~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 335
عدد  مرات الظهور : 2,079,679


عدد مرات النقر : 335
عدد  مرات الظهور : 2,079,679

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > لعلوم السنة والسيرة والتاريخ الاسلامي
لعلوم السنة والسيرة والتاريخ الاسلامي كل ما يخص الرسول وصحابته والتابعين وما يخص الاحاديث والسيرة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-17-2015
بنت النيل
مي محمد غير متواجد حالياً
Egypt     Female
لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 528
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 فترة الأقامة : 4437 يوم
 أخر زيارة : 08-25-2020 (10:59 PM)
 الإقامة : المنصورة
 المشاركات : 36,790 [ + ]
 التقييم : 228073882
 معدل التقييم : مي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond reputeمي محمد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 201
تم شكره 562 مرة في 461 مشاركة
افتراضي الرسول قدوتنا في الاخلاق



[align=center][tabletext="width:80%;background-color:white;border:5px solid gray;"][cell="filter:;"][align=center]



لقد كان قرآنًا يمشي على الأرض، أي أنه عمل بأخلاق القرآن، وتمثل آداب القرآن، وذلك أن القرآن أنزل للتدبر والعمل به، فكان أولى الناس عملًا به وامتثالًا لأوامره سيد الخلق.


الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.... الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى، فجعله غثاءً أحوى.... نحمده حمدًا كثيرًا كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، ونصلي ونسلم على البشير النذير، والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:
فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على مكارم الأخلاق، وكان أفضل الخلق أخلاقًا وأحسنهم آدابًا، وبيَّن رسول الله أنه ما بُعِثَ إلا ليتمم مكارم الأخلاق، فلقد كانت في الجاهلية أخلاق كريمة فأتى الرسول ليتممها، وذلك بإصلاح ما فسد منها، والثناء على ما كان فاضلًا، والحث عليه حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» (هكذا رواه الإمام أحمد، وورد بلفظ: «مكارم الأخلاق» وصححه الألباني، ورواه الإمام مالك بلفظ: «حُسْنَ الأخلاق»).
أيها المسلمون: لقد امتدح الله نبيه على كمال الأخلاق فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] وذلك يظهر من خلال معاشرته للناس ومخالطته لهم، ولقد سُئِلَت عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: "كان خلقه القرآن" (رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي)، فلقد كان -بأبي هو وأمي- قرآنًا يمشي على الأرض، أي أنه عمل بأخلاق القرآن، وتمثل آداب القرآن، وذلك أن القرآن أنزل للتدبر والعمل به، فكان أولى الناس عملًا به وامتثالًا لأوامره سيد الخلق.
ومما ذكر من الأخبار في حث الرسول على الأخلاق، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» (رواه الإمام أحمد والترمذي والدارمي. وقال الترمذي: حسن صحيح).
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» (رواه أبو داود في سننه، وهو حديث حسن كما ذكر الألباني في صحيح أبي داود برقم [4015]).
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن خياركم أحاسنكم أخلاقًا» (رواه البخاري ومسلم).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل يقول: «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» (رواه الإمام أحمد وأبو داود، ولفظ أبي داود: «إن المؤمن ليدرك...» والحديث صحيح كما ذكر الألباني في صحيح أبي داود برقم [4013]).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء» (رواه الترمذي بهذا اللفظ، ورواه الإمام أحمد وأبو داود من غير زيادة «وإن الله ليبغض الفاحش البذيء»).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: «واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت» (رواه مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث طويل برقم [1290]، وهو حديث جليل فيه دعاء شريف أرجو ممن يطلع على هذا الحديث العمل به وتدبر معانيه، ورواه أيضًا الترمذي والنسائي وأبو داود وأحمد والدارمي).
وقال: «إن الله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سفسافها» (رواه الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية، والحديث صحيح كما ذكر الألباني في السلسلة الصحيحة [1378]).
وكان أول من امتثل تلك الأخلاق وعمل بها رسولنا، ونحن نذكر من الأخلاق الحميدة التي تخلق بها لنقتدي به في ذلك تحقيقًا لقول الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].
ومن تلك الأخلاق الرفيعة: الصدق في الكلام، والصدق في النيات، والصدق في الأعمال كلها، فهو الذي اتصف بذلك الخلق العظيم، وشهد بذلك أعداؤه قبل أصحابه، وقد كان يسمى الصادق الأمين، وهو القائل: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا» (رواه مسلم والترمذي وأبو داود).
وجعل الكذب علامة من علامات النفاق حيث قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» (رواه البخاري ومسلم).
وهكذا عاش رسول الله صادقًا في كلامه، وصادقًا في عمله، وصادقًا في نيته، وصادقًا في مبادئه... لم يصل إلى ما وصل إليه بالكذب والحيلة والمكر، بل إن كل حياته وضوح وصدق، حتى مع أعدائه الذين آذوه وأرادوا قتله وأسره...
هكذا فليكن المسلم -يا عباد الله- مقتديًا بنبيه في خلق الصدق، وأن يتقي الله في كلامه وحياته كلها... إن الصدق نجاة والكذب هلاك... إن الله عز وجل امتدح الصادقين فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119].
ومن أخلاق الرسول السماحة والعفو: روى البخاري ومسلم عن جابر أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم قِبَل نجد، فلما قفل رسول الله قفل معهم، فأدركتهم القائلة -أي نوم القيلولة ظهرًا- في واد كثير العضاه (شجر) فنزل رسول الله وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله تحت سمرة (نوع من الشجر) فعلق بها سيفه، ونمنا نومة؛ فإذا رسول الله يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال: «إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت» وهو في يده صلتًا (أي جاهزًا للضرب) فقال: «من يمنعك مني؟» قلت: "الله، ثلاثًا" ولم يعاقبه وجلس (رواه البخاري ومسلم وأحمد).
وفي رواية أخرى (عند الإمام أحمد): فسقط من يده فأخذ رسول الله السيف، فقال للأعرابي «من يمنعك مني؟» فقال: كن خير آخذ، فقال صلى الله عليه وسلم: «تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟»، قال: لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى الرجل أصحابه فقال لهم: جئتكم من عند خير الناس!
فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم عفا عن الرجل في موقف حرج يدل على شجاعته... لذا كان أفضل العفو عند المقدرة.
ثم إن الرسول لا يغفل في هذه اللحظة الحرجة عن القيام بواجب الدعوة، واستغلال الموقف لصالح الرسالة التي يحملها، فيقول للرجل: «تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟».
ثم ينادي أصحابه ليعطيهم درسًا عمليًا في فضائل الأخلاق لا ينسونه أبدًا يتعلمون منه الشجاعة مع الحلم والعفو عند المقدرة...! فأين ما عليه أدعياء الحلم والعدل، مما كان عليه سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم؟!
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني (نوع من اللباس) غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد! مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء!) (رواه البخاري وأحمد).
إنها أخلاق نبي الإسلام ورحمة هذا الدين! وكم في ضحكة الرسول في وجه الأعرابي الجاهل من معنى يفهمه أهل الذوق الرفيع!
ومن أخلاق الرسول الجود والعطاء والبذل: روى الإمام مسلم عن أنس قال: "ما سُئل رسول الله على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم، أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجل ليسلم لا يريد إلا الدنيا، فما يلبث إلا يسيرًا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها".
وهذا فيه تأليف القلوب للدخول في الإسلام.
ومعلوم كيف أنفق مغانم حنين حتى كان الرجل لينال المائة ناقة وأكثر... وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: "كان رسول الله أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة".
ومن أخلاقه أيضًا: التواضع وخفض الجناح للمؤمنين: وقد أمر الله رسوله بذلك فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء:215]. وذلك أن التواضع يتألف القلوب ويملكها بالمحبة، وقد كان رسول الله -كما أدبه الله- متواضعًا، خافض الجناح، لين الجانب، إذا جلس بين أصحابه كان كأحدهم، لا يتعالى ولا يترفع عليهم ولا يعطي لنفسه امتيازًا إلا ما تقتضيه طبيعة القيادة من الأمر والنهي (الأخلاق الإسلامية للميداني).
وعن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه إكاف من ليف (رواه الترمذي في سننه)، (الإكاف: ما يوضع على ظهر الحمار من وقاء للركوب عليه).
وفي رواية: وكان يوم قريظة والنضير على حمار ويوم خيبر على حمار مخطوم برسن من ليف وتحته إكاف من ليف (رواه ابن ماجه، انظر السلسلة الصحيحة رقم [2112]).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته" (رواه أحمد، وروى نحوه البخاري والترمذي)، (يخصف: أي يخيِّط ويرقِّع).
وقالت: "كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه" (رواه أحمد).
وقالت: قال رسول الله: «آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد» (الحديث صحيح انظر السلسلة الصحيحة رقم [544]).
وعن أنس قال: "إن كانت الأمَة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت" (رواه البخاري).
وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: "كان رسول الله يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة" (رواه النسائي والدارمي بإسناد صحيح).
هكذا كانت أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم! فأين المسلمون اليوم منها، وأين طغاة الأرض الذي عاثوا فيها فسادًا بكبرهم وعتوهم، وظلمهم للفقراء والمساكين، وإهانتهم لكرامة الإنسان في كل مكان؟!
أسأل الله أن يصلح الأوضاع وأن يميتنا مسلمين... وأستغفر الله العظيم...

الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، أما بعد:
إن من حق رسول الله على كل مسلم أن يتأسى به في الأخلاق، ويقتدي به في سلوكه الخاص والعام! وإلا فأين المفر من التقصير في جنب الله!
أيها المقصرون وأيها المفرطون وأيها الغافلون... أين الهروب من عقوبة الله إذا خالفتم رسول الله في محاسن الأخلاق، وتخلقتم بسيئ الأخلاق، وتركتم معاليها؟... هل يعلم الجميع أن أساس ديننا الأخلاق؟!... أين الذوق الرفيع؟... أين السماحة وانطلاق الوجوه يا مسلمون؟!... لماذا أصبح الواحد منا اليوم قليل الأدب، دنيء الرتب، لا يقر له قرار إلا إذا عادى الناس وخاصمهم وشاتمهم؟!
ألا وإن من أخلاق الرسول: كف الأذى وترك الشتم والسب وحفظ اللسان عن السوء امتثالًا لقول الله: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].
ثبت أن الرسول كان جالسًا فجاء يهود فقالوا: السام عليكم (أي الموت عليكم) فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة! فقال رسول الله: «يا عائشة! إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ولكن قولي: وعليكم» (رواه البخاري ومسلم واللفظ له).
وقد قال رسول الله: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه).
وعن أنس قال: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا لعانًا ولا سبابًا، كان يقول عند المعتبة: ماله! ترب جبينه (رواه البخاري وأحمد).
ومن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الحياء من فعل الشر، والحياء مما يقبح فعله أو يكره، حيث أن الحياء خصلة عفيفة تمنع من صدور القبيح أو الرضا به في غير تقحم، قال عليه الصلاة والسلام: «الحياء لا يأتي إلا بخير» (رواه البخاري ومسلم عن عمران بن حصين).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يعاتب أخاه في الحياء يقول: إنك لتستحي، حتى كأنه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله: «دعه فإن الحياء من الإيمان» (رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري).
وعن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها" (رواه البخاري ومسلم).
والحياء لا يكون في تعلم العلم أو الاستفسار عما أُشكِلَ على الإنسان، أو في قول الحق بحيث يمنعه من طلب العلم، أو قول الحق أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... بل الحياء في هذا المواضع مذموم إذا كان بتلك المثابة.
ومن حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم المزاح المتزن والانبساط مع الناس... فعن أنس بن مالك قال: إن كان النبي ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير: «يا أبا عمير ما فعل النغير» (رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري)، والنغير: طائر صغير.
وقد مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق فرأى رجلًا من أصحابه فمسكه من خلفه وقال: «من يشتري هذا العبد» -على وجه المزاح- فقال يا رسول الله: إذن تجدني كاسدًا! (أي رخيصًا) قال: «لكنك عند الله لست بكاسد» أو قال: «لكن عند الله أنت غالٍ» (رواه الإمام أحمد).
ومن أخلاق الرسول الكريم: إكرام الضيف والجار والإحسان إليهما، وهو القائل: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» (رواه البخاري ومسلم وأحمد ومالك وأبو داود وابن ماجه والدارمي).
ومن أخلاقه: احترام الكبير ورحمة الصغير: دخل أعرابي والرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن والحسين فقال: تقبلون صبيانكم! فقال رسول الله: «أو أملك أن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك» (رواه البخاري ومسلم وأحمد عن عائشة رضي الله عنها).
وقال: «من لا يرحم لا يرحم» (رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وأبو داود عن أبي هريرة وجرير بن عبد الله رضي الله عنهما).
وقال رسول الله: «إنما يرحم الله من عباده الرحماء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» (رواه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص. والحديث صحيح كما ذكر الألباني في صحيح أبي داود رقم [4132]).
وهكذا أيها المسلمون: كانت أخلاق الرسول في جميع شؤونه، وهي كثيرة جدًا على لتي ذكر الله عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، وما ذكرناه إنما هو قليل من كثير... وواجبنا تجاه ذلك: الاقتداء به والتأسي به في الأخلاق والأعمال اتباعًا لقوله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت... اللهم حسن أخلاقنا وأعمالنا يا رب العالمين... اللهم أدبنا جميعًا بآداب نبيك، وأعنا على ذلك... يا رب العالمين...




[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :
[img3]http://q87b.info/do.php?img=6324[/img3]


[img3]http://store1.up-00.com/2017-08/150302030675131.png[/img3]

رد مع اقتباس
قديم 05-18-2015   #2


الصورة الرمزية ريماس
ريماس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1531
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 02-26-2024 (10:42 PM)
 المشاركات : 81,587 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 1,710
تم شكره 4,734 مرة في 3,962 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



جزاك الله خير
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ عطاؤك وجمال إبداعك ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
لروحك الياسمين




 
 توقيع :






رد مع اقتباس
قديم 05-18-2015   #3
بنت النيل


الصورة الرمزية مي محمد
مي محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 528
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 08-25-2020 (10:59 PM)
 المشاركات : 36,790 [ + ]
 التقييم :  228073882
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 201
تم شكره 562 مرة في 461 مشاركة
افتراضي



واياك ريما



 


رد مع اقتباس
قديم 06-03-2015   #4


الصورة الرمزية العاشق الذى لم يتب
العاشق الذى لم يتب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1840
 تاريخ التسجيل :  Apr 2015
 أخر زيارة : 12-04-2023 (10:29 PM)
 المشاركات : 2,169 [ + ]
 التقييم :  330829860
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 15
تم شكره 42 مرة في 29 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



بارك الله فيك
وجزيت خيرا
رائع الانتقاء
دام التميز
مودتى



 
 توقيع :
[flash1=http://uplod.700bk.com/uploads/14162356732.swf]WIDTH=700 HEIGHT=350[/flash1]


رد مع اقتباس
قديم 06-03-2015   #5


الصورة الرمزية البرنس رامى
البرنس رامى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 267
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 06-29-2022 (02:18 AM)
 المشاركات : 67,676 [ + ]
 التقييم :  1725876709
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
شكراً: 2,254
تم شكره 1,550 مرة في 1,202 مشاركة
افتراضي



اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكي الله كـل خيــر مي




 
 توقيع :

شكرا لروح على التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-12-2016   #6


الصورة الرمزية صَفاء
صَفاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2034
 تاريخ التسجيل :  Jan 2016
 أخر زيارة : 04-11-2022 (10:05 AM)
 المشاركات : 37,725 [ + ]
 التقييم :  2725408
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Gainsboro
شكراً: 120
تم شكره 320 مرة في 227 مشاركة
افتراضي



لآحَرمَك ألمَولَىَ مِن آلثَوَآب ولآ حًرِمنَآ مِنك
لِ عبقِ آنفَآسك هُنَآ ثَنآئآت ألشُكر وَ آلتقدِير
وَ عَنَآقِيدْ مِن ألفُل وَآليَآسمِينْ تَعَآنقُك َ , ’




 
 توقيع :
’ لآ أفعل آلمسْتَحيلْ . . من آجججل
( إنسآن لمم يَفْعَلْ من آجلي آلممگن ) !

هدوئي هو سر أَناقتي

تصاميمي بوهج الذكرى..ذكرى خالدة


رد مع اقتباس
قديم 02-11-2016   #7


مہلہك الہعہيہونے غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1932
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 09-15-2016 (01:58 AM)
 المشاركات : 345 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
India
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



،/
طَرحْ رآئع رَبِي يِعْطِيكْ ـاَلفْ عَافْيَةْ
سَلمت وَ سلمتْ يمْنَاكْ ..لْرَوعَة طَرحُكْ العُطْر
,’
لِرُوحكْ وَردْ..؛’
؛/



 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع مي محمد مشاركات 6 المشاهدات 2094  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0 (إعادة تعين)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 01:36 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah