“ الحب هو ما حدث بيننا .. والأدب هو كل ما لم يحدث ”.

هنيئاً للحب …
فما أجمل الذي حدث بيننا … ما أجمل الذي لم يحدث …
ما أجمل الذي لن يحدث ..

قبل اليوم كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم دون أن نتألم مرة أخرى .
عندما نستطيع النظر خلفنا دون حنين .. دون جنون ..
ودون حقد أيضا ..
أيمكن هذا حقاً ؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
ولهذا نحن نكتب ... ولهذا نحن نرسم ...
ولهذا يموت بعضنا أيضا .

أتريد قهوة .. ؟
يأتي صوت وكأنه يطرح السؤال على شخص غيري .
معتذراً دون إعتذارعلى وجه للحزن لم أخلعه منذ زمن .
يخذلني صوتي فجأة …
أجيب بإشارة من رأسي فقط .
فتنسحب لتعود بعد لحظات بصينية قهوة نحاسيه كبيرة ..
عليها إبريق .. وفناجين .. وسكريه .. وصحن حلويات .
في مدن أخرى تقدم القهوة جاهزة في فنجان .. وضعت جواره مسبقاً ملعقه وقطعة سكر .
ولكن قسطنطينة مدينه تكره الإيجاز في كل شيء ..
إنها تفرد ما عندها دائما ..
تماما كما تلبس كل ما تملك ... وتقول كل ما تعرف ..
ولهذا كان حتى الحزن وليمة في هذه المدينة .
أجمع الأوراق المبعثرة أمامي لأترك مكاناً لفنجان القهوة ..
وكأنني أفسح مكانا لكِ ..
بعضها مسودات قديمة .. وأخرى أوراق بيضاء ..
تنتظر منذ أيام بعض الكلمات فقط …
كي تدب فيها الحياة .. وتتحول من ورق إلى أيام .
كلمات فقط أجتاز بها الصمت إلى الكلام .. والذاكرة إلى النسيان ..
ولكن ..
تركت السكر جانبا وارتشفت قهوتي مره كما عودني حبكِ .
فكرت في غرابه هذا الطعم العذب للقهوة المرّة ..
ولحظتها فقط شعرت أنني قادر على الكتابة عنكِ ..
فأشعلت سيجارة عصبيّة وذهبت أطارد دخان الكلمات التي أحرقتني منذ سنوات ..
دون أن أطفئ حرآئقها مرة فوق صفحة .







مقتطف من ذاكرة الجسد
دمتم بخير