ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً
تجاهلت حتى ظن أني جاهلُ
فواعجباً! كم يدعي الفضل ناقص
ووا أسفا! كم يظهر النقص فاضلُ
وكيف تنام الطير في وكناتها
وقد نصبت للفرقدين الحبائلُ؟
ينافس يومي في أمسي تشرفاً
وتحسد أسحاري علي الأصائلُ
وطال اعترافي بالزمان وصرفه
فلست أبالي من تغول الغوائلُ
فلو بان عضدي ما تأسف منكبي
ولو مات زندي ما بكته الأناملُ
إذا وصف الطائي بالبخل مادر
وعير قُساً بالفهاهة باقلُ
وقال السهى للشمس: أنت خفية
وقال الدجى: يا صبح لونك حائلُ
وطاولت الأرض السماء سفاهة
وفاخرت الشهب الحصى والجنادلُ
فيا موت زر! إن الحياة ذميمة
ويا نفس جدي! إن دهرك هازلُ
وقد أغتدي والليل يبكي تأسفاً
على نفسه والنجم في الغرب مائلُ
بريح أعيرت حافراً من زبرجد
لها التبر جسم واللجين خلاخلُ
كأن الصبا ألقت إلي عنانها
تخب بسرجي مرة وتناقلُ