~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 1,797,619


عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 1,797,619

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج العـــامـ > وهج التعليمي
وهج التعليمي ما يخص المناهج التعليمية والثقافات الاجنبية
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-18-2013   #21


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح الثالث: قراءة القرآن بتدبر

قراءة القرآن بتدبر أحد المفاتيح الرئيسة لإقامة الصلاة، ولا تصح الصلاة بدون قراءة الفاتحة وهي أم القرآن ، وهي الحد الأدنى ثم المجال مفتوح لمن شاء الزيادة وعلو المكانة.
إن من أكبر أسباب ضعف الصلاة وعدم حصول ما أخبر الله تعالى عنها من تأثير على القلب والنفس هو إهمال هذا المفتاح العظيم من مفاتح إقامة الصلاة.
الكثير من الناس يصلي الصلوات المفروضة وبعض النوافل لكن لو نظرت إلى صلاته لم تجد فيها ما يمكن أن يصدق عليه اسم الصلاة ، بل هي صلاة سريعة خالية من أي قراءة بقلب، ولو كان هذا الاستعجال في أداء هذه الصلاة لأمر ضروري وطارئ لكان في ذلك عذر، لكن الملاحظ أنه ينتهي من هذه الصلاة ليشتغل باللهو واللعب والقيل والقال ، ولو كان هذا الأمر فترة من العمر ثم يصلح الواحد من شأنه أيضا لكان الأمر أهون لكن الواقع أن مثل هذه الصلاة هي الغالبة على مختلف الأعمار من أطفال وشباب وشيب ذكورا وإناثا ، ولو كان الواحد من هؤلاء يعترف بتقصيره وتفريطه لكنت ترجو أن يصلح حاله يوما ما؛ لكنه يصلي مثل هذه الصلاة ويرى أنه قد بلغ الكمال وقضى ما عليه من واجب العبودية لله رب العالمين، والأخير هو أخطر هذه الأمور.
إن تضييع هذا المفتاح له صورتان:
الأولى : قلة قراءة القرآن في الصلاة .
الثانية : الاستعجال في القراءة وعدم تدبر ما يقرأ .
القرآن روح الصلاة ، فصلاة بلا قرآن كبدن بلا روح ، والقرآن نور الصلاة ، فصلاة بلا قرآن كبيت مظلم لا تبصر فيه شيئا"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَرْجُو مَا الْكِتَابُ وَلَا الإِيْمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوْرًا نَهْدِى بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" الشورى: ٥٢، الصلاة لا تسمى صلاة إذا لم يكن فيها روحها ونورها وهو القرآن ذي الذكر.




 
 توقيع :


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #22


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



ولكي تكون قراءة القرآن في الصلاة روحا ونورا لا بد من تطبيق مفاتيح تدبر القرآن العشرة ، والاجتهاد في ذلك غاية الاجتهاد والصبر والمثابرة إلى أن يصل المصلي إلى مرحلة يذوق فيها حلاوة القرآن ولذة مناجاة الرحمن بكلامه.
والبيان العملي لذلك مفصل في كتاب مستقل بعنوان : (مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة) ، لكن أذكِّر هنا بأمور منها:
أولا: الصلاة عمود الدين، والفاتحة عمود الصلاة ، فالفاتحة إذا عمود عمود الدين ، وجاء في الصحيح : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ، فيجب العناية بقراءة الفاتحة في كل ركعة
في كتاب (القراءة بقلب) تدريب: (الفاتحة مفتاح النجاح في الحياة) فاحرص على هذا التدريب ليفتح الله لك أبواب الخيرات والبركات في الدنيا، وتنال أعظم الدرجات والمنازل العالية في الآخرة، على المصلي أن يستثمر هذا التكرار اليومي لسورة الفاتحة في إحياء القلب وزكاة النفس وجعل الصلاة تعين على الحياة.
ما شرعت قراءة الفاتحة في كل ركعة من كل صلاة إلا لخطورتها وشدة حاجة العبد إليها ، ومن تأمل في معانيها تبين له ذلك.
ثانيا: قراءة القرآن في صلاة الليل بتحزيب وجهر وتكرار وترتيل وربط من أهم الأمور التي تعين على تحقيق مفاتيح إقامة الصلاة ذلك أنها تعمق تأثير القرآن في القلب فيزداد علمه ويقينه ويزداد خشوعه وإخباته.
ثالثا: يجب أن تكون قراءتك مفسرة حرفا حرفا كما ورد هذا في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة صحابته رضي الله عنهم ، وهذا يكون بتقطيع القراءة آية آية ، التوقف عن القراءة تماما عند رأس كل آية أو جملة تامة ثم التفكر في معاني ما قرأت، تتفكر فيها من جميع وجوهها،تحاول أن تتذكر ما تعرفه من معانيها، تحاول أن تربطها بما دلت عليه قدر استطاعتك وعلى حد علمك، تكلم نفسك وتجيبها كأنك تفسر الآيات لشخص آخر ، تفسر القرآن آية آية، جملة جملة، تفسره لنفسك حسبما يفتح الله به عليك، وما أشكل فتراجع تفسيره بعد الصلاة.
رابعا: إذا مررت بآية فيها تسبيح قف وسبح الله تعالى وعظمه ، وإذا مررت بآية فيها وعد ورحمة فقف واسأل الله من فضله ، وإذا قرأت آية فيها وعيد فقف وتضرع إلى الله تعالى أن يعيذك من هذا العذاب، وهكذا في كل القراءة.
من يقرأ بهذه الصفة يزيد تدبره وعمق فقهه لما يقرأ ، ويناجي الله بقراءته فيزداد قربه منه سبحانه فيكون حريا بأن يعطى ما سأل وأن يعاذ مما استعاذ منه.
خامسا: لا يكن همك آخر السورة ولا آخر الوجه أو آخر الموضوع والقصة بل همك فهم وفقه ما تقرأ حرفا حرفا، كلمة كلمة، لا تلزم نفسك بإنهاء السورة أو الوجه أو المقطع قبل أن تركع، بل اقرأ القرآن آية آية وحيثما انتهى الوقت المخصص للقراءة في الركعة فاركع حيثما كنت وأينما وصلت.
قد يقول قائل إذا كنت سأقرأ بهذه الطريقة فسوف يطول بي المقام ولن أستطيع ختم القرآن إلا في سنة أو أكثر ، فنقول: أولا: ليس المهم ختم كل القرآن وإنما المهم فقه القرآن وتدبره ، وثانيا: نقول ليس الأمر كذلك بل هو يسير على من يسره الله عليه ، وحين يتعود القلب على هذه الطريقة تسهل عليه ويمكنه الجمع بين القراءة وبين التدبر والتسبيح والدعاء ، لكن ربما في البداية يكون الأمر صعبا على البعض.
قد وجد من يشكك في حديث حذيفة وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة بسورة البقرة والنساء وآل عمران في ركعة وأنه إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها وعد وقف يسأل ، وإذا مر بآية فيها وعيد وقف يستعيذ، والحديث في صحيح مسلم، ويتعجب كيف قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه السور الطوال في ركعة واحدة بهذه الطريقة فالجواب ما ذكرت وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
سادسا: كلما كثرت قراءة القرآن في الصلاة كانت أعظم بركة وأكثر نورا وروحا وأقوى في تحقيق العبودية لله تعالى، وقوة تثبيت ذكره سبحانه في القلب وأقوى في تقوية الإيمان واليقين.
سابعا: يجب ألا يكون طول القراءة وكثرتها على حساب التدبر والتفكر بل يجب تطبيق كل مفاتيح التدبر.
ثامنا: لا يصح أن يكون طول القراءة على حساب الركوع والسجود بل يجب التسوية بينها فلكل ركن نصيبه ، فالصلاة بهذا الترتيب: أولا القرآن وما يثمره من العلم التفصيلي العميق بالله واليوم الآخر ، ثم الركوع لتعظيم الرب وإجلاله وتقديسه امتثالا لما جاء في القرآن وتطبيقا له وعملا به، ثم التضرع في السجود افتقارا إلى الله واستغاثة بالله تعالى وطمعا في حصول مرضاته، أما الميل إلى أحد هذه الجهات الثلاث دون غيرها فيحدث نقصا في الصلاة وتشويها لها وتقليلا لثمرتها وفائدتها ونفعها.
تاسعا: كل ما ورد عن السلف في تحزيب قراءة القرآن فهو قراءته في صلاة الليل وما ورد عنهم سوى ذلك فهو زيادة على هذا الأصل ، أما الاقتصار على تحزيب قراءة القرآن خارج الصلاة فهو من فعل بعض المتأخرين ممن خفي عليهم العلم بهذه المسألة ، أو بسبب الكسل عن قراءة القرآن في الصلاة.





 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #23


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



إن المتأمل في صلاة الناس اليوم يجد التطفيف الحاد في قراءة القرآن في الصلاة ، فالصلاة المفروضة تكون في حدود سبع دقائق من التكبير إلى التسليم ، يستوي في ذلك كل الصلوات الخمس دون تمييز.
لو نظرنا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر لوجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل صلاة الظهر كما جاء في الصحيحين : أن صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته ثم يأتي منزله ثم يتوضأ ثم يأتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى مما يطولها، وجاء في حديث آخر أنه يقرأ في الظهر بقدر سورة ألم تنزيل السجدة ، وأما صلاة الفجر فكان يقرأ فيها بطوال المفصل.
لست أدعو إلى تطويل الصلاة والناس لا تطيق ذلك بل السنة في الصلوات المفروضة أن الأمام يقرأ حسب ما يطيقه الناس ولا يؤدي إلى مللهم ونفورهم من الصلاة.
يجب أن يعلم الناس أن هذا سبب نقصهم وضعفهم ، وأن يربى الناس على الصلاة التي تمدهم بالحياة بالقوة والعافية ، الصلاة التي تصلح جميع أحوالهم ويكون هذا بنشر العلم بهذه القضية وإشاعتها على أوسع نطاق وفي أعمق عمق تصل إليه، هذا هو أفضل وأعلى طريق للإصلاح والتربية والتغيير .
إذا كانت القراءة في الصلوات المفروضة يراعى فيها عامة الناس ، فهذا يؤكد على كل راغب في الخير أن يعوض هذا النقص في قراءته في صلاة التطوع.
نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تورمت قدماه الشريفتان من كثرة ما يطيل الوقوف لقراءة القرآن، فمن منا تورمت قدماه من أجل تدبر القرآن وذكره.
قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عما سيحصل من خلل في تضييع هذا المفتاح الكبير من مفاتح إقامة الصلاة فقال : يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم ويقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري)
هذه حال من فرق بين القرآن والصلاة، الصلاة دون تدبر القرآن ليست صلاة، ومهما كثرت فلا تحقق الإيمان والهداية للصراط المستقيم أبدا.
يستحيل أن تجد مبتدعا قد جمع بين الصلاة والقرآن، أعني قراءة القرآن بتدبر في الصلاة بالمفاتيح التي ذكرتها في كتاب مفاتح تدبر القرآن ، هذا هو مربط الفرس ، ومحك القوة والنجاح ، ومحور النصر والثبات ، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
يستحيل وأقول يستحيل أن يوجد ضلال مع تطبيق هذه المفاتيح ، مفاتح إقامة الصلاة ومفاتح تدبر القرآن، من هدي إليها ووفق للقيام بها فقد هدي إلى صراط مستقيم، ودل على خير عظيم.
انظر في المبتدعة من حولك أينما كنت هل تجد عندهم هذا السر العظيم، لا أظن ذلك أبدا، وإن ظهر لك في الوهلة الأولى خلاف ذلك فارجع البصر مرة بعد مرة؛ يتبين لك الأمر وتنكشف لك الحقائق.
إن كثيرا من المسلمين اليوم قد فرط في هذه المفاتيح فأصبحت حياته في خطر ، وإيمانه على شفا جرف يكاد ينهار به في أودية الضلال والضياع ، فالأمر جد خطير ولا يحتمل التهاون أو التأخير، بل يجب الجد والتشمير في تعلم مفاتح إقامة الصلاة والتربية عليها قبل أن يخسر الواحد منا نفسه وأهله ثم لا ينفعه الندم ولا تفيده الحسرة شيئا.





 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #24


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح الرابع : التوحيد

التوحيد هو لب الصلاة وسر مشروعيتها ، فما شرعت الصلاة إلا لإقامة وتثبيت توحيد الله تعالى في النفوس"إنَّنِى أَنَا اللهُ لَا إِلهَ إلَّا أنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى" طه: ١٤ وتجد التوحيد في الصلاة كلها ، بل وفي النداء لها أذانا وإقامة.

التوحيد جاء ذكره في كل أقوال الصلاة إما نصا ولفظا أو ضمنا.
ففي دعاء الاستفتاح : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ، سبحانك الله وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، والقرآن ومنه الفاتحة كله توحيد، والتكبير في كل انتقال في الصلاة هو توحيد ، والتسبيح والاستغفار والدعاء كله متضمن للتوحيد، وفي التشهد ينطق المصلي بالتوحيد : أشهد ألا إله إلا الله.
فالمصلي عليه أن يتفكر في هذا المعنى جيدا ويركز عليه في الصلاة كلها فإن فعل ذلك استفاد من هذا المفتاح العظيم من مفاتيح الصلاة وكانت صلاته نورا .
أما إن كان يردد التوحيد بلسانه دون وعي لما يقول في صلاته ثم تجد حياته تخالف ما يقوله في صلاته فهذا قد ضيع هذا المفتاح ولم يستفد منه فتكون صلاته مظلمة معتمة لا إشراق فيها ولا حياة ، فكل صلاة خلت من التوحيد فقد انطفأ نورها وذهب بريقها وصارت صلاة جسد بلا روح.




 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #25


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح الخامس: التكبير

الله أكبر أول كلمة تفتتح بها الصلاة ، وقبل ذلك يفتتح بها النداء لهذه الصلاة في الأذان والإقامة.
هذه الجملة هي خلاصة الدين، خلاصة التوحيد، الله أكبر من يقولها بصدق بقلب عالما بعمق معناها مستحضرا دلالاتها فإنه الموحد المؤمن الولي.
هذه الكلمة نكررها في الصلوات المفروضة وحدها أكثر من مئة مرة كل يوم، يضاف إلى ذلك نوافل الصلاة ، وفي الأذان والإقامة والتكبير بعد كل صلاة وعند النوم، وفي مواضع أخرى.
الله أكبر نقولها تعظيما لله عز وجل ، واعترافا بأنه أكبر من كل شيء ، نقولها شكرا لله على ما هدانا وأولانا من النعم ، وما لم يوجد هذا المعنى في القلب حين ينطق اللسان بكلمة ( الله أكبر ) فإنه تكبير ناقص.
هذه الجملة مكونة من كلمتين: (الله) ، (أكبر) وهي تعني أن الله سبحانه أكبر من كل شيء وهو وحده المستحق للعبادة دون سواه من الخلق.
تفكر وأنت تصلي في سر تخصيص هذه الكلمة دون غيرها لتكون مع الانتقال بين أفعال الصلاة، ما شرعت هذه الكلمة بهذه الكثرة وفي هذه العبادة العظيمة وغيرها من العبادات إلا لتأكيد معناها وترسيخه في القلب فتحدث فيه الخشية والرهبة والخوف.
مع كل انتقال في الصلاة تعلن أن الله أكبر ، وحين تقولها وأنت مدرك لمعانيها فإن هذا التكرار لهذه الكلمة كفيل بتعميق الإيمان في القلب وحفظه من كل شر وطرد كل شيطان .
حين يكرر المسلم هذه الكلمة كل هذا التكرار فإن هذا يؤدي لتعميق معناها ومن ثم العمل بمقتضاها ، وحين يحصل خلاف ذلك فلنعلم أنه تكبير بدون قلب.
وإن مما يحيي هذه الكلمة في النفوس أن تطبق عليها مفتاح الربط ، فتربط بها عددا من المعاني الدالة عليها مثل: الله أعلى ، الله أعز ، الله أحد ، فكلما قلت : الله أكبر تذكرت هذه المعاني ، ثم تنويع هذا الربط بين فترة وأخرى ، ومعاهدته باستمرار لئلا يضعف أو ينسى .




 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #26


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح السادس: التسبيح

تعظيم الله تعالى يكون في الصلاة كلها، لكنه في الركوع أخص لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فأما الركوع فعظموا فيه الرب(مسلم عن ابن عباس)، فالركوع هو محل التعظيم والتقديس والإجلال والتنزيه.
وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم كلمات عظيمه جليلة تحقق هذا المقصد من ذلك: سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين.
فعلى المصلي أن يحفظ هذه الكلمات وأن يتفقه في معناها، وأن يرددها في الركوع بقلب حتى تزرع في قلبه عظمة الله وتقديسه وخشيته وإجلاله.
وهذا التعظيم هو اعتراف بعظمة الله وإقرار به، ومدح وثناء على الله تعالى ، ومناجاة لله بهذه الكلمات ابتغاء رحمته ومحبته ورضوانه.
ومن المهم جدا حين قراءة هذه الكلمات أن يقولها بتفخيم مع المد والربط ليكون الثناء عميقا وقويا يثبت بالقلب.
والمعظم لله تعالى بهذه الكلمات ، الذي يقرؤها بقلب يصل بعد فترة من المجاهدة إلى مرتبة الإحسان وهي أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يراه.
تذكر أنه كلما زاد مقدار حفظك التربوي للقرآن والسنة كلما زاد إيمانك بالله تعالى وزاد تعظيمك وإجلالك وتقديسك لربك.
قف عند كل آية في القرآن ذكر فيها اسم الله وتأمل فيها طويلا فهذا يجعل تسبيحك في الركوع أكثر خشية وإجلالا ومحبة لله سبحانه وتعالى.





 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #27


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح السابع : التحميد

حمد الله والثناء عليه بما هو أهله وبما يستحقه من عظيم الثناء والتمجيد في الصلاة كلها، وخاصة في سورة الفاتحة.
وقد خصص ركن من أركان الصلاة للحمد خاصة دون غيره كما هو المعلوم من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد شرع لأمته في هذا الركن عددا من المحامد يحسن بالمصلي أن يتعلمها، يحفظها لفظا ومعنى وينوع بينها ويكررها ويكثر تكرارها ويطيل هذا الركن خاصة في صلاة النافلة.
وشرع في هذا الركن الوقوف لأن الحمد أعلى مقامات تعظيم الله وتقديسه فكان الوقوف هو المناسب له ، وهو مماثل لركن قراءة القرآن الذي يتضمن التوحيد كله.
حمد الله تعالى له جهتان:
الأول: حمد الله على صفاته وأسمائه وأفعاله.
الثاني: حمد الله على نعمه وآلائه وبره وإحسانه.
وفي الجهتين يعترف العبد أن الله تعالى له الكمال المطلق، وله الفضل والمنة، وأنه وحده لا شريك له هو المستحق للتعظيم والمدح والثناء والتقدير لا يشاركه في ذلك أحد من الخلق مهما كان ومن كان.
وحمد الله لا يمكن أن يحصيه العبد أو أن يقوم به، ومن رحمة الله وبره بعباده أن شرع لهم كلمات جامعة شاملة ورضيها منهم ، من ذلك: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، الحمد لله ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمكث الساعات الطويلة يكرر المحامد ويرددها.
إن المصلي حين يرفع من الركوع شرع له أن يقول: سمع الله لمن حمده، وفي هذا الجملة حث وتحفيز للمصلي أن يبادر إلى الحمد فإن الله سمع من حمده واستجاب له، ينبغي للمصلي أن يفرح بهذه البشارة في كل ركعة من صلاته ويكثر من حمد الله والثناء عليه فهذا حق الله على عبيده، وكثرة الحمد وسيلة إلى تحقيق الرجاء ودفع البلاء.
وقد ورد في فضل الحمد وثوابه نصوص كثيرة مذكورة في كتب السنة يحسن العلم بها واستحضارها لينشط العبد بكثرة الحمد لربه ويجتهد فيه .





 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #28


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح الثامن: الاستغفار

الاستغفار نصف التوحيد ، فالتوحيد علم وعمل ، فالعلم هو: لا إله إلا الله، والعمل هو الاستغفار، وهو توحيد العبودية"فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ"محمد: ١٩ ،( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).

الاستغفار هو الاعتذار من التقصير في حق الواحد القهار، وحق الله على عباده عظيم وهو أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، والتقصير فيه حاصل ، أما تعظيم الله حق عظمته وتقدير الله حق قدره فهذه منزلة عالية رفيعة قد لا يدركها إلا الأنبياء ، وكلما زاد علم العبد بربه كلما زاد يقينه بتقصيره وتفريطه فلذلك الاستغفار لازم للعبد مهما كانت مرتبته ، ومهما كانت عبوديته.
والصلاة كلها استغفار من أولها إلى آخرها: ففي الاستفتاح: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، وفي الركوع: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، وفي السجود: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ...، اللهم اغفر لي ذنبي كله ...، وفي التشهد: رب إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا كبيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي ...
وخصص ركن مستقل للاستغفار في جلسة خاصة تشعر بالذل والافتقار ، فهي جلسة الأسير المنتظر للقتل أو جلسة المتوسل إلى عظيم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل هذا الركن ويكثر فيه الاستغفار وربما كرر فيه كلمة واحدة وقتا طويلا هي : رب اغفر لي لا يزيد عليها.
وبعد الاستغفار يستجاب الدعاء لذلك شرع للمصلي أن يدعو بعد الاستغفار بدعوات جامعة جمعت خيري الدنيا والآخرة وهي قوله صلى الله عليه وسلم : رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني.
حين يوجد هذا الاستغفار بصدق ويقين وعمق فإن ما وعد الله تعالى عباده على لسان رسله يتحقق لهم، فهذا نوح يعد قومه إن استغفروا أن يمددهم بأموال وبنين ويجعل لهم جنات ويجعل لهم أنهارا ، وهذا هود يعد قومه بإرسال السماء عليهم مدرارا ، ويزيدهم قوة إلى قوتهم ، وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يعد أمته بخيري الدنيا والآخرة إن تابوا واستغفروا ، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .




 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #29


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح التاسع: الدعاء

الصلاة في اللغة: الدعاء وهذا معناها الحقيقي في الاصطلاح ،فالصلاة كلها دعاء ، ففي الاستفتاح دعاء ، وعند قراءة القرآن دعاء ، والفاتحة دعاء ، وفي الركوع طلب للمغفرة مقرون بالتسبيح وهو دعاء ، وفي الجلوس بين السجدتين دعاء ، وبعد قراءة التشهد دعاء.
اختص السجود بكونه محل إكثار الدعاء والإلحاح فيه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء، وقوله صلى الله عليه وسلم : وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ،وقوله صلى الله عليه وسلم : وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء فقمن أن يستجاب لكم، فنص بذلك على أمور:
الأول: أن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ، وإذا كان السجود في جوف الليل تضاعف قرب العبد من ربه كما جاء في الحديث : أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن (الترمذي وصححه عن عمرو بن عبسة)، فيجتمع للعبد قرب الحال وقرب الوقت.
الثاني: بيان أن الدعاء في السجود مستجاب .
الثالث : الأمر بكثرة الدعاء والإلحاح فيه.
كان من هديه صلى الله عليه وسلم إطالة السجود وكثرة الدعاء والتضرع والتسبيح والاستغفار.
ومن مواضع كثرة الدعاء في الصلاة بعد قراءة التشهد الذي يبدأ بالثناء على الله تعالى ثم الصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فهو من مواضع استجابة الدعاء وخاصة في الصلوات المكتوبات.
من المهم جدا حفظ الأدعية الواردة في القرآن والسنة حفظا تربويا ، فالأدعية الواردة في القرآن والسنة فيها معان كبيرة وعظيمة تحتاج إلى فقه عميق دقيق.
والمتأمل في الصلاة يجد أنها توفرت فيها أسباب إجابة الدعاء فمن ذلك:
1- استجابة الدعاء عند الاستفتاح: قال ابن عمر رضي الله عنهما : بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من القائل كلمة كذا وكذا قال رجل من القوم أنا يا رسول الله قال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء (مسلم عن ابن عمر)
2- الفاتحة دعاء مستجاب وهي أعظم الدعاء، دل على ذلك حديث (قسمت الصلاة) وهو في صحيح مسلم.
3- الاستجابة عند التأمين بعد قراءة الفاتحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)
4- استجابة الدعاء عند التحميد بعد الرفع من الركوع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه (البخاري ومسلم عن أبي هريرة)، وقال رفاعة بن رافع الزرقي: كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال من المتكلم قال أنا قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول(البخاري) وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بها فإنه لم يقل بأسا فقال رجل جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها (مسلم)
5- استجابة الدعاء في السجود: ومر في أول هذا المفتاح ذكر الأحاديث الدالة على ذلك.
6- الدعاء بعد التشهد وقبل التسليم: قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات (الترمذي وحسنه عن أبي أمامة)
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ويطيلها ويكثر فيها التضرع والاستغاثة والإلحاح بالدعاء وطلب كشف الكربة وإزالة الغمة.
فهذا هو الصراط المستقيم والهدي القويم في مثل هذه الأحوال لكن الملاحظ أن من لم يجاهد نفسه على الصلاة في الرخاء ولم يتدرب عليها طويلا فإنه لا يستفيد منها في الشدة بل تصعب عليه أو تتعذر .
إن الإخلاص أقوى حال يستجاب فيها الدعاء ويحقق الرجاء ويدفع البلاء ، حتى لو كان المخلص في دعائه مشركا في حال الرخاء كما قال تعالى : "فَإذَا رَكِبُوا فِى الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدَّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ"
العنكبوت: ٦٥، والصلاة متى كانت حقا صلاة فإنها تحقق قوة الإخلاص واليقين بأنه لا إله إلا الله ، وهو وسيلة إلى كشف الكربات وجلاء الهموم والأحزان ، وشرح الصدور وتيسير الأمور ودفع الشرور.
الدعاء هو العبادة ، والصلاة هي الدعاء ، فالصلاة هي العبادة ، هي أعظم عمل ينبغي أن يشغل حياة العبد ، ويسيطر على اهتمامه، الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، هي العروة الوثقى التي تصل العبد بخالقه، وتدخله على مولاه، وتقربه عنده زلفى ، وترفعه درجات يصل بها إلى أعلى مراتب الولاية والحب والقرب، أكثر من الصلاة ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وتذكر أن الصلاة هي الدعاء، وما شقي عبد فتح الله له أبواب الدعاء والمناجاة .
فالدعاء الدعاء أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ، وإذا قيل الدعاء فأول ما ينبغي أن ينصرف الفهم إلى الصلاة فهي الدعاء وهي أقرب ما يكون العبد من ربه.
تذكر أنك في أي لحظة معرض لخطر زوال الهداية من قلبك فكن على حذر، واعلم أنك مضطر إلى ربك في كل لحظة أن يهديك للصراط المستقيم ويثبت قلبك على دينه،ويحفظك من الزيغ والضلالة والمعصية، فالعبد أفقر ما يكون وأحوج ما يحتاج من ربه الهداية إلى الصراط المستقيم ، وثبات القلب على دينه وعدم زيغه عنه طرفة عين، لذلك كان هذا الدعاء فرض عين في كل ركعة، فيجب أن تدعو به دعاء مضطر مشفق خائف منكسر، دعاء عبد يرجو رحمة ربه وهدايته ويخاف من سخط ربه، ومن الضلال عن صراطه المستقيم.
التضرع إلى الله تعالى والافتقار والاضطرار إليه سبحانه،يجب أن يكون في كل حال في السراء والضراء ، والشدة والرخاء ، لأن الإنسان مفتقر إلى ربه مع كل نفس من أنفاسه وهو على خطر عظيم مع كل خفقة من خفقات قلبه ، لا غنى له عن ربه طرفة عين.
قال ابن تيمية: بحيث يجد اضطراره إلى أن يكون الله تعالى معبوده ومستغاثه أعظم من اضطراره إلى الأكل والشرب فإنه لا صلاح له إلا بأن يكون الله هو معبوده الذي يطمئن إليه ويأنس به ويلتذ بذكره ويستريح به ولا حصول لهذا إلا بإعانة الله، ومتى كان للقلب إله غير الله فسد وهلك هلاكا لا صلاح معه "اهـ
هذا هو العبد الذي حقق العبودية وأخلصها لله فلا يغير تغير الحال من حاله شيئا، هو في أحلك شدة كما هو في أحسن حال وأنعم بال لا يتغير شدة تعظيمه وتقديسه وتكبيره وتبجيله وإجلاله لربه، ولا يتغير رؤية شدة فقره واضطراره وفاقته واستغاثته وابتهاله لربه شيئا.
حسن العبودية لله تعالى تعني دوام الدعاء والاضطرار والانكسار لله تعالى في كل لحظة، مع الأنفاس.
إن الغفلة عن هذا العلم والإيمان واليقين نقص في العبودية، وإذا كثر وطال، أو كان في الشدة دون الرخاء؛ فهو نوع من الاستكبار عن عبودية الله تعالى.
لا يصح لك أيها العبد أن تنفك عن عبودية ربك طرفة عين، بل كن دائم الدعاء والافتقار والاضطرار إلى ربك، هذا ما يريده الله منك؛ أن تكون عبدا خالصا له سبحانه، دائم الدعاء والاستغاثة والافتقار، وأكثر الاستغفار والاعتذار آناء الليل وآناء النهار ، فهو سبحانه يحب المستغفرين ويقبل توبة التائبين.




 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013   #30


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المفتاح العاشر: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

في ختام كل صلاة يشرع للمصلي أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويصلي على آله وفي هذا تذكير بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة آل بيته في كل صلاة يصليها ، وحب النبي صلى الله عليه وسلم وحب آله من الإيمان الذي أمرنا به ، ومن العمل الصالح الذي نتوسل به لتحصيل رضى الله تعالى.






المفتاح الحادي عشر: التسليم

في جلسة التشهد بعد الثناء على الله تعالى يسلم المصلي أولا على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسلم على نفسه وعلى عباد الله الصالحين ، أخرج البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على الله قبل عباده السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان وفلان فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل علينا بوجهه فقال إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض .
ومشروعية ختام الصلاة بالسلام له معان مهمة منها: ترسيخ الحب والإخاء بين المؤمنين وتقوية الصلة بينهم فإن إفشاء السلام سبيل غرس الحب كما صح بذلك الحديث .
وعلى المصلي أن يتذكر كل معاني السلام وهو يسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم ويسلم على عباد الله الصالحين ، وهو يختم صلاته بقوله: السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله ، فهو سلام ودعاء لإخوانه المؤمنين بالرحمة والبركة .
إن مجتمعا تقام فيه هذه الصلاة ويعي المصلي معنى السلام الذي شرع له في صلاته لهو مجتمع تسوده المحبة والمودة ، ويكثر بين أفراده التعاون والتكاتف ، ويسوده السلام وتختفي منه مظاهر البغضاء والشحناء.








 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع بسمة روح مشاركات 36 المشاهدات 9289  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-13-2024, 09:06 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 02:01 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah