09-20-2021
|
|
المذكرة النموذجية في التدريس
أسامة طبش
إن التدريس عملٌ مهم يتطلب الانضباط والترتيب والدقةَ من المدرس، ومن سمات ذلك المذكرة التي يُحرِّرها بخصوص الدرس الذي سيُقدِّمه، وفي هذا المقال سنُجيب عن التساؤل التالي: هل هناك مذكرة نموذجية على المدرس الاعتماد عليها، أم أنه مجبر على تطوير نهجه الخاص؟
في البداية نحصر حديثنا بالمدرس المبتدئ، وهو ذلك المدرس الذي هو في بداية مشواره ويكتشف خبايا مهنته، هو يستعين بكل المصادر، ويتواصل مع المدرسين ذي الخبرة في الميدان، ويسأل ويأخذ النصائح منهم، ولهذا المدرس إمكانيةُ الاستعانة بالمذكرات النموذجية التي تحمل نفس هدف درسه، لكنَّه مطالبٌ - بعد فترة من ممارسته للمهنة، وأخذه الفكرةَ الواضحة عنها عمليًّا - بأن يكون له نهجه الخاص وطريقته في تحرير مذكرته، وهذا من أساسيات عمله.
إننا بحديثنا السابق لا نُطلق يد المدرس بشكل كامل، بل للمذكرة معالم ومنطق ومراحلُ، عليه أن يحفظها خلال تحريره إياها، ويتمثل ذلك في إثارة انتباه التلميذ وأطوار الدرس، والقاعدة العامة والتطبيقات، لقياس مدى الاستيعاب، وهذه العناوين التي أوردناها تَمنح الصورة العامة عن المذكرة الواجب تحريرها، ولا بد من استشفافها من خلال المذكرة المتعلقة بالدرس.
ما أسلفنا قوله نُطلق عليه "فن التدريس"، والذي يُمكن أن نُدمج فيه ذكاء المدرس وإبداعه وتَمكُّنه من المادة، فكل نشاط يُجرى بالقسم، يجب أن يسبقه تفكير عميق حتى يبلغ الهدف منه، فهو خطة عمل واضحة المعالم، مُنسجمة مع ظروف الواقع؛ لأن التلاميذ يختلفون من حيث قدراتهم واستعداداتهم لتلقي الدروس، فلا يُمكن تعميم حالة بعينها، وهنا تكمن الصعوبة في التدريس.
إن الهدف من المذكرة النموذجية، منح المدرس فكرة عامة عن كيفية تناول الدرس، لكن بعد هذا فإن المدرس مطالَبٌ بتحرير مذكرته الخاصة؛ لأنه له لَمسته، والتلاميذ الذي يتعامل معهم مختلفون من حيث المستوى والشروط التي يعمل في ظلها مُتميزة، والأكيد أن العوامل السابقة، ليست بالضرورة هي ذاتها لدى المدرسين الآخرين، ومن هنا تأتي الغاية في كون المذكرة شخصية مرتبطة بفكر المدرس والصعوبات التي يُواجهها.
|