~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~


العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
التعليمـــات روابط مفيدة
 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-18-2018   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية شموخ الكلمة

إحصائية العضو






  شموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond reputeشموخ الكلمة has a reputation beyond repute
 



التواجد والإتصالات
شموخ الكلمة غير متواجد حالياً

المنتدى : ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
افتراضي عثرات على الدرب



عثرات على الدرب
سائرٌ في طريقه مع صُحبته يقود المسير، حاملاً في يده بذوراً ليغرسها في صحراء قاحلة.
تحركه همةٌ مشتعلة وقلبٌ يقظ، وصحبةٌ تربتُ على كتفيه، وتشد من أزره.
وبينما هو ماضٍ في دربه، فجأةً انزلقت قدماه في حفرة قد غطتها الحشائش.
كان سقوطاً مفاجئًا وسريعاً حتى أن صحبته لم يلحظوا، وظنوا أنه قد سبقهم لغرس بذوره.
أما هو فقد كان في حفرته يعاني، وقد أصيبت قدمه إصابةً بالغة لم يقوَ معها على النهوض.
يتألم بشده، ويتأوه بصوت مبحوح لا يصل صداه إلى خارج الحفرة التي لا تزال مغطاةً.
فلا أحد يراه أو يسمع صوت أنَّاته..
وبينما هو على تلك الحال يعاني من آلامه ووحشته، شعر بلمسة ناعمة تحتضن موضع ألمه وتلتف حوله رويداً رويداً.
شعر بشيء من الأمن يلامس قلبه ويُذهب حر خوفه، فتولدت بقلبه مشاعر حب وامتنان نحو صاحب تلك اللمسات الحانية رغم أنه لا يراه، ولم يتعرف بعد على كينونته.
أخذت آلام قدمه تذهب رويداً رويداً، لكنه لا زال يعاني وحشة وغربة في تلك الحفرة الموحشة، ولا يؤنس وحشته ويضمد جراحه إلا صاحب تلك اللمسات الناعمة؛ فيمنحه شيئًا من الدفء والأمن.
وهناك بالخارج في الرحاب الواسعة صحبة تنتظر، وتفتقد القائد والدليل.
يسمع أصواتاً تهتف به وتحثه أن يعود، فيرد بصوت خافت ضعيف: أنا هنا انطلقوا وواصلوا المسير، وأنا لاحقٌ بكم لا محالة.
لكنه أدرك بعد حينٍ أن إصابته لن تساعده على النهوض واللحاق بهم سريعاً فأخذ يهتف بأقربهم إليه ودًّا ورحماً:
أخي الحبيب لقد سقطت.. ألاَ مِن مُعين؟
تتبَّع أخوه صوته المكلوم حتى عثر عليه، وأزال عن حفرته الحشائش؛ فتسلل إليها شيء من الضوء والهواء النقي.
صاح به أخوه: انهض واصعد إلينا.
رد قائلاً: أنا أريد ذلك حقًّا، وأشتاق إليكم، وأتطلع إلى مواصلة دربي، وغرس بذوري ولكن لي هنا صديق وفي، ضمد جراحي، وآنس وحشتي، فكيف لي أن أتركه وأرحل؟!
وهنا انتبه أخوه إلى ما يلتف حول قدمه، لقد كان ثعباناً ضخماً أحكمَ الالتفاف حول قدمه حتى تمكن منه.
هتف أخوه متعجباً: أين يا أخي الصديق؟!
إنه عدو لئيم!
أخرج سلاحك سريعاً وتخلص منه، فما ذاك بصديق.
نظر الجريح إليه ودموع عينيه تسيل وردّد قلبه بحزن:
أأقتل من كان أنيسي في وحشتي؟!
أأقتله أم أتركه حتى يقضي علي؟
حارت نفسه فلم يجد ملجأً أو ملاذاً إلا إلى الله..
فتضرع إليه في ذلة وانكسار:
"إلهي خالقي، أجرني فلا ملجأ لي إلا إليك"..
فإذا به قد تحرر من قيود تكبله عن المضي في الطريق، وعدوٍّ خدعه حين ارتدى ثوب الصديق.
مضى العدو بعيداً، وألقى إليه إخوته بحبل فخرج، فإذا به يرى روحه تعود إليه من جديد، فينهض من كبوته و يمضي لغراس بذره.
وإذا بها بعد حين تحمل زهراً، وتكسو الصحاري ربيعاً، وتفوح بها عبقاً وتملأ هواءها أريجاً.
وها هو يشيد وصَحبُه صروحاً تنشر العلم بين الورى نوراً، وتغرس في الأفئدة يقيناً فتغدو الصحاري جناناً يتنسم أهلُها شذاها وينعمون بها دهراً.












توقيع :



يسلم قلبك نجمـة ليـل

عرض البوم صور شموخ الكلمة   رد مع اقتباس
 
كاتب الموضوع شموخ الكلمة مشاركات 4 المشاهدات 1393  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما تنام الحرة وما في بيتها مرة !؟ الغزال الشمالي وهج الصحة والغذاء 6 03-05-2016 08:58 AM
يارفيق الدرب ملاذ الطير ღ彡 شجـون مسموعــة 彡 ღ 5 02-08-2016 02:25 PM
انت انت يا اميرة العفاف مي محمد ღ ♥ جـاذبية انثـى ♥ ღ 5 01-26-2016 09:58 PM
انا الحرة شكيبيان خواطر و أشعار سبق نشرها 3 01-02-2016 02:25 AM
لقد أعلنت الحرب على البنات البرنس رامى وهج الطرائف والإشاعات والمقالب 21 12-26-2014 10:36 PM


الساعة الآن 06:52 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah