أبلغ إيادًا، وخلّل في سراتهم
إني أرى الرأي إن لم أعصَ قد نصعا
يا لهفَ نفسي إن كانت أموركم
شتى َّ، وأُحْكِمَ أمر الناس فاجتمعا
ألا تخافون قومًا لا أبا لكم
أمسوا إليكم كأمثال الدّبا سُرُعا
في كل يومٍ يسنّون الحراب لكم
لا يهجعونَ، إذا ما غافلٌ هجعا
مالي أراكم نيامًا في بلهنية
وقد ترونَ شِهابَ الحرب قد سطعا
فاشفوا غليلي برأيٍ منكمُ حَسَنٍ
يُضحي فؤادي له ريّان قد نقعا
صونوا جيادكم واجلوا سيوفكم
وجددوا للقسيّ النَّبل والشّرعا
لا تثمروا المالَ للأعداء إنهم
إن يظفروا يحتووكم والتّلاد معا
يا قومُ لا تأمنوا إن كنتمُ غُيُرًا
على نسائكمُ كسرى وما جمعا
هو الجلاء الذي تبقى مذلته
إن طار طائركم يومًا وإن وقعا
قوموا قيامًا على أمشاط أرجلكم
ثم افزعوا، قد ينال الأمن من فزعا
فقلدوا أمركم -لله دركم-
رحبَ الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفًا إن رخاءُ العيش ساعده
ولا إذا عضَّ مكروهُ به خشعا
مُسهّدُ النوم تعنيه ثغوركم
يروم منها إلى الأعداء مُطّلعا
وليس يشغَله مالٌ يثمّرُهُ
عنكم، ولا ولد يبغى له الرفعا
لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل
فاستيقظوا إن خيرَ العلم ما نفعا
هذا كتابي إليكم والنذير لكم
لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا
أُسِرت وما صحبي بعزُلْ ٍلدى الوغى
ولا فرسي مُهرٌ ولا رَبُّه غَمر
ولكن إذا حم القضاء على امرئ
فليس له بر يقيه ولا بحر
وقال أصيحابي: الفرار أو الردى
فقلت: هما أمران أحلاهما مر
ولكنني أمضي إلى ما لا يعيبني
وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ونحن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر