فهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب.
فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك.
آثارها:
التَّفرقة بين الناس، قلق القلب، عارٌ للناقل والسامع، حاملة على التجسُّس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق النَّاس،
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.( خرجه الإمام مسلم في صحيحه .
عقابها:
جاء في الحديث: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم.
قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم.
النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة متفق عليه .
في حديث أحمد: " شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب".
النمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه))
فالمسلم الصادق له وجه واحد حيثما كان وله لسان واحد لا ينطق إلا بما يرضي ربه عز وجل.
ومن فتاوي شيخنا ابن العثيمين
رحمه الله في حكم النميمة و أضرارها
هذه الفتوى
السؤال :
ما حكم النميمة و ما هي
أضرارها و نرجو ذكر الدليل
على ذالك ؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب :
النميمة هي أن ينقل الإنسان
كلام الناس بعضهم ببعض من
أجل الإفساد بينهم مثل أن
يذهب إلى الشخص و يقول :
قال فيك فلان كذا وقال فيك
فلان كذا ؛ لأجل إلقاء العداوة
بين المسلمين . وهي من كبائر
الذنوب ففي الصحيحين من
الحديث عبد الله بن عباس -
رضي الله عنهما- أن النبي -
صلى الله عليه و سلم- مر على
قبرين فقال :
(( أنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ؛
أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول ،
و أما الأخر فكان يمشي بالنميمة))
ثم أخذ جردية العطوة فشقها
نصفيين و غرز في كل قبر واحدة ،
فقالوا: لم فعلت هذا ؟
فقال عليه الصلاة و السلام :
(( لعله يخفف عنهما مالم ييبسا))
و ثبت عن النبي -عليه الصلاة و السلام -
أنه قال: (( لا يدخل الجنة قتات )) .
أي: نمام ، وعلى هذا فالواجب على
المؤمن أن يتجنب النميمة و أن
يبتعد عنها . و أما أضرارها فهي
على الشخص النام هذا الوعيد
الشديد الذي سمعت ، و أما
أضرارها على المجتمع فهي
التفريق بين الناس و الإفساد
بينهم .
من فتوى الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله
من كتاب فتاوى علماء البلد الحرام ( ص 1193)
02-22-2019
النميمة و شرها
.gif "94")
العرض العادي
