#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَارِئُهُ الْفِنْجَانَ
وَبَيْنَمَا أَتَعَرُّجٌ عَلَى جَرِيدِ نَخْلِ مطأطِئِي الرَّأْسَ
إِذْ بِصَوْتِ بَعيدِ يَهْفُو تَحَمُّلُهُ ذَرَّاتِ الْهَوَاءِ الِيَّ مَسَامِعِي يَا أَيِّهَا الشَّابَّ الْعَجُوزَ أَقْبَلَ أُرِيدُ نَثْرَ الْبُنِّ فِي فِنْجَانِكَ يَا أَيِّهَا الْعَاشِقَ الْمِسْكِينَ أَقْبَلَ أُرِيدُ خَوْضَ أَفْلَاَكِكَ فَأَلْتَفِتُ إِلَى الْوَرَاءِ بإهتزازات مدلوكه وَعُنْقَ لِينٍ فَإِذْ بِقَارِئِهِ الْفِنْجَانَ تُشْعِلُ الْحَطَبُ فَلَوْ تَعْلَمُ هَذِهِ العرافه أَنَّ مَا يَسْتَكِينُ هَذَا الصَّدْرُ يَفْوَقُ شُعْلَتُهَا لِأَعْطَتْنِي فِنْجَانِيُّ باردآ فَلَهِيبَ صدري يَكْفِي لِغَلَيَانِهِ وَجُعَلِهِ أَكْثَرَ مَذَاقٍ مَا إِنَّ إِرْتشفت رَشْفَتَي الْأوْلَى إِلَّا وإِنْصب عَلَى كاهلى حَنْظَلَ السِّنَّيْنِ وَجَاسَ بِالْأَعْمَاقِ فَوَبْلِ الْوَتِينِ فَتَأَمَّلَتِ العرافه إِلَى دُقَاقِهِ جَسَدِيٌّ فَأَخَذَتْ تحنتم وَتُوَارِي سَكْبُ الْأَحْدَاقِ وتختخت بِمَسْمَعِيٍّ أَهَاجَرَ دوائك دَائِك يَا وَلَدِي؟ يَكْفِي رَشْفُهُ مِنَ الْفِنْجَانِ دَعِنَّي أَسَكَبَ مَا تَبْقَى فَلَمْ يَعُدْ لِي صبرآ لِإنْهَاءِ رَشْفَاتِكَ فَأُرِيدُ أَنَّ أَتَحَدَّى رُموزُ التعاويز وَأَخْتَرِقُ قَانُونَ أَسْيَادَ الْعَرَّافِينَ بِفِنْجَانِكَ مَا إِنْ أَسَكَبَتِ الْبُنَّ بِالصَّحْنِ وَأَلْقَتْ نَظَرَتُهَا الْأوْلَى بِقَعْرِ فِنْجَانِيِّ الْعَقِيمِ إِذْ بإنتفاضه تَمَلُّؤَهَا رَعِشَهُ تُعَنِّقُ تِلْكَ العرافه فَيُصِيبُهَا وَابِلٌ مِنَ التَّعَرُّقِ فإِحْتبست أَنِفَاسِيٌّ بِصَدْرِيِّ وكسى الرَّأْسَ الأذرا فَمَا هِي إِلَّاثَوَانِي وَ هَدَأَتِ العرافه وَبَدَأَتْ أَنَا فِي إلتقاط انفاسي وَتَحْرِيرَهَا وَبَدَأَتِ العرافه شَعْوَذَاتهَا وَرَسْمَ الْخُطُوطِ أَمَامَكَ يَا وَلَدِيِّ بَحْرِ أَهْوَجِ وَسَيَّلَ عَارِمُ أعْرَجُ فَشِرَاعَكَ مَقْطُوعٌ وَخَشَبُكَ مثقوب أَنِفَاسَكَ تَحْبِسُ بِعُمْقِ الْغَرِقِ فَيَأْتِي مَوْجُ للَقِيطُ يَدْفَعُكَ لِشَاطِئِ جزيره مَهْجُورَهُ فَإِذْ بِهَالِهِ بَيْضَاءَ تَحْوِيكَ بِإِشْعَاعٍ يُعِيدُ إِلَيْكَ أَنْفَاسِكَ فَتَتَّسِعُ أَحْدَاقُكَ وَتَتَوَهَّجُ مقلتيك وَتَجِدُ حُسْنُ الْأَمَلِ بإنتظارك حَوِّرِيهِ لَاهِي إِنْسِيُّهُ وَلَا جَنِّيُّهُ وَلَكِنَّهَا يَا وَلَدِيُّ مَلَاَكِ عَقْدِ مِيلَاَدِهَا بِأَوْصَالِكَ سَتُرَافِقُكَ الطَّرِيقُ وَسَتَكُونُ زهرآ يُزْهِي عُمَرُكَ سَتَكُونُ حَوَرِيَّتُكَ مِيلَاَدَ جَديدٍ لَكَ سَتَمْنَحُكَ فرحآ قَدَّرَ حُزْنٌ أَسَكَّنَكَ وَسَتَتَقَطَّرُ مِنْ أَطْرَافٍ أَبَاخِسَهَا زَمْزَمَ يَرْوِيكَ وَسَتَجِدُ فِي بَاطِنٍ كَفِيهَا وَطَنَ يَأْوِيكَ وَسَيُغَلِّفُكَ قَلْبُهَا بِطِبْقِهِ فَلَاذِيِّهُ تَعْجَزُ الآلآم عَلَى إختراقها سَتَجِدُ نُورُ سَمَاوِيُّ حَرَمٍ عَلَيْهِ الدَّيْجورَ وَسَتَجِدُ حبآ مَطْهَرٌ مِنْ دَنَسِ الْعَذَابِ ستجد نصفك الثاني يا ولدي روح أطالت هجرها وقدر لها الموئل بين ترائبك تنفس فالبعيد قريب والمنتظر علي وشك المجئ |
10-24-2019 | #6 |
|
غبت وهاانذا اعود لأجدك مستمر في كتابة ابداعاتك الادبية الراقية والجميله بشكل مميز جميل وطرح مقنن رائع
اعجبتني اللوحه التصويرية الموجوده داخل النص وكأني ارى تلك البلورة التي تجلس خلفها تلك الساحرة تريد ان تقرأ افكار ماتشاهده لتخبرك بما هو مستقبل تلك الامور المتناثره حولك ... وربما تأتي الحورية من اعماق البحر وربما تغيب بين غياهب السحب وتعلوااكثر وتنظر بين يديك فلا تجد شيئاً ... هي هكذا احلامنا . |
|
(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 03-05-2024, 09:07 PM (إعادة تعين) (حذف) | |
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|