إنسان و ملاك :

كان طالب صيدلة، كان طموحاً جداً.. كان حالم و رومانسي.. يحب الفن و الفنانين، سمع كل أغاني عبدالحليم حافظ، و عبدالوهاب.. و السيدة أم كلثوم، بعد ذلك طرأ عليه أن يغير مساره من عزف البيانو و السمسمية إلى مسار آخر.. اتجه لشيخ سلفي في أزقة القاهرة القديمة، و بدأ يتتلمذ على يديه، عرف أغلب الخطوط العريضة في الدين، ولكنه لم يتعمق في التفاصيل، كان يطرح على شيخه الكثير من الأسئلة و علامات الاستفهام.. بدأ له أن الشيخ نصاب و مراوغ.. عندها قرر أن يتعلم الدين عن طريق القراءة المباشرة من أمهات الكتب، بدأ ينهل من العلم الشرعي، و لكنه مازال يجد الكثير من علامات الاستفهام التي يصعب على باحث مثله حلها و فك رموزها..!

أصبح انسان و ملاك شيخ دين، أطلق ذقنه وحلق شاربه.. أصبح مخيفاً نوعا ما من حيث الشكل و الديزاين الخارجي، و لكنه يحمل بين أضلعه قلب طيب و نقيّ.. وما زال في داخله صراع بين الرجوع إلى الفن، و الاستمرار في تعلم الدين و تعليمه،! شيطانه ملعون و قوي! يُلح عليه لأجل أن يعود إلى ماضيه.. أنتشر خبره و ذاع صيته في أصقاع القاهرة، و طارت الركبان بأخباره..! عندما أصبح مشهوراً و معروفاً لدى الكثير من الناس.. قرر أن يستغل هذه الشهرة الحسنة في خدمة الناس، وهي بطبيعة الحال خدمة مدفوعة الثمن و ليست مجانية !
قرر أن يعالج الناس بالرقية .. فتح محل صغير في شارع رمسيس وبدأ يرقي كل معيون و مسحور،! في البداية كان يأخذ على كل مريض خمسة جنيهات.. و عندما زاد عدد العملاء رفع السعر لـ خمسمائة جنيه.. مقابل فك السحر، و ثلاثمائة جنيه مقابل ابعاد العين عن المعيون، وكذلك عن القلق و الوساس.. صاحب صوت شجي و ندي.. عندما يقرأ القرآن يترنم كل من حوله، و ربما هذا هو السبب الحقيقي لتوافد الناس عليه طلباً لشفاء،! يُقال و الله أعلم أن احد من مراجعيه لم يُشفى،! و صل خبره إلى جمهورية ليبيا الإشتراكية.. حتى وصل إلى قائد الثورة الداعية معمر القذافي!
كان سيادة الرئيس آنذاك عام 2009 قد قرر أن يذهب إلى إيطاليا لدعوة المسيحيات إلى الدخول في الإسلام أفواجا.. عند ذلك استدعى العقيد الشيخ إنسان و ملاك.. و بالفعل ذهب انسان و ملاك للعقيد، وأنطلقت الرحلة إلى ايطاليا، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية و قتها برلسكوني، تم جلب خمسون فتاة إلى العقيد في جلسة دينية مغلقة وكان معه من الدعاة إنسان و ملاك.. قاما الإثنان بالدعوة و النصيحة و ما يمليه عليهم ضميرهما.. قبل بدء الدعوة كن الفتيات مسيحيات و بعد الدعوة ادلين بتصريح للإعلام على أنهن جميعاً تحولن من المسيحية إلى الإلحاد و العياذ بالله - اي خرجن من المسيحية أفواجا!- كان شعر العقيد المنكوش سبب تحول إحدى الفتيات للإلحاد، و كانت طريقة انسان وملاك في الدعوة سبب إلحاد التسعة و أربعون المتبقيات، و لاحول و لا قوة إلا الله ؛!
هكذا أنتهى تاريخ انسان و ملاك الدعوي.. و يُقال أنه تلقى مبالغ طائلة من العقيد جراء خدماته الجليلة في نشر الدعوة في ربوع ايطاليا الكافرة ،!
الآن يعمل تاجر مفرقعات في ليبيا، ولا يستطيع العودة إلى مصر بسبب تاريخه الطبي السيء ؛!
من مواليد 1965 ميلادي