عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 697,988

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة

نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-21-2019
اندبها غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام الكاتب المميز الوسام الاول اجمل حصري مسابقة اندبها مسابقة اندبها 
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 فترة الأقامة : 4113 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم : 888890339
 معدل التقييم : اندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( الولاء والبراء )











[frame="1 10"]













( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

إخوتنا الكرام
بعد أن شرحنا ولو بشيء من الأختصار معني التوحيد
والشروط الواجب توافرها لنعلم ونتعلم ونعبد الله
على بصيرة وعلى علم
نستكمل أحد نقاط التابعة للتوحيد ولكلمة التوحيد
وهي لا اله الا الله محمد رسول الله
وهذه النقطة هي تعبتر من أساسيات العقيدة
الصحيحة الغير مشوهه وهي ركن من أركان
العقيدة وشرط من شروط الأيمان
وهذا الركن هو الولاء والبراء
الذي تغافل عنه الكثير من الناس وبدّلوا
إتجاهاته ومقتضياته فأسبغوا على الولاء
والبراء الشرعي سبغات أخرى مُحرّفة
فكثر المفرطون فيها
فلم يعد يعجبهم البراءة من الكفار
وموالاة المؤمنين ،
بل أصبح يعجبهم موالاة الكفار
وشكرهم والثناء عليهم وإتخاذهم قدوة
ومثل لحسن المعاملة والعلم والتقدم والنظام
والبراءة ممن يختلفون معهم في الأتجاهات
أو ممن أرتكتب معاصي وهو مُسلم
كما قال أحد العلماء :
فقد كانوا سابقًا يقولون:
يجب أن يبغض الإنسان كل من كفر بالله
بغضًا دينيًا لا يلزم منه الإضرار به
بل يُحسن إليه وفق أمر الله ،
ثم صاروا الآن يستفظعون ذلك،
لكن لو قلت لهم: إنني أحب من يعادي
وطني لشنعوا عليك، ولو قلت لهم:
إنني أوالي أو أصافح من يعادي
وطني لاعتبروا ذلك تطرفًا وتخلفًا.
فالقضية ليست تخلٍ عن الولاء والبراء،
وإنما إعادة تحديد لمن يستحق الولاء والبراء،
فقد كانوا سابقًا يقولون أن "الله"
هو المستحق لأن يكون الولاء والبراء
على أساس القرب والبعد عنه،
وصاروا الآن يقولون "الوطن"
هو الذي يستحق الولاء والبراء
على أساس القرب والبعد عنه...أ.هـ
وقبل أن نخوض في تفاصيل هذا الرُكن
نتعرف عليه أولاً وعلى مقتضياته اللغوية
ومعانيه الشرعية

فتعريفه الولاء في اللغة هو
تعريف الولاء :
الولاء في اللغة :
اسم مصدر من والى يوالي موالاة وولاء،
قال في لسان العرب ما خلاصته :
ووالى فلان فلانا إذا أحبه،
والولي فعيل بمعنى فاعل،
ومنه وَلِيَه إذا قام به،
ومنه قول القرآن :
(الله ولي الذين آمنوا) الآية 257 البقرة،
ويكون الولي بمعنى مفعول في حق
المطيع، فيقال : المؤمن ولي الله ووالاه
موالاة وولاء، من باب قاتل أي تابعه.
وهذه الكلمة المكونة من الواو واللام
والياء يصاغ منها عدة أفعال مختلفة
الصيغ والمعاني، يأتي منها وليَ
وولّى وتولّى ووالى واستولى .
أما معنى الولاؤ في الشرع فهو:
فهو تولي العبد ربه ونبيه باتباع الأوامر
واجتناب النواهي وحب أولياء الله من
المؤمنين الموحدين ونصرتهم .
هذا كله من الولاء.
قال الله تعالى :
(الله ولي الذين آمنوا) الآية 257 البقرة،
أما من والى الكافرين واتخذهم أصدقاء
وإخوانا فهو مثلهم،
قال الله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود
والنصارى أولياء بعضهم أولياء
بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم
إن الله لا يهدي القوم الظالمين}51 المائدة،
والقرآن العزيز مشتمل على كثير من
الآيات التي تحذر من اتخاذ الكافرين
أولياء،
كقول الله تعالى
: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة
من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم
قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي
صدورهم أكبر قد بينا
لكم الآيات إن كنتم تعقلون} الآية 118 آل عمران.
وقال الله تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي
وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} الآية 1 الممتحنة


ومن الموالاة بين المؤمنين:
1
صلة الرحم
قال الله تعالى :
{ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض
وتقطعوا أرحامكم ( 22 ) أولئك الذين لعنهم الله
فأصمهم وأعمى أبصارهم ( 23)أفلا يتدبرون القرآن
أم على قلوب أقفالها ( 24 ) .... محمد
2 المؤمن تجب موالاته
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله:
وان ظلمك واعتدى عليك ،
والكـافـر تجب معاداته وان أعطاك واحسن إليك،
فان الله سبحانه وتعالى بعث الرسل
وانزل الكتب ليـكون الـدين كله لله
،فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه ،
وإذا أجتمع في الرجل الواحد :
خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة ،
استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير ، واستـحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فبه من الشر ،
فيجتمع في اشخص الواحد موجبات
الإكرام والإهانة .أهـ
3 مفتاح الحب في الله يكون بالسلام والمصافحة
، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة
حتى تؤمنوا ، ولاتؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم
على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟
أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم
*
ومن الحب في الله النصرة للمسلم من
أي جنس أو لون كان ،
ومنها الهجرة لأنها مرتبطة بالولاء والبراء
ومنها ذلك الجهاد في سبيل الله ،
لأنه الفاصل بين الحق والباطل .
*
ومن الحب في الله مجالسة الصالحين وصحبتهم
، قال الله تعالى
( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم
بالغداة والعشي يريدون وجهه ) الكهف .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم
( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
والمقصود أن تظهر فائدة الصحبة الطيبة ،
وبركة المخالطة ، وحسن المجاورة .
والمؤمن يتقرب إلى ربه بمجالسة الصالحين وصحبتهم
*
ومن الحب في الله التزاور
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم (
من عاد مريضا أوزار أخا له في الله ناداه مناد
بأن طبت وطاب ممشاك ،
وتبوأت من الجنة منزلا ) رواه الترمذي


تعريف البراء :
البراء تعريفه لغة :
مصدر برى بمعنى قطع، ومنه برى القلم
بمعنى قطعه،
والمراد هنا قطع الصلة مع الكفار
، فلا يحبهم ولا يناصرهم ولا يقيم
في ديارهم. قال ابن الأعرابي :
بري إذا تخلص، وبريء إذا تنزه وتباعد،
وبريء إذا أعذر وأنذر،
ومنه قول القرآن
(براءة من الله ورسوله)الآية 1 التوبة
، أي إعذار وإنذار، والبريء والبرى
بمعنى واحد، إلا أن البراء أبلغ من البريء.
والبراء في الشرع :
هو البعد والخلاص والعداوة بعد
الإنذار والإعذار، يقال برى وتبرأ من الكفار
إذا قطع الصلة بينه وبينهم فلا يواليهم
ولا يحبهم ولا يركن إليهم
ولا يطلب النصرة منهم.
الولاء والبراء قاعدة من قواعد الدين
وأصل من أصول الإيمان والعقيدة،
فلا يصح إيمان شخص بدونهما،
فيجب على المرء المسلم أن يوالي في الله
ويحب في الله ويعادي في الله،
فيوالي أولياء الله ويحبهم، ويعادي
أعداء الله ويتبرأ منهم ويبغضهم،
قال صلى الله عليه وسلم :
{
أوثق عرى الإيمان الموالاة
في الله والمعاداة في الله والحب
في الله والبغض في الله.
فمما تقدم يتبين أن الولاء يقوم على المحبة
والنصرة والاتباع، فمن أحب في الله
وأبغض في الله ووالى في الله وعادى
في الله فهو ولي الله،
قال ابن عباس
: من أحب في الله وأبغض في الله
ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال
ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان
وإن كَثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك،
وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا،
وذلك لا يجدي على أهله شيئا.
وهو البغض والبعد ممن خالف الله ورسوله
والصحابة والمؤمنين الموحدين من
الكافرين والمشركين والمنافقين
والمبتدعين والفساق ، بعد الإنذار والإعذار،
يقال برى وتبرأ من الكفار إذا قطع الصلة بينه
وبينهم فلا يواليهم ولا يحبهم ولا يركن
إليهم ولا يطلب النصرة منهم.
أو البراء من الأسس التي تقوم عليه
العقيدة الإسلامية وهو البعد من الكفار
ومعاداتهم وقطع الصلة بهم، فلا يصح إيمان
المرء حتى يوالي أولياء الله ويعادي أعداءه
ويتبرأ منهم ولو كان أقرب قريب،
قال سبحانه وتعالى:
{
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر
يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم
أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم
أولئك كتب في قلوبهم الإيمان
وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها
رضي الله عنهم ورضوا عنه
أولئك حزب الله
ألا إن حزب الله هم المفلحون} الآية 22 المجادلة،
فقد تضمنت هذه الآية الكريمة
أنه لا يتحقق الإيمان إلا لمن تباعد عن الكفار
المحادين لله ورسوله وبرئ منهم وعاداهم
ولو كانوا أقرب قريب،
وقد أثنى سبحانه وتعالى على خليله
إبراهيم حينما تبرأ من أبيه وقومه
ومعبوداتهم
حيث قال :
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ
مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ
(27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)} (سورة الزخرف،
وقد أمرنا سبحانه وتعالى بأن نتأس
بالخليل عليه الصلاة والسلام
حيث قال :
{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ
وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ
وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)} ... الممتحنة


البراءة من الكفار
1 عدم تولي اليهود والنصارى
قال تعالى:
( يا أيها الذين أمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى
أولياء بعضهم أولياء بعض
ومن يتولهم منكم فإنه منهم
إن الله لا يهدي القوم الظالمين) .
2-
التحذير من مسايرتهم فيما يفعلون
واتباع أهوائهم ،
عن أبوسعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
قال رسول الهأ صلى الهم عليه وسلم :
لتتبعن سنن من كان قبلكم ،
شبرا بشبر وذراعا بذراع ،
حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم
. قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟
قال : فمن ؟.... صحيح البخاري
4-
التحذير من طاعة الكفار
وما يشيرون ويأمرون به على سبيل
النصح والـتوجيه ،
قـال تعـالى:
( يا أيها الذين آمنوا إن تطيـــعوا
الـــذين كفروا يــردوكم علــى
أعــقابــــكم فتنقلبوا خاسرين )...
5-
التحذير من الركون إليهم
وهو الميل والرضى بما يطلبونه من المسلم
قال تعالى:
(
ولا تركنوا إلى الذيــن ظلموا فتــمسكم
النــار ومالـــكم من دون الـله
مــن أوليـاء ثــــم لا تنصرون)
قال ابن كثير :
أي لا ترضوا بأعمالهم ، ولا تميلوا إليهم
، ولا تستعينوا بهم ، فتكونوا كأنك
قد رضيتم بأعمالهم )
6-
الـتحذير من مداهـنتهم أي : مجاملتهم ،
قال تعالى:
(ودوا لو تدهن فيدهنون)
7--التحذير من الاستغفار لهم
والترحم عليهم
.قال تعالى:
( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن
تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم
ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله
والله لا يهدي القوم الفاسقين ( 80 ) } سورة التوبة


ومن صور موالاة الكفار أمور شتى ، منها :
1- التشبه بهم في اللباس والكلام .
2- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها
إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
4- اتخاذهم بطانة ومستشارين .
5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ
الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
6- التسمي بأسمائهم .
7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم
في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه
من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم
ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
9- الاستغفار لهم والترحم عليهم .
وفي سؤال للشيخ العلاّمة أبن باز رحمه الله
عن معنى الولاء والبراء قال:
الرجاء من فضيلتكم توضيح الولاء
والبراء لمن يكون؟ وهل يجوز موالاة الكفار؟
فقال رحمه الله تعالى:
الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم،
وبغض الكافرين ومعاداتهم،
والبراءة منهم ومن دينهم،
هذا هو الولاء والبراء كما قال الله سبحانه
في سورة الممتحنة
( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ
وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى
تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) الممتحنة 4
وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم
أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين،
وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقبلك
، ولا يكونوا أصحابا لك، لكن لا تؤذيهم
ولا تضرهم ولا تظلمهم، فإذا سلموا
ترد عليهم السلام وتنصحهم وتوجههم إلى الخير،
كما قال الله عز وجل:
( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ
إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ( .العنكبوت 46
وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى
وهكذا غيرهم من الكفار الذين لهم أمان
أو عهد أو ذمة، لكن من ظلم منهم يجازى
على ظلمه، وإلا فالمشروع للمؤمن الجدال
بالتي هي أحسن مع المسلمين والكفار مع بغضهم
في الله للآية الكريمة السابقة،
ولقوله سبحانه
: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل 125
فلا يتعدى عليهم ولا يظلمهم مع بغضهم
ومعاداتهم في الله، ويشرع له أن يدعوهم إلى الله،
ويعلمهم ويرشدهم إلى الحق لعل الله
يهديهم بأسبابه إلى طريق الصواب،
ولا مانع من الصدقة عليهم
والإحسان إليهم
لقول الله عز وجل
( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة 4
، ولما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه أمر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
أن تصل أمها وهي كافرة في حال الهدنة التي
وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم
وبين أهل مكة على الحديبية



منزلة عقيدة الولاء والبراء من
الشرع عظيمة ومنها :
أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول :
( لا إله ) من ( لا إله إلا الله )
فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ،
كما قال تعالى :
(79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ
وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) ...المائدة
ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان
، لما روى أحمد في مسنده عن
البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن
محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله :
( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر
إلا بالحب في الله والبغض في الله ،
والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ،
ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ،
ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ،
لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ،
ولا بين المؤمنين والكفار ،
ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان
ولذة اليقين ،
لما جاء عنه
صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان :
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن
أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) ... متفق عليه .
خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على
أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله
، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( من أحب في الله وأبغض في الله ،
ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة
قد يدخل في الكفر ،
قال تعالى :

((50) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)) ...المائدة
ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة
يدل على أهميتها .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله :
( فأما معاداة الكفار والمشركين
فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ،
وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ،
حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه
من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم
بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله
يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ،
ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ،
وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .
أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم



الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أخوتنا الكرام
عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
على المؤمن أن يعادي في الله ويوالي في الله،
فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه
وإن ظلمه. فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية.
قال تعالى:
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا [الحجرات:9].
فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي،
وأمر بالإصلاح بينهم، فليتدبر المؤمن:
أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك
واعتدى عليك، والكافر تجب معاداته
وإن أعطاك وأحسن إليك. فإن الله سبحانه
بعث الرسل، وأنزل الكتب ليكون الدين
كله لله فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه،
والإكرام والثواب لأوليائه والإهانة والعقاب لأعدائه.
وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خير وشر،
وفجور وطاعة، ومعصية وسنة وبدعة
استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه
من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب
بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص
الواحد موجبات الإكرام والإهانة كاللص
تقطع يده لسرقته، ويعطى من بيت المال
ما يكفيه لحاجته. هذا هو الأصل
الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة،
وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم
ولمّا كان الولاء والبراء مبنيين
على قاعدة الحب والبغض

... فإن الناس في نظر أهل السنة والجماعة
بحسب الحب والبغض والولاء والبراء
ثلاثة أصناف:
الأول: من يحب جملة.
وهو من آمن بالله ورسوله،
وقام بوظائف الإسلام ومبانيه العظام
علماً وعملاً واعتقاداً. وأخلص أعماله
وأفعاله وأقواله لله، وانقاد لأوامره
وانتهى عما نهى الله عنه، وأحب في الله،
ووالى في الله وأبغض في الله، وعادى في الله،
وقدم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
على قول كل أحد كائناً من كان
الثاني: من يحب من وجه ويبغض من وجه،
فهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً
وآخر سيئاً، فيحب ويوالى على قدر
ما معه من الخير، ويبغض ويعادى على قدر
ما معه من الشر ومن لم يتسع قلبه
لهذا كان ما يفسد أكثر مما يصلح..
وإذا أردت الدليل على ذلك
فهذا عبد الله بن حمار (
وهو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يشرب الخمر، فأتي به إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنه
رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله
مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن الخمر
وشاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها
وحاملها والمحمولة إليه.
الثالث: من يبغض جملة وهو من كفر
بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
ولم يؤمن بالقدر خيره وشره،
وأنه كله بقضاء الله وقدره وأنكر
البعث بعد الموت، وترك أحد أركان
الإسلام الخمسة، أو أشرك بالله في
عبادته أحداً من الأنبياء والأولياء والصالحين،
وصرف لهم نوعاً من أنواع العبادة
كالحب والدعاء، والخوف والرجاء
والتعظيم والتوكل، والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة
، والذبح والنذر والإبانة والذل والخضوع والخشية
والرغبة والرهبة والتعلق،
أو ألحد في أسمائه وصفاته واتبع غير
سبيل المؤمنين، وانتحل ما كان عليه
أهل البدع والأهواء المضلة، وكذلك كل
من قامت به نواقض الإسلام العشرة أو أحدها
فأهل السنة والجماعة إذن
يوالون المؤمن المستقيم على دينه
ولاء كاملاً ويحبونه وينصرونه نصرة كاملة،
ويتبرؤون من الكفرة والملحدين والمشركين
والمرتدين ويعادونهم عداوة وبغضاً كاملين.
أما من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً
فيوالونه بحسب ما عنده من الإيمان،
ويعادونه بحسب ما هو عليه من الشر.
وأهل السنة والجماعة يتبرؤون ممن حاد
الله ورسوله ولو كان أقرب قريب،
قال تعالى:
( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا
آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ المجادلة:22.
ويمتثلون لنهيه تعالى
في قوله
:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ
وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ
عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ
وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ
بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:23-24


ويلخص الإمام ابن تيمية مذهب
أهل السنة والجماعة فيقول:
(
الحمد والذم والحب والبغض والموالاة
والمعادة إنما تكون بالأشياء التي أنزل
الله بها سلطانه، وسلطانه كتابه،
فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من
أي صنف كان، ومن كان كافراً وجبت
معاداته من أي صنف كان.
قال تعالى:
ِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [ المائدة: 55-56
وقال
: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [ المائدة: 51
وقال:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [ التوبة:71.
ومن كان فيه إيمان وفيه فجور
أعطي من الموالاة بحسب إيمانه،
ومن البغض بحسب فجوره،
ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد
الذنوب والمعاصي كما يقول الخوارج والمعتزلة.
ولا يجعل الأنبياء والصديقون والشهداء
والصالحون بمنزلة الفساق في الإيمان
والدين والحب والبغض والموالاة والمعاداة
قال تعالى:
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ
فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات: 9-10
فجعلهم إخوة مع وجود الاقتتال والبغي.
ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي
بعضهم بعضاً موالاة الدين لا يعادون كمعاداة الكفار،
فيقبل بعضهم بشهادة بعض، ويأخذ
بعضهم العلم من بعض، ويتوارثون ويتناكحون،
ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض
مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك
الولاء والبراء القلبي:
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة
في هذا الموضوع أن الولاء القلبي
وكذلك العداوة يجب أن تكون كاملة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
فأما حب القلب وبغضه، وإرادته وكراهته،
فينبغي أن تكون كاملة جازمة، لا توجب نقص
ذلك إلا بنقص الإيمان، وأما فعل البدن
فهو بحسب قدرته، ومتى كانت إرادة القلب
وكراهته كاملة تامة وفعل العبد معها بحسب
قدرته فإنه يعطى ثواب الفاعل الكامل.
ذلك أن من الناس من يكون حبه وبغضه
وإرادته وكراهته بحسب محبة نفسه وبغضها،
لا بحسب محبة الله ورسوله،
وبغض الله ورسوله وهذا نوع من الهوى،
فقال تعالى:
فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ
أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ
بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [ القصص: 50


موقف أهل السنة والجماعة من
أصحاب البدع والأهواء:
يدخل في معتقد أهل السنة والجماعة
البراءة من أرباب البدع والأهواء.
والبدعة: مأخوذة من الابتداع وهو الاختراع،
وهو الشيء يحدث من غير أصل سبق
قال البغوي:
(
وقد اتفق علماء السنة على معاداة
أهل البدعة ومهاجرتهم
ونعود لرتب البدع كما ذكرها الشاطبي فقال:
ومن البدع ما هو من المعاصي التي
ليست بكفر أو يختلف فيها هل هي كفر
أم لا؟ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة
ومن أشبههم من الفرق الضالة.
فأرباب هذه البدع يتبرأ منهم أهل السنة والجماعة.
ثانياً: لخطورة البدع على الدين أورد هنا نماذج
من أقوال سلف الأمة في التحذير
من البدع وأصحابها. ومن ذلك ما قاله
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث يقول:
(
من كان مستناً فليستن بمن قد مات،
أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً،
وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، قوم
اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم
ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم،
فهم كانوا على الهدي المستقيم
. وقال سفيان الثوري رحمه الله:
البدعة أحب إلى إبليس من المعصية،
المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها.
وقال الإمام مالك رحمه الله:
من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها
فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خان الدين،
لأن الله تعالى يقول:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [ المائدة: 3.


اخوتنا الكرام
أوصيكم ونفسي بتقوى الله والتخلق
بأخلاق من سبقكم من الصحابة والسلف الصالح
بتوحيدهم وحُبهم لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم
بفطرتهم السليمة النظيفة التى
لم تتلوث أو تتبدل أو تتغير بتغير
الطوائف والمِلل والفِرق الضالة المُضِلة
التى سااهمت مساهمة كبيرة في
إفساد عقول وقلوب المسلمين بزرع
بذور الشِرك والتبرك بالأنصاب والأزلام
والتحريض على ترك توحيد الله ومعرفته ....
حتى يتسنى لهم زرع الشِرك بالله سبحانه وتعالى
ولكن طالما أن هناك نفس فإن الدين لله
يحميه من شرورهم عن طريق عبادة الصالحين
أهل السُنة والجماعة وأتباع السلف الصالح
من الصحابة والتابعين لهم الى يوم الدين
والعمل على هذا الركن العظيم وهو الولاء والبراء
فنوالي من أحبه الله ونُبغض ونتبرأ ممن
تبرأ منه الله ورسوله والمؤمنون
فلا خوف على ديننا وسيبقى نظيف
من الشركيات ، فالمهم هو قول كلمة الحق
والنُصح والأرشاد والبيان أن توحيد الله
هو الأساس في البناء الديني لديننا الأسلامي الحنيف
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (09-23-2019)
 

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0 (إعادة تعين)
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون