~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 359
عدد  مرات الظهور : 4,169,236


عدد مرات النقر : 359
عدد  مرات الظهور : 4,169,236

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة
نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-31-2012
ملاذ الطير غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 363
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4678 يوم
 أخر زيارة : 07-15-2013 (07:10 AM)
 المشاركات : 246 [ + ]
 التقييم : 37
 معدل التقييم : ملاذ الطير is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
كُنْ لِلْوُدِّ حَافِظا



كُنْ لِلْوُدِّ حَافِظا
مقامة.. كتبها أ.د/ عبد الرحمن البر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ الذي نِعمُه لا تُحْصَى، وشكرُه لا يُؤَدَّى، وليِّ النَّعَم كلَّها دون مَنْ سواه، ولا عِصمة إلا لمن هداه، ولا نجاةَ إلا لمن عَصَمه من اتباع هواه، وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمدٍ عبدِه الذي ارتضاه، ورسولهِ الذي اختاره واصطفاه، وخصَّه بِخَتْم النبوَّة وحَبَاه، وأَبَانَه بأعلى منازلِ الفضلِ على كل آدميٍّ سواه، وعلى آلِه وصحبِه الطيبين الهُداة.
وبعد أيها الكرامُ السادة، فقد غاب صديقي النَّبيهُ عن مجلسنا على غير العادة، فقلت: أذهبُ الليلةَ إليه، فأسأل عنه وأطمِئنُّ عليه، فأتيتُه في المساء، بعد أن أدَّيْنا صلاةَ العشاء، فرأيتُه وهو مكتئبٌ حزين، كاسفُ البال مُقَّطَبُ الجبين.
فقلتُ: أَيَا صاحبي! ما الذي دهاك؟، وعن مجلس الأصحابِ والأحبابِ صرفك وزَوَاك؟
قال: ليس لي أصحابٌ ولا أحباء، وحقٌّ ما قال بعضُ البلغاء:

ما ودَّك مَنْ أهمل وُدَّك --- ولا أحبَّك مَنْ أبغضَ حبَّك
وقد قيل: عِلَّةُ المعاداة، تكون في قِلَّة المبالاة.
وكلُّ أخٍ عند الهُوَيْنَى مُلاطِفٌ --- ولكنَّما الإخوانُ عند الشدائد
قلت: هذا كلامٌ خطير، فما الذي أدَّى لكل هذا التغيير؟
قال: أَوَمَا سمعتَ قبل يومين أخانا عدنان، حين ساءني واستهزأ بي بين الإخوان؟ وليست هذه المرةَ الأولى، فله في السخريةِ مني يدٌ طولَي، وكم حدَّثتُ نفسي بالصبر على هذا الفعل، ولكني قد فاض بي الكَيْل، ومع أنى أردُّ عن كلَّ إخواني السُّخفَ والجَهْل، فلم أجدْ من أحدٍ منهم الردَّ والوفاء، فتيقَّنتُ ما قال بعض الشعراء:

ما كِدْتُ أفحصُ عن أخي ثقةٍ --- حتى ذَممْتُ عواقبَ الفحصِ
قُل للذين صَحِبْناهم فلم نَرَهُمْ--- يَرْضَوْن لمن صحبوا بغير الدُّونِ
سلامةُ الدين والدنيا فراقُكم--- وفراقُكم راحةُ الدنيا والدين
ولهذا فقد قررتُ تركَ مجالس الإخوان، والانفرادَ بنفسي عن أبناء الزمان.
قلت: أخطأتَ يابنَ الكرام، وجانبْتَ الصوابَ في الفعل وفي الكلام، فقد قال الحكيمُ ونعم ما قال: الرجلُ بلا صديق كاليمين بلا شمال.

وكنتُ إذا الصديقُ أراد غيْظِي--- وأَشْرَقَنِي على حَنَقٍِ بريقي
صفحْتُ ذنوبَه وعفوْتُ عنه--- مخافةَ أن أعيشَ بلا صديقِِ
إن الأخ يا صديقي إنسانٌ هو أنت إلا أنه غيرُك، فلا تكن في شكًّ من الإخوان ولا يلتبسْ عليك أمرُك، ولعمري إن إخوانَ الصدق لمن أنفَس الذخائر، وأفضل العُدَد للزمان أيها الذكيُّ الماهر، وقد جاء في معنى الحديث الشريف، أيها الصديقُ النبيهُ اللطيف:
للهِ في الأرضِ أجنادٌ مُجَنَّدةٌ --- أرواحُها بينها بالصدقِ تعترفُ
فما تناكر منها فهو مختلفٌ --- وما تعارف منها فهو مؤتلفُ
وفي الحكمة قيل، أيها الصديقُ النبيل: مَنْ استصلح عدوَّه زاد في عُددَه، ومن استفسد صديقَه نقص من عُدَدِه،أوَ ما دَرَيْتَ أنَّ مَنْ قطع الإخوانَ دفعهم ليقطعوه، ومَنْ ضيَّعهم كان أحَرْى أن يُضَيِّعوه، وعزَّ عليه أن يُعوِّضَهم وسهُل عليهم أن يُعوِّضوه.
يمضي أخوك فلا تلقَى له خلَفاً --- والمالُ بعد ذهابِ المالِ مُكْتَسَبُ
والأخ بين إخوانه يا زيْنَ الأصدقاء، كالسمكِ السابحِ في لطيف الماء، فإن غادره ضاق به واسعُ الفضاء.
قال صديقي فَرَّج اللهُ عنه الضيق: لكنني يا شيخَنا قد صاحبتُ أكثرَ من صديق، فما رأيتُ أكثرهم غَفَر لي ذنبا، ولا ستَر لي عَيْبا، ولا حفظ لي غَيْبا، ولا أقال لي عَثْرة، ولا بذل لي نُصْرة، لقد خَبُثَتْ من القوم السرائر، وخالفتْ في غالب الأحوال الظواهر، حتى فَنِيَ يا شيخَنا ميراثُ النبوَّة، وفُقِدتْ من الناس المروءةُ والفُتُوّة.

صديقُك لا يُثْنِي عليك بطائلٍ --- فماذا ترى فيك العدوُّ يقول
قلت: اسمع أيها الصديقُ الطيبُ الزَّيْن، لا تزهد في صديقِك لِخُلُقٍ تنكره أو خلُقيْن، طالما رضيتَ من أخلاقِه الكثير، فإن اليسيرَ من الأخطاء مغفور، والذنبَ في خِضَمَّ الحسنات مغمور.
لا يُؤْيِسَنَّك من صديقٍ نبوةٌ --- يَنْبُو الفتى وهو الجَواد الخِضْرِمُ
فإذا نَبَا فاسْتَبِقِه وتَأَنَّه --- حتى تفيءَ به وطبعُك أكرمُ
فلا يزهدنَّك في صديقٍ حمدتَ سيرتَه، وارتضيت وتيرته، وعرفت أدبَه وفضلَه، وخَبَرْتَ عقلَه ونُبْلَه، عيبٌ تحيط به كثرةُ فضائِلِه، أو ذنبٌ صغيرٌ تستغفر له قوةُ وسائله، فإنك لن تجد أبداً ما بقيتَ مُهَذَّباً لا يكون فيه عَيْب، أو معصوماً محفوظاً لا يقع منه ذنب.
أتطلبُ صاحباً لا عيبَ فيه --- وأيُّ الناس مَنْ ليس له عُيوبُ
إنَّ من حق الإخوان أن تغفرَ زَلَّتهم، وأن تسترَ يا صديقي هفوتَهم، لأنَّ مَنْ رام بريئاً من الزلات، وطلب سليماً من الهفوات، رام أمراً مُعْوِزاً، واقترح وصفاً معجزا، فلا صديقَ بلا هَفْوة، ولا جوادَ بلا كَبْوة، ولا صارمَ بلا نَبْوة.
ومَنْ ذا الذي تُرضِي سجاياه كلُّها ---- كفى المرءَ نُبْلاً أن تُعَدّ معايِبُه
إذا كنتَ في كلِّ الأمورِ مُعاتِباً--- صديقَك لم تلقَ الذي لا تعاتِبُه
فعِشْ واحداً أوْ صِلْ أخاك--- فإنه مقارفُ ذنبٍ مرةً ومجانِبُه
قال صديقي أتَّم الله سعادتَه: فإني أرى نفسي لا تنسى مساءَته، وإن كانت لا تضمر أبداً عداوتَه، فكيف أُرْضيها وأصفِّيها، ومن الضيق أخلِّصُها و أنقِّيها؟
قلت: سامحك الله! أَوَمَا قرأتَ قولَ الله: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَي الله﴾؟ ألم تقرأ قول الحق الواضح الأبين: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

وكُنْ معدناً للخيرِ واصفَحْ عن الأذى --- فإنك راءٍ ما علمتَ وسامعُ
وأحبِبْ إذا أحببْتَ حبّاً مقارباً --- فإنك لا تدري متى أنت نازِعُ
وأبغِضْ إذا أبغضتَ غير مُبايِنٍ --- فإنك لا تدرِي متى أنت راجِعُ
وفى الحديث يابنَ الكرام، عن بدرِ التمامِ ومِسْكِ الختامِ وزَيْنِ الأنام: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ».
استُرْ أخاك وغَطِّ على عيوبِه، واعلم بأن الحِلْمَ عند الغيظِ أحسنُ من ركوبِه.
وفى معنى هذا الحديث الشريف يا قرةَ العَيْن: تُعْرَض الأعمالُ كلَّ يومِ خميسٍ واثنين، فيُغفرَ للمسلمين جميعاً إلا رجلين، كانت بين أحدهما وبين الآخر شَحْناء، فيقال: أخِّروا هذين حتى يصطلحا وتذهبَ البغضاء.

لكلِّ شيءٍ فقدتَه عِوَضٌ --- وما لِفَقْدِ الصديق من عِوَض
واسمع أيها الحبيبُ الألمعي، ما قاله إمامُنا الشافعي:
أحبُّ من الإخوانِ كلَّ مُوَاتي--- وكلَّ غضِيض الطرفِ عن عثراتي
يُطاوِعُني في كل خيرٍ أريدُه--- ويحفظُني حياً وبعد وفاتي
فمَنْ لي بهذا؟ ليتَ أنَي أصبتُه--- فقاسمتُه ما لي من الحسنات
تصفحتُ إخواني فكان أقلَّهم--- على كثرةِ الإخوانِ أهلُ ثقاتي
وفي ختام الكلام يا أصيلُ يا ابنَ الأصيل، اسمع إلى ما يقول المولى الجليل: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾. قال الإمام علي رضي الله عنه يا أولي الألباب: الصفحُ الجميلُ هو الرضا بغير عتاب.
هَبْني أسأتُ كما زعمتَ--- فأين عاطفةُ الأخُوَّة
أو إن أسأتُ كما أسأتَ --- فأين فضلُك والمُرُوَّة
قال صديقي الطيبُ الأمين: شفيتَني شفاك اللهُ ربُّ العالمين، وجزاك عني خيرا يا زينَ الناصحين، وأما أخي عدنان، فقد عفوتُ عنه ما كان، وأنا عائدٌ بإذنِ ربي إلى مجالس الإخوان، وعائذٌ بالله ربي من نَزْغِ الشيطان، وسائلٌ إلهي أن يجمعني مع إخواني في الدنيا على الإيمان، وفي الآخرة إخواناً على سُرُر الجنان.
وفي الختام، أزكى صلاتِنا وأتَمُّ السلام، على البدرِ المنيرِ في الظلمات، سيدِنا محمدٍ سيدِ الكائنات، وعلى الآلِ والصحبِ والزوجات، والحمدُ لربي قاضي الحاجات، ومُذْهِبِ الأضغانِ والعداوات.






"منقول"

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :
سبحان الله , والحمدلله , ولاإله إلاَّ الله , والله أكبر

رد مع اقتباس
قديم 05-31-2012   #2


الصورة الرمزية مهدي
مهدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 212
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (01:19 AM)
 المشاركات : 72,884 [ + ]
 التقييم :  1368576223
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
http://l.top4top.io/p_1988lavd43.gif
لوني المفضل : Blue
شكراً: 510
تم شكره 1,973 مرة في 1,442 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



نعم صدق صاحب المقال

فكم نحن بحاجة الى هذه النصائح القيمة وللتعامل بها


لان فعلا زماننا قل به الاصدقاء وخاصة بوقت الحاجة اليهم


وصديقي من بصرني عيوبي واخطائي


ونصحني الى ما فيه الخير والرشاد


جزاك الله كل خير


مودتي



 
 توقيع :
يبست جذور القلب بعد اكراه وذبل في ايك السنين رجائي

فرحلت وبيدي حقيبة موجومة

وبين اناملي يراع يبكي اشلائي





رد مع اقتباس
قديم 06-01-2012   #3


الصورة الرمزية ملاذ الطير
ملاذ الطير غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 363
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 07-15-2013 (07:10 AM)
 المشاركات : 246 [ + ]
 التقييم :  37
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسير سرااب مشاهدة المشاركة
نعم صدق صاحب المقال

فكم نحن بحاجة الى هذه النصائح القيمة وللتعامل بها


لان فعلا زماننا قل به الاصدقاء وخاصة بوقت الحاجة اليهم


وصديقي من بصرني عيوبي واخطائي


ونصحني الى ما فيه الخير والرشاد


جزاك الله كل خير


مودتي


مروركــ هو نبل منكــ .. تشرفت بتوقيع قلمك ..
دمت بخير





 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع ملاذ الطير مشاركات 2 المشاهدات 2578  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-21-2024, 06:27 AM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 01:59 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah