إبراهيم الخليل أبو الأنبياء قال تعالى مخاطبا خليله إبراهيم : وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
قال ابن عباس : إن إبراهيم لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة فعرض له شيطان قال يونس الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات قال قد تله للجبين قال يونس وثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض وقال يا أبت إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره فاخلعه حتى تكفنني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين قال ابن عباس لقد رأيتنا نبيع هذا الضرب من الكباش قال ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم ذهب به جبريل إلى منى قال هذا منى قال يونس هذا مناخ الناس ثم أتى به جمعا فقال هذا المشعر الحرام ثم ذهب به إلى عرفة فقال ابن عباس هل تدري لم سميت عرفة قلت لا قال إن جبريل قال لإبراهيم عرفت قال يونس هل عرفت قال نعم قال ابن عباس فمن ثم سميت عرفة ثم قال هل تدري كيف كانت التلبية قلت وكيف كانت قال إن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج خفضت له الجبال رءوسها ورفعت له القرى فأذن في الناس بالحج .
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي الأزرق فقال أي واد هذا فقالوا هذا وادي الأزرق قال كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية ثم أتى على ثنية هرشى فقال أي ثنية هذه قالوا ثنية هرشى قال كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف خطام ناقته خلبة وهو يلبي قال ابن حنبل في حديثه قال هشيم يعني ليفا
روى جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج.
فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فلما استوى ليكبر سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء. لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه فإذا علي عليها.
فقال أبو بكر أمير أم رسول قال لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج.
فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.
ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.
ثم كان يوم النحر فأفضنا فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم وعن مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.
فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون وكيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ براءة على الناس حتى ختمها .
أمير المؤمنين والخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
يروى عنه أنه قال يوماً وهو بطريق مكة : تشعثون وتغبرون وتتفلون وتضحون لا تريدون بذلك شيئاً من عرض الدنيا , ما نعلم سفراً خيراً من هذا . يعني : الحج .
وقال سفيان الثوري: دخلت على المهدي فرأيت ما قد هيأه للحج فقلت: ما هذا! حج عمر بن الخطاب فأنفق ستة عشر ديناراً.
أبو العباس عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه. روي عنه أنه قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أغيلمة بني عبد المطلب على حمراتنا فجعل يلطح أفخاذنا بيده ويقول أي بني لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس فقال ابن عباس ما أخال أحدا يرمي الجمرة حتى تطلع الشمس
الصحابي الجليل المتعفف عن سؤال الناس الذي لم يقبل عطاء من أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله تعالى فرضي الله عنه وأرضاه.
كان حكيم بن حزام رضي الله عنه - يقف بعرفة ومعه مائة بدنة مقلدة , ومائة رقبة فيعتق رقيقه فيضج الناس بالبكاء والدعاء , يقولون : ربنا هذا عبدك قد أعتق عبيده ونحن عبيدك فأعتقنا . وجرى للناس مرة مع الرشيد نحو هذا .
الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كاتب وحي النبي صلى الله عليه وسلم.
يروي عنه عباد بن عبد الله بن الزبير فيقول: لما حج معاوية حججنا معه , فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين , ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا , فقال : انزع لي منها دلوا يا غلام . قال : فنزع له منه دلوا , فأتي به فشرب , وصب على رأسه ووجهه , وهو يقول : زمزم شفاء , وهي لما شرب له.
روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال : نزل جبريل عليه السلام بهذا الحجر من الجنة فتمتعوا به فإنكم لا تزالون بخير ما دام بين أظهركم , فإنه يوشك أن يأتي فيرجع به من حيث جاء به .
علي بن الحسين
زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد النبي صلى الله عليه وسلم سليل بيت النبوة الإمام العابد الزاهد رضي الله عنه.
يحكي عنه سفيان بن عيينة فيقول: حج علي بن الحسين رضي الله عنهما فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وانتفض ووقعت عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبي فقيل له: لم لا تلبي فقال: أخشى أن يقال لي لا لبيك ولا سعديك. فلما لبى غشي عليه ووقع عن راحلته فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه.
ذكر عن مالك بن أنس رحمه الله تعالى قال : صحبت جعفر الصادق , فلما أراد أن يلبي تغير وجهه وارتعدت فرائصه ; فقلت : ما لك يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : أردت أن ألبي . قلت : فما يوقفك؟ قال : أخاف أن أسمع غير الجواب .
عبد الله بن المبارك
عبد الله بن المبارك محدث مرو، المجاهد، العالم الرباني، المنفق على الإخوان في الله وتجهيزهم في الحج، قيل عنه يوم وفاته: مات اليوم سيد العلماء.
كان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم , وكان إذا أراد الحج من بلده ( مَرو ) جمع أصحابه وقال من يريد منكم الحج؟
فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها عنده في صندوق , ويقفل عليه ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع النفقة , ويطعمهم أطيب الطعام , ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من الهدايا والتحف , ثم يرجع بهم إلى بلده , فإذا وصلوا صنع لهم طعاما ثم جمعهم عليه , ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فرد إلى كل واحد نفقته .
قال سويد بن سعيد : رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم , فاستقى شربة , ثم استقبل القبلة , فقال : اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ماء زمزم لما شرب له . وهذا أشربه لعطش القيامة ثم شربه .