دق ناقوس الخطر
فـ لماذا يا أبي ...
يقف ذلك الحارس على بابك
وينهرني ...
ولماذا جيش من الممرضات يحمن حولك
ولماذا صار علي أن أعقم عيني ويدي قبل أن المسك
أو أعانقك
ولماذا صار ممنوع علي أن أقبلك
وكـ الطفل الصغير .. أرتمي بحضنك
لماذا لا تقوم كـ عادتك ...
وتجيبني إذا ما ناديتك
لماذا يحاصرونك بكل تلك الأجهزة ..
وصارت بدلا مني تعانق أنفاسك
قم يا أبي .. وأجبني
لماذا صار علي أن أعيش رعب غيابك
ولماذا صار علي النوم بنصف عين ..
وأنا الذي كنت بك و معك أنام بعيوني كلها ... وملء أفئدتي
ولماذا يحاولون كسر الاسطور
و يحاولون إقناعي بأن الجبل الشامخ قد سقط ...
ونام على سرير المرض
فيا أيها الاسد الجسور ... قم
ولا تترك عرينك هكذا خاوياً ..
يشكو هجرك
ويشتاق جلجلة صوتك
وعبير أنفاسك
قم يا أبي ..
لأنني وحق ربي أحبك
كما لم أحبك أبداً
قم يا أبي ..
لأنني كرهت الأدويه وأجهزة الاكسجين
واالملاءات البيض
وأشتقت عتابك
قم يا ابي
لتعود الأشياء لمكانها ..
والاحاسيس تعاود جحورها ..
والحلم القبيح .. يغادر
والصدور تنسى أنينها
قم يا أبي
لأتكىء على ظهرك من جديد
وأقول للفزع مهلاً
ولتعانق وسائدنا من جديد .. أحلامها
قم يا أبي ..
فـ أنا أريد أن أنسى
وأنت أيضاً ستنسى
وستنسى قلوبنا الحزينة .. مواجعها
للخيال طعم آخر
( حرف ر )