يقول ابن القيم رحمه الله عن الغناء :
فلعمر الله ..
كم من ..
حرة صارت بالغناء من البغايا ..
وكم من ..
حرّ أصبح به عبداً للصبيان وللصبايا ..
وكم من ..
غيور تبدل به اسماً قبيحاً بين البرايا ..
وكم من ..
ذي غنىً وثروة أصبح بسببه على الأرض
بعد المطارق والحشايا ..
وكم من ..
معافى تعرَّض له فأمسى وقد حلت به أنواع البلايا ..
فسل ذا خبرة ينبيك عنه لتعلم كم من خبايا ورزايا ..
وحاذر إن سُنَّت به سهاماً مريشة بأهداب المنايا ..
إذا ما خالطت قلباً كئيباً تمزق بين أطباق الرزايا ..
ويصبح بعد أن قد كان حراً عفيف الفرج
عبداً للصبايا ..
ويُعطى من به غنى غناءً وذاك منه من شرّ العطايا ..
قلت ..
الله المستعان ..
الله المستعان ..
قال ابن القيم رحمه الله:
أفضل ما اكتسبته النفوس , وحصّلته القلوب
, ونال به العبد الرفعه في الدنيا والأخره ,
هو العلم والإيمان , ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله
( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبه , والمؤهلون للمراتب العاليه
يقول سيدنا على رضى الله لتلميذه كميل بن زياد
الناس على ثلاثة اقسام
1- عالم ربانى
2- متعلم على سبيل نجاه
3-وهمج رعاع اتباع كل ناعق لم يستظلوا بنور العلم
ولم يركنوا الى ركنه الوثيق
يقول صاحب الكلام القيم
الحياة طريق مسافر
الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين ،
وليس لهم حط عن رحالهم إلا في الجنة أوالنار،
والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار.
ومن المحال عادة أن يطلب فيه نعيم ولذة وراحة،
إنما ذلك بعد انتهاء السفر.ومن المعلوم أن كل وطأة قدم
أو كل آن من آنات السفر غير واقفة، ولا المكلف واقف ، وقد ثبت أنه مسافر على الحال التي يجب أن يكون المسافر عليها من تهيئة
الزاد الموصل، وإذا نزل أو نام أو استراح فعلى قدم
الاستعداد للسير.
قيل ليحيى بن معاذ :
متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟
فقال : إذ أقام نفسه على أربعة أصول فيما
يعامل به ربه ،
فيقول : إن أعطيتني قبلت ،
وإن منعتني رضيت ،
وإن تركتني عبدت ،
وإن دعوتني أجبت.