- عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " «اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة» ". ". رواه أبو داود بسند لابأس به
ما معنى هذا الحديث ؟
قال الطيبي :
وأما تخصيص الحبشة والترك بالترك والودع ; فلأن بلاد الحبشة بين المسلمين وبينهم قفار وصحارى، فلم يكلف المسلمين دخول ديارهم ; لكثرة التعب وعظمة المشقة وأما الترك فبأسهم شديد وبلادهم باردة
والعرب وهم جند الإسلام كانوا من البلاد الحارة، فلم يكلفهم دخولها ، فلهذين السرين خصصهم، وأما إذا دخلوا بلاد المسلمين قهرا - والعياذ بالله - فلا يجوز لأحد ترك القتال ; لأن الجهاد في هذه الحالة فرض عين، وفي الحالة الأولى فرض كفاية. قلت: وقد أشار - صلى الله تعالى عليه وسلم - إلى هذا المعنى ; حيث قال: " ما تركوكم "، وحاصل الكلام أن الأمر في الحديث للرخصة والإباحة لا للوجوب فإن المسلمين قد حاربوا الترك والحبشة وإلى الآن لا يخلو زمان عن ذلك، وقد أعز الله الإسلام وأهله فيما هنالك.
فيسبوك الشيخ زيد البحري
http://bit.ly/zgG3YM
10-27-2013
العرض العادي
