جلس الضفدعُ على طحلب من الطحالب وسطَ البحيرة ليصطاد الحشرات.
اقتربت الأسماك من الضفدع الصغير، فابتسَم وقال: أهلًا يا أصدقائي، كيف حالكم؟
نظرت إليه الأسماك وفجأةً بدأت تقذِفه بكرات الماء.
فتعجب الضفدع الصغير: لماذا تفعلون ذلك!
الأسماك: كنا أصدقاءك ولكنك تركتنا لتعيش على الأرض.
فتركهم الضفدع وذهب بعيدًا.
وفي صباح اليوم التالي ذهَب الضفدع إلى البحيرة للبحث عن طعام، فرأى حشرة فأخرج لسانه بسرعة للإمساك بها، فسمع صوت ضحكات عالية.
الأسماك: يا للعجب! ما هذا اللسان؟ شكله مضحك جدًّا.
فغضِب الضفدع كثيرًا، واقتربت الأسماك منه لتقذفه بكرات الماء.
الضفدع صارخًا: لا تقذفوني بالماء، اسمعوني اسمعوني.
الأسماك: ماذا تريد أيها الضفدع؟
الضفدع: عندما خرجت أنا وأخوتي من البيض، كنا أنا وأنتم أصدقاء نعيش ونسبح داخل الماء.
الأسماك: نعم كنتَ تُشبهنا كثيرًا، فكان لك ذيلٌ وخياشيمُ مثلنا.
الضفدع: وكانت الأطفال تناديني: يا (أبو ذنيبة)، وآخرون يصيحون: يا (شرغوف).
الأسماك: (أبو ذنيبة) و(شرغوف) أسماء غريبة جدًّا.
الضفدع: ومع مرور الأيام بدأ ذيلي يختفي، وأصبح لي أرجل تساعدني على القفز، وأعيش الآن على الأرض كثيرًا.
الأسماك: لقد تغيرت، ولكننا وما زلنا أسماكًا نعيش في الماء أيها الضفدع الصغير.
وفي ذات يوم رأى الضفدع الأسماك تقترب من طعام داخل الماء.
الضفدع: ما هذا؟! إنه ليس طعامًا، إنها سنارة الصياد يجب أن أحذِّر الأسماك لأنها في خطر.
فقفز قفزة عاليةً وغاص داخل الماء، وجذَب خيط السنارة بلسانه الطويل، فاهتز الطعام بشدة، فخافت الأسماك وهربت.
الأسماك: صديقنا الضفدع نشكرك كثيرًا لقد أنقذت حياتنا، وسنظل أصدقاءَ حتى لو تغيَّر شكلُك ولونُك.
الضفدع الصغير ضاحكًا: بالطبع فالصداقة لا تعرف شكلًا أو لونًا يا أصدقائي.