~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~


العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة
نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة
التعليمـــات روابط مفيدة
 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-2022   المشاركة رقم: 31
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية اندبها

إحصائية العضو






  اندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond repute
 



التواجد والإتصالات
اندبها غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : اندبها المنتدى : نفحــات ايمانيـة
افتراضي المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أسعوا لتحصيل العلم قبل أن ينزعه الله من صدور العلماء )

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أسعوا لتحصيل العلم قبل أن ينزعه الله من صدور العلماء )






كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)
( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي ازدانت طيبته ،
بأنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهو الذي جعل المنابر مكان للدعوة لله ولدينه
بالاضافة لمكانته في الأصل لتحصيل العلوم الشرعية
من فقه للتشريعات والأحكام والفرائض
فالدور المُناط بالمنابر حين ظهوره في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم كانت رسالته كبيرة وكبيرة جداً
فالمسجد كان هو البيت والمدرسة التى يتلقى
فيها العلم الشرعي وكان كذلك هو المكان الذي يتم فيه
تسيير شؤون الحكم وتنظيمه
وعندما كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
حاضراً كان تحصيل العلم في أوج قوته
فالكل من صحابته رضوان الله تعالى عليهم تفقهوا
وتعلموا ودرسوا وقبلها إستعموا لأقوال مُرشدهم
ومعلمهم الأول ومنظم شؤون حياتهم
وبعد نهاية رسالته في وفاته صلى الله عليه وسلم
استمر المنبر في اداء رسالته بتواجد الصحابة الكرام
رضوان الله تعالى عليهم الذين تتلمذوا وتعلموا وفهموا
كل شيء يختص بحياتهم من تشريعات وفرائض وسُنن
أتت لتنظم حياتهم وترشدهم لسلك الطريق القويم
وانتقل هذا المبدأ وتوارثوه
الصحابة الكرام والخلفاء الراشيدين
المهديين الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان
وعلي رضوان الله تعالى عليهم
الذين رفعوا ألوية الرسالة ونشروا ماتعلموه وما أخذوه
من معلمهم صلى الله عليه وسلم
فكانوا خير حامل للعلم
لخير محمول .....
واستمر الأمر على ذلك النحو في
تحصيل العلوم الدينية الشرعية
ففي ذلك الزمان وبالتحديد في القرورن الأولى
لم يكن احد لايعلم من أين يتم تحصيل العلم
بل كانوا كلهم يدركون أن الذين تتلمذوا على يد
النبي صلى الله عليه وسلم وعلى
يد صحابته الكرام ومن ثم على يد
التابعين الصحابة رحمهم الله
وعلى يد تابع التابعين اليهم بأحسان
هُم من يفترض أن يسعى لهم طالب العلم
فيتعلم منهم ويأخذ منهم التشريعات الصحيحة المتمثلة
في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم
ومنهجه وطريقته العملية
لذلك كانوا حريصين على الأتباع الصحيح
والأخذ الحقيقي الغير مُزيف
كان ذلك من أفواه العلماء الذين أخذوا من
كتاب الله وسُنته نبيه عليه السلام
ومن شروحات صحابته رضوان الله تعالى عليهم
ومن نقل التابعين لهم وتابع التابعين
فكانوا ولازالوا طُلاب العلم الشرعي يأخذون
علمهم من مصادره الحقيقية الغير زائفه والغير
تابعة لأهواء ورغبات بشرية تسعى لفساد المنهج
كالذي يحدث من قِبل الهرطقات الكلامية والفلسفات
التى ظهرت بظهور علم الكلام
في اواخر القرون الثلاثة الاولى
ولكن استمر المنهج الصحيح المتمثل
في كتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام بالوقوف
بقوة وبثبات وعزيمة متحدياً بذلك كل الاهواء
والمناهج الباطلة المخالفة لما
جاء به نبي الأمه عليه السلام
فكانوا السابقون يدركون أن ماجاء به
نبي هذه الأمة ومايقوله ويدعوا له
هو حقيقة ثابته وواقعة لا محالة لانه ليس بقول بشر
بل هو قول وحي اوحى به الله سبحانه وتعالي
ألم يقل الله عز وجل في محكم كتابه
( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ
وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) النساء 162
وفي سورة يونس
ï´؟ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىظ° إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىظ° يَحْكُمَ
اللَّهُ غڑ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) يونس 109
وفي سورة هود يبين الله سبحانه وتعالى
أن مايوحى اليك يامحمد هو أمر
لم يسبق لأحد ان علمه وعرفه
لا انت ولا قومك وهو أمر من الغيب
أختصصت به انت ....
فقال تعالى :
ï´؟ تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ غ– مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ
وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَظ°ذَا غ– فَاصْبِرْ غ–
إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) هود 49
وهنا اخوتنا الكرام ندرك ونعلم بأن مايتم قوله
أو فعله من الرسول صلى الله عليه وسلم هو في حقيقة الأمر وحي أوحاه الله
تعالى له لبيان ان الرسالة الأسلامية هي دين
وشريعة ومنهج وطريق لتوحيد الله والأيمان به

وعلى هذا الأساس
بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم
أن نشر هذه الرسالة لايأتي
الا بالتعلم والشرح والبيان فكان صلى الله عليه وسلم
خير مُعلم ومُرشد قبلها كان خير نبي طلعت عليه الشمس
علمّه الله فأحسن تعليمه حين قال تعالى:
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)
وَمَا يَنْطِقُعَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) النجم
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن
قوله صلى الله عليه وسلم ليس كلام هوى
بل هو وحي اوحاه الله تعالى له فكان تشريع ورسالة
أن العلم والتعلم هو أساس التشريع
وفي مجانبة العلماء تستمر عجلة العلم الشرعي
الحقيقي الذي يفيد الكل في كل مناحي الحياة
ولا يكون ذلك الا بمجانبة العلماء
المشهود لهم بالاعتقاد السليم
ومُتابعة اهل السنة والجماعة
من اقوال الرسول عليه السلام
واقوال صحابته والتابعين لهم باحسان الي يوم الدين
ويكفي قوله صلى الله عليه وسلم
عن إلتماس العلم وطلبه والحث عليه
ففي الحديث الذي رواه ابوهريرة رضي الله عنه
أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ
ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ،
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ،
يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛
إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ،
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
( صحيح مسلم )

وفي شرح لهذا الحديث
للعلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر
( أحد علماء الحديث ومُحدثي هذا الزمن ومن
أهل السُنة والجماعة والمدرس حالياً في المسجد النبوي )
( أطال الله في عمره)
في شرحه للحديث السادس والثلاثون
وبالتحديد في الجزء الذي يتحدث
عن طلب العلم والحث على السعى له
من أحاديث الامام النووي
رحمه الله وهو صحيح
قوله :
فضل طلب العلم
قوله عليه الصلاة والسلام:
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
هذا أيضاً من باب الجزاء من جنس العمل؛
لأن العمل سلوك طريق توصل إلى العلم،
والجزاء تسهيل طريق توصل إلى الجنة,
وسلوك طريق العلم يكون بالسفر لتحصيله،
ويكون أيضاً باتخاذ كل الوسائل
التي توصل إليه وإن لم يكن هناك سفر،
كأن يلازم مجالس العلم، ويقتني
الكتب النافعة والكتب المفيدة لأهل السنة،
ويعنى بقراءتها والمذاكرة فيها
والتباحث فيها مع زملائه
والرجوع فيها إلى مشايخه.
والمراد بالعلم هنا العلم الشرعي,
علم الكتاب والسنة، وكل ما يسهل
الوصول إلى هذين الينبوعين الصافيين:
كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وتيسير الطريق الموصل إلى الجنة
لكونه سلك الطريق الموصلة
إلى العلم بالسير إلى الله على بصيرة،
وكونه يعبد الله على بصيرة وعلى هدى
؛ وذلك إنما يكون بالعلم,
والله عز وجل قال في كتابه العزيز
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
فكل إنسان في خسارة,
ولا يستثنى من ذلك إلا من آمن إيماناً
مبنياً على علم ثم عمل بالعلم،
ثم حصل التواصي بالخير؛ وذلك بتعديته إلى الغير,
ثم بعد ذلك التواصي بالصبر
على ما يحصل في هذا السبيل من العناء
والمشقة والنصب فإن ذلك يحتاج إلى صبر.

وقوله عليه الصلاة والسلام
في الجملة الأولى :
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
هذه الجملة من الحديث واضحة
في بيان فضل العلم، وفضل طلب العلم الشرعي,
وقد جاءت هذه الجملة أيضاً في حديث
عن أبي الدرداء رضي الله عنه تعالى
عندما قال:
: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ï·؛، يقولُ
: منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه
لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ،
وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ
رِضًا بِما يَصْنَعُ،
وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ
ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ،
وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر
عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ،
وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ
لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما
ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ.
رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.
وهو مشتمل على خمس جمل كلها تدل على فضل العلم
واول هذه الجُمل هي هذه الجملة وهي:
( من سلك طريقاً يلتمس فسه علماً
سهل الله له به طريقاً الى الجنة )

والجملة الثانية
(وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
رضاً بما يصنع )
ومعناها: أن الملائكة تحف به وتحيط به؛
وذلك بالرضا بما يحصل منه من
العلم ونشر العلم وأخذ العلم.
والجملة الثالثة
( وفضل العالم على العابد كفضل القمر
على سائر الكواكب )
العابد هو الذي يصلي ويصوم،
والعالم هو الذي اشتغل بتحصيل
العلم الشرعي والعمل به؛ وإنما كان
العالم أفضل من العابد لأن علم العالم له ولغيره،
ونفعه متعد، وأما العابد فعبادته
له وحده, فصلاته له وحده،
وصيامه له وحده، ولكن علمه له ولغيره,
ولهذا كان العالم أفضل من العابد.
والجملة الرابعة
( وأن العالم ليستغفر له من في السماوات
ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء )
أي أن العوالم العلوية والسفلية
كلها تستغفر للعالم، وهذا فضل
عظيم يظفر به من وفقه الله عز وجل
لأن يكون من أهل العلم بشرع الله،
وعالماً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والجملة الخامسة
والأخيرة هي
( وأن العلماء ورثه الأنبياء وأن الأنبياء
لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا
العلم ، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر )
وهذه الجملة اشتملت على شيء عظيم،
ويكفي أهل العلم شرفاً أن يقال:
إنهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم,
يرثون عنه الحق والهدى الذي
جاء به صلى الله عليه وسلم،
وهو ميراث النبوة؛
لأن الأنبياء لا يورثون المال،
إذا خلفوا مالاً فإنه صدقة ولا يرثه
أقرباؤهم، بخلاف غير الأنبياء فإنهم
يرثهم أقرباؤهم على وفق
ما جاء في كتاب الله وفي سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحكام المواريث.

فالأنبياء إنما يورث عنهم العلم والحق
والهدى، والرسول صلى الله عليه وسلم
يورث عنه الكتاب والسنة،
وهو خير ميراث وأفضل ميراث،
وعلى هذا فالأنبياء يختلفون
عن غيرهم من البشر من هذه الناحية؛
وذلك أن غيرهم من البشر
إذا جمع مالاً ومات فإنه يكون لورثته،
وأما الرسل فلو مات أحد منهم
وعنده مال فإنه لا يكون لورثته،
وإنما هو صدقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
في الحديث الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها
إنَّ أَزْوَاجَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حِينَ
تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ إلى أَبِي بَكْرٍ، فَيَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ
مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ،
قالَتْ عَائِشَةُ لهنَّ:
أَليسَ قدْ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
لا نُورَثُ؛ ما تَرَكْنَا
فَهو صَدَقَةٌ.
من صحيح مسلم
( إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة )
يعني: لا يورث عنهم المال،
ولكن يورث عنهم العلم النافع الذي
هو بالنسبة لنبينا صلى الله عليه وسلم علم الكتاب والسنة.
قوله: ( فمن أخذ به أخذ بحظ وافر )
أي: من هذا الميراث الذي هو ميراث
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الحق والهدى الذي
جاء به، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
هذه خمس جمل اشتمل عليها حديث
أبي الدرداء
وقد جاءت أحاديث أخرى تدل
على فضل العلم، وتحث على تحصيله،
منها حديث أمير المؤمنين
معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه
أنه قال:
سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ
: مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ،
وإنَّما أنا قاسِمٌ واللَّهُ يُعْطِي،
ولَنْ تَزالَ هذِه الأُمَّةُ قائِمَةً علَى أمْرِ اللَّهِ،
لا يَضُرُّهُمْ مَن خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللَّهِ.
( صحيح البخاري )
أي: أن من علامة إرادة الله عز وجل الخير
بعبده أن يفقهه في دين الله؛
لأنه إذا فقه في الدين فمعنى
ذلك أنه سار إلى الله على بصيرة،
ودعا غيره على بصيرة، فيكون
هادياً مهدياً، يعرف الحق ويعمل به ويدعو إليه،
ويكون علمه وعمله مبنياً على بصيرة وعلى هدى
من الله سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضاً جاء في الحديث
الذي رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه
قوله قال النبي عليه السلام :
خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ. قالَ:
وأَقْرَأَ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ في إمْرَةِ عُثْمانَ،
حتَّى كانَ الحَجَّاجُ قالَ:
وذاكَ الذي أقْعَدَنِي مَقْعَدِي هذا.
( صحيح البخاري )
وهذا يدل على أن أهل تعلم القرآن
وتعليمه هم خيار الناس.
وجاء في صحيح مسلمعن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنَّ نَافِعَ بنَ عبدِ الحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بعُسْفَانَ،
وَكانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ علَى مَكَّةَ، فَقالَ:
مَنِ اسْتَعْمَلْتَ علَى أَهْلِ الوَادِي، فَقالَ:
ابْنَ أَبْزَى، قالَ: وَمَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قالَ:
مَوْلًى مِن مَوَالِينَا، قالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عليهم مَوْلًى؟!
قالَ: إنَّه قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،
وإنَّه عَالِمٌ بالفَرَائِضِ، قالَ عُمَرُ:
أَمَا إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ
قدْ قالَ
: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ
أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.
( صحيح مسلم )

ويضيف اخوتنا الكرام
العالم الشيخ عبد المحسن بن عباس البدر قوله
في أيضاح آداب طالب العلم قوله:
العلم لابد فيه من الإخلاص وحسن القصد،
ولابد فيه أيضاً من الجد والاجتهاد
وبذل النفس والنفيس، وبذلك يحصل العلم,
فلا يحصل العلم بالإخلاد إلى الراحة والاشتغال
بغيره مما يشغل عنه، وإنما يحصل بالجد
والاجتهاد وبذل النفس والنفيس للوصول إليه؛
حتى يعبد الإنسان ربه على بصيرة،
وتحصل منه الإفادة له ولغيره، فيكون
هادياً مهدياً راشداً مرشداً.
فلابد من حسن القصد والإخلاص
والصدق في الطلب،
ولابد من الجد والاجتهاد،
وبذل النفس والنفيس للوصول إلى هذا المقصود
العظيم الذي هو علم كتاب الله عز وجل
وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه,
فقد قال يحي بن أبي كثير اليمامي كما رواه
مسلم في صحيحه قوله
لايستطاع العلم براحة الجسم
فمن اراد العلم فعليه أن ينصب
وعليه ان يتعب وعليه ان يشتغل
وأن يبذل من أجل الوصول الى هذه الغاية
النبيلة كما قال الشاعر:
الجَد بالجِد والحرمان بالكسل
فانصب تصب عن قريب غاية الأمل
الجَد هنا هو الحظ النفيس,
بالجِد الذي هو الاجتهاد والتعب والنصب،
فالنتائج الطيبة والثمرات الحميدة تحصل
من الجد والاجتهاد، وبذل ما يستطيع
الإنسان بذله من أجل الوصول إلى تلك الغاية
العظيمة التي هي تحصيل العلم النافع
الذي هو علم الشرع, أعني
علم كتاب الله عز وجل وسنة
رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
فضل الاجتماع على القرآن والعلم في المساجد
ويستمر أخوتنا الكرام
الشيخ للعلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر
في شرح حديث تدارس العلم في المساجد
قوله :
ثم قال عليه الصلاة والسلام
في الحديث الصحيح الذي رواه :
رواه أبو هريرة رضي الله عنه
وأخرجه مُسلم في صحيحه قوله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا،
نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ،
وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا،
سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ
ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ،
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ،
يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛
إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ،
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
( صحيح مُسلم )

فالبيوت التي يتم فيها التدارس العلوم الشرعية
هي بيوت الله عز وجل هي المساجد،
وإضافتها إلى الله للتشريف
؛ لأن المضاف إلى الله عز وجل ينقسم إلى قسمين:
إضافة أعيان وإضافة معان,
فإضافة الأعيان للتشريف،
وهي من إضافة المخلوق إلى الخالق,
كبيت الله وناقة الله وعبد الله،
وإضافة المعاني هي إضافة الصفات كحياة الله
وعلم الله وسمع الله وبصر الله وغير ذلك،
وهي إضافة صفات، أعني من قبيل إضافة الصفة
إلى الموصوف بها.
والمساجد هي خير البلاد
وأفضل البقاع
كما ثبت في صحيح مسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
في الحديث الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه قوله:
أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا،
وَأَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ أَسْوَاقُهَا.
( صحيح مسلم )
ذلك أن المساجد هي خير البلاد
وذلك لما يكون فيها من العمارة بذكر الله عز وجل
فالمساجد هي محل الطمأنينة ومحل الذكر
ومحل الصلاة ومحل العبادة لله عز وجل
ومحل تلاوة القرآن
كل هذه من صفات المساجد وأما الأسواق
ففيها الصخب ولالغط وفيها الخصومات
وفيها الهرج والمرج والسباب والشتائم
وفيها الكذب والحلف بالكذب لتمرير بضاعة
لذلك المساجد يكون تدارس القرآن بتلاوته ومدارسته
والتدبر والتعلم في معانية وتفسيره
بالاحاديث الصحيحة وبآثار سلف هذه الامة
الراسخون في العلم والمدركين تمام الادراك تفسيره
واتباعهم لصحاح المفسرين المعتمدين
في منهج اهل السُنة والجماعة
تلاوة القرآن معروفة، ومدارسته تعني معرفة معانيه،
وهذا إنما يكون لمن عنده علم بتفسير القرآن بالقرآن وتفسيره بالحديث، وبالآثار عن سلف هذه الأمة.
والتدارس يكون بوجود عالم بينهم
يبين لهم معاني الآيات التي قرءوها
أو التي يمرون بها وهم بحاجة إلى معرفتها
أو يشكل عليهم شيء من معانيها،
وإذا كانوا من أهل العلم فإنهم يتداركون
ذلك ويرجعون إلى كتب أهل العلم المتعلقة
بالرواية والدراية في
تفسير كلام الله عز وجل.
قوله:
(وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله
يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم
إلا نزلت عليهم السكينة)

يعني: تحصل لهم أمور أربعة بهذا العمل
الذي هو قراءة القرآن وتدارسه في المساجد:
الأمر الأول:
أنها تنزل عليهم السكينة، والسكينة:
الطمأنينة والوقار، ففي تلك المجالس الوقار
، والطمأنينة، والسكون، وانشراح الصدور
، كل ذلك يكون موجوداً لمن يحصل
منهم تلاوة القرآن في بيت من بيوت الله.
الأمر الثاني:
أن تغشاهم الرحمة,
أي تشملهم الرحمة وتغطيهم.
الأمر الثالث:
أن الملائكة تحفهم, أي:
تحيط بهم وتحدق بهم؛ وذلك أنهم يبحثون
عن مجالس الذكر، وخير الذكر
هو قراءة كلام الله سبحانه وتعالى,
فيحصل لهؤلاء المجتمعين
أن تنزل عليهم السكينة، وكون الرحمة تغشاهم.
الأمر الرابع:
أن يذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة،
أي يذكر الله عباده في الأرض
عند عباده في السماء الذين هم الملائكة،
كما جاء في الحديث
) : ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه(.
فمن حصل منهم الاجتماع لقراءة القرآن
في المساجد وتدارسه يحصل لهم الثواب
والجزاء بهذه الأعمال الأربعة.
ثم نأتي لقوله عليه السلام :
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
من أخره عمله عن دخول الجنة فليس
نسبه هو الذي يسرع به إليها,
وإنما العبرة بما يقوم في القلوب وبالأعمال،
وليس بما يحصل على الجوارح،
وإنما يحصل ذلك بالتقوى والإيمان
والعمل الصالح، فمن أخره عمله عن دخول
الجنة وبلوغ المنازل العالية فليس نسبه
هو الذي يسرع به إليها.
نعم النسب إذا جاء مع العلم و
والعمل الصالح
فهو خير إلى خير، ونور على نور،
وأما إذا كان بدون إيمان وبدون عمل صالح
فإن ذلك لا يفيد شيئاً، كما جاء في
هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
لان العبرة عند الله عز وجل هي التقوى
والاعمال الصالحة كما قال تعالى :
في سورة الحجرات
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
فقد رفع الإسلام سلمان الفارسي،
وهو من الفرس، وليس من العرب،
ووضع أبا لهب وهو من بني هاشم،
وهو ابن عبد المطلب،
وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولكن كفره وعدم إيمانه وضعه؛
ولم يستفد بنسبه شيئاً؛ لأن العبرة ليست
بالأنساب وإنما هي بالأعمال الصالحة
وبتقوى الله عز وجل.
ولذلك لا تترك التقوى اتكالاً على النسب
وإلا فإن أهل البيت الذين لهم الفضل
هم كل مسلم ومسلمة من نسل
عبد المطلب بن هاشم،
وكذلك زوجات رسول الله صلوات الله
وسلامه وبركاته عليه,
هؤلاء هم أهل البيت الذين لهم فضل.
ولكن من حيث النسب فعمه أبو لهب
من أقرب الناس إليه؛ لأنه أخو أبيه،
ومع ذلك فإنه من أهل النار لكفره وعدم إيمانه،
وقد نزلت فيه سورة من القرآن تُتلى الى يوم القيامة
تبين كفره ومصيره يوم القيامة
في قوله تعالى:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) المسد
اذا الاعمال الصالحة هي الميزان
وهي المعتبرة في الأسلام لقوله الله عز وجل
( ان أكرمكم عند الله اتقاكم ) الحجرات 13
وليس المعتبر هو النسب او القرب من
النبي صلى الله عليه وسلم
وهنا تأتي الآية الكريمة لتوضح الامر بجلاء
فقال تعالى :
( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ
فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)
المؤمنون 101
ولهذا الامر قال عليه السلام في هذا الحديث
من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
إذاً: النسب بدون عمل صالح
لا يفيد صاحبه شيئاً، ولكن كونه
يجمع بين النسب الشريف وبين العمل
الصالح فيكون قد جمع بين الحسنيين.
والله تعالى أعلم،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
( انتهى شرح العلامة الشيخ عبد المحسن العباس البدر )

اخوتنا الكرام
ومن خلال هذه الشروحات نفهم أن طلب
العلم له مكانة وهو المسجد أو الجهات المخولة شرعياً
لتدريس العلوم
ووسيلة طلب العلم هي المصادر الموثوقة
من خلال ديننا فالرسول عليه السلام
وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم
والتابعين لهم والتابع التابعين
وعلماء السلف اهل السُنة والجماعة
المُتبعين لكتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام
لذلك طلب العلم مهم لانه من خلاله يتم التعلم
وفهم التشريعات واحكامها والفقه وأبوابه
وكل ذلك له اهميته لعبادة الله سبحانه وتعالى على بصيرة
حيث قال تعالى :
( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ
عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف 108
وفي تفسير أبن كثير رحمه الله لهذه الآية قوله:
يقول :
اللهتعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين
: الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس :
أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ،
وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ،
يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ،
ويقين وبرهان ،
هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي
. أ.هـ كلام أبن كثير
والبصيرة والبرهان هنا هي العلم والمعرفه الدالة على
صدق الدعوة ولا يتم معرفة ذلك الا بالتعلم وفهم
ماهو البرهان المساعد على فهم التشريعات
وعبادة الله
فعبادة الله لا تتم الا بالبصيرة والبرهان
والعلم الشرعي
لفهم التشريعات وتطبيقها
وعدم الخروج عن منهجها في التطبيق
ويكون ذلك بفهم ومعرفة أقوال وافعال
من جاء بالوحي
وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك إتباع هديه وهدي
صحابته الكرام وأقوالهم
والتحرز والانتباه الي مصادر
اخذ العلم الشرعي
لان النبي صلى الله عليه وسلم نبه
عن ذلك بأن العلم مهم
لأستمرار فهم الدين
وتشريعاته فهم صحيح
والعلم من المعتاد لايتم أخذه
الا من أفواه العلماء
الذين أتبعوا منهج واقوال وافعال الرسول عليه السلام
ففي زمن الرسول عليه السلام
الكل كان يأخذ العلم مشافهه من أفواه بعض
لانهم عاصروا النبي عليه السلام
ولا يحتاجون لاخرين الاخذ منهم
وبعد وفاته عليه السلام اصبح الكل يأخذون
العلم من خلال ماتعلموه من تطبيقات
ومن افواه الأكثرمنهم
فضل وقرب من النبي صلى الله عليه وسلم
ففي زمنه وهو حي عليه السلام
قال قولاً بليغاً في التنبيه على
اخذ العلم من مصادره الصحيحة وهذه المصادر
هي العلماء أهل العلم والفضل
وسيأتي يوم ينزع الله فيه العلم اتنزاعاً
بوفاة وموت العلماء
ولايبقى الا رؤوس الجهّال يستغلون غياب العلماء
ويفتون للناس بغير علم ولا دراية
فيضلوا كثير من الخلق
وفي هذه الجمعة اخوتنا الكرام
سنتوقف قليلاَ مع هذا الحديث الصحيح
والذي يعتبره كثير من العلماء هو المنهج والمقياس
لطلب العلم من أهل الفضل طالما تواجدوا
قبل رحيلهم
ففي رحيلهم سيخلط الحابل بالنابل ويكثر الهرج
والمرج والأفتاء بدون علم والكذب
على الرسول عليه السلام
فقد قال عليه السلام :
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس،
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى
إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوساء جهالًا
فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا
وأضلوا ) متفق عليه).
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لنتعرف على هذا الحديث العظيم
من خلال شرح علماء أهل السُنة والجماعة
لمفرداته ومراميه ورسلته ومفاهيمه
والتى أعدها الكثير من علماء السلف
ان هذا الحديث هو تنبيه وتحذير
وتوصية ومنهج لاخذ العلم من أهله
قبل فوات الأوان .....
وكما فهمنا أن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم
هو وحي وانه عليه السلام لاينطق عن الهوى
يجب ان ندرك تماما أن تحذيره عليه السلام
لأمته في الازمان القادمة بعد وفاته
من الانزلاق خلف الرؤوس الجاهلة التى تدّعي العلم
وتفتي للناس بدون وجه حق
فبدّلوا وغيروا وكذبوا على الرسول عليه السلام
وابتدعوا مناهج ما اأنزل الله بها من سلطان
أن تحذيره ووصيته كانت حقيقية
وفي محلها حرصاً منه عليه الصلاة والسلام
على أمته من أن تتبع المارقين الجهله
في الأخذ منهم التشريعات والفرائض الخاصة بالدين
وقد جاء تحذير النبي عليه السلام
من عدم اتباعهم واغتنام الفرصة للتعلم
في وجود اهل العلم المشهود لهم بالاتباع الصحيح
من اهل الصلاح والخير والمتبعين لكتاب الله وسنه رسوله
وهذه شروحات وأقوال اهل العلم
المتبعين لنهج ماقاله الله وماقاله الرسول عليه السلام
فقد قال عليه السلام :
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس،
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى
إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوساء جهالًا
فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا
وأضلوا ) متفق عليه).
اخوتنا الكرام
هذا الحديث العظيم الصحيح الذي يبين لنا
أساسيات طلب العلم والحرص على تلقي العلم
من أفواه العلماء ذوي العقيدة الصحيحة
والمتمثله في إتباع نهج كتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام
واتباع مافهمه الصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وشروحات التابعين لهم حتى وصلت علومهم
لعلماء هذا العصر الذين يتكلمون بما فهموه
من كلام الله واحاديث نبيه عليه السلام وشروحات
وتطبيقات الصحابة للتشريعات
وفي شرح لهذا الحديث
وبيان معانيه والرسالة التى يجب ان يفهما
كل مُسلم حريص على عبادة الله على بصيرة
وهذه احدى شروحات
العالم الشيخ أبن عثيمين رحمه الله
وهو أحد علماء أهل السُنة والجماعة
في شرحه للحديث الصحيح عن العلم
فقال الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله في كتابه
رياض الصالحين في باب فضل العلم
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا من صدور الرجال
ففي هذا الحديث إشارة إلى أن العلم سيقبض،
ولا يبقى في الأرض عالم يرشد الناس
إلى دين الله، فتتدهور الأمة وتضل
ثم بعد ذلك ينزع منها القرآن،
ينزع من الصدور ومن المصاحف
كما قال أهل السنة
لا ينتزع من صدور الرجال لكن
يقبض بموت العلماء، يموت العلماء
الذين هم علماء حقيقة ولا يبقى
عالم فيتخذ الناس رؤساء،
يعني يتخذ الناس من يترأسهم
ويستفتونه لكنهم جهال يفتون
بغير علم فيَضلون ويُضلون والعياذ بالله،
وتبقى الشريعة بين هؤلاء الجهال
يحكمون فيها بين الناس وهم جهلة
لا يعرفون فلا يبقى عالم،
وحينئذ لا يوجد الإسلام الحقيقي الذي
يكون مبنيًّا على الكتاب والسنة
لأن أهله قد قبضوا،
وفي هذا الحديث حث على طلب العلم
لأن الرسول أخبرنا بهذا لأجل
أن نتحاشى ونتدارك هذا الأمر
ونطلب العلم وليس المعنى
أنه أخبرنا لنستسلم فقط لا من أجل أن نحرص
على طلب العلم حتى لا نصل إلى الحال
التي وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام،
والإخبار بالواقع لا يعني إقراره
اخوتنا الكرام
ومعنى أن يخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام
عن شيء ليس معناه أنه يقرّه ويسمح به
كما أخبر عليه الصلاة والسلام وأقسم وقال
في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لتتبعُنّ سُنن من كان قبلكم شبراً شبراً ودراعاً بذراع
حتى لو دخلوا جُحر ضبٍّ تبعتموهم قلنا:
يارسول الله اليهود والنصارى ...؟
قال فمنّ .....
( صحيح البخاري )
يعني: لتركبن طرق من كان قبلكم، قالوا:
اليهود والنصارى؟ قال: نعم اليهود والنصارى،
فأخبر أن هذه الأمة سوف ترتكب
ما كان عليه اليهود والنصارى إخبار تحذير
لا إخبار تقرير وإباحة،
فيجب أن نعلم الفرق بين ما يخبر
به النبي صلى الله عليه وسلم مقررًا له ومثبتًا
له وما يخبر به محذرًا عنه،
فالرسول عليه الصلاة والسلام
أخبر بأن العلماء سيموتون
ويعني ذلك أن نحرص حتى
لا ندرك هذا الوقت
الذي يموت فيه العلماء ولا يبقى
إلا هؤلاء الرؤساء الجهال الذين
يفتون بغير علم فيضلون بأنفسهم
ويضلون غيرهم، اللهم إنا نسألك
علمًا نافعًا وعملًا صالحًا ورزقًا طيبًا واسعًا.
( انتهى كلام الشيخ أبن عثيمين رحمه الله )
ومن هنا اخوتنا الافاضل
نفهم أن تحصيل العلم يستلزم المتابعة والتتبع لمصادره
الصحيحة الواثقة في صحتها
وليس هناك ماهو صحيح الا كتاب الله واحاديث
رسوله عليه السلام الصحيحة الغير مُلفقة ومكذوبة
وموضوعة وضعيفه واسانيدها لاتحمل حتى حروفها
فأهمية الاتباع والتعلم والاخذ
تكمن في من يستحق ان يتم متابعته
والاخذ منه وليس كل من يفتى او يجلس على سُدة التعليم
ويدّعي العلم الشرعي نأخذ منه
بل وجب الحرص أن نتعرف على اهل العلم
المتبعين لكتاب الله وسنة
رسوله عليه الصلاة والسلام
فهم أولى بالاتباع
لانهم لايميلون لأجتهادات وتفسيرات شخصية
نابعة من اهواءهم بل هم يتبعون مايقوله علماء الامه
المعتمدون المعروف عنهم الصلاح والاتباع الصحيح
وفي هذا العصر يستطيع المسلم ان يجب ويبحث
عن العلماء الثقاة الذين لايقولون قال فلان وقال علان
في المسائل الفقهية والافتاء
بل يقولون قال الله تعالى او قال نبيه عليه الصلاة والسلام
من خلال أحاديث صحيحة يشرحها اهل العلم
المعروف عنهم قوة الاعتقاد وعدم اتباع المناهج الاخرى
لذلك نلاحظ اخوتنا الكرام
في هذا الزمن انه اختلط الحابل بالنابل واصبح الكل يفتي
بدون علم ولا بصيرة ولا دراية
ويستشهد برؤوس جاهله بالرغم من امتلاكها للعلم
ولكنها جاهلة في اتباعها للمنهج الصحيح
وهو منهج اهل السنة والجماعة الذي يأخذ
شروحاته ومفاهيمه ومنهجه وطريقته من كتاب الله
فقط ومن سنة رسوله الصحيحة فقط
والتى إتبعها الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وانتقلت شروحاتهم للتابعين له ومن ثم لتابع التابعين
حتى وصلت العلوم الصحيحة لعلماء هذا الزمن
الذين أخذوا عن من كان قبلهم
من علماء اهل السنة والجماعة ....
اما الاخرون فقد اصبحوا ناقلين وليس مُتبعين
حتى النقل اصبح الكل ينقل من افواه من لايخاف الله
فنجد احاديث ضعيفة موضوعة غير صحيحة
يعتمدون عليها في اثبات مسائل فقهية او تشريعية
أو اقوال من يدّعون العلم وهم في الاساس مُتخذي
شيوخهم اما من المنهج الصوفي الذي يتمسح بالقبور
والاولياء ويتخذ من أفكارهم وكلامهم منهج وطريق
او من الفئة الخارجة والتى تدعي الاتباع لكتاب الله
وسنة رسوله وهم يدعون للخروج والقتل والتكفير
حتى وصل بهم الامر ان خربوا افكار العامة
بالصراخ ليل نهار وتحريضهم على الفساد والافساد
والخروج على أولياء الامر
وبث روح التفرقة والقتل والتكفير
او كالذي يتبع فلسفات والهرطقات الكلامية
التى إبتدعوها النصارى ومن على شاكلتهم
وأسقطوها على تشريعاتنا وديننا
وأصبحوا يقارنون علومنا الدينية والتشريعة وفرائضنا
يقارنوها بما عند النصارى وتابعيهم وتمييع
اوامر الله الملزمة التنفيذ وجعلها لا اهمية لها
كل ذلك اخوتنا الكرام
يأتي من عدم اهتمامنا بمن نأخذ منه علومنا الدينية
وتشريعاتنا ومفاهيمنا الصحيحة
وهنا اقوال علماء اهل السنة والجماعة
في من يبتدع ويأخذ فتواه من افواه من لادخل له
بالعلم والعلماء
وهنا أيضا اضافة اخرى
لأحد علماء الامة الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى
في اضافته لشرح حديث العلم والعلماء
قوله رحمه الله :
اقوال الشيخ ابن باز رحمه الله
عن العلم والعلماء
وقد أخبر النبي ï·؛
أن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ينتزعه
من صدور الرجل، يقول الرسول ï·؛
يخبر أن الله لا يقبض العلم انتزاعًا
ينتزعه من صدور الرجل، ولكن يقبض
العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق
عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا فسئلوا
فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا،
، فالنقص في العلماء موجود والخطر عظيم،
فينبغي لك يا أخي أن تستفيد من
وجود أهل العلم في أي مكان في
هذا المسجد في مكة في المدينة
في أي مكان، إذا سمعت بأهل العلم
المعروفين بالعقيدة الطيبة والاستقامة
وبالتعليم الشريف فاحرص عليهم، وبادر
إلى أن تستفيد منهم، في المساجد
أو في الحلقات التي تذاع أو في نور على الدرب،
أو في أي طريق تسمع الفائدة احرص عليها،
واغتنم حياتك، وتعلم دينك،
وتفقه في دينك، قبل أن تلتمس
من يعلمك فلا تجد أحدًا،
ولا حول ولا قوة إلا بالله،
قد تنزل مصيبة على الناس يحرمون من العلم،
إما بأن شغلوا عن العلم وأصيبوا
بمصيبة تشغلهم عن العلم،
وإما بعدم وجود أهل العلم
وعدم وجود حلقات للعلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
( انتهى كلام الشيخ أبن باز رحمه الله )
ونورد اخوتنا الكرام
الأدلة الشرعية من القرآن والسُنة
على حُرمة الفتوى بغير علم
العنصر الأول
الأدلة من القران والسنة على حرمة الفتوى بغير علم
أن الأدلة من القران الكريم تضافرت
على حرمة القول على الله تعالى بغير علم
و لا بينه و عدته من كبائر الذنوب
و إليك طرفا منها:
الدليل الأول:
تحريم الله تعالى القول عليه بغير
علم يقول الله تعالى
: ï´؟ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ï´¾ الأعراف: 33
قال ابن القيم رحمنا الله وإياه في هذه الآية:
قال ابن القيم - رحمه الله –
وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم
في الفتيا والقضاء، وجعله
من أعظم المحرمات بل جعله
في المرتبة العليا منها أ.هـ.
الدليل الثاني:
ويقول تعالى
: ï´؟ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ï´¾
( الأسراء 36 )
قال الشنقيطي رحمه الله: -
ويشمل ذلك قوله: رأيت، ولم ير.
وسمعت، ولم يسمع، وعلمت، ولم يعلم.
ويدخل فيه كل قول بلا علم،
وأن يعمل الإنسان بما لا يعلم،
وقد أشار جل وعلا إلى هذا المعنى
في آيات أخر; كقوله: إنما يأمركم
بالسوء والفحشاء
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون[2]أ.هـ.
الدليل الثالث:
ويقول تعالى
: ï´؟ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ
هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ï´¾

النحل: 116، 117
قال الشوكاني رحمه الله:-
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نضرة قال:
قرأت هذه الآية في سورة النحل
ï´؟ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب
هذا حلال وهذا حَرَامٌ ï´¾
إلى آخر الآية، فلم أزل أخاف الفتيا
إلى يومي هذا قلت - أي الشوكاني
: صدق رحمه الله، فإن هذه الآية
تتناول بعموم لفظها فتياً من أفتى
بخلاف ما في كتاب الله أو في سنّة
رسوله صلى الله عليه وسلم،
كما يقع كثيراً من المؤثرين للرأي المقدّمين
له على الرواية، أو الجاهلين لعلم
الكتاب والسنّة كالمقلدة، وإنهم لحقيقون
بأن يحال بينهم وبين فتاويهم ويمنعوا
من جهالاتهم، فإنهم أفتوا بغير علم من الله
ولا هدى ولا كتاب منير، فضلوا وأضلوا،
فهم ومن يستفتيهم كما قال القائل:
كبهيمة عمياء قاد زمامها *** أعمى على عوج الطريق الجائر
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال:
عسى رجل أن يقول: إن الله أمر بكذا،
أو نهى عن كذا، فيقول الله عزّ وجلّ له:
كذبت. أو يقول: إن الله حرّم كذا أو أحلّ كذا،
فيقول الله له: كذبت
ويقول تعالى:
ï´؟ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ
فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ
أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ï´¾ يونس: 59
أي: ما ظَنُّ الذين يَكْذِبُونَ على اللهِ في
التحليل والتحريمِ ماذا يفعلُ بهم يومَ القيامةِ،
أتَظنُّون أن اللهَ لا يعاقبُهم على افترائِهم عليه؟
وروى البخاري ومسلم
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه
من صدور العباد، ولكن يقبض العلم بقبض
العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس
رؤساء جهالا فسئلوا، فأفتوا بغير علم،
فضلوا وأضلوا
( اخرجه أحمد ومسلم في صحيحه )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من أفتى بفتيا غير ثبت
فإنما إثمه على الذي أفتاه....
( أخرجه أبن ماجه في صحيحه )
لذلك اخوتنا الكرام
من العناصر المهمة الباقية
هو العنصر
والذي يهتم بتعظيم السلف للفتوى
وتقديرها والخوف والوجل من الخوض فيها
بالرغم من علو كعبهم في العلم والاستنباط والفهم الصحيح
الا انهم كانوا يخشون الفتوى ويتحرزون منها
ليس كمثلنا نحن في هذا العصر
فالكل يفتي بدون علم ويستعرض امكانياته الفقهية
ويفتي ويلوي لسانه دون الرجوع لأهل العلم والاخذ منهم
1 . تعظيم السلف للفتوى:
القد كان السلف رغم علو كعبهم في العلم
و إلا أنهم كانوا يهابون الفتوى
لأنهم يعلمون أن الفتوى توقيع عن الله - تعالى –.
قال البراء بن عازب رضي الله عنه:
(لقد رأيت ثلاثمائة من أهل بدر
ما منهم من أحد إلا وهو يحب
أن يكفيه صاحبه الفتوى)
وروى ابن المبارك رحمه الله
في الزهد أن ابن عمر رضي الله عنهما
سئل عن شيء ثم قال:
أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسوراً لكم في جهنم
أن تقولوا أفتانا ابن عمر بهذا
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله:
((أدركت عشرين ومائة من الأنصار
من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- يسأل أحدهم عن المسألة
فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول
وفي رواية:
(ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود
أخاه كفاه إياه، ولا يستفتي عن شيء
إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا) [9].
وجاء عن الشعبي والحسن
وأبي حَصين رحمهم الله أنهم قالوا:
( إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت
على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه
لجمع لها أهل بدر )
وقال عبد الله بن أحمد كنت أسمع
أبي كثير يسأل عن المسائل فيقول:
ï»» أدري وذلك إذا كانت مسألة فيها اختلاف
وكثيراً ما كان يقول سل غيري
فإن قيل له من نسأل يقول سلوا
العلماء ولا يكاد يسمي رجلاً بعينه أ.هـ
وها هو
إمام العلماء وسيد الأصفياء يرد العلم
إلى رب الأرض والسماء صلى الله عليه وسلم
ويقول انا لها
بل كان يقول لا أدري
حتى يأتيني خبر السماء ....
فقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام
إن سئل عن شيء لا يعلمه قال: ( لا أدري)
جبير بن مطعم:
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال:
أي البلاد شر؟
فقال: لا أدري فلما أتى جبريل
رسول الله عليهما السلام
قال :أي البلاد شر؟
قال: لا أدري حتى أسأل ربي فانطلق جبريل عليه السلام
فمكث ما شاء الله فقال:
يا محمد إنك سألتني أي البلاد شر؟
فقلت: لا أدري وإني سألت ربي فقلت:
أي البلاد شر؟ قال: أسواقها
2 . حرص السلف على عدم الفتوى بغير علم:
قال الزهري عن خالد بن أسلم
أخي زيد بن أسلم رحمة الله عليهما قال:
كنا مع ابن عمر فسأله أعرابي أترث
العمة، فقال لا أدري قال:
أنت لا تدري قال نعم اذهب إلى العلماء
فاسألهم فلما أدبر الرجل
قبل ابن عمر يده فقال:
( نعما ما قال أبو عبد الرحمن:
سئل عن ما لا يدري، فقال لا أدري )
وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال:
لا أدري: فقيل له: ألا تستحي مِن قول
"لا أدري" وأنت فقيه العراق؟.
فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالوا:
(سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا)
قال الهيثم بن جميل رحمه الله:
( شهدت مالك بن أنس سئل عن
ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين
وثلاثين منها: لا أدري ))
وقال أحمد في رواية المروذي
( ليس كل شيء ينبغي أن يتكلم فيه
وذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
( كان يسأل فيقول:
لا أدري حتى أسأل جبريل )
و قال أبو بكر الأثرم –رحمه الله-:
(( سمعت أحمد بن حنبل يستفتى فيكثر
أن يقول: لا أدري، وذلك بما
قد عرف الأقاويل فيه ))
العنصر الذي يليه
وهو كلمة مهمة يتقي بها العالم شر الفتيه بدون علم
لا أدرى نصف العلم وإلا هلكت:
ثم اعلموا أنك لو كنت ذا علم و علمك الله من علمه فلا ينبغي عليك أن تغفل عن:
لا أدري، و إلا زلت قدمك بعد ثبوتها.
وقال ابن جماعة -رحمه الله-:
اعلم أن قول المسئول (لا أدري)
لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة،
بل يرفعه؛ لأنه دليل عظيم على عظم محله،
وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه،
وكمال معرفته، وحسن تثبته،
وقد روينا ذلك عن جماعة من السلف
. وإنما يأنف من قول (لا أدري )
من ضعفت ديانته، وقلَّت معرفته؛
3. أسباب الجرأة على الفتوى:
اعلم بارك الله فيك:
أن هناك أسباب عديدة تجعل الإنسان
لا يبالي بخطورة الفتوى بغير علم اذكر منها:
1 . الجهل بالنصوص أو الغفلة عنها.
2 . سوء التأويل.
3 . عدم فهم الواقع على حقيقته.
4- اتباع الهوى.
4 . الخضوع للواقع المنحرف.
5 . تقليد الفكر الغربي.
حوادث مهمة تختص بقصص
عن الفتوى والافتاء
وفي ختام هذه العناصرالمهمة
نورد اخوتنا الكرام القليل من القصص الواردة
في حق العلماء الذين يخافون من الفتية
والافتاء بدون علم ....
القصة الأولى:
إني لا أتكلم إلا فيما أحتسب فيه الخير
قال ابن مهدي:
سأل رجل مالك بن أنس
عن مسألة فطال ترداده إليه فيها،
وألح عليه فقال: ما شاء الله! يا هذا
إني لم أتكلم إلا فيما أحتسب فيه الخير
ولست أحسن مسألتك هذه
القصة الثانية
: عمرو بن دينار وتعظيمه للفتوى
ورواه إسحاق بن راهويه عن
ابن عيينة عن داود عن أبي زبير الزبيري
عن مالك بن عجلان قال قال ابن عباس:
فذكره وقد سبق وقال عبد الرزاق:
عن معمر قال: سأل رجل عمرو بن دينار
عن مسألة فلم يجبه فقال الرجل:
إن في نفسي منها شيئا فأجبني.
فقال إن يكن في نفسك منها مثل أبي قبيس
أحب إلي أن يكون في نفسي منها مثل الشعرة.
القصة الثالثة
أي شيء أقول لأهل بلدي
قال عبد الرحمن بن مهدي - رحمه الله -:
كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال له:
يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة
ستة أشهر حمّلني أهل بلدي
مسألة أسألك عنها.
قال: فسل.
فسأله الرجل عن المسألة، فقال:
لا أحسنها. قال: فبهت الرجل كأنه قد جاء
إلى مَن يعلم كل شيء.
فقال: أي شيء أقول لأهل بلدي
إذا رجعت إليهم؟!
قال: تقول لهم:
قال مالك: لا أحسن
القصة الرابعة
: جوامع الخير
قال وهب بن منبه - رحمه الله
لرجل من جلسائه:
ألا أعلمك طبا لا يتعايا فيه الأطباء،
وفقها لا يتعايا فيه الفقهاء،
وحلما لا يتعايا فيه الحلماء؟
قال: بلى يا أبا عبد الله.
قال: أما الطب الذي لا يتعايا فيه الأطباء،
فلا تأكل طعاما إلا ما سميت الله على أوله،
وحمدته على آخره،
وأما الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء،
فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك،
وإلا فقل: لا أدري،
وأما الحلم الذي لا يتعايا فيه الحلماء،
فأكثر الصمت، إلا أن تسأل عن شيء
اخوتنا الكرام
نصل لختام هذه الخطبة الطيبة
ونستنتج ونتعلم أن نأخذ علمنا ومعرفتنا من أفواه
العلماء الذين يقولون قال الله في كتابه العزيز
وقال النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الصحيح
ولا نقول قال شيخي او معلمي او أستاذي
أو قالت الدراسة الفلانية أو البحوث العلانية
أو المفكر والمنظّر الجهبذة فلتت زمانه قال كذا وكذا
أو نتخذ من مفاهيم وثقافات النصارى ونسقطها على ديننا
ونتخذها وسيلة لشرح ديننا وفكرنا وتشريعاتنا
فقد اتت كل هذه التشريعات العظيمة باللغة العربية
وبلسان العرب وعن طريق
نبي عربي عليه الصلاة والسلام
وبمفهوم صحابة عرب رضوان الله تعالى عليهم
ومن تابعي التابعين العلماء الافاضل الذين يتخذون
منهج كتاب الله وسنة رسوله
طريق وبيان لتفسير
مانقص عندهم
وكل ذلك يأتي اخوتنا الاعزاء بإلصاق رُكبنا لُركب العلماء
مباشرة لنتعلم منهم ماغاب عنّا من مفاهيم وشروحات
ولا ندخل أبداّ في مداخل ودهاليز الفتية واصدار الفتاوى
أو نقلها من كل حدب وصوب
وأن نتثبت ونعرف من أين سمعنا وتعلمنا واخذنا علومنا
فقد أختلط في هذا الزمان الحابل بالنابل وأصبح
الكل يرتدي عمامات العلم وجلابيب الاكاديميات الاسلامية
وهم في واقع الامر لايملكون
شيء الا أقوال من لايخاف الله
ويكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا يتورع في نشر الاكاذيب والشبهات من افواه
الملفقين الذين لايبالون بشر من افتى فتوة بدون علم
ولكن اخوتنا الكرام
أما الحل الأمثل بتلخص ببساطة
شديدة دون تعقيد او فلسفات هو
اتباع العلماء المشهود لهم بحسن الاعتقاد
وهم علماء أهل السُنة والجماعة المعروفين
طالما هم احياء ......وان غابوا عن الدنيا فهناك من
درس على ايديهم وتعلم منهم وترك إرث عظيم من العلوم
الشرعية بالاضافة هناك مواقع عظيمة
لهؤلاء العلماء من اهل الصدق والمتابعة الحقيقية
لمنهج السُنة والجماعة
يجد فيها المسلم كل مايريد من فهم امور دينه
ومعرفة ماغاب عنه
حتى لايترك مجال لرؤوس الجهّال أن يستغلوا
غياب العلماء ونشر اكاذيبهم الملفقة
عن الرسول عليه السلام
فلنحذر اخوتنا الكرام
ولنتبع سُبل من خاف الله وحرص على
أن لا يدخل في مجال الفتوى والافتاء بدون علم
وكم هي جميلة كلمة
( لا أعلم )
فمن قالها فقد تحصن وحفظ دينه ولم يُتهم
بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلماذا اخوتنا الكرام
أصبح الكل الا مارحم الله
الكل يتجرأ على الفتوى والتفسير
بدون الرجوع للاصول الفقهية والتشريعية
والتفاسير المعتمده لكبار علماء الامة
الذين يستقون علمهم من رسولنا عليه السلام
ومن أصحابه الكرام والتابعين لهم بأحسان
ففي هذا الزمن أصبح الذين يتكلمون بأسم الله
وبأسم الرسول عليه والصلاة والسلام
أكثر ممن يسألون عن امور دينهم
فنرى الانسان العامي البسيط حينما يرى
مُعمم وذو ذقن طويله وجلباب ازهري
يعتقد انه هو الصواب وان مايسال عنه سيجد
عنده الجواب الشافي الصحيح
والواقع هو ان هناك الكثير ممن يتبع اهواء
الطوائف المارقة والتكفيرية الخارجية ويمرر لنا
الفتاوي والشروحات وهذا والله شيء خطير

فلنحاول اخوتنا الكرام
أن نستقي علومنا وتشريعاتنا وفقهنا ممن
يتبع الرسول ويتع ماجاء به كتاب الله فقط
فيكفي البحث بسهولة عن هؤلاء ستجدهم لهم مواقع
خاصة مميزة تختص بعلماء اهل السُنة والجماعة
وفيها كل شيء .....
فلماذا لانستغل واجودهم ونثنى الرُكب ونتعلم منهم
قبل أن ينزل الله علومهم من صدورهم بموتهم

ويجيء من بعدهام رؤوس جهال يفتون للناس بغير علم
وهذا والله الذي يحصل في هذا الزمن
الكل يعرف ويعني ويعلم تاريخ الامم الاخرى
ومشاهيرهم وغانياتهم ومنحرفيهم
وسياساتهم وفلسفاتهم وهرطقاتهم الكلامية الجدلية
التى تشكك الانسان في نفسه
ومن ناحية اخرى يضربون كلام علماء اهل
السُنة والجماعة ضرب الحائط
وحينما نتقول له تعلم يااخي فربما لن تتحصل
على فرصة اخرى للتعلم لان هناك موت وفناء
وانتهاء دورك في الحياة
يقول لك لا اعلم من اين اجيء بهذه العلوم
ويكفي اني اعرف كيف اصلي فقط اما الباقي
فليس من شأني
وهنا ااقول له وأسأله
هل تضمن ان صلاتك صحيحة
وقد اخذت شروطها واحكامها
من اهل العلماء الثقاة
ام ورثتها عن ابيك وعن امك فقط ......؟
وهل تعبد الله على بصيرة نظيفة حقيقية
كما جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام
أم تعبد الله طبقاً لما سمعته من فلان وعلان والولي الفلاني
والشيخ الذي ظهر على وسائل الاعلام
وفي حقيقة الامر هو مُرتكب لأمور من متابعة
اليهود والنصارى والفرق الضالة الاخرى .....
وهل استطاع المسلم في هذا الزمن أن يميز بين
علماء الامة الذين يتكلمون بحجج من كتاب الله وسنة نبيه
أم يتكلمون بأسم الشيخ الفلاني والعالم الفلاني
الذي لايعرف من الكتاب والسنة الا الاسم فقط
لذلك اخوتنا الكرام
انصحكم وانصح نفسي بالبحث
عن أهل العلم الحقيقيين
وليس رواد العمائم والجلابيب التى
تدل على دراستهم من الجامعات
وعدم تلقف العلوم الا من هو ذو ثقة
وعدم الاستماع للفتاوي الا من اهلها فقط .....
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها












توقيع :


الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )


عرض البوم صور اندبها  
 
كاتب الموضوع اندبها مشاركات 32 المشاهدات 33180  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تناولي أربع بيضات أسبوعياً وشاهدي ماذا سيحصل حنين الشوق وهج الصحة والغذاء 3 01-14-2016 10:12 AM


الساعة الآن 08:30 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah