عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 559,926

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة

نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-30-2019
اندبها غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام الكاتب المميز الوسام الاول اجمل حصري مسابقة اندبها مسابقة اندبها 
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 فترة الأقامة : 4112 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم : 888890339
 معدل التقييم : اندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( الى الذين يشتهون أكل لحم بعضهم بعض )











[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

أما بعد،
إخوتنا في الله
الحمد الله الذي أمر بالبُعد عن الغيبة والنميمة
ماقلّ منها وما كًثُر ،
احمده سبحانه وتعالى الذي نهى عن
إيذاء المسلمين بالقول والعمل
وأشهد أن محمدعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
الذي أوجب على المُسلم الدفاع عن عِرض
أخيه المُسلم وأن يحميه من أي سوء
قد يصل إليه سوى قولاً أو فعلاً
وعلى آله وصحبه وكل من حفِظ لسانه
وراقب الله في سره وعلانيته
أما بعد عباد الله المخلصين
من فضل الله على عبده المُسلم أن أحاطه بكل
رعاية واهتمام وعناية وأولاه بالحفظ والرعاية
فإن تمت رعايته وحفظه والأهتمام به نكون قد كسبنا
لبنة قوية لتأسيس مُجتمع إسلامي نظيف من التعديات
والثغرات التى من شأنها أن تُفسد البناء
والنسيج الأجتماعي للمسلمين
فإن كان آمن على نفسه ومحاطاً بالرعاية
ماله مصون وعِرضه مصون عاش المجتمع
في أمن وسلام ورعاية ووئام
لهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يعمق
هذا المفهوم عند كل مُسلم ليرعى أخاه المُسلم
ويبتعد عن آذاه وأذيته
فيقول في الحديث الشريف الذي رواه
أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه
( كل المُسلم على المُسلم حرام دمه وماله وعِرضه )
وأن أسرع الأدواء الأجتماعية فتكاً بأواصر الأخاء
والمحبه وأكثرها إقتلاعاً للتراحم والمودة
هي الغيبة والنميمة
والغيبة والنميمة من أعمال اللسان
أي النطق ، وقد حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم
من الوقوع في براثن أعمال اللسان التى تؤدي
لمفاسد عظيمة تُفسد بين الناس
فيكفي قوله صلى الله عليه وسلم
لنعلم خطر أعمال اللسان وماينطق به
فقد حذّر من آفات اللسان بصفة عامة في قوله

عن سهل بن سعد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة .
قال ابن حجر: في شرحه لهذا الحديث قوله :

الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية . . .
فالمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه
من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه.
وقال الداودي: المراد بما بين اللحيين:

الفم ، قال :
فيتناول الأقوال والأكل والشرب وسائر
ما يتأتى بالفم من الفعل.
قال ابن بطال:

دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء
في الدنيا لسانه وفرجه ، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر .
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل
بها في النار أبعد مما بين المشرق) .
وفي رواية له: يهوي بها في نار جهنم......
قال ابن حجر: ((بالكلمة): أي الكلام. . . .

( ما يتبين فيها ) أي لا يتطلب معناها،
أي لا يثبتها بفكره ولا يتأملها حتى يتثبت فيها . .
وفي الكلمة التي يزل بها العبد قال ابن عبد البر :
هي التي يقولها عند السلطان الجائر ،
وزاد ابن بطال: بالبغي أو بالسعي على المسلم
فتكون سبباً لهلاكه
ونقل عن ابن وهب أنها التلفظ بالسوء والفحش.
وقال القاضي عياض:

يحتمل أن تكون تلك الكلمة من الخنى والرفث ،
وأن تكون في التعريض بالمسلم بكبيرة
أو مجون أو استخفاف بحق النبوة.
قال النووي:

في هذا الحديث حث على حفظ اللسان ،
فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق ، فإن ظهرت مصلحة تكلم، وإلا أمسك .
وفي حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:

(ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت:
بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه ، قال :
كف عليك هذا ، فقلت:
يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
قال: ثكلتك أمك يا معاذ
وهل يكب الناس في النار على وجوههم
أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.)... .
وفي حديث الترمذي أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم

سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: ((الفم والفرج)
قال المباركفوري: (ملاك ذلك كله) :

الملاك ما به إحكام الشيء وتقويته
. . أي ما تقوم به تلك العبادات جميعها.
(
كف عليك هذا ) :

لا تكلم بما لا يعنيك ، فإن من كثر كلامه
كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه.
( ثكلتك ) هو دعاء عليه بالموت على ظاهره ،

ولا يراد وقوعه ، بل هو تأديب وتنبيه
من الغفلة وتعجيب وتعظيم للأمر.
( يكب الناس ) أي يلقيهم ويسقطهم ويصرعهم.
( على وجوههم أو على مناخرهم) شك من الراوي.
( إلا حصائد ألسنتهم ) لا يكب الناس في النار

إلا حصائد ألسنتهم من الكفر والقذف
والشتم والغيبة والنميمة والبهتان .
قال ابن رجب:

هذا يدل على أن كف اللسان وضبطه وحبسه
هو أصل الخير كله ، وأن من ملك لسانه فقد ملك
أمره وأحكمه وضبطه.
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه

الصحابي الجليل أبوسعيد الخذري رضي الله عنه أنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ الِّلسانَ
فتقول : اتَّقِ اللهَ فينا ، فإنما نحن بك
، فإن استقَمتَ استقَمْنا ، و إن اعوَجَجْتَ اعْوجَجْنا
حسّنه الألباني في:صحيح الجامع
قال ابن القيم: قولها:
( إنما نحن بك ) أي نجاتنا بك ، وهلاكنا بك ،
ولهذا قالت ( فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا) .
قال الغزالي مبينا معنى الحديث:

إن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان ، فاللسان أشد الأعضاء جماحاً وطغياناً ،
وأكثرها فساداً وعدواناً .
قال ابن حبان: اللسان

إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء ، وإذا فسد كذلك

أخوتنا الكرام

بعد أن فهمنا أن حصائد اللسان لابد وأن تكون
من جنس عمله أي النطق والكلام
فلنبحث عن أعمال اللسان التى تؤدي الي الخسران
وأحيانا ً للكُفر والعياذ بالله
فنجد أولى مهام اللسان هو النطق والكلام
فإن كان الكلام حسن وطيب يؤجر عليه صاحبه
وإن كان غير ذلك يُحاسب عليه
فمن ضمن ذنوب اللسان هي الغيبة والنميمة
وتوابعها من الصفات الشائنة
وسنتكلم بأذن الله تعالى عن الغيبة
والنميمة وابهتان ....
فالغيبة كما تم تفسيرها إصطلاحاً لغوياً هي:
الغيبة تفسيرها في ا لغة:
من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك" ,
وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور
حين ذكره الآخرون.
قال ابن منظور:

"الغيبة من الاغتياب...
أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء" .
والغيبة في الاصطلاح:

قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
( أتدرون ما الغيبة؟ ) قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال:
( ذكرك أخاك بما يكره ) .
قال النووي:

"الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره" .
صور الغيبة وما يدخل فيها :
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الغيبة
إنما تقع فيما يكرهه الإنسان
ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك:

ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في
بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه
أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده
أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته
أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق
به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي:

ومنه قولهم عند ذكره :
الله يعافينا ، الله يتوب علينا ،
نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء

على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر
قال ابن تيمية:
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول :
تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت...
ومنهم من يخرج ( النية في قالب ) الاغتمام فيقول:
مسكين فلان غمني ما جرى له وما ثم له.. .

الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك:
بّين النبي صلى الله عليه وسلم

الفرق بين الغيبة والبهتان,
ففي الحديث "قيل:
أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال:
(إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته,
وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )
, وفي حديث عبد الله بن عمرو
أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل
حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(اغتبتموه) فقالوا: يا رسول الله:
إنما حدثنا بما فيه قال:
( حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه ) .
والبهتان

إنما يكون في الباطل كما قال الله :
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات
بغير ما اكتسبوا فقد

احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} ...الأحزاب:58
والبهت قد يكون غيبة، وقد يكون حضوراً ،

قال النووي :
وأصل البهت أن يقال له الباطل في وجه" .
قال الحسن:

الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله :
الغيبة والإفك والبهتان.
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه

، وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه ،
وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.
حكم الغيبة،
وأدلة تحريمها في القرآن والسنة،
وأقوال السلف في ذلك:
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي .
واختلف العلماء في عدها من الكبائر أو الصغائر

، وقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها
من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد الشديد
في القرآن والسنة ولم يعتد رحمه الله
بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر .
والقول بأنها من الكبائر هو قول جماهير

أهل العلم صاحب كتاب العدة والخلاف
في ذلك منقول عن الغزالي .
وقد فصل ابن حجر محاولاً الجمع بين الرأيين فقال:

فمن اغتاب ولياً لله أو عالماً ليس كمن
اغتاب مجهول الحالة مثلاً.
وقد قالوا: ضابطها ذكر الشخص بما يكره ،

وهذا يختلف باختلاف ما يقال فيه ،
وقد يشتد تأذيه بذلك .

ومن هنا اخوتنا الكرام

بعد أن عرفنا وفهمنا عن طريق أقوال العلماء
شارحين أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في التحذير من الغيبة والنميمة
نأتي لأدلة تحريمها في القرآن الكريم
أدلة تحريم الغيبة من القرآن الكريم:
أ‌- قال تعالى:

{ ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} ..الحجرات:12.
قال ابن عباس:

حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
قال القاضي أبو يعلى عن تمثيل الغيبة بأكل الميت:

وهذا تأكيد لتحريم الغيبة ،
لأن أكل لحم المسلم محظور ،
ولأن النفوس تعافه من طريق الطبع ،
فينبغي أن تكون الغيبة بمنزلته في الكراهة.
وقوله ( فكرهتموه ) قال الفراء:

أي فقد بغِّض إليكم . وقال الزجاج:
والمعنى كما تكرهون أكل لحم ميتاً ،
فكذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائباً .
قال تعالى:

{ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا
بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} ..الحجرات:11.
قال ابن عباس في تفسير اللمز:

لا يطعن بعضكم على بعض ،
ونقل مثله عن مجاهد وسعيد وقتادة ومقاتل بن حيان .
قال ابن كثير {لا تلمزوا أنفسكم}:

أي لا تلمزوا الناس ، والهماز واللماز من
الرجال مذموم ملعون كما قال الله :
{ويل لكل همزة لمزة} ..الهمزة:1...
فالهمز بالفعل، واللمز بالقول .
واللمز باللسان ، وتدخل فيه الغيبة .

ففي قوله تعالى:
{ويل لكل همزة لمزة} ..الهمزة:1.
وقد تقدم معنى الهمز واللمز وأن كليهما من الغيبة.
وقال قتادة في تفسيرها :

يأكل لحوم الناس ويطعن عليهم.
وأما قوله {ويل}

فقد ذكر له المفسرون معنيان:
1- أنها كلمة زجر ووعيد بمعنى:

الخزي والعذاب والهلكة.
2- أنها واد في جهنم.
والآية نزلت في المشركين لكنها كما قال

المفسرون عامة، إذ العبرة بعموم اللفظ
لا بخصوص السبب .
قال السعدي:

وهذه الآيات إن كانت نزلت في بعض المشركين
فإنها عامة في كل من اتصف بهذا الوصف
لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم،
ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم .
وأيضاَ قوله تعالى:
{ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم}

....القلم:10-11.
قال الشوكاني : الهماز: المغتاب للناس .
قال شيخ الإسلام في تفسيرها:

{فلا تطع المكذبين} القلم 8 ،
فتضمن أصلين:
أحدهما:

أنه نهاه عن طاعة هذين الضربين
فكان فيه فوائد.
منها: أن النهي عن طاعة المرء

نهي عن التشبه به بالأولى ،
فلا يطاع المكذب والحلاف ،
ولا يعمل بمثل عملهما . .
. فإن النهي عن قبول قول من يأمر
بالخلق بالناقص أبلغ في الزجر من النهي عن التخلق به
. . . إلى آخر كلامه رحمه الله .

أما أدلة تحريم الغيبة من السنة:
أ‌- قال صلى الله عليه وسلم :

( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم
حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) .
قال ابن المنذر:

قد حرم النبي الغيبة مودعاً بذلك أمته،
وقرن تحريمها إلى تحريم الدماء والأموال
ثم زاد تحريم ذلك تأكيداً بإعلامه بأن تحريم
ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام .
قال النووي في شرحه على مسلم:

المراد بذلك كله بيان توكيد غلظ تحريم
الأموال والدماء والأعراض والتحذير من ذلك .
ب‌- وعن سعيد بن زيد أن

النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من أربى الربى الاستطالة في عرض المسلم بغير حق)) .
وفي رواية لأبي داود :

( إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في
عرض رجل مسلم بغير حق)) .
قال أبو الطيب العظيم أبادي في شرحه لأبي داود:

( الاستطالة ) أي إطالة اللسان.
( في عرض المسلم ) أي احتقاره

والترفع عليه والوقيعة فيه.
((بغير حق)) فيه تنبيه على أن العرض

ربما تجوز استباحته في بعض الأحوال .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه انه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار
من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت
: يا جبريل من هؤلاء ؟ قال :
هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس
ويقعون في أعراضهم ....صحيح
ج- وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

قلت للنبي صلى الله عليه وسلم :
حسبك من صفية أنها قصيرة ، فقال :
(لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) .
((لو مزج)) أي لو خلط بها أي على فرض

تجسيدها وكونها مائعاً.
((لمزجته)) أي غلبته وغيرته وأفسدته .
قال المباركفوري:

المعنى أن الغيبة لو كانت مما يمزج بالبحر
لغيرته عن حاله مع كثرته وغزارته
فكيف بأعمال نزرة خلطت بها .
د- ولما رجم الصحابة ماعزاً رضي الله عنه

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين
يقول أحدهما لصاحبه:
ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه
حتى رُجم رَجم الكلب.
فسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار

فقال: أين فلان وفلان؟ انزلا ،
فكلا من جيفة هذا الحمار.
فقالا: يا نبي الله من يأكل هذا؟ قال:

ما نلتماه من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه) .
قال أبو الطيب في شرحه لأبي داود :

( فلما نلتما من عرض أخيكما)
قال في القاموس: نال من عرضه سبه.
(أشد من أكل منه) أي من الحمار .


من أقوال السلف في ذم الغيبة:
كان عمرو بن العاص يسير مع أصحابه

فمر على بغل ميت قد انتفخ ، فقال:
والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ
بطنه خير من أن يأكل لحم مسلم .
وعن عدي بن حاتم : الغيبة مرعى اللئام .
وعن كعب الأحبار: الغيبة تحبط العمل .
ويقول الحسن البصري:

والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم .
قال سفيان بن عيينة :

الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى)) .
وقال سفيان الثوري :

إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك .
وسمع علي بن الحسين رجلاً يغتاب فقال:

إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس .
وقال أبو عاصم النبيل:

لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين له.
معنى النَّمِيمَة لغةً:
النَّمُّ: رَفْع الحديثِ على وجه الإشاعةِ والإفْسادِ

. وقيل: تَزْيينُ الكلام بالكذب. من نمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ،
فهو نَمومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ، ونَمٌّ، من قَوْمٍ نَمِّينَ
وأنِمَّاءَ ونُمٍّ، وهي نَمَّةٌ، ويقال للنَّمَّام القَتَّاتُ،
ونَمَّامٌ مُبَالَغَةٌ، والاسمُ النَّمِيمَة،
وأصل هذه المادة يدلُّ على إظهار شيء وإبرازه.
معنى النَّمِيمَة اصطلاحًا:
النَّمِيمَة:

(نَـقْلُ الحديث من قومٍ إلى قوم
على جهة الإفْسادِ والشَّرِّ.
وعرفها الغزالي بقوله:

(إفشاء السرِّ، وهتك الستر عما يكره كشفه) .
وقيل هي:

(التحريش بين النَّاس
والسعي بينهم بالإفساد
نعم إخوتنا الكرام الغيبة والنميمة
ففيها ومنها وبها يزول الترابط في
المجتمع ومنها ترتوي شجرة البغضاء
وفيها فساد الأفراد والأسرمن أجل ذلك جاء
النهي عنها بأمر صريح من الله لعباده
المؤءمنين
الفرق بين الغيبة والنَّمِيمَة:
قال ابن حجر:

(اختُلِفَ في الغيبة والنَّمِيمَة،
هل هما متغايرتان أو متَّحدتان،
والراجح التغاير، وأن بينهما عمومًا
وخصوصًا وجيهًا؛ وذلك لأنَّ النَّمِيمَة
نقل حال شخص لغيره على جهة الإفساد
بغير رضاه، سواء كان بعلمه أم بغير علمه.
والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه،

فامتازت النَّمِيمَة بقصد الإفساد،
ولا يشترط ذلك في الغيبة.
وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه

، واشتركا في ما عدا ذلك.
ومن العلماء من يشترط في الغيبة

أن يكون المقول فيه غائبًا، والله أعلم.
وقال ابن حجر الهيتمي:

(كل نميمة غيبة، وليس كل غيبة نميمة،
فإن الإنسان قد يذكر عن غيره ما يكرهه،
ولا إفساد فيه بينه وبين أحد، وهذا غيبة،
وقد يذكر عن غيره ما يكرهه وفيه إفساد،
وهذا غيبة، ونميمة معًا .
الفرق بين القتَّات والنَّمَّام:
القتَّات والنَّمام بمعنى واحد.
وقيل: النمام الذي يكون مع جماعة يتحدثون

حديثا فينم عليهم.
والقتَّات: الذي يتسمع عليهم

وهم لا يعلمون ثم ينم

اخوتنا الكرام
قبل أن ندخل في معرفة هذا الداء
ومسبباته وشخوصه ونتائج عمله نقف وقفة بسيطة
لمعرفة مكونات هذا الداء بالأخرف العربية
أي المعنى اللغوي لمصطلح الغيبة والنميمة
حتى نتعلم ونسترشد ونفهم عن ماذا نتكلم ومما نُحذر
وعلى من نتكلم بالأسم والصفات....
أقوال السلف والعلماء في النَّمِيمَة
- قال رجل لعمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:
(يا أمير المؤمنين، احذر قاتل الثَّلاثة،
قال: ويلك، من قاتل الثَّلاثة؟ قال: ا
لرَّجل يأتي الإمام بالحديث الكذب،
فيقتل الإمام ذلك الرَّجل بحديث هذا
الكذَّاب، ليكون قد قتل نفسه، وصاحبه، وإمامه .
- وقيل لمحمد بن كعب القرظي:

أي خصال المؤمن أوضع له؟ فقال:
كثرة الكلام، وإفشاء السرِّ، وقبول قول كلِّ أحد.
-
وروي أنَّ سليمان بن عبد الملك كان

جالسًا وعنده الزهري، فجاءه رجل فقال له سليمان:
بلغني أنَّك وقعت فيَّ، وقلت كذا وكذا. فقال الرجل:
ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان:
إن الذي أخبرني صادق، فقال له الزهري:
لا يكون النَّمام صادقًا. فقال سليمان:
صدقت، ثُمَّ قال للرجل: اذهب بسلام
- وقال الحسن: من نمَّ إليك نمَّ عليك
-
وعن عطاء بن السَّائب، قال:

قدمت من مكَّة، فلقيني الشَّعبيُّ، فقال:
يا أبا زيدٍ! أطرفنا ممَّا سمعت بمكَّة، فقلت:
سمعت عبد الرَّحمن بن سابطٍ يقول:
لا يسكن مكَّة سافك دمٍ، ولا آكل ربًا،
ولا مشَّاءٍ بنميمةٍ، فعجبت منه حين عدل
النَّمِيمَة بسفك الدَّم وأكل الرِّبا،
فقال الشَّعبيُّ: وما يعجبك من هذا؟!
وهل يسفك الدَّم وتركب العظائم إلَّا بالنَّمِيمَة؟
- وقال أبو موسى الأشعري:

لا يسعى على الناس إلا ولد بغي.
-
وسعى رجل إلى بلال بن أبي بردة برجل،

وكان أمير البصرة، فقال له:
انصرف حتى أكشف عنك. فكشف
عنه، فإذا هو لغير رشده، يعني ولد زنا.
-
وقال قتادة:

ذكر لنا أنَّ عذاب القبر ثلاثة أثلاثٍ:
ثلثٌ من الغيبة، وثلثٌ من البول،
وثلثٌ من النَّمِيمَة.
- وقال ابن حزم:

وما في جميع الناس شرٌّ من الوشاة،
وهم النَّمَّامون، وإنَّ النَّمِيمَة لطبع يدلُّ
على نتن الأصل، ورداءة الفرع، وفساد الطبع،
وخبث النشأة، ولابد لصاحبه من الكذب؛
والنَّمِيمَة فرع من فروع الكذب،
ونوع من أنواعه، وكلُّ نمام كذاب.
اخوتنا المؤمنون
أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم



الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
الذي قال: ((بُعثتُ لأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق))،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أخوتنا الكرام
بواعث الغيبة، وكيفية التخلص منها
هذه أتت من تصفيفات العلماء الأفاضل منها:
1- ضعف الورع والإيمان يجعل المرء

يستطيل في أعراض الناس من غير روية
ولا تفر جاء في حديث عائشة في قصة الإفك
قولها عن زينب بنت جحش أنها قالت :
يا رسول الله أحمي سمعي وبصري،
ما علمت إلا خيراً ، تقول عائشةً:
(وهي التي كانت تساميني من أزواج
رسول الله فعصمها الله بالورع) .
قال الفضل بن عياض: أشد الورع في اللسان

. وروى مثله عن ابن المبارك .
قال الفقيه السمرقندي: الورع الخالص

أن يكف بصره عن الحرام ويكف لسانه
عن الكذب والغيبة ، ويكف جميع أعضائه
وجوارحه عن الحرام .
2- موافقة الأقران والجلساء ومجاملتهم

قال الله على لسان أهل النار
{وكنا نخوض مع الخائضين} [المدثر:45].
قال قتادة في تفسير الآية:

كلما غوى غاو غوينا معه .
وفي الحديث :

( ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) .
وقال تعالى:

{ ففويل يومئذ للمكذبين الذين
هم في خوض يلعبون} الطور 11 ، 12

قال ابن كثير :
أي هم في الدنيا يخوضون في الباطل .
3- الحنق على المسلمين

وحسدهم والغيظ منهم:
قال ابن تيمية: ومنهم من يحمله الحسد

على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين:
الغيبة والحسد ، وإذا أثني على شخص
أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه
في قالب دين وصلاح أو في قالب حسد
وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه .
قال ابن عبد البر: والله لقد تجاوز الناس

الحد في الغيبة والذم . . .
وهذا كله بحمل الجهل والحسد .
4- حب الدنيا والحرص على السؤود فيها:
قال الفضيل بن عياض: ما من أحد أحب

الرياسة إلا حسد وبغي وتتبع عيوب
الناس وكره أن يذكر أحد بخير .
5- الهزل والمراح:
قال ابن عبد البر: "وقد كره جماعة من العلماء

الخوض في المزاح لما فيه من ذميم العاقبة
ومن التوصل إلى الأعراض . . ."

كيفية التخلص من الغيبة:
1- تقوى الله عز وجل والاستحياء منه:
ويحصل هذا بسماع وقراءة آيات الوعيد

والوعد وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
من أحاديث تحذر من الغيبة ومن كل معصية
وشر، ومن ذلك قوله تعالى:
{أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم
ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} الزخرف:80
وقد قال صلى الله عليه وسلم:

(استحيوا من الله عز وجل حق الحياء
، قلنا : يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله ،
قال: ليس ذاك ، ولكن من استحى من الله حق
الحياء فليحفظ الرأس وما حوى ،
وليحفظ البطن وما وعى . .) .
2- تذكر مقدار الخسارة التي يخسرها المسلم

من حسناته ويهديها لمن اغتابهم من أعدائه
وسواهم.قال صلى الله عليه وسلم :
( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس
فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال :
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة
بصلاة وزكاة وصيام ، وقد شتم هذا وضرب
هذا وأكل مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته ،
وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناتهم
أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) .
روي أن الحسن قيل له:

إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن
رطباً على طبق وقال : بلغني أنك
أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك
عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام .
3- أن يتذكر عيوبه وينشغل بها عن عيوب نفسه

، وأن يحذر من أن يبتليه الله بما يعيب به إخوانه.
قال أنس بن مالك: "أدركت بهذه البلدة

المدينة – أقواماً لم يكن لهم عيوب ،
فعابوا الناس ، فصارت لهم عيوب ،
وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم
عيوب فسكتوا عن عيوب الناس ، فنسيت عيوبهم" .
قال الحسن البصري : كنا نتحدث

أن من عير أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه ابتلاه الله عز وجل به .
قال أبو هريرة: يبصر أحدكم القذى في عين أخيه

ولا يبصر الجذع في عين نفسه.
4- مجالسة الصالحين ومفارقة مجالس البطالين:
قال صلى الله عليه وسلم :

(مثل الجليس الصالح والجليس السوء
كمثل صاحب المسك وكير الحداد ،
لا يعدمك من صاحب المسك ،
إما أن تشتريه أو تجد ريحه ،
وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك
أو تجد منه ريحاً خبيثة)) .
قال النووي في فوائد الحديث :

فيه فضيلة مجالسة الصالحين ،
وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع
والعلم والأدب ، والنهي عن مجالسة أهل الشر
وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجوره
وبطالته ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة .
5- قراءة سير الصالحين والنظر في سلوكهم

وكيفية مجاهدتهم لأنفسهم:
قال أبو عاصم النبيل: ما اغتبت مسلماً منذ علمت

أن الله حرم الغيبة .
قال الفضيل بن عياض: كان بعض أصحابنا

نحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة. أي لقِلّته .
وقال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين

سنة حتى استقامت .
5- أن يعاقب نفسه ويشارطها حتى تقلع عن الغيبة.
قال حرملة : سمعت رسول ابن وهب يقول:

نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم
يوماً فأجهدني ، فكنت أغتاب وأصوم.
فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أني أتصدق بدرهم

، فمن حب الدراهم تركت الغيبة.
قال الذهبي : هكذا والله كان العلماء ،

وهذا هو ثمرة العلم النافع .
ونأتي اخوتنا الكرام

لبيان جزاء الغيبة في الدنيا والأخرة


جزاء الغيبة:
1- الفضيحة في الدنيا:
عن ابن عر قال : صعد رسول الله المنبر

فنادى بصوت رفيع فقال:
(يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان
إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم
ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة
أخيه المسلم تتبع الله عورته ،
ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ) .
وفي رواية للحديث في مسند أحمد

(لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم)) .
قال المباركفوري في قوله:

(ومن تتبع الله عورته)) قال :
يكشف مساويه . . .
لو كان في وسط منزله مخفياً من الناس .
قال أبو الطيب: أي يكشف عيوبه،

وهذا في الآخرة، وقيل : معناه يجازيه بسوء صنيعه . . .
أي يكشف مساويه . . .
ولو كان في بيته مخفياً من الناس .
1- العذاب في القبر:
عن أبي بكرة رضي الله عهما قال :

مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال:
إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ،
أما أحدهما فيعذب البول ،
وأما الآخر فيعذب بالغيبة)) .
قال قتادة : عذاب القبر ثلاثة أثلاث:

ثلث من الغيبة ، وآخر من النميمة ، وآخر من البول .
وقوله : ((ما يعذبان في كبير)) قال الخطابي:

معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر
عليهما أو يشق فعله لو أرادوا أن يفعلاه .
4- العذاب في النار:
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار
من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت:
من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين
يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) .
قال الطيبي: لما كان خمش الوجه والصدر

من صفات النساء النائحات جعلهما
جزاء من يغتاب ويفري في أعراض المسلمين
، إشعاراً بأنهما ليستا من صفات الرجال،
بل هما من صفات النساء في أقبح حلة وأشوه صورة .
وعن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم :

( من أكل لحم أخيه في الدنيا قرِّب
إليه يوم القيامة فيقال له:
كُله ميتاً كما أكلته حياً فيأكله ويكلح ويصيح ) .
أما كيف نُصلح أنفسنا ونتوب من الغيبة
والنميمة وكل سائر الصفات المُبتذلة
يكون الأصلاح مثلها مثل سائر الذنوب والخطايا
يكون بالتوبة النصوحة وعدم الرجوع لمثل هذه
الأفعال وقد عدد العلماء بعض سُبل وطُرق التوبه منها
منها كفارة الغيبة كيف تكون

كفارة الغيبة:
الغيبة كغيرها من الكبائر فرض الله التوبة منها:
قال تعالى:

{ وتوبوا إلى الله جميعاً أيها
المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].
والتوبة النصوح هي التي

تحقق شروط التوبة وهي:
أ‌- الندم: قال صلى الله عليه وسلم :

(الندم توبة)) . قال أبو الجوزاء :
والذي نفس محمد بيده إن كفارة الذنب للندامة.
ب‌- أن يقلع عن الذنب قال ابن القيم :

"لأن التوبة مستحيلة مع مباشرة الذنب" .
ج- العزم على أن لا يعود إليها:

فعن النعمان بن بشير قال :
سمعت عمر يقول :
{ توبوا إلى الله توبة نصوحاً} التحريم: 8.
قال : هو الرجل يعمل الذنب
ثم يتوب ولا يريد أن يعمل به ولا يعود .
وهذه الشروط مطلوبة في سائر المعاصي ومنها التوبة.
شرط الاستحلال من الغيبة
وأضاف جمهور الفقهاء شرطاً وهو أن يستحل من اغتابه.
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض
أو مال فليتحلله اليوم قبل أن تؤخذ منه يوم لا دينار
ولا درهم ، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته
، وإن لم يكن له أخذ من سيئاته فجعلت عليه) .
قال البغوي: قوله (( فليتحلله)

أي ليسأله أن يجعله في حل من قبله، يقال:
تحلله واستحللته إذا سألته أن يجعلك في حل، ومعناه:
أن يقطع دعواه ويترك مظلمته ،
فإن ما حرمه الله من الغيبة لا يمكن تحليله .
قال سفيان بن عيينة: الغيبة أشد عند

الله عز وجل من الزنا وشرب الخمر ،
لأن الزنا وشرب الخمر ذنب فيما بينك
وبين الله عز وجل ، فإن تبت عنه تاب الله عليك ،
والغيبة لا يغفر لك حتى يغفر لك صاحبك .
ورأى بعض الفقهاء ومنهم

ابن تيمية وابن القيم وابن الصلاح
وابن مفلح إسقاط شرط الاستحلال
إذا أدى إلى أذية صاحب الحق وزيادة الجفوة بينهما.
قال ابن مفلح:

وهذا أحسن من إعلامه (أي الدعاء له)
فإن في إعلامه زيادة إيذاء له ،
فإن تضرر الإنسان بما علمه من شتمه أبلغ
بما لا يعلم، ثم قد يكون ذلك سبب العدوان على الظالم . . .
وفيه مفسدة ثالثة . . .
وهي زوال ما بينهما من كمال الألفة والمحبة
. . . ، وهذا الرأي مروي عن السلف.
قال حذيفة : كفارة من اغتبته أن تستغفر له ..
قال مجاهد: كفارة أكلك لحم أخيك

أن تثني عليه وتدعوا له .
قال ابن المبارك: التوبة في الغيبة

أن تستغفر لمن اغتبته .
وقال أيضاً: إذا اغتاب رجل رجلاً فلا يخبره ،

ولكن يستغفر الله .

أما كيف نذٌب الغيبة

ونمنعها وننصح المُغتاب أن يتوقف عن الغيبة
يكون بعدة نقاط أوجزها العلماء في قولهم:
أوجب العلماء على المسلم عدم سماع الغيبة ،
إذ سماعها كفعل قائله في الوزر ،
قال تعالى :
{ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم
آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها
فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا
في حديث غيره إنكم إذا مثلهم} النساء:140
. قال الطبري: في هذه الآية الدلالة
الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع .
قال القرطبي: فكل من جلس في مجلس

معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر
. . فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي
أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .
ودفع الغيبة حين حضورها من أعظم الأعمال،

قال صلى الله عليه وسلم :
( من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان
حقاً على الله أن يعتقه من النار)
. وفي رواية : (( من رد عن عرض
أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) .
قال ابن مسعود:

من اغتيب عنده مؤمن فنصره جزاه الله
بها خيراً في الدنيا والآخرة ،
وما التقم أحد لقمة شراً من اغتياب مؤمن .
قال المناوي:

ذلك لأن عرض المؤمن كدمه ،
فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه ،
ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه
، فيجازى على ذلك بصونه عن النار يوم القيامة
إن كان ممن استحق دخولها ، وإلا كان زيادة
رفعة في درجاته في الجنة .
وقد ذب النبي صلى الله عليه وسلم عن عرض

من اغتيب عنده، ففي حديث طويل
من رواية عتبان بن مالك رضي الله عنه،
وفيه قال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخشن؟
فقال بعضهم: ذاك منافق لا يحب الله ورسوله
، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تقل له ذاك ، ألا تراه قد قال :
لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟
قالوا: الله ورسوله أعلم)) .
قال عمر: ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخرق

أعراض الناس لا تغيّروا عليه؟ قالوا:
نتقي لسانه ، قال : ذاك أدنى أن تكونوا شهداء .
أما أخوتنا الكرام الأستثناءات في الغيبة فهي:


حالات تجوز فيها الغيبة:
ذكر العلماء بعض الحالات التي تجوز

فيها الغيبة لما في ذلك من مصلحة راجحة.
ومن هذه الحالات:
1- التظلم إلى القاضي أو السلطان

أو من يقدر على رد الظلم.
قال تعالى: { لا يحب الله الجهر

بالسوء من القول إلا من ظلم} النساء:148
قال الشوكاني:

استثناء أفاد جواز ذكر المظلوم بما يبين
للناس وقوع الظلم عليه من ذلك الظالم .
وقال صلى الله عليه وسلم :

(ليّ الواجد يحل عرضه وعقوبته) .
واللي هو الظلم ، والواجد هو الغني القادر على السداد.
قال سفيان: يحل عرضه:

أن يقول: ظلمني حقي .
قال وكيع: عرضه: شكايته ، وعقوبته : حسبه .
2- الاستفتاء:
فيجوز للمستفتي فيما لا طريق للخلاص منه

أن يذكر أخاه بما هو له غيبة ،
ومثل له النووي بأن يقول للمفتي:
ظلمني أبي أو أخي أو فلان فهل له ذلك أم لا .
جاءت هند بنت عتبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان
رجل شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي
إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، فقال
لها النبي صلى الله عليه وسلم :
( خذي ما يفكيك وولدك بالمعروف ) .
قال البغوي: هذا حديث يشتمل على

فوائد وأنواع من الفقه، منها جواز ذكر
الرجل ببعض ما فيه من العيوب
إذا دعت الحاجة إليه ، لأن النبي لم ينكر قولها:
إن أبا سفيان رجل شحيح .
3
- الاستعانة على تغيير المنكر:
فقد يرى المسلم المنكر فلا يقدر على تغييره

إلا بمعونة غيره ، فيجوز حينذاك أن يطلع
الآخر ليتوصلا على إنكار المنكر.
4- التحذير من الشر ونصيحة المسلمين:
جاءت فاطمة بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم

تستشيره في أمر خطبتها وقد خطبها معاوية
وأبو الجهم وأسامة بن زيد
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :
(أما معاوية فرجل ترب لا مال له ،
وأما أبو الجهم فضراب للنساء ،
ولكن أسامة بن زيد ) .
قال ابن تيمية:

الشخص المعين يذكر ما فيه من الشر في مواضع.
. أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهم ودنياهم . . . .
5- المجاهر بنفسه المستعلن ببدعته:
استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

( ائذنوا له، بئس أخو العشيرة ، أو ابن العشيرة ) .
قال القرطبي :

في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق
أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة .
ومما يدل على اتصاف هذا الرجل بما

أحل غيبته ما جاء في آخر الحديث،
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(أي عائشة، إن شر الناس من تركه
الناس أو ودعه اتقاء فحشه)).
قال الحسن البصري :

ليس لصاحب البدعة ولا الفاسق المعلن بفسقه غيبة .
وقال زيد بن أسلم :

إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي .
والذي يباح من غيبة الفاسق المجاهر

ما جاهر به دون سواه من المعاصي التي يستتر بها.
قال النووي: كالمجاهر بشرب الخمر

ومصادرة الناس وأخذ المكس . . .
فيجوز ذكره بما يجاهر به ،
ويحرم ذكره بغيره من العيوب .
وينبغي أن يُصنع ذلك حسبة لله

وتعريفاً للمؤمنين
لا تشهيراً وإشاعة للفاحشة أو تلذذاً
بذكر الآخرين.
قال ابن تيمية:

وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح
وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص
مع الإنسان مثل الإنسان مثل
أن يكون بينهما عداوة دنيوية
أو تحاسد أو تباغض. . .
فهذا من عمل الشيطان
و إنما الأعمال بالنيات .



الأخوة في الله
وهنا نصل لأمر في غاية الأهمية
وهو كيفية التملص والبُعد عن مواطن الغيبة
والنميمة والجلسات والأجتماعات
المؤدية لهذه المعاصي والموبقات
وأهما هوالبعد عن مواطن الريبة
وينبغي على المسلم أن يبعد نفسه عن

مواطن الريبة والتهمة التي تجعله
موضعاً لغيبة الآخرين ، وأن يكشف
ما قد يلتبس على الناس، وقد سبق
إلى ذلك أكمل الخلق وأعدلهم.
فقد أتته زوج صفية في معتكفه في المسجد ،

ولما انتصف الليل قام صلى الله عليه وسلم
معها يقلبها إلى بيتها فلقيه اثنان من أصحابه ،
فلما رأياه يمشي معها أسرعا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي
، فقالا: سبحان الله يا رسول الله ،
وكبر عليهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن الشيطان يبلغ في الإنسان مبلغ الدم ،
وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً ) .
قال ابن حجر :

فيه التحرز من التعرض لسوء الظن
والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار.
قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء

ومن يقتدى به، فلا يجوز لهم أن
يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم،
وإن كان لهم فيه مخلص . . . .

إخوتنا المؤمنون
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا لهذه الصفات الذميمة مكان في قلوبكم
فلا تتدابروا وتخلقوا بأخلاق من سبقكم
من الصحابة والسلف الصالح
وعلى رأسهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات

من حسد وبُغض وكراهية وغيبة ونميمة
لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )




آخر تعديل اندبها يوم 08-30-2019 في 10:21 PM.
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (08-30-2019),  (08-30-2019)
قديم 08-30-2019   #2


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعليكم السلام ورحمة الله تغشاك وبركاته
اخي وشيخنا الجليل اندبها احسنت شرحا وتوضيحا
لقضية وقع فيها الكثير الا من رحم ربي
فاصبحت الغيبة اليوم فاكهة المجالس
ووسيلة للتندر والتسامر بين الناس
وقلما وجدت جمع من الناس يتجنبون
القيل والقال ويدرءون بانفسهم عن ذلك
فكان لابد من بيان للنصيحة والتذكرة معا
وكان ذلك من خلال ما سطرته هنا متسلحا بالادلة
من الكتاب والسنة واقوال الصحابة رضوان الله عليهم
والتابعين رحمهم الله .. فأنت أصلت للموضوع تأصيلا منهجيا
وبينت الطرق المؤدية إليه وكيفية سد ذرائعه
فطرحت العلاج لهذا والذي هو في غاية البساطة
واليسر لمن يسر الله له جعلنا الله وإياك منهم
ووعظت ايما وعظا لاخوتك حرصا عليهم وحبا لهم في الله
فالله اسأل أن يجزيك بما هو أهله ويتقبل عملك ودعوتك
اعجبني دعاءك هذا بآخر الموضوع
اقتباس:
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة

خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات

من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين

لله المُتبعين لشرعه

وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم

وبارك لنا في أهالينا

وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،

وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به

بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك

، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،

ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،

اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،

اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك

ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،

اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.

إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى

وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي

يعضكم لعلكم تتذكرون

فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم

ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم

وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
فآثرت اقتباسه والتأمين عليه
اللهم آمين آمين وإيانا معك والمسلمين
جزاك الله خيرا اخي داعية المنتدى وشيخه
اخي الفاضل محمد بوركت وبوركت يمينك
ومتعك الله بتمام العافية . اشكرك
تقديري لك واحترامي




 
 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]







رد مع اقتباس
قديم 08-30-2019   #3


الصورة الرمزية وارفة البيان
وارفة البيان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2794
 تاريخ التسجيل :  Jan 2019
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (01:14 AM)
 المشاركات : 90,108 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 3,816 مرة في 2,409 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



وجعل الله عملك في ميزان حسناتك
سنتحلق حول منبرك ونحاول الأخذ
بما هو خير لنا في الدنيا والأخره
أحسنت أخي وجزاك الله خير الجزاء



 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ وارفة البيان على المشاركة المفيدة:
 (08-31-2019)
قديم 08-31-2019   #4


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي



رأت الإدارة أن لا تدمج المواضيع
ويؤخذ منها نسخة دون ردود وتوضع بالسلسلة
تسهيلا على القارئ الوصول للخطبة المطلوبة من خلال السلسلة
او من خلال المواضيع بمعنى سيصبح لكل خطبة رابطين
احدهما الاساسي والاخر من خلال السلسلة المدموجة
وهذا سيعمل به ابتداء من الخطبة السابقة ان شاء الله
والتي عنوانها : المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا )
وسنحاول نسخ ما سبق إن لم يتعذر ذلك
وننوه انه بمقدمة السلسلة والتي رابطها
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=27742
قد وضعنا فهرسا بعنوان ورابط كل خطبة بعد ان دمجت
لسهولة الوصول اليها دون البحث خلال صفحات السلسلة
سائلين الله القبول لاخانا اندبها والفائدة للقارئ العزيز
وهذا تنويها منا بذلك




 


رد مع اقتباس
قديم 08-31-2019   #5


الصورة الرمزية ريماس
ريماس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1531
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : منذ 4 أسابيع (10:42 PM)
 المشاركات : 81,587 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 1,710
تم شكره 4,734 مرة في 3,962 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
واثابك الله الجنه ان شاء الله
على ماقدمت



 
 توقيع :






رد مع اقتباس
قديم 09-17-2019   #6



بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جزاك الله خيرالجزاء
الله يعطيك العافيه



 


رد مع اقتباس
قديم 10-02-2019   #7


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي







بارك الله فيك وفي طرحك الطيب
وانار بصيرتك ونفع بك على الدوام
ورزقك جنة الرضوان
دمت بحفظه المولى




 
 توقيع :


رد مع اقتباس
إضافة رد

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 03-08-2024, 09:16 AM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون