجوز بقيمة عشرة آلاف دولار نظير ما قام به من عمل .
صرخ مُلاّك السفينة ما هذا المبلغ ؟
هذا العجوز لم يعمل شيئا يستحق كل هذه القيمة .
فأرسلوا له رسالة يطلبون منه فاتورة مفصلة بتكاليف الإصلاح .
ماذا تتوقعون ؟ وكيف كان الرد عليهم ؟
أرسل لهم العجوز فاتورة كتب فيها تفاصيل التكاليف :
الطرق بالمطرقة دولاران .. ومعرفة أين تطرق تسعة آلاف وتسعة وثمانون دولار .
الحكمة
ثمن كل شيء في الحياة هو ما نتقنه .. ونتميز فيه .. لا ما نعمله فقط .

شهاب الليل


بروووووعَةً طَرِحْكَ وَ قَيِّمَةُ مَوْضُوُعِكَ
اتَيْتُ وَقَدْ شّدَّنِي >>> الْنُّوْرِ الْمُنْبَعِثِ هُنَا
وَ مَا انْ صَافَحَتْ عَيْنَايَ حُضُوُرِكْ الْمُعَطَّرِ
حَتَّىَ صُمَّتْ كُلُّ شَيْءٍ
إِجْلَالَا وَ إِحْتِرَامَا وَ تَوْقِيْرا لِجَمَالِ الْمُحْتَوَىْ
وَ أَنْتَظِرُ بِكُلِّ لَهْفَةٍ جَدِيْدَكَ مِنْ مَوَاضِيِعْ
إِحْتَرُمَاتِىْ تَتَعَانَقُ مَعَ تَقْدِيْرِىِّ

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دموع حائره شهاب الليل بروووووعَةً طَرِحْكَ وَ قَيِّمَةُ مَوْضُوُعِكَ اتَيْتُ وَقَدْ شّدَّنِي >>> الْنُّوْرِ الْمُنْبَعِثِ هُنَا وَ مَا انْ صَافَحَتْ عَيْنَايَ حُضُوُرِكْ الْمُعَطَّرِ حَتَّىَ صُمَّتْ كُلُّ شَيْءٍ إِجْلَالَا وَ إِحْتِرَامَا وَ تَوْقِيْرا لِجَمَالِ الْمُحْتَوَىْ وَ أَنْتَظِرُ بِكُلِّ لَهْفَةٍ جَدِيْدَكَ مِنْ مَوَاضِيِعْ إِحْتَرُمَاتِىْ تَتَعَانَقُ مَعَ تَقْدِيْرِىِّ

دموع حائرة :

تواجدك الرائــع ونــظره منك لمواضيعي هو الإبداع بــنفسه ..

يــســعدني ويــشرفني مرورك الحار وردك وكلماتك الأروع ..

لا عــدمت الطلــّـة العطرة ..

( 16 ) .. قيد السلاسل
لاحظ احد زوار حديقة الحيوان فيلا ضخما مربوطا بحبل صغير في إحدى قدميه الأماميتين .. كان من الملاحظ جدا أن الفيل يستطيع أن يتحرر من قيده بدون أي جهد .. لكنه لسبب ما لم يقدم على ذلك !
شاهد هذا الزائر مُدرب الفيل بالقرب منه وسأله :
لِمَ تقف هذه الحيوانات الضخمة مكانها ولم تقم باي محاولة للهرب ؟
أجاب المدرب : حسنا .. حينما كانت هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة .. كنا نستخدم قيدا في حجم القيد الحالي نفسه لنربطها به ..
وكانت هذه القيود في ذلك العمر كافية لتقييدها .
وعندما كبرت هذه الحيوانات كانت مُعتقدة بأنها غير قادرة على فك هذه القيود والتحرر منها .
بل تظل على اعتقاد بأن الحبل لا يزال يُقيدها .. ولذلك هي لا تحاول أبدا أن تتحرر منه .
فيقول ذلك الزائر : كنت مندهشا جدا فهذه الحيوانات التي تملك القوة لرفع أوزان هائلة لا تستطيع أن تتحرر من قيودها !
لكنها اعتقدت إنها لا تستطيع فبقيت مكانها .
الحكمة
الكثير منا كالفيل معلقين بقناعة مفادها أننا لا نستطيع أن ننجز أو نغير شيئا .. لأننا نعتقد أننا عاجزون عن ذلك .
آو أننا حاولنا ذات يوم ولم نُفلح .
حاول أن تصنع شيئا فالمستحيل هو لا شيء .

( 17 ) .. تقييم ذاتي
دخل فتى صغير إلى كابينة الهاتف .. واحضر صندوقا إلى أسفل كابينة الهاتف .
وقف الفتى فوق الصندوق ليصل إلى أزرار كابينة الهاتف .. وبدا باتصال هاتفي .. انتبه صاحب الكابينة للموقف .. واخذ يستمع للمحادثة التي يجريها الفتى .
قال الفتى : سيدتي أيمكنني أن اعمل لديك في تهذيب عشب الحديقة ؟
أجابت السيدة : لدي من يقوم بهذا العمل .
قال الفتى : سأقوم بنصف هذه الأجرة التي يأخذها هذا الشخص .
أجابت السيدة : بأنها راضية بعمل هذا الشخص ولا تريد استبداله .
ألح الفتى على السيدة في السؤال وقال : سأنظف أيضا ممر المشاة والرصيف الذي أمام منزلك .. وستكون حديقتك أجمل حديقة في مدينة بالم بيتش فلوريدا !
ومرة أخرى أجابت السيدة بالنفي !
تبسم الفتى وأقفل الهاتف .. فتقدم صاحب الكابينة إلى الفتى وقال له : لقد أعجبتني همتك العالية .. واحترم هذه المعنويات الايجابية فيك .. وأعرض عليك فرصة لدي في العمل هنا في الكابينة .
أجاب الفتى : لا .. وشكرا لعرضك .. فإنني كنت لأتأكد من أداء عملي الذي أقوم به حاليا لدى السيدة .. لأنني اعمل لديها !
الحكمة
ما أحوجنا لمثل هذا التقييم الذاتي دائما .

( 18 ) .. ذكاء رجل أعمال
ذهب رجل أعمال إلى بنك في مدينة نيويورك .. وطلب قرضا من البنك وقدرة خمسة آلاف دولار .. لكي يسافر إلى أوروبا لقضاء بعض الأعمال هناك .. لكن البنك طلب من رجل الأعمال ضمانات حتى يعطيه المبلغ .
وكان الضمان انه سلمهم مفتاح الروزرايس إلى البنك ضمانا له .. فقام رجل الأمن في البنك بفحص السيارة وأوراقها الثبوتية ووجدها سليمة .
وبهذا قبل البنك سيارة الروزرايس ضمانا له .
ولكن رئيس البنك والموظفين ضحكوا كثيرا على تصرف الرجل الغريب لإيداعه سيارة الروزرايس التي تقدر قيمتها بـ 25 ألف دولار ضمانا لمبلغ 5000 دولار .
وقام احد العاملين بتوقيف السيارة في مواقف البنك السفلية .. وبعد أسبوعين عاد رجل البنك من سفره وذهب فورا إلى البنك وسدد الدين الذي عليه وهو 5000 آلاف دولار مع فوائد بقيمة 41,15 دولار .
رحب به مدير القروض في البنك وسأله : سيدي .. نحن سعداء جدا بتعاملك معنا .. ولكننا مستغربون اشد الاستغراب !
لقد بحثنا في معاملاتك وحساباتك وقد وجدناك من أصحاب الملايين .. فكيف تقترض مبلغا قدره 5000 آلاف دولار وأنت لست بحاجه إليها ؟
رد رجل الأعمال وهو يبتسم : سيدي .. هل هناك في نيويورك الواسعة استطيع أن أقف سيارتي الروزرايس فيه باجرة 41,15 دولار دون أن أجدها مسروقة بعد مجيئي من سفري .
الحكمة
إذا كنت تعتقد بالذكاء الخارق فهناك من هو أذكى منك .

( 19 ) .. راعي الغنم والمستشار
فوجئ راعي أغنام بوقوف سيارة فارهة جديدة تقف قريبا من قطيعه .. وخرج منها شاب حسن الهيئة .. كل شيء على جسمه من الألبسة الفاخرة .. وقال له :
إذا قلت لك كم عدد أغنامك هذه التي ترعاها تعطيني واحدا منها ؟
أجاب الراعي : تفضل !
اخرج الشاب حاسبا آليا صغيرا وأوصله بهاتفه النقال ودخل شبكة الانترنت وانتقل إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا حيث حصل على خدمة تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية .. ثم فتح بنك المعلومات وجدولا في احد برامج الأعداد .. وخلال دقائق حصل على تقرير من 150 صفحة .. ثم التفت إلى الراعي وقال له : لديك 1647 رأسا من الغنم .
فقال له الراعي : أحسنت .. تفضل بأخذ رأسا من الغنم .
فرح الشاب بهذه الصفقة ودار بين القطيع .. ثم اخذ الحيوان الذي وقع عليه اختياره .. ووضعه في الصندوق الخلفي للسيارة .
عندئذ قال له الراعي : لو استطعت أن اعرف طبيعة عملك ونوعه هل تعيد لي خروفي ؟
وافق الشاب على هذا العرض .
قال له الراعي : أنت مستشار !
فدهش الشاب وقال : هذا صحيح !
ولكن كيف عرفت ذلك .
فقال له الراعي : لقد أتيت إلى هنا دون أن اطلب منك ذلك .. ثم سعيت لنيل مكافأة لإجابتك سؤال لم اطرحه عليك .. بل وكنت اعرف إجابته سلفا !
بينما أنت لم تعرف الإجابة .. بل ولا تعرف شيئا عن عملي .. ارجوك ان تخرج كلبي من حقيبة سيارتك !
الحكمة
المعلومة ليست حكرا على المتعلمين فقط .. ربما كان قليلي التعليم اكثر حكمة ومعرفة .

( 20 ) .. فكّر في الأفضل
يُحكى أن ملكا كان يحكم دولة مترامية الأطراف .. أراد يوما القيام برحلة برية طويلة .. وخلال عودته كانت إقدامه قد تورمت من المشي على الطرق الوعرة .
فأصدر مرسوما بتغطية جميع مملكته بالجلد !
ولكن احد مستشاريه أشار عليه برايا أفضل .. وهو عمل قطعة صغيرة من الجلد لينتعل بها .. فكانت هذه بداية نعل الأحذية .
الحكمة
إذا أردت أن تعيش سعيدا في العالم فلا تحاول تغيير العالم .. بل اعمل التغيير في نفسك .. وحاول بعد ذلك تغيير العالم ما استطعت إليه سبيلا .. فهناك حلول أسهل بكثير من الحلول المُعقدة والمُكلفة .. فما عليك إلا أن تبحث عنها .

( 21 ) .. الإعلان والأعمى
جلس أعمى على إحدى عتبات العمارات واضعا قبعته بين قدميه .. وبجانبه لوحة مكتوب عليها : أنا أعمى أرجوكم ساعدوني .
فمر رجل خبير إعلانات بالأعمى ولاحظ أن النقود التي في قبعته قليلة .. فما كان منه إلا أن اخذ اللوحة بدون أن يستأذن الأعمى وطمس ما فيها وكتب عليها عبارة أخرى وردها إلى مكانها ومضى في طريقه .
فلاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالنقود .
عرف الأعمى أن شيئا قد تغير فسال احد المارة : ما العبارة التي مكتوبة على اللوحة ؟
فقال : نحن الآن في فصل الربيع .. لكنني لا استطيع رؤية جماله .
الحكمة
غيّر طريقة تفكيرك ووسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب .

( 22 ) .. لا تكن نسرا
يُحكى أن نسرا كان يعيش في احد الجبال .. ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار .. وكان عش النسر يحتوي على بضع بيضات .. ثم حدث أن هزّ ولزال عنيف الأرض .. فسقطت بيضة من عش النسر .. وتدحرجت إلى أن استقرت في قن الدجاج .. تطوعت دجاجة كبيرة في السن بالاعتناء ببيضة النسر إلى أن فقست وخرج منها فرخ صغير .. .
تربى بين الدجاج على انه دجاجة .. وصار يُعرف على انه ليس إلا دجاجة .. وفي يوم من الأيام بينما كان يلعب مع أقرانه من صوص الدجاج شاهدا سربا من النسور يُحلق عاليا في السماء .
فحاول أن يُحلق عاليا مثل النسور .. لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج .. قائلات له : ما أنت سوى دجاجة .. ولن تستطيع أن تُحلق عاليا مثل النسور .
رضخ النسر للأمر الواقع وعن حِلم التحليق في الأعالي وآلمه اليأس .. ولم يلبث ان مات .. بعد ان عاش حياة طويلة بين الدجاج .
الحكمة
إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيرا .. وتعيش وِفقا لما تؤمن به .. فإذا كنت نسرا وتحلم بالتحليق عاليا في سماء النجاح .. فتابع أحلامك .. ولا تستمع إلى كلمات الدجاج .. المُخذلات لطموحك ممن حولك .. حيث أن القدرة والطاقة لتحقيق ذلك متوافران لديك .