عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 672,472

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة

نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-15-2018   #51


الصورة الرمزية شموخ الكلمة
شموخ الكلمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2093
 تاريخ التسجيل :  Feb 2016
 أخر زيارة : منذ 4 أسابيع (10:16 PM)
 المشاركات : 53,416 [ + ]
 التقييم :  7666
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
شكراً: 133
تم شكره 2,309 مرة في 1,894 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



نور الله قلبك با الايمان وطاعة الرحمن
جزاك الله خير الجزاء
اجعلها في موازين اعمالك




 
 توقيع :


يسلم قلبك نجمـة ليـل



رد مع اقتباس
قديم 10-15-2018   #52


الصورة الرمزية شموخ الكلمة
شموخ الكلمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2093
 تاريخ التسجيل :  Feb 2016
 أخر زيارة : منذ 4 أسابيع (10:16 PM)
 المشاركات : 53,416 [ + ]
 التقييم :  7666
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
شكراً: 133
تم شكره 2,309 مرة في 1,894 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



نور الله قلبك با الايمان وطاعة الرحمن
جزاك الله خير الجزاء
اجعلها في موازين اعمالك





 


رد مع اقتباس
قديم 10-15-2018   #53


الصورة الرمزية مهدي
مهدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 212
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : منذ 9 ساعات (02:19 AM)
 المشاركات : 72,866 [ + ]
 التقييم :  1368576223
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
http://l.top4top.io/p_1988lavd43.gif
لوني المفضل : Blue
شكراً: 510
تم شكره 1,950 مرة في 1,427 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



للَّهُمَّ أَصْلِحْ لِى دِينِىَ الَّذِى هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِى وَأَصْلِحْ لِى دُنْيَاىَ الَّتِى فِيهَا مَعَاشِى وَأَصْلِحْ لِى آخِرَتِى الَّتِى فِيهَا مَعَادِى وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِى فِى كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِى مِنْ كُلِّ شَرٍّ ». (مسلم/ 7078 )


جزاك الله كل خير
على الطرح القيم والمفيد
والموعظة الحسنة
وجعله المولى عز وجل بميزان حسناتك

مودتي



 


رد مع اقتباس
قديم 10-16-2018   #54


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

هل نحن من أهل السُنة والجماعة لديننا الحنيف أم تُبع لأهل البدع والتحريف ...؟ ( 12 )



[frame="1 10"]




الأشعرية ..
أما بالنسبة لفِرقة الأشاعرة
والتي كثُر الحديث عنها ، والذي يحاول البعض أن يجعها
هي الفِرقة المرادفة لأهل السنُة والجماعة ،
وجعل الفِرقة الناجية والمنصورة هي مناصفة بين
اهل السُنة والجماعة وفِرقة الأشاعرة
والحقيقة سوف نتعرف عليها ونفهم كما فِهم علماء الأمة
بأن فِرقة الأشاعرة شأنها شأن الفِرق التى حادت عن طريق
الكتاب والسُنة وبالتالي ليست من الفِرقة الناجية
بل من الفِرقة الهالكة ، وسنبين بأذن الله
أن إتباع منهج أهل السُنة والجماعة والسلف
والذي يعتمد على ما قاله الله وما قاله
رسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وما نقلوه
الصحابة الكرام ( رضوان الله تعالى عليهم )
ومافهمه سلف الأمة ،
من غير تأويل أو تحريف أو تشبيه أو تعطيل
أو تحريف أو إدخال الهرطقات
والفلسفات العلوم الكلامية الجدلية في ذلك....
فلنتعرف على هذه الفِرقة ونشأتها والأنحرافات التى
شابت في منهجها وماهو موقف
أهل السُنة والجماعة منها...
فالأشاعرة
تنسب لأبي الحسن الأشعري
إذاً فمؤسس الأشعرية هو أبو الحسن الأشعري
هو أبو الحسن علي بن إسماعيل ( رحمه الله )
ولد بالبصرة سنة 270هـ ، ومرت حياته الفكرية
بثلاثة مراحل مهمة ترتبت عليها إتجاهاته الفكرية
المرحلة الأولى :
عاش فيها في كنف زوج أمه شيخ المعتزلة
( أبي علي الجبائي ) فعنه أخذ الاعتزال حتى تبحر
وصار من أئمته ودعاته .في عصره
وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته .
ولم يزل أبو الحسن يتزعم
المعتزلة أربعين سنة .
المرحلة الثانية :
تحول أبي الحسن الأشعري عن الأعتزال
حيث ثار فيها على مذهب الاعتزال الذي كان يدافه عنه ،
بعد أن فهم أن المعتزلة على خطأ
يجمع المؤرخون لحياة أبي الحسن رحمه الله
على التحول الأول في حياته،
وهو خروجه من مذهب الاعتزال ونبذه له .
فيذكر ابن عساكر وغيره قوله:
أن أبا الحسن الأشعري ( رحمه الله )
اعتزل الناس
مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته
للبحث والمطالعة،
ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع،
وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده،
كما ينخلع من ثوبه،
ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى
بكتبه الجديدة للناس.
ومع اتفاق الباحثين على رجوعه عن
مذهب الاعتزال،
إلا أنهم اختلفوا في تحديد سبب ذلك الرجوع،
فقيل إن سبب رجوعه ما رآه في مذهب المعتزلة
من عجز ظاهر في بعض جوانبه،
فقد كان ( رحمه الله ) دائم السؤال لأساتذته
عما أشكل عليه من مذهبهم،
ومما يروى في تركه مذهب الأعتزال :
أن رجلا دخل على أبي علي الجبائي ( شيخ المعتزلة )
وفي حضرته أبو الحسن الأشعري،
فقال الرجل لأبي علي :
هل يجوز أن يسمى الله عاقلا ؟
فقال : الجبائي : لا ،
لأن العقل مشتق من العقال،
وهو المنع، والمنع في حق الله محال،
فامتنع الإطلاق، فاعترض أبو الحسن على
جواب أبي علي
قائلا : لو كان قياسك المذكور صحيحا،
لامتنع إطلاق اسم الحكيم على الله،
لأنه مشتق من حَكَمَةِ اللجام،
وهي حديدة تمنع الدابة من الخروج،
وذكر شواهد من الشعر على ذلك،
فلم يحر أبو علي الجبائي جوابا،
إلا أنه قال لأبي الحسن،
فَلِمَ منعت أنت أن يسمى الله عاقلا،

وأجزت أن يسمى حكيما ؟
فقال : لأن طريقي في مأخذ أسماء الله
الإذن الشرعي دون القياس اللغوي،
( أي بمعنى أخذت الأسماء كما جاءت
في الشرع ولم أقيسها بمعناها اللغوي )
فأطلقت حكيماً لان الشرع أطلقه
ومنعت عاقلاُ ، لأن الشرع منعه ،
ولو أطلقه لأطلقته ....
عندها عرف أن مذهب المعتزلة
تأويل وتعطيل وتشبيه ...
فأعتكف في بيته كما تقول الروايات
( خمسة عشر يوماُ )
يراجع نفسه ويفكر ويدرس ويستخير الله تعالى
فخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص
بما ظن أنه يتفق مع أحكام العقل
وهنا إتبع طريقة عبد الله بن سعيد بن كلاب
في إثبات الصفات السبع عن طريق العقل :
الحياة والعلم والإرادة والقدرة
والسمع والبصر والكلام
، أما الصفات الخبرية كالوجه

واليدين والقدم والساق
فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل
وهذه هي المرحلة التي ما زال الأشاعرة

عليها حتى اليوم
فهم يحكمون العقل ويعتمدون

على التاويل والتفسيرات الكلامية
بدون الأعتماد على ما وصف الله به نفسه في القرآن ،
بدون تحريف أو تشبيه أو تعطيل
ولا الأعتماد على ماقاله

رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
في أمور غيبية تختص بصفات الله عز وجل .
وبعد أن أستمر أبو الحسن الأشعري ( رحمه الله )
في إتباع منهج وطريقة ( الكلابية ) في التأويل ..
رأى أن منهجها غير صحيح

لانها تثبت صفات وتنفي صفات
وتعطل صفات وبالتالي لم تتطمأن نفسه وهنا
دخل في المرحلة الثالثة
المرحلة الثالثة :
وهي المرحلة في إثبات الصفات

جميعها لله سبحانه وتعالى
من غير تكييف لا وتشبيه ولاتعطيل

ولا تحريف ولا تبديل
ولا تمثيل ، تماماُ كما تقول أهل السُنة والجماعة ...
وفي هذه المرحلة كتب كتاب مهم

( الأبانة عن أصول الديانه )
يعلن فيه عن تفضيله لعقيدة
السلف ومنهجهم والذي كان حامل لوائه
الأمام أحمد بن حنبل ( رحمه الله )
وهذا الكتاب هو
( الإبانة عن أصول الديانة )
. ولم يقتصر على ذلك بل خلف مكتبة كبير ة
في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة
تقدر بثمانية وستين مؤلفاً ،
توفي سنة 324هـ
ودفن ببغداد ونودي على جنازته :
( اليوم مات ناصر السنة)
هنا نتيقن بأن مؤسس الأشعرية أبو الحسن الأشعرى
رجع عن ما كان يقوله في بداية حياته الفكرية ،وتبرأ منه
في أواخر حياته ، وليس هذا فحسب ،
بل كتب كتاب أشرت إليه
( الأبانة عن أصول الديانه )
وجعله حُجة لطلابه ومريديه
كي يتبعوا ما قاله ويعودون من علوم الكلام والفلسفة
ويلتزمون بمنهج السلف في فهم العقيدة ...
ويعتمد أصحاب القول الأول
القائلين بتحوله إلى الكلابية

ومنها إلى مذهب السلف
على ما كتبه الأشعري في كتابه
(الإبانة عن أصول الديانة )
، ويقولون إنها من آخر كتبه،
وفيها نصَّ على
أنه على مذهب الإمام احمد بن حنبل رحمه الله .
الفرق بين متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم :
لعل من الواضح لدى دارسي المذهب الأشعري
أن ثمة تباين ظاهر بين ما كان
عليه متقدموا الأشاعرة
في بعض المسائل، وبين ما استقر عليه الرأي
عند المتأخرين منهم في تلك المسائل،
وهو ما يؤدي بنا إلى القول
بأن الأشاعرة المتأخرين
لم يكونوا متبعين تماما لأبي الحسن الأشعري ( رحمه الله )
وإنما خالفوه في مسائل من الأهمية بمكان،
حتى قال بعضهم :
لو حدث الأشعري عمن له إلى رأيه انتماء
لقال أخبرهم بأني مما يقولونه براء.....
والأشعري في كتاب ( الإبانة عن أصول الديانة )
الذي هو آخر ما ألف من الكتب على أصح الأقوال ،
رجع عن كثير من آرائه الكلامية إلى طريق السلف
في الإثبات وعدم التأويل ..
يقول رحمه الله :
وقولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها
التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبينة نبينا عليه السلام ،
وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث
ونحن بذلك معتصمون ،
ولكن بعد وفاة أبو الحسن الأشعري ( رحمه الله )
وعلى يد أئمة المذهب الأشعري ،
وواضعي أصوله
وأركانه ، أخذ المذهب الأشعري أكثر من طور
فتعددت فيها إجتهاداتهم ومناهجهم
في أصول المذهب
وعقائده ، وهنا تم تحريف المنهج ولم يعد
المنهج الذي كان يتبعه
أبو الحسن الأشعري ( رحمه الله )
فأتجهوا أأئمة المذهب لتطوير ه
فمن أبرز مظاهر ذلك التطور في المذهب:
-1 القرب من أهل اللام والرجوع الى فكر المعتزلة .
-2
الدخول في التصوف ،وإتجاهاته وفِرقه ،
والتصاق المذهب الأشعري به .
-3
الدخول في الفلسفة وليس هذا فحسب
بل جعلوها جزء أساسي من المذهب .
وفي هذه المرحلة تغير المذهب الأشعرى
وأصبح كما نراه اليوم مليء بفكر المعتزلة في تشبيه
واثبات وتعطيل الصفات لله سبحانه وتعالى
وإلتصاقه بالصوفية وطُرقها ومناهجها
ظاربين بعرض الحائط كلام ومنهج أهل السُنة والجماعة
ووصايا مؤسس الأشعرية أبو الحسن الأشعري ( رحمه الله )
وهناك من برز من الأئمة في المذهب الأشعري
ورجع وتبرأ ممن تقوله الأشعرية بعد وفاة أبو الحسن الأشعري
أفكار ومعتقدات الأشاعرة
ومصدر التلقي عند الأشاعرة
1 . الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام
كما قال الرازي في ( القانون الكلي للمذهب )
والآمدي وابن فورك وغيرهم .:
ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض
( يقدمون ما تقولهم عقولهم في تفسير التشريعات
ولا يهتموا بالنقل عن النبي وصحابته الكرام ...)
- 2عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة
ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات
أو فيما لا يعارض القانون العقلي.
والمتواتر منها يجب تأويله ،
ولا يخفى مخالفة هذا لما كان
عليه السلف الصالح
من أصحاب القرون المفضلة
ومن سار على نهجهم
حيث كان النبي صلى الله عليه وسل
م يرسل الرسل
فرادى لتبليغ الإسلام كم
ا أرسل معاذاً إلى أهل اليمن ،
ولقوله صلى الله عليه وسلم
قد روي عن عدد من الصحابة، منهم
( بالإضافة إلىابن مسعود، زيد بن ثابت

، ومعاذ بن جبل،
وجبير بن مطعم، وأنس
وأبو الدرداء.(. . ولفظه،
كما في الترمذيعنزيد بن ثابتقال:
سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول
: نضر الله امرأً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره،
فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه،
ورب حامل فقه ليس بفقيه.......)
قالالترمذي: حديث حسن(.
… ، وحديث تحويل القبلة وغير ذلك من الأدلة .
-3 مذهب طائفة منهم وهم :
صوفيتهم كالغزالي والجامي في مصدر التلقي ،
أنهم يقدمون الكشف والذوق والرؤا على النص ، حيث يتم
تأويل النص ليوافق مايرونه من الكشف وغير ذلك ...
ويسمون ذلك ( بالعلم اللدني ) مثل ماتقول قاعدة الصوفية
في التلقي ( حدثني قلبي عن ربي )
ولا يخفى ما في هذا الأعتقاد من البطلان
والمخالفة التامة
لمنهج أهل السنة والجماعة
وإلا فما الفائدة من إرسال الرسل وإنزال الكتب
إذا كان هناك من يعتقد بمثل معتقد الصوفية والأشاعرة...
-4 التوحيد عند الأشاعرة
: فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع ، وبذلك جعلواالتوحيد هو إثبات ربوبية الله عز وجل دون ألوهيتهمعتأويلأكثرصفاتهجل وعلا.
وهكذا خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة
في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة
أن التوحيد أول واجب على العبد

هوإفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته
على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له
رسوله صلى الله عليه وسلم ،
ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه

رسوله صلى الله عليه وسلم

من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل
الأختلافات بين أهل السُنة والجماعة والأشاعرة هي:
1 . يعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية
كالوجه واليدين والعين والقدم والأصابع
وكذلك صفتي العلو والاستواء .
وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها
إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه ،
ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات
بل توسعوا في باب التأويل

حيث أولوا أكثر نصوص الإيمان.
أما مذهب السلف ( أهل السُنة والجماعة )
فإنهم يثبتون النصوص الشرعية
دون تأويل معنى النص
( بمعنى تحريفه ، أو تفويضه )
سواءاً كان في نصوص الصفات أو غيرها .
- 2الأشاعرة في الإيمان بين المرجئة التي
تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان ،
وبين الجهمية التي تقول يكفي التصديق القلبي
. ورجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين إن
المصدق بقلبه ناجٍ عند الله

وإن لم ينطق بالشهادتين ،
( تبسيط العقائد الإسلامية 29-32 ) .
و مال إليه البوطي ( كبرى اليقينيات 196 )
. وفي هذا مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة
الذين يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد ،
ومخالفة لنصوص القرآن الكريم الكثيرة منها :
( أم حسب الذين اجترحوا اليسئات
أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات
سواءً محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون )
. ففي فكر الأشاعرة يعتقدون

أن يكون إبليس من الناجين
من النار لأنه من المصدقين بقلوبهم ،
وكذلك أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم
وغيرهم كثير .
-3 الأشاعرة مضطربون في قضية التكفير
فتارة يقولون لا تكفر أحداً ، وتارة يقولون لا تكفر
إلا من كفرنا ، وتارة يقولون بأمور توجب التفسيق
و التبديع أو بأمور لا توجب التفسيق ،
فمثلاً يكفرون من يثبت علو الله الذاتي أو من
يأخذ بظواهر النصوص حيث يقولون :
إن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر .
أما أهل السنة والجماعة فيرون أن التكفير
حق لله تعالى لا يطلق إلا على من يستحقه شرعاً ،
ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفرة
بإثبات شروط وانتفاء موانع
4 ـ قولهم بأن القرآن ليس كلام الله
على الحقيقة ولكنه كلام الله النفسي
وإن الكتب المنزلة بما فيها القرآن مخلوقة .
أما مذهب أهل السنة والجماعة فهو :
أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم
بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل
وسمعه موسى ( عليه السلام ) ويسمعه الخلائق
يوم القيامة ...حيث يقول تعالى:
((وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى
يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ) التوبة 6
-5 حصر الأشاعرة دلائل النبوة

بالمعجزات التي هي الخوارق
، موافقة للمعتزلة وإن اختلفوا معهم في كيفية
دلالتها على صدق النبي
بينما يرى جمهور أهل السنة
أن دلائل ثبوت النبوة للأنبياء

كثيرة ومنها المعجزات .
-6 قالوا بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الله مطلقاً .
7 .وافق الأشاعرة أهل السنة والجماعة

في الإيمان بأحوال البرزخ ، وأمور الآخرة من

: الحشر والنشر ، والميزان ،
والصراط ، والشفاعة والجنة والنار ،
لأنها من الأمور الممكنة التي أقر بها
الصادق صلى الله عليه وسلم ،
وأيدتها نصوص الكتاب والسنة ،
وبذلك جعلوها من النصوص السمعية .
- كما وافقوهم في القول في الصحابة على
ترتيب خلافتهم ، وأن ما وقع بينهم كان خطأً
وعن اجتهاد منهم ، ولذا يجب الكف عن الطعن فيهم ،
لأن الطعن فيهم إما كفر ، أو بدعة ، أو فسق ،
كما يرون الخلافة في قريش ،
وتجوز الصلاة خلف كل بر وفاجر ،
ولا يجوز الخروج على أئمة الجور .
بالإضافة إلى موافقة أهل السنة في
أمور العبادات والمعاملات

تصدي الأمام أبن تيمية للأشاعرة
تصدي الإمام ابن تيمية لجميع المذاهب الإسلامية
التي اعتقد أنها انحرفت عن الكتاب والسنة
ومنهم الأشاعرة وبخاصة المتأخرة منهم
في كتابه القيم ( درء تعارض العقل والنقل )
وفند آراءهم الكلامية ، وبين أخطاءهم
وأكد أن أسلوب القرآن والسنة هو الأسلوب اليقيني
للوصول إلى حقيقة التوحيد .
أنتشار المذهب الأشعري
والنفوذ الذي يحظى به
انتشر المذهب الأشعري في عهد وزارة نظام الملك
الذي كان أشعري العقيدة ،
وصاحب الكلمة النافذة في الإمبراطورية السلجوقية
، وكذلك أصبحت العقيدة الأشعرية عقيدة
شبه رسمية تتمتع بحماية الدولة .
وزاد في انتشارها وقوتها مدرسة بغداد النظامية ،
ومدرسة نيسابور النظامية ،
وكان يقوم عليهما رواد المذهب الأشعري ،
وكانت المدرسة النظامية في
بغداد أكبر جامعة إسلامية
في العالم الإسلامية وقتها ،
كما تبنى المذهب وعمل على نشره
المهدي بن تومرت مهدي الموحدين ،
ونور الدين محمود زنكي ،
والسلطان صلاح الدين الأيوبي
، بالإضافة إلى اعتماد جمهرة من العلماء عليه ،
وبخاصة فقهاء الشافعية والمالكية المتأخرين .
ولذلك انتشر المذهب في العالم الإسلامي كله ،
ولا زال المذهب الأشعري سائداً في أكثر البلاد الإسلامية
وله جامعااته ومعاهده المتعددة

ومن أبرز أئمة المذهب
من علماء الأشاعرة
يزخر المذهب الأشعري بأئمة أعلام، هم الذي
رسخوا المذهب وقووا دعائمه، وقعَّدوا له القواعد،
ووضعوا له المقدمات، ونشروا آراءه،
ودافعوا عنه ضد خصومه، إلا أن كثيرا منهم –
لسعة علمه - تبين له ضعف مسلك أهل الكلام،
فرجع في آخر عمره إلى مذهب السلف،
وعلم أن مذهبهم هو الأسلم والأعلم والأحكم،
وهؤلاء بعض أشهر علماء الأشاعرة،
مع بيان رجوع بعضاً منهم
إلى مذهب السلف، فمن علمائهم:
1 . القاضي أبو بكر الباقلاني
( 328-402هـ ) (950-1013هـ )
هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر ،
ولد في البصرة وسكن بغداد وتوفي فيها .
وجهه عضد الدولة سفيراً عنه إلى ملك الروم ،
فجرت له في القسطنطينية مناظرات مع
علماء النصرانية بين يدي ملكها .
من كبار علماء الكلام ، هذب بحوث الأشعري ،
وتكلم في مقدمات البراهين العقلية للتوحيد وغالى
فيها كثيراً إذ لم ترد هذه المقدمات في كتاب ولا سنة ،
ثم انتهى ورجع بعد ذلك إلى مذهب السلف
وأثبت جميع الصفات كالوجه واليدين
على الحقيقة وأبطل أصناف التأويلات التي
يستعملها المؤولة وذلك في كتابه :
( تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل (.
شارحاً فيه بُطلان المذهب الأشعري
في التأويل وإتباع الصوفية..
_2 أبو إسحاق الشيرازي
( 293-476هـ ) ( 1003-1083م )
وهو إبراهيم بن علي بن يوسف
الفيروز أبادي الشيرازي
بنى له الوزير نظام الملك :
المدرسة النظامية على شاطىء دجلة ،
فكان يدرس فيها ويديرها .
- 3أبو حامد الغزالي
( 450-505هـ) ( 1058-1111م )
وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي ،
لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني

، في رجوعه عن الأشعرية
بل خالف الأشعرية في بعض الآراء وخاصة
فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال ،
وذم علم الكلام وبين أن أدلته لا تفيد اليقين
كما في كتبه المنقذ من الضلال ،
وكتاب التفرقة بين الإيمان والزندقة ،
وحرم الخوض فيه فقال :
لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن
الخوض في هذا العلم حرام
فترك الأشعرية ، كمن يهرب من الرمضاء الى النار ..
فأتجه نحو التصوف ،
واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة ..
وعاد في آخر حياته إلى السنة
من خلال دراسة صحيح البخاري .
-4 . أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن
أحمد الشهرستاني ت 548هـ
وقد رجع عن المذاهب الكلامية إلى دين الفطرة
جاء في كتابه ( نهاية الإقدام ص4 ) قوله :
عليكم بدين العجائز فإنه من أسنى الجوائز
5. أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسين الرازي
ويعرف بابن خطيب الري توفي سنة 606هـ
جاء في لسان الميزان ( 4/427 ) :
وكان مع تبحره في الأصول يقول :
من التزم دين العجائز فهو الفائز
، وقال ابن الصلاح أخبرني القطب الطوعاني مرتين
أنه سمع فخر الدين الرازي يقول:
يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام وبكى،
وروى عنه أنه قال:
لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية
فلم أجدها تروي غليلا ولا تشفي عليلا ،
ورأيت أصح الطرق طريقة القرآن "
6 ـ إمام الحرمين أبو المعالي الجويني
( 419-478هـ ) ( 1028-1085م )
وهو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني
، دافع عن الأشعرية فشاع ذكره في الآفاق ،
إلا أنه في نهاية حياته رجع إلى مذهب السلف .
وقد قال في رسالته :
النظامية والذي نرتضيه رأياً وندين الله به
عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع
على أن إجماع الأمة حجة …
ويعضد ذلك ما ذهب إليه في كتابه ( غياث الأمم )
فبالرغم من أن الكتاب مخصص لعرض الفقه
السياسي الإسلامي فقد قال فيه :
والذي أذكره الآن لائقاً بمقصود هذا الكتاب ،
أن الذي يحرص الإمام عليه جمع عامة الخلق
على مذاهب السلف السابقين ، قبل أن نبغت
الأهواء وزاغت الآراء وكانوا رضي الله عنهم
ينهون عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات … .
ونقل القرطبي في شرح مسلم
أن الجويني كان يقول لأصحابه :
يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام ،
فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به
. توفي بنيسابور وكان تلامذته يومئذ أربعمائة .
-7 الفخر الرازي ( 544هـ - 1150م )
هو أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن بن
الحسين التيمي الطبرستاني الرازي
المولد المعبر عن المذهب الأشعري في مرحلته الأخيرة
حيث خلط الكلام بالفلسفة ،
بالإضافة إلى أنه صاحب القاعدة الكلية
التي انتصر فيها للعقل وقدمه على الأدلة الشرعية .
قال فيه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان :
كان له تشكيكات على السنة على غاية من الوهن
إلا أنه أدرك عجز العقل فأوصى وصية تدل على
حسن اعتقاده فقد نبه في أواخر عمره إلى
ضرورة اتباع منهج السلف ،
وأعلن أنه أسلم المناهج بعد أن دار دورته
في طريق علم الكلام فقال :
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية
رأيتها لا تشفي عليلاً ولا تروي عليلاً ،
ورأيت أقرب الطرق ، طريقة القرآن ،
اقرأ في الإثبات ( الرحمن على العرش استوى ) و
( إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه ) ،
و أقر في النفي ( ليس كمثله شيء
وهو السميع البصير ) و
( ولا يحيطون به علماً ) ،
ثم قال في حسرة وندامة :
ومن جرب تجربتي عرف معرفتي
وكان مع تبحره في الأصول يقول
: من التزم دين العجائز فهو الفائز "
،وقال ابن الصلاح أخبرني القطب الطوعاني مرتين
أنه سمع فخر الدين الرازي يقول:
يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام وبكى،وروى عنه أنه قال
: لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية
فلم أجدها تروي غليلا ولا تشفي عليلا،
ورأيت أصح الطرق طريقة القرآن أهـ .
6. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني
ت 548هـ وقد رجع عن المذاهب الكلامية إلى
دين الفطرة جاء في كتابه (نهاية الإقدام ص4 ) قوله :
( عليكم بدين العجائز ( الصحابة والسلف )
فإنه من أسنى الجوائز )
خُلاصة القول في المذهب الأشعري كالأتي:
يتضح أن الأشاعرة فرقة تنتسب الى
الأمام أبي الحسن الأشعري ( رحمه الله )
وقد مر الأشعري بثلاث مراحل،
كما ذكر ذلك ابن كثير ( رحمه الله ) :
مرحلة الاعتزال ، ثم متابعة ابن كلاب ،
ثم موافقة أهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل.
وقد صرح الأمام أبي الحسن الأشعري
بذلك في كتبه الثلاثة:
( رسالة إلى أهل الثغر ،)
و ( مقالات الإسلامين،)
( والإبانة،)
فمن تابع الأشعري وسلك طريقه على هذه المرحلة
فهو موافق لأهل السنة في أكثر المقالات،
ومن لزم طريقته في المرحلة الثانية فقد خالف الأشعري نفسه،
وخالف أهل السنة في العديد من مقالاتهم.
ومن نظر في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين
من بعدهم من أهل القرون المفضلة
علم أن كثيراً مما عليه الأشاعرة اليوم مخالف لذلك.
ومن شاء أخوتنا الكرام في معرفة المزيد حول الأختلاف
بين أهل السُنة والجماعة والفِرقة الأشعرية
فليقرأ مدونة اللالكائي في:
أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة،
والأصفهاني في :الحجة ،
والذهبي في: العلو،
وقبلهم عبد الله بن أحمد ابن حنبل في: السنة،
وابن خزيمة في: التوحيد،
وابن منده في: التوحيد، أيضا،
والصابوني في: معتقد أهل الحديث،
وغير ذلك من دواوين أهل الإسلام،
وهي دواوين نقية يعتمد عليها.
وجمهور الأشاعرة المتأخرين كالرازي
وأمثاله فهم مخالفون لما عليه السلف في
جملة من القضايا الكبار،
كالإيمان والقدر والكلام والعلو وكثير
من الصفات التي يتأولونها أو يثبتونها مع تفويض معناها.
أما كثير متقدمي الأشاعرة فهم أقل شططاً
و أسلم اعتقاداً مما عليه أؤلائك وفيهم جماعة
من أفاضلهم ينصرون مذهب السلف وأهل الحديث ،
وعلى هذا فإن ُأريد بأهل السنة –أي :
ما يقابل الرافضة فإن الأشاعرة من أهل السنة بهذا الاعتبار
قال ابن تيمية (رحمه الله تعالى ):
من قالب الكتاب والسنة والإجماع فهو
من أهل السنة والاعتقاد .
و كثير من الأشاعرة المتقدمين ليسوا على
ما يدين به كثير من الأشاعرةالمتأخرين.
وقد أجاب فضيلة الشيخ ابن باز ( رحمه الله )
عن سؤال في ( موقعه الخاص )
هل الأشاعرة من أهل السنة؟ أرجو التوضيح.
فأجاب في قوله:
الأشاعرة عندهم أشياء خالفوا فيها أهل السنة؛
من تأويل بعض الصفات،
فهم في باب التأويل ليسوا من أهل السنة،
لأن أهل السنة لا يؤولون،
وهذا غلط من الأشاعرة ومنكر،
لكنهم من أهل السنة في المسائل الأخرى التي
وافقوا فيها أهل السنة،
والواجب على المؤمن هو طريق أهل السنة والجماعة،
وهو الإيمان بأسماء الله كلها وصفاته الواردة
في القرآن الكريم،
وهكذا الثابتة في السنة، يجب الإيمان
بها وإمرارها كما جاءت،
بغير تحريف ولا تعطيل

ولا تكييف ولا تمثيل ولا تأويل،
بل يجب أن تمر كما جاءت مع الإيمان بها،
على الوجه اللائق بالله -سبحانه وتعالى
، ليس فيها تشبيه لأحد، يقول سبحانه:
( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ...
( الإخلاص:1-4)
، ويقول سبحانه:
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ..
.( الشورى: 11)
، فالواجب أن تمر أسماؤه وصفاته كما جاءت،
من غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف،
الرحيم والعزيز والقدير
وهكذا سائر الأسماء والصفات
، وهكذا قوله:
وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
( آل عمران: 54)،
وقوله سبحانه:
( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ( النساء: 142)،
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً( الطارق:15-16)
، كل هذه الصفات تليق بالله على الوجه اللائق به
-سبحانه وتعالى-، لا يشابه كيد المخلوقين ولا مكرهم
ولا خداعهم، فهو شيء يليق بالله -سبحانه وتعالى
- لا يشابه خلقه سبحانه في ذلك،
وهكذا قوله في الحديث الصحيح:
(من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً،
ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً،
ومن أتان يمشي أتيته هرولة)
، كل هذه الصفات تليق بالله،
يجب الإيمان بها وإثباتها لله

على الوجه اللائق بالله،
تقرب يليق بالله، وهرولة تليق بالله،
ليس فيها مشابهة الخلق، تقربه وهرولته شيء يليق به
لا يشابه صفات المخلوقين -سبحانه وتعالى-
،( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ( الشورى: 11)
، وهكذا قوله في الحث على الأعمال الصالحة
وأن الله -جل وعلا- لا يمل حتى تملوا،
ملل يليق بالله لا يشابه صفات المخلوقين،
فالمخلوقين نقص وضعف، أما صفات الله فهي تليق به
لا يشابه خلقه وليس فيها نقص ولا عيب،
بل هي صفات كمال تليق بالله -سبحانه وتعالى
لا يشابه خلقه -جل وعلا-.
( انتهى قول الشيخ بن باز )
و أما عن قول الشيخ
محمد بن عثيمين ( رحمه الله تعالى)
في الأشاعرة فقد كان ما يقول ويخطىء
من يجعل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة ،
ومما قاله ( رحمه الله تعالى ):
" فالأشاعرة والماتريدية لا يعدون

من أهل السنة و الجماعة
في هذا الباب ؛ لأنهم مخالفون لما كان عليه
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) و أصحابه في
إجراء صفات الله سبحانه وتعالى على حقيقتها ،
ولهذا يخطىء من يقول :
إن أهل السنة والجماعة ثلاثة :
سلفيون ، وأشعريون ، وماتريديون ؛
فهذا خطأ ؛ نقول كيف يكون هؤلاء الجميع أهل سنة
وكل واحد يرد على الآخر ؟!
هذا لا يمكن ؛ إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين ؛ فنعم ،
وإلا فلاشك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة ؛
فمن هو ؟! الأشعرية ، أم الماتريدية ، أم السلفية ؟!
نقول : من وافق السنة ؛ فهو صاحب السنة ،
ومن خالف السنة فليس صاحب سنة ،
فنحن نقول : السلف هم أهل السنة والجماعة ،
ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً ،
و الكلمات تعتبر بمعانيها .
لننظر كيف نسمي من خالف
السنة أهل سنة ؟! لا يمكن !
وكيف يمكن أن نقول عن ثلاث طوائف مختلفة :
إنهم مجتمعون ؟! فأين الاجتماع ؟!
فأهل السنة والجماعةهم السلف معتقداً ،
حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريقة
النبي ( صلى الله عليه وسلم ) و أصحابه ؛
فإنه سلفي " اهـ
كلامه رحمه الله من كتاب
شرح العقيدة الواسطية
ج 1 /44 ، 54
نتوقف هنا إخوتنا الكرام لنواصل
بأذن الله تعالى فى الجزء القادم لأستكمال
ما تبقى من بقية الفِرق الضالة
( يرجى عدم الرد حتى يستكمل تسلسل الموضوع )
الى ذلك الوقت أقول تقديري لكم واحترامي
وجعل اللهم عملنا خالصاً لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم اندبها
[/frame]




 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )




رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (10-16-2018),  (10-16-2018)
قديم 10-16-2018   #55


الصورة الرمزية ولد الذيب
ولد الذيب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1682
 تاريخ التسجيل :  Sep 2014
 أخر زيارة : منذ 9 ساعات (02:56 AM)
 المشاركات : 106,352 [ + ]
 التقييم :  478364708
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Chocolate
شكراً: 3,310
تم شكره 2,751 مرة في 2,382 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



عافااااك ربي أخي



 
 توقيع :





رد مع اقتباس
قديم 10-16-2018   #56


الصورة الرمزية البرنس رامى
البرنس رامى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 267
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 06-29-2022 (02:18 AM)
 المشاركات : 67,676 [ + ]
 التقييم :  1725876709
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
شكراً: 2,254
تم شكره 1,550 مرة في 1,202 مشاركة
افتراضي



الحمد لله اننا من اهل السنة والجماعه

وبارك الله فيك اخى المهندس محمد لمجهوداتك

ربى يبارك بعمرك ويجزاك كل الخير ياغالى





 
 توقيع :

شكرا لروح على التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 10-16-2018   #57


الصورة الرمزية همس المطر
همس المطر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2568
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 أخر زيارة : منذ 23 دقيقة (11:33 AM)
 المشاركات : 223,014 [ + ]
 التقييم :  2111227721
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Rosybrown
شكراً: 12,845
تم شكره 10,811 مرة في 8,266 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



جزيت خيراً ع موضوعك القيم

بارك الله فيك ونفع بك ووفقك وسدد خطاك

جعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله

حماك المولى وأسعدك فـــ الدارين يارب



 
 توقيع :






رد مع اقتباس
قديم 10-16-2018   #58


الصورة الرمزية شموخ الكلمة
شموخ الكلمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2093
 تاريخ التسجيل :  Feb 2016
 أخر زيارة : منذ 4 أسابيع (10:16 PM)
 المشاركات : 53,416 [ + ]
 التقييم :  7666
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
شكراً: 133
تم شكره 2,309 مرة في 1,894 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



نور الله قلبك با الايمان وطاعة الرحمن
جزاك الله خير الجزاء
اجعلها في موازين اعمالك




 


رد مع اقتباس
قديم 10-16-2018   #59


الصورة الرمزية همس المطر
همس المطر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2568
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 أخر زيارة : منذ 23 دقيقة (11:33 AM)
 المشاركات : 223,014 [ + ]
 التقييم :  2111227721
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Rosybrown
شكراً: 12,845
تم شكره 10,811 مرة في 8,266 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



جزيت خيراً ع موضوعك القيم

بارك الله فيك ونفع بك ووفقك وسدد خطاك

جعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله

حماك المولى وأسعدك فـــ الدارين يارب



 


رد مع اقتباس
قديم 10-20-2018   #60


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

هل نحن من أهل السُنة والجماعة لديننا الحنيف أم تُبع لأهل البدع والتحريف ...؟ ( 13 )



[frame="1 10"]





الماتريدية
ونأتي اخوتنا الأحبة الكرام
لفرقة أو مذهب كما يُحب مُتبعية أن يُطلق عليهم
بدلاً من فرقة ليحتذوا بمذهب اهل السُنة والجماعة
وهذا المذهب شأنه شأن المذهب الاشعري يدّعي أن وسيلة
التلقي عنده هي الكتاب والسُنة
والأخذ منهم ليكون الركن الأساسي في عقيدة الماتريدية
والصحيح على قول علماء السُنة والجماعة أنهم شأنهم شأن
كل فرقة بدلت او غيرت أو
أ ضافت شيء او أولوا أمر لم يتم تأويله
عند أهل السُنة والجماعة فأبتدعوه نقلاً عن الفِرق الضالة الأخرى
فأخذوا منهم بعض النقاط وتم تبنيها والعمل عليها واعتمادها
وعلماء السُنة يقولون أن كل من يخرج عن الكتاب وسُنة النبي
صلى الله عليه وسلم وشرحاته التى نقلها صحابته الكرام
والتابعين لهم بأحسان ، فهوا من الفِرق التى حادت عن الطريق
حتى وأن خالفوا أهل السُنة في نقاط قليلة
أيضاً لا يُحسبون من ضمن الفِرق الناجية
ولمعرفة الاختلافات التى بين اهل السُنة والجماعة
وبين المذهب الماتريدي ندخل لدهاليز هذه الفِرق
وننظر ماذا قالت وماذا عملت وماذا عطلت وماذا بدلت ..
نشأتها وتكوينها وعلاقتها بالاشعرية
وأهل السُنة والجماعة
فالماتريدية تُنسب الى إمامها ومؤسسها
الأمام أبي منصور الماتريدي ، الذي ينتهي نسبه
الى الصحابي أبي أيوب الأنصاري ( رضي الله عنه )
وهي مدرسة تشابه نظيراتها من مدارس أهل الكلام
ظهرت في أوائل القرن الرابع الهجري
في ( سمرقند ) من بلاد ما وراء النهر
وكانت دعوتها الى مذهب أهل السُنة والحديث بتعديل
يجمع بين الحديث والبرهان
حيث اهتمت بأستخدام البراهين والدلائل العقلية
والفلسفات الكلامية في مُحاججة خصومها من الفِرق
الكلامية الضالة الاخرى ، مثل
المعتزلة والجهمية والملاحدة لأثبات حقائق
الدين والعقيدة الأسلامية ...
فنشأت الماتريدية في ظل الصراع الكلامي
الذي ظهر في بغداد عاصمة الخلافة العباسية ...
وفي ظل تشعب وانتشار الاراء والمذاهب فيها
وإحتدام الجدل بين رؤساء المذاهب الذي امتد
وانتشر الي بقية بقاع العالم الاسلامي في ذلك الوقت
منها ( سمرقند )
فأدى الى ولادة وظهور الطائفة الماتريدية ، بالأضافة
لأنتشار مصطلحات المناهج العقلية الفكرية
حيث ساعد هذا الجو على نشوء فكر الماتريدية
فظهرت ولادة الطائفة الماتريدية، بالأضافة لأنتشار
العقائد والمذاهب المعتمدة على المناهج العقلية
والفكرية حيث ساعد على نشوء فكر الماتريديه
والداعي الى الجمع بين الشرع
والعقل في تأويل الاسماء والصفات
وتوسيع دائرة التفكير والاستنتاج العقلية
وجعل العقل في تفسير التشريعات استبدالً للنقل...
المراحل الرئيسية للفكر الماتريدي
1 . مرحلة التأسيس ( 333 هـ )
مرت الماتريدية بأربعة مراحل رئيسية:
والتي اتسمت بشدة المناظرات مع المعتزلة،
فظهر رجل هذه المرحلة وهو
( أبو منصور الماتريدي)
وكانت له جولات كثيرة ضد المعتزلة وغيرهم
. شهدت هذه المرحلة ظهور أبو موسي الأشعري
مؤسس فكر الأشاعرة.
1. مرحلة التكوين (333 هـ - 500 هـ
وهي مرحلة تلامذة الماتريدي
ومن تأثر به من بعده، وفيه أصبحت فرقة كلامية.
2. مرحلة التأليف والتأصيل (500 هـ - 700 هـ
وامتازت بكثرة التأليف وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية.
3. مرحلة التوسع والانتشار (700 هـ1300 هـ
تعد من أهم مراحل الماتريدية،
حيث بلغت أوج توسعها وانتشارها وذلك بسبب مناصرة
سلاطين الدولة العثمانية
، فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع
سلطان الدولة العثمانية،
فانتشرت في شرق الأرض وغربها، وبلاد
العرب والعجم والترك والهند والروم
اعتمدت الماتريدية في أسسها ونشأتها على
المذهب الحنفي فقهًا وكلامًا،
حتى كانت آراء أبو حنيفة النعمان
هي الأصل الذي تفرعت منه آراء الماتريدي.
أفكار وأطروحات ومعتقدات الماتريدية
طرحت الماتريدية أفكارًا ومعتقدات
ميزتها عن غيرها من الفِرق الأسلامية
كان من أبرزها:
أنهم قالوا أن مصدر التلقي في الإلهيات والنبوات
هو العقل، وأن المعرفة واجبة بالعقل قبل ورود السمع،
وفسروا الإيمان بأنه عبارة عن الإقرار والتصديق
، واعتبروا الذكورة شرطًا في النبوة ...
وقالوا بإمكان رؤية العبد لربه إلا أنهم جهلوا كيفيتها،
وعدُّوا الحُسن والقبح من اللوازم الذاتية للأشياء،
واعتقدوا بحدوث القرآن الكريم
وقالوا بعدم جواز التكليف بما لا يطاق
نظرة تاريخية على
علم الكلام
يبحث علم الكلام الأسلامي في إثبات
العقائد الدينية بالأدلة العقلية والنقلية،
فالقسم العقلي للكلام هو تلك المسائل
التي تؤخذ مقدماتها حرفًا من العقل. علم الكلام:
يعود نشأة علم الكلام منذ ظهور الكلام
في العقيدة في أواخر عصر
الصحابة ( رضوان الله تعالى عليهم )
ولم يكن بعد قد اتضحت معالمه،
وأصبح هو الأصل في تقرير العقيدة،
ولكن ظل الكلام في هذه الحقبة في بعض جوانب
العقيدة دون البعض، وموافقة أغلب المتكلمين
لأهل السنة في سائر أبواب العقيدة،
حتى إذا اجتمعت هذه الأصول التي تكلم فيها المتكلمون
ولملم شتاتها ظهر علم الكلام الذي يمثل الشق
والطرف المخالف لأهل السنة في إثبات وتقرير
العقائد ابتداء على أيدي المعتزلة
نتيجة لأسباب متعددة ظهر علم الكلام الإسلامي
، ومن هذه الأسباب
: العقائد المنحرفة التي دخلت في الإسلام
مثل الغلو والتشبيه والإرجاء وغيرها
نتيجة الالتقاء الحضاري بين الإسلام
والأمم الأخرى التي اعتنقت الدين الجديد
بعد حركة الفتوحات الإسلامية.
وظهور النزعة العقلية في الإسلام بعد حركة الترجمة
التي شملت ميادين معرفية متعددة مثل الطب والفلسفة
والمنطق هو علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية
بإيراد الحجج ودفع الشبه،
قال ابن خلدن ف تعريف علم المنطق
: هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية
وعرف أيضًا بأنه:
علم يبحث فيه عن ذات الله تعالى وصفاته
وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام
، وعرفه طاش كبري زادهبأنه:
علم يقتدر معه على إثبات الحقائق الدينية بإيراد
الحجج عليها ودفع الشبه عنها،]وعرف أيضًا بأنه:
باب من الاعتبار في أصول الدين
يدور النظر منه على محض العقل في التحسين
والتقبيح والإحالة والتصحيح والإيجاب
والتجويز والاقتدار والتعديل والتحوير والتوحيد والتفكير
. سمي علم الكلام بهذا الاسم لعدة أسباب منها:
أن مسألة الكلام هي من أشهر مباحثه التي
وقع فيها نزاع وجدل بين المتكلمين،
والمقصود من مسألة الكلام هي مسألة خلق القرآن
التي تبنتها المعتزلة ونفوا صفة الكلام عن الله تعالى
وأكثروا فيها القيل والقال
وقيل لأن العادة جرت عند المتكلمين الباحثين في
أصول الدين أن يعنونوا لأبحاثهم بالكلام
وقيل لأن الكلام والمجادلة والقيل والقال
قد كثر فيه وأصبح سمة لأهله. وغيرها
مذاهب علم الكلام
أعتبر التيار النصي هو أول تيار
فكري ظهر في الإسلام، فكل دين جديد سماويًا
كان أو غير ذلك عبارة عن مجموعة كبيرة
من النصوص وبعد ذلك يأتي دور
الشراح والمفسرين في الاستعانة بالعقل
على شرح هذه النصوص وتفسيرها للمؤمنين
، لكن في الإسلام لا يقوم بتفسير النص إلا نص آخر
، فالقرآن الكريم وهو الوحي الإلهي الذي نزل
على النبي محمد، يحتوي على تعاليم دينية متنوعة
في العبادات والأحكام الشرعية والأخلاق
وغيرها والتي بدورها تفسر عن طريق السنة النبوية
التي تعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي
وهناك من يتبعها بأقوال الصحابة وأهل البيت
والتابعين وغيرهم
يعتبر القضاء والقدرأقدم مسألة كلامية خاض
فيها المسلمون وقد حدث ذلك في عهد
الخليفة الرابع علي بن أبي طالب
وبداية عهد الدولة الأموية،
وانقسمت الآراء فيها إلى رأيين:
يرى أحداها أنه ليست للإنسان إرادة فيما يفعل
بينما ذهب الفريق الثاني إلى أن الفعل الإنساني
يحدث بإرادته المستقلة، وفي طليعة هؤلاء المعتزلة
وتأثر بهم فيما بعد الزيديةوالإمامية
. كذلك تعتبر مسألة حكم مرتكب الكبيرة من ضمن المسائل
الأولى التي تم فيها الكثير من النقاش والجدل
ويصفها الكثير من الباحثين إنها كانت السبب
في ظهور فرقة المعتزلة
حيث يرون أنه اختلف واصل بن عطاء
مع أستاذه الحسن البصريفي حكم مرتكب الكبيرة
فقال واصل مخالفاً للحسن:
أنا أقول إن صاحب الكبيرة ليس بمؤمن بإطلاق
بل هو في منزلة بين المنزلتين،
ثم اعتزل مجلس الحسن
واتخذ له مجلسًا آخر في المسجد.[10]
في بداية العهد الأموي ونتيجة لاختلاط المسلمين
بسكان المناطق المفتوحة التي دخل فيها الدين الجديد
وخاصة الفرس والرومان وغيرهم
ودخول غالبية هذه المناطق إلى الإسلام،
انتشرت الأفكار الفلسفية بين المسلمين حيث كان
بالعراق والشام الكثير من المدارس الفلسفية
ذات الاتجاهات الفكرية المختلفة، كما كان لبلاد فارس
الكثير مثلها قبل الفتح الإسلامي،
وقد تعلم الفلسفة بعض العرب في هذه المدارس
كالحارث بن كلدة وابنه النضر
ولما جاء الإسلام في تلك الأصقاع
وجد من سكانها من يجيدون العلوم الفلسفية
ومنهم من كان يعلم المسلمين مبادئها،
وكان للسريان العمل البارز الظاهر في ذلك.
ونتيجة لدخول هذه الفلسفات المختلفة في الإسلام
برز في علم الكلام الإسلامي الكثير
من البحوث والمسائل العقلية
والتي لم يعرفها المسلمون سابقًا نتيجة لالتزامهم
الحرفي بالنصوص الدينية الموجودة في
القرآن الكريم والسنة النبوية
وخاصة في المسائل المتعلقة بالإيمانيات
أو ما عُرف لاحقًا بمسائل العقيدة مثل قِدم كلام الله
أو حدوثه والمسائل المتعلقة بحرية الإرادة الإنسانية
وصفات الله، وهل هي عين الذات أم منفصلة عنها وغيرها،
ونتيجة لهذه البحوث واعتناق المسلمين
لهذه الأفكار تكونت في الإسلام المذاهب الكلامية مثل
وغيرها. يعود سبب لجوء المسلمين إلى علم الكلام لظهو
ر الآراء المبتدعة في أواخر القرن الثاني و
القرن الثالث من الهجرة خصوصاً في المسائل الإيمانية (العقدية) مثل التشبيه والتجسيم وغيرها من المقالات.
في بداية القرن الثاني للهجرة
ظهر الكثير من الشخصيات الفكرية
التي أثارت الجدل بين المسلمين مثل
غيلان الدمشقي ومعبد الجهني اللذان دافعا عن اختيار
الإنسان وحريته مقابل التيار الجبري الذي أدعى أنه
لا دخل للإنسان في اختياره لعمله،
والذين كان أبرزهم الجهم بن صفوان الذي دعا إلى جانب عقيدة الجبر إلى تأويل آيات الصفات كلها والجنوح إلى التنزيه البحت
ونفى أن يكون لله صفات زائدة عن ذاته،
وقال أيضا باستحالة رؤية الله في يوم القيامة
وذهب أيضاً إلى خلق القرآن وبذلك يكون
الجهم بن صفوان من أوائل من استخدموا
المنهج العقلي في تفسير العقائد الدينية
يرى كثير من الباحثين المسلمين أن المعتزلة هم الذين
أوجدوا علم الكلام في الإسلام بسلاح
خصومهم في الدين،
ذلك أنه في أوائل القرن الثاني للهجر
ة ظهر أثر من دخل في الإسلام من اليهو
د والنصارى والمجوس والدهرية،
فكثير من هؤلاء أسلموا ورؤوسهم
مملوءة بأديانهم القديمة
وسرعان ما أثاروا في الإسلام المسائل
التي كانت تثار في أديانهم التي تسلحت بالفلسفة اليونانية
والمنطق اليوناني في مواجهتها وتنظيم طريق بحثها،
كل ذلك دعا المعتزلة إلى التسلح بالعقل
والفلسفة اليونانية لمجادلتها جدالاً
علمياً يعتمد على سلاح العقل والمنطق والبرهان، وكان
من أشهر رجال المعتزلة في
استخدام سلاح الفلسفة
أبو الهذيل العلاف وإبراهيم بن سيار النظام
والأديب الجاحظ وغيرهم.
كانت للمعتزلة الكثير من العقائد التي
خالفت السائد بين التيارات النصوصية في الإسلام
وأبرزها اعتقادهم بحدوث الكلام الإلهي
وإثبات الحسن والقبح العقليين والاعتقاد بخلق
الإنسان لأفعاله وغيرها.
حدث تحول كبير
في مسيرة علم الكلام الإسلامي وساهم في إنشاء
طائفة كلامية تشكل الأغلبية بين المسلمين اليوم،
وذلك عندما اعتكف أحد أبرز وجوه المعتزلة
واحد أبرز تلامذة أبو علي الجبائي
في منزله مدة يعيد فيها دراسة عقائد المعتزلة
ومقارنتها مع ما يذهب إليه المحدثون في أمور العقيدة،
وخرج بعدها إلى الناس يعلن فيها براءته
من مذهب المعتزلة وقال
وانخلعت من جميع ما كنت
اعتقد كما انخلعت من ثوبي هذا
ثم كتب عقيدته في كتاب
وافق فيها المحدثين في أغلب ما ذهبوا إليه في أمور
العقيدة من الاعتماد على المنهج النقلي في البحث
. وخلافًا للمحدثين كأحمد بن حنبل
فقد أجاز أبو الحسن الأشعري البحث والاستدلال
واستخدام المنطق في أصول الدين والعقيدة،
وقد دعم رأيه بأدلة من الكتاب والسنة وألف في ذلك
كتابًا عنوانه
( رسالة في استحسان الخوض في علم الكلام.)
من أبرز الشخصيات الأشعرية التي أعطت للعقل
مجالاً واسعاً في فهم النص
الذي تحدث بشكل مفصل عن المنهج العقلي
وأسسه العلمية في كتابه الشامل في أصول الدين
. شهدت المدرسة الأشعرية تحولاً كبيراً
في عهد الإمام الغزاليالذي أعطاها صبغة صوفية
وخفف قليلاً من نزعتها المتجهة إلى العقل،
ثم تغلب عليها الجانب الفلسفي على يد المفسر
والمتكلم الفخر الرازي،
ثم ظهر المتكلم والفيلسوف الشيعي
الذي أعطى لعلم الكلام صبغة فلسفية شبه كامله
وتأثر به الكثير من متكلمي الأشاعرة والمعتزلة
مثل القاضي عضد الدين الإيجي
بحيث يمكن القول إن الفكر الأشعري
بعد الطوسي ابتعد عن الخط الأصلي لهذه المدرسة
وما زال الفكر الأشعري إلى يومنا ينتقل
بين الفلسفة والنقل وبين التفويض والتأويل.
إلى جانب ظهور المذهب الكلامي الأشعري
الذي بدأ يسود الاتجاه السني في الإسلام
بعد غرب شمس المعتزلة،
برز اتجاه فكري في علم الكلام الإسلامي اتخذ موقفًا
وسطًا بين الأشاعرة والمعتزلة
ولكنه ظهر تحت مظلة أهل السنة
وهو الاتجاه الماتريدي.
وقد وافق أبو منصور الماتريدي المعتزلة
في كثير من المسائل ذات الاتجاه العقلي
العملي مثل القول بالحسن والقبح العقليين
وقبح التكليف بما لا يطاق
واعتبار الحكمة في الفعل الإلهي والعدل
ونفي نسبة الظلم عن الله تعالى
ولكنه وافق الأشاعرة في نظرية الكسب
معتبرًا الله هو خالق الفعل الإنساني
ولكنه خالفهم بالقول بحرية الإنسان بشكل تام
في قدرة الكسب وأنه هو الذي يقوم بالفعل بمحض إرادته
هو أبو منصور محمد بن محمد بن محمود
الماتريدي السمرقندي،
كان يلقب بإمام الهدى وإمام المتكلمين،
ورئيس أهل السنة والإمام الزاهد.
الماتريدي نسبة إلى ماتريد ويقال لها ماتريت
، وهي محلة قرب سمرقند،
ذكرها السمعانيوقال:
تخرج منها جماعة من الفضلاء،
والسمرقندي نسبة إلى سمرقند
وهي المدينة المشهورة ببلاد ماوراء النهر.
يحتل الماتريدي منزلة كبيرة في تاريخ الفكر الإسلامي
حيث أنه مؤسس لإحدى المدارس الكلامية
التي ذاع وانتشر فكرها في العالم الإسلامي
وهي المدرسة الماتريدية، التي أصبحت هي
والأشعرية تتقاسم العالم الإسلامي،
وفيها يقول طاش كبرى زاده
: إن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام رجلان،
أحدهما حنفي والآخر شافعي،
أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمد
بن محمود الماتريدي إمام الهدى،
وأما الآخر الشافعي وهو شيخ السنة
ورئيس الجماعة إمام المتكلمين
أبو الحسن الأشعري البصري.
للماتريدي عدة مؤلفات منها:
تأويلات أهل السنة،
وهو كتاب في التفسير،
وكتاب التوحيد:
والذي يعد من أهم مؤلفاته الكلامية،
وذلك لأنه قد قرر فيه نظرياته الكلامية،
وبين فيه معتقده في أهم المسائل الاعتقادية
، فلذلك صار كتاب التوحيد المرجع الأساسي
في معرفة عقيدة الماتريدية،
وكل من جاء بعد الماتريدي من الماتريدية اعتمدوا عليه،
كما أن الكتاب يعد من أهم المراجع الكلامية
التي ذكر فيها آراء مختلف الفرق الإسلامية
وخاصة المعتزلة، وكذلك آراء الفرق غير الإسلامية
عاصر الماتريدي أبو الحسن الأشعري،
وعاش الملحمة بين أهل الحديث
وأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم،
فكانت له جولاته ضد المعتزلة وغيرهم،
ولكن بمنهاج غير منهاج الأشعري،
وإن التقيا في كثير من النتائج غير أن المصادر التاريخية
لا تثبت لهما لقاء أو مراسلات بينهما
، أو إطلاع على كتب بعضها
أهم آراء الماتريدي إجمالًا تتلخص في:
أنه لا يرى مسوغا للتقليد بل ذمه وأورد
الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى
وجوب النظر والاستدلال
. يذهب في نظرية المعرفة إلى لزوم النظر والاستدلال
وأنه لا سبييل إلى العلم إلا بالنظر.
يوافق السلفي الاعتقاد في أسماء الله
ويرى أن أسماء الله توقيفية،
إلا أنه لم يفرق بين باب الإخبار عن الله
وبين باب التسمية فأدخل في أسماء الله الصانع
والقديم والمنشئ.
يرى أن المؤمنين يرون ربهم والكفار
لا يرونه. أثبت الاستواء على العرش وبقية الصفات
دون تأويل لها ولا تشبيه،
كما أنه يعتقد أن صفات الله لا هي هو ولا غيره
. في القضاء والقدر هو وسط بين الجبر والاختيار،
فالإنسان فاعل مختار على الحقيقة لما يفعله
ومكتسب له وهو خلق لله، حيث يخلق للإنسان
عندما يريد الفعل قدرة يتم بها،
وهذه القدرة يقسمها إلى قسمين: قدرة ممكنة:
وهي ما يسميها لسلامة الآلات وصحة الأسباب،
مراحل التطور للمذهب الماتريدي
مرت الماتريدية في رحلة تطورها
بأدوار تاريخية نتيجة النشاط الكبير
الذي طرأ على التأليف،
وأهم هذه الأدوار الدور التأسيسي:
وهو دور أبو منصور الماتريدي (257 هـ - 333 هـ
) يمتاز هذا الدور بأنه دور النشأة والتأسيس،
كما يمتاز بشدة النطاح والمجادلة بين الماتريدي والمعتزلة،
كما يظهر من تأليفات الماتريدي ورسائله،
ومن خلال نصوص الماتريدي ضد المعتزلة في كتبه
. دور تكويني: وهو دور تلامذة الماتريدي
ومن تأثر به بعده، ويمتاز هذا الدور
بأنه تكونت فيه فرقة كلامية ماتريدية
وظهرت على وجه الأرض،
كما يمتاز بوجود تلامذة الماتريدي
الذين نشروا أفكار شيخهم وإمامهم والدفاع عنه.
دور بزدوي: وهذا الدور تمديد لسابقه بالنشر والتأليف
ومن أهم شخصيات هذا الدور
ومن أهم شخصيات هذا الدور
أبو اليسر البزدوي (ت: 493 هـ)
. دور نسفي: وهذا الدور امتاز بكثرة التأليف،
وجمع الأدلة للعقيدة الماتريدية،
وهو أكبر أدوار العقيدة الماتريدية السابقة.
في بداية هذا الدور نشأ دور آخر وهو دور صابوني
: يمتاز بكثرة المناظرات بين الماتريدية وبين الأشعرية،
وأهم شخص في هذا الدور هو
أبو محمد نور الدين أحمد بن محمد الصابوني
: 580 هـ
)، اعتمد الصابوني في دراسته
لأصول الدين على كتاب تبصرة الأدلة
دور عثماني: نسبة إلى الدولة العثمانية،
وامتد هذا الدور في الفترة (700 هـ - 1300 هـ
)، وهذا الدور جمع الكثير من
الأدوار الماتريدية ومنها دور صدر الشريع
ة عبيد الله بن مسعود، دور التفتازاني:
دور الجرجاني، ودور الكمال بن الهمام،
وغيرها من الأدوار التي تتصل بالدولة العثمانية.
هذه الأدوار كلها ترجع إلى أم الأدوار
ألا وهو الدور العثماني الذي يعد أهم الأدوار الماتريدية
حيث بلغ هذا الدور أوج الكمال حيث استظل هذا الدور
بظل الدولة العثمانية وتمتع بخيراتها،
لأن الدولة العثمانية كانت دولة حنفيةالفروع
ماتريدية العقيدة،
فكان سلطان الماتريدية يتسع حسب اتساع سلطان
الدولة العثمانية وكان جل القضاة والمفتين
وخطباء الجوامع ورؤساء المدارس حنفية
الفروع ماتريدية العقيدة هذا من ناحية،
ومن ناحية أخرى كثرت في هذا الدور
تأليف أنواع الكتب الكلامية من المتون
والشروح والشروح على الشروح
والحواشي والحواشي على الحواشي
والتنكيتات، كما كان بين الماتريدية والأشعرية
ائتلاف كأنهما فرقة واحدة صعب التمييز بينهما،
وفي هذا الدور انتشرت العقيدة الماتريدية في شرق الأرض
وغربها في الهندوتركياوفارسوبلاد الروم وبلاد العرب والعجم
ثم طرت على الماتريدية أدوار حديثة النشأة تتمثل في:
الدور الديوبندي:
نسبة إلى جامعة ديوبندالتي أسسها
إمام الديوبندية،
يمتاز هذا الدور بكثرة التأليف في علم الحديث
من شروح وغيرها، والديوبندية أئمة في العلوم
النقلية والعقلية كما هم في قمة من الزهد والتأله،
للديوبندية شعبتان مهمتان:
شعبة التعليم والتدريس،
وشعبة التبليغ والتربية
وهي المعروفة بجماعة التبليغ.
دور بريلوي:
نسبة إلى زعيمهم
. دور كوثري: منسوب إلى الشيخ
دور فنجفيري:
ينسب هذا الدور إلى زعيم الجماعة الفنجفيرية
شيخ القرآن محمد طاهر بن آصف الحنفي الماتريدي الديوبندي النقشبندي، اسم هذه الجماعة هو جماعة
إشاعة التوحيد والسنة وهي فرع
للديوبندية النقشبندية الصوفية،
وهي جماعة لها دور ونشاط كبير
في نشر ترجمة القرآن الكريم. دور ندوي:
تتمثل في المدرسة الندوية الهندية،
وهي لا تختلف عن المدرسة الديوبندية
الفنجفيرية، ينسب الدور إلى إمام الندوية
انتشار الماتريدية
حققت المدرسة الماتريدية انتشارًا كبيرًا في بقاع الأرض
شرقها وغربها لعدة أسباب، السبب الأول:
وهو السبب الرئيس بل أهم الأسباب
يتمثل في اعتناق السلاطين والملوك للمذهب الحنفي،
فبسبب ذلك انتشر المذهب الحنفي في العالم الإسلامي
، وبانتشار الحنفية ونفوذ سلطانهم
انتشرت الماتريدية، لأن الماتريدية يمثلون
المذهب الحنفي عقديًا. السبب الثاني:
من المعروف في التاريخ عبر القرون
أن أية دولة إذا كانت تميل إلى فرقة ما تسهل
وتوفر لعلمائها مناصب القضاء،
والإفتاء والرئاة والخطابة والتأليف،
والتدريس، فيجدون أسبابًا كثيرة وطرقًا ميسورة
لبسط سلطانهم على القلوب والأبدان،
ونفوذ تأثيرهم على الشعوب والأوطان
وتشجعهم الدولة أيضا بإنشاء المدارس والجوامع،
وبذلك تنشر أفكارهم ويزداد نشاطهم.
في بيان سبب انتشار الحنفية:
فأي مذهب كان أصحابه مشهورين،
وسد إليهم القضاء والإفتاء، واشتهرت تصانيفهم
في الناس، ودرسوا درسًا ظاهرًا،
انتشر في أقطار الأرض، ولم يزل ينتشر كل حين
، وأي مذهب كان أصحابه خاملين،
ولم يولوا القضاء، والإفتاء، ولم يرغب فيهم الناس
اندرس بعد حين. وهكذا انتشرت الماتريدية
وعقائدها في بلاد ما وراء النهر، وبلاد الترك
والأفغان والهند والصين وما والاها.
السبب الثالث:
مدارس الماتريدية ونشاطهم الدراسي والتدريسي:
لمدارس الماتريدية دور عظيم في نشر عقيدتهم،
وعلى سبيل المثال تذكر جامعة ديوبندأكبر
جامعة للماتريدية في القارة الهندية،
ولها دور كبير في نشر العقيدة الماتريدية،
ومثلها مدارس الحنفية الماتريدية في أفغانستان
، وفي تاريخ الدولة العثمانية،
حيث خدمت الحنفية والماتريدية في آن واحد
السبب الرابع:
نشاط الماتريدية في ميدان التأليف:
للماتريدية نشاط بالغ وسعي متواصل
في ميدان التصنيف في علم الكلام،
وانتشرت هذه الكتب في مشارق الأرض ومغاربها
وبانتشارها ودرسها وتدريسها
انتشرت العقيدة الماتريدية وبسطت سلطانها
على قلوب المشائخ والطلاب.
يقول الدكتور أبو الخير محمد أيوب علي
البنغلاديشي الماتريدي:
وندرك أثر الماتريدي ونجاح طريقته
ورضاء أهل السنة بها حين نرى
الفقه الأكبر لأبي حنيفة
، والعقيدة للنسفي، والمسايرة لابن الهمام
تدرس في هذه الأيام في الجامعات الدينية
وكلياتها، والمعاهد الدينية
ومنها الأزهر وفي كثير من البلاد الإسلامية،
وقد أدرك الأزهر ضرورة دراسة المدرسة الماتريدية،
والتعريف بأبي منصور الماتريدي
فأدرج في منهج الدراسة في كليتي الشريعة
، وأصول الدين دراسة هذه المدرسة
دراسة علمية وتاريخية
. العقيدة
تقرير العقيدة
تحديد منهج الماتريدية في تقرير العقيدة
وتمييزه بين منهج المعتزلة والأشاعرة
مسألة وقع فيها خلاف كبير،
فمنهم من رأى أن منهج الماتريدية يوافق منهج
الأشاعرة قلبًا وقالبًا،
ومنهم من يرى أنه يوفق منهج المعتزلة،
وبعضهم يرى أن الماتريدية
وسط بين الأشاعرة والمعتزلة.
الدكتور فتح الله خليف
محقق كتاب التوحيد للماتريدي يقول:
برى أن الماتريدي والأشعري يلتقيان
في المنهج كما يلتقيان في المذهب،
فليس المذهب إلا تطبيقًا للمنهج،
يلتقيان في إثبات صفات الله
وفي كلامه الأزلي وفي جواز رؤيته،
وفي بيان عرشه واستوائه،
وفي أفعال العباد، وفي أمر مرتكب الكبيرة،
وفي شفاعة رسوله،
وتلك أهم المسائل التي وقع فيها
الخلاف بين فرق المسلمين،
بل إنها أهم موضوعات علم الكلام.
أما الدكتور محمد قاسم
فيرى أن منهج الماتريدية يوافق منهج المعنزلة
إلا في مسألة حكم مرتكب الكبيرة ويقول:
يظن عادة أن الأشعرية والماتريدية
يمثلان فريق أهل السنة،
وأنهما فرسا رهان يسيران جنبًا إلى جنب في
هدم آراء المعتزلة المبتدعة،
وتلك هي الفكرة السائدة،
وأن وجه الحق ينحصر في أن الماتريدية
كانوا أقرب إلى المعتزلة من الأشعرية...
إن مسألة الخلاف بين الماتريدي والمعتزلة
الحقيقي الوحيد إنما هو مسألة المنزلة بين منزلتين
ويرى الكوثريان الماتريدية
وسط بين الأشاعرة والمعتزلة
ويقول الماتريدية هم الوسط بين الأشاعرة والمعتزلة،
في كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية:
عند الدراسة العميقة لآراء الماتريدي
وآراء الأشعري في آخر ما انتهى إليه نجد
ثمة فرقًا في التفكير وفيها انتهى إليه الإمامان،
وأنه بلا شك كان كلاهما يحاول إثبات العقائد
التي اشتمل عليها القران بالعقل والبراهين المنطقية
، وأن كليهما كان يتقيد بعقائد القران،
بيد أن أحدهما كان يعطي العقل سلطانًا
أكثر مما يعطيه الآخر
... لذلك نقرر أن منهاج الماتريدية للعقل
سلطان كبير فيه، حتى يكاد الباحث
يقرر أن الماتريدية في خط بين المعتزلة والأشاعر
العقيدة. الماتريدية
ووسائل التلقي عندهم
مصدر الماتريدية في التلقي هو العقل
وبهذا صرح الماتريدي في كتاب التوحيد إذ يقول:
أصل ما يعرف به الدين وجهان
أحدهما السمع والآخر العقل،
أما السمع فما لا يخلو بشر
من انتحاله مذهبً يعتمد عليه ويدهوه غيره إليه...
والأصل أن الله تعالى إذ لا سبيل إلى العلم به
إلا من طريق دلالة العالم عليه،
بانقطاع وجوه الوصل إلى معرفته
من طريق الحواس عليه أو شهادة السمع.
الماتريدية لا تقول بالقدرة المطلقة للعقل،
إذ أن العقل عندهم يدرك ظواهر الأشياء
ولايدرك ماهيتها وحقائقها،
ويقول الماتريدي أن العقول
أنشئت متناهية تقصر عن الإحاطة بكلية
الأشياء والأفهام متقاصرة عن بلوغ غاية الأمر
. ذهبت الماتريدية إلى أن معرفة الل
ه تجب بالعقل قبل ورد السمع
وأن الإنسان يتحمل مسؤولية هذه المعرفة
قبل بعثت الانبياء والرُسلولا يكون معذورًا بتركها،
بل يعاقب على تركه لها. صرح بذلك
الماتريدي في تفسير
(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)
حيث ذكر أن حقيقة الحجة إنما هي في
العبادات والشرائع التي سبيل معرفتها الرسل
، أما معرفة الله فإن سبيل لزومها العقل،
فلا يكون لهم في ذلك على الله حجة
. قال أبو المعين النسفي :
من لم يبلغه الوي وهو عاقل ولم يعرف ربه
هل يكون معذورا أم لا؟
عندنا لا يكون معذورا ويجب عليه أن يستدل
بأن للعالم صانعًا.
من القواعد والأسس المنهجية التي يقوم عليها
منهج الماتردية في تقرير العقيدة
القول بالتحسين والتقبيح العقليين،
التوحيد في المنهج الماتريدي
ذهبت الماتريدية في تصورها واعتقادها
لتوحيد الله إلى نحو قريب مما ذهبت إليه
المعتزلة والأشاعرة.
تفسير الماتريدية للتوحيد
هو اعتقاد الوحدانية التي هي
على ثلاثة أنواع الأول
: الوحدة في الذات،
ويقصدون بها انتقاء الكثرة على ذاته،
بمعنى عدم قبولها الانقسام، فيقولون:
هو واحد في ذاته لا قسيم له،
وفسروا لفظ الأحد الوارد في النصوص القرآنية
بالواحد الموجود الذي لا بعض له،
ولا انقسام لذاته. الثاني:
الوحدة في الصفات،
والمراد بها انتفاء النظير له في كل صفة من صفاته
، فيمتنع أن يكون له علوم وقدرات متكثرة
بحسب المعلومات والمقدورات،
بل علمه واحد ومعلوماته كثيرة، وقدرته
واحدة ومقدوراته كثيرة. الثالث: الوحدة في الأفعال،
والمراد بها انفراده باختراع جميع الكائنات
تقوم عقيدة الماتريدية في
توحيد الربوبية
على إثبات وجود الله وإثبات وحدانيته في ربوبيته.
يعتقدون أن الله لا يعرف إلا من طريق العالم،
والأصل أن الله إذ لا سبيل إلى العلم به إلا من طريق
دلالة العالم عليه، بانقطاع وجوه الوصول
إلى معرفته من طريق الحواس عليه أو شهادة السمع.
والعالم هو كل ما سوى الله من الموجودات
ينقسم إلى جوهر وأعراض، فالجوهر ه
و ماله قيام بذاته، والعرض نالا قيام له بذاته،
والنتيجة أن العالم بجميع أجزائه حادث،
والحادث لا ب له من محدث وهو الله
أقرت الماتريدية في باب
الأسماء والصفات
بوجوب إثبات أسماء الله،
وأن إثباتها لا يستلزم التشبيه،
بدليل أن الرسل والكتب السماوية
قد جائت بها، ولو كان في إثباتها تشبيه
لكان ذلك طعن في الرسل. ذهب الجمهور
إلى القول بالتوقيف في أسماء الله،
أي أن طريق إثبات الأسماء هو السمع،
فلا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه وجاء به الشرع،
والقول بالتوقيف هو سمة مشتركة بين
الماتريدية أهل السُنة والجماعة. لم يفرق الماتريدية في إثبات
أسماء الله بين باب الإخبار عن الله وباب التسمية
، فأدخلوا في أسمائه أسماء كالصانع والقديم
والذات والشيء وهو وغيرها.
أما الصفات فالماتريدية
يثبتون بعض الصفات،
ويثبتون لهذه الصفات معنى حقيقي يقوم بذات الرب
، ويؤكدون على أن إثبات هذه الصفات لا يستلزم التشبيه
، إذ إنه لا شبيه بين حقيقة الخالق والمخلوق
اخوتنا الكرام الافاضل
هذه هي الفِرق التى اتخذت علوم الكلام والفلسفة
وسيلة التلقي لفهم التشريعات
فقدموا العقل على النقل ويعني انهم لايهتمون
بما نُقل عن السلف الصالح من صحابة وتابعين لهم
بل جُل اهتمامهم هو تفويض العقل والفكر في ترجمة
مايريده الشرع من تنفيذ والزام
فبدلوا وحرفوا واستنبطوا معاني وصفات
جاءت من تفسيرات لغوية وعقلية
والتى لا تحتمل ادراج الفكر الخاص الشخصي
في امور شرعية سوى في التوحيد للربوبية والالوهية
وتوحيد الاسماء والصفات ....
وقد جاء في فتوة للشيخ ابن باز رحمه الله تعالي
عن سؤال يقول
هل الاشاعرة والماتريدية من
اهل السُنة والجماعة...؟
فقال :
فقال الشيخ ( رحمه الله ) الله
الأشاعرة والماتريدية
من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة لا على العموم
( رسائل وفتاوى الشيخ ابن باز )
وهذا يعني ان أي فِرقة خالفت اهل السُنة والجماعة
في أصل من أصول الدين ،
فلا تُحسب من أهل السُنة
نتوقف هنا إخوتنا الكرام لنواصل
بأذن الله تعالى فى الجزء القادم لأستكمال
ما تبقى من بقية مبحث الفِرق الضالة
( يرجى عدم الرد حتى يستكمل تسلسل الموضوع )
الى ذلك الوقت أقول تقديري لكم واحترامي
وجعل اللهم عملنا خالصاً لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم اندبها
[/frame]





 


رد مع اقتباس
إضافة رد

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 03-18-2024, 07:04 AM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون