فرحٌ لا يُقارنُ بأي فرحٍ في الدنيا

سعيد مصطفى دياب


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[1].



تأمل قول الله تعالى عن الشهداء وقد عاينوا ما اعَدَّهُ اللهُ لهم من الرزقِ والنعيمِ في الجنَّةِ قال: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ... ﴾، بمثل هذا يكون الفرح، بثواب الطاعات، ورفعة الدرجات، والنعيم المقيم في الجنة. وحق لهم أن يفرحوا، وقد رضي الله تعالى عنهم، وأنزلهم خير المنازل، وأكرمهم بخير كرامة، وهو فرح لا يقارَن بأي فرح في الدنيا، فلو مات أحد فرحًا لماتوا فرحًا!



أما ما يتوهَّمه أهل الشهوات من الفرح بالملذات في الدنيا، فهو من الأشر والبطر، وليس من الفرح في شيء، وما يتوهمونه فرحًا سينقلب يوم القيامة عليهم حسرة وندامة، حتى يعذبوا به؛ ﴿ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾[2].



وَمن أسبابِ فرحهم أنهم يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ تركوهم في الدنيا على سبيلهم ولَمْ يَلْحَقُوا بهم، وأن مآلهم سيكون كمآلاهم، وأنهم سيدخلون مدخلهم، ويفوزون بمثل كرامتهم، فيقول أحدهم لله تعالى: "فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي"، ليبذلوا أرواحهم لله تعالى، فإن الثمنَ عظيمٌ.



فانظر إلى شرف نفوسهم، وصفاءِ قلوبهم، ونقاءِ أرواحهم، يودُّون أن يعلم المؤمنون بمكانتهم، وبما أعدَّه الله لهم من الكرامة، ليجدوا في طلب الشهادة، ويجتهدوا في نصرة دين الله تعالى: عَنْ جَابِرَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا جَابِرُ، أَلَا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ لِأَبِيكَ؟»، وَقَالَ: يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ، فَقَالَ: «يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا"، قَالَ: «أَفَلَا أُبَشِّرُكَ، بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟»، قَالَ: بَلَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يَرْجِعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾[3].


[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 170، 171.

[2] سُورَةُ غَافِرِ: الْآيَة/ 75، 76.

[3] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 169.

المواضيع المتشابهه:

• الدنيا كذا
• بها الدنيا
• كن أنت في قلب الدنيا ولا تجعل الدنيا في قلبك .

ناطق العبيدي ,ريماس ,همس المطر و 3 آخرون معجبون بهذا

اندبها ,اسير الذكريات ,اميرة الحب

روح الأمل


جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
سلمت أناملك على الطرح القيم
ويعطيك العافية على المجهود المبذول
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك
لك تحياتي وفائق شكري
ولك كل الود
كنت هنا اميرة الحب

روح الأمل معجب بهذا

..

جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله

روح الأمل معجب بهذا

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
الاخت روح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم الفرح والأستبشار لاتعادلها فرحة

والأستبشار بنعم الله ومرضاته وقبول عفوه
ومغفرته تعُد من أسباب سعادة الأنسان
تقديري وامتناني لجلبك هذه الطيبات
بارك الله فيك وأكرمك الله وأراح نفسك

وجعلها اللهم راضية مرضية بما قسمها الله لها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوك اندبها

روح الأمل معجب بهذا

جزاك الله خيرا وكتب أجرك
موضوع نافع
نسأل الله إن ينفعنا وإياكم بها

روح الأمل معجب بهذا

جزاكم الله خير الجزاء اسعدكم الله

بارك اللــه فيك على طرحك القيـــم
جزاك اللــه خيـــر ونفــع بك

سلمتِ وسلمت يدآك
ربي يعطيك ألــــــف عـآفيه
الله يسعد قلبك يآرب
ولا يحرمنا منكِ ومن آطرحآتكِ الرآئعه
لك كل احترامي وتقديري

جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو