منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   وهج النقاشات والحوار الجـاد (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=104)
-   -   " ||~ كـ عجينة الفخار ..!! " (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=43987)

مُهاجر 10-06-2022 08:53 AM

" ||~ كـ عجينة الفخار ..!! "
 
قالت :
الحياة تشكلنا كما تريد على مر السنين
عجيب كيف أننا نولد كالفخار نتشكل كما يشكلنا اباؤنا
فأنت من تستطيع أن تجعل من هذا الطفل قائد عظيم ،
أو تجعله مجرم عالة على المجتمع ..

إنها أيديك السحرية هي من تشكل هذا الفخار البريء ،
الذي لا حول له ولا قوة فيما يصنع به و لكن انتبه ..
فحين تصنع شيئا به لن تستطيع تغييره !
فكما نعلم لا أمل في اعادة تشكيل
الفخار بعد أن يجف !


فكن حذرا في كل تفصيل تضيفه ،
و كل زخرفة تحفرها فما أن يدخل هذا الفخار الفرن ،
وينضج سيتخذ شكلا نهائيا يظل شاهداً على آثار يديك طوال بقائه .
ولا تنسى أن تجعله صلباً فلا ينكسر بسهولة حين يقابل أقل المصاعب في الحياة ،
فإن لم تكن خبيراً بفنون صناعة الفخار متفهما لكيفية تكوين هذه العجينة الخام ،\
التي أعطتك الحياة إياها على أجمل هيئة و أبدع تكوين ، فأنصحك أن تأخذ دروسا في صناعة الفخار ،
قبل أن تشكل عجينة تكون ضحية قلة خبرتك !


أيضاً لا تنسى محتوى هذا الإناء الفخاري فما نفع أن تزينه من الخارج بابدع الزخارف،
و هو من الداخل خاوي لا يملأه إلا الفراغ ينقصه الجوهر ، ليضيئه من الداخل ،
فيصبح هذا الإناء مثالا للكمال .


و لا تكتفي بسكب الماء داخله فيما يمكنك أن تملأه بالعسل و المسك ،
و أنَفس الجواهر ! و أخيراً لا تنس أن تمحو آثار بصماتك من عليه ،
ليغدوا لهذا الإناء كيانه المستقل بعيداً عن كيانك .


ثم يحين وقت الحصاد لهذا التعب حين تنظر لهذه التحفة الفنية ،
بأعين مليئة بالفخر و الاعتزاز حين تسمع مديح من حولك ،
على جمالها الخلاب من الداخل و الخارج !

هكذا هو الإنسان حين يولد كعجينة الفخار الخام ،
و أهله هم من يكونون شخصيته و قيمه
الأخلاقية لتبقى راسخة في عقله إلى الأبد .


أما الجوهر فهو ما يكتسبه الإنسان و تكمن فيه أهميته ،
فالعسل هو الإيمان يغمرك بحلاوته فتحس بأن العالم حولك جميل
أما المسك فهي الأخلاق تنشر رائحتها الطيبة على من حولها ،
فيُعجبوا بها ، و يتَطَيبوا من طيبها ،

و أخيراً الجواهر ، وهي المعرفة قيمتها لا تقدر بمال ، و تحول صاحبها من فقير إلى أغنى
أغنياء العالم ! كل على قدر معرفته و على ما يكتسبه من هذه المعرفه .




قلت :
ما أجمل :
أن يحمل الانسان تلك الامانة التي يُسأل عنها يوم القيامة في غرس القيم في ذات من أوكل إليه تربيتهم والقيام بواجباتهم ،
وأن يتباعد عن تلكم الأعذار التي يتّفلت من ملاحقة المساءلات عن حجم التضحيات وانتزاع الفرص واللحظات من حلق المشاغل
والأعمال ،


ذاك من عَلِمَ عِلم اليقين :
بأن هناك من ينتظر بشغف عظيم ذلك الطفل الرضيع حتى يشب ويكبر ،
ليحمل المسؤولية ويرفع لواء النجاح
والفلاح الذي يُهديه لوطن ودين .


ذاك حال الموّفي ،
اما المجاوز المُخل بالأمانة :

فما همه غير توفير الشراب والطعام والبيت المنيف ، أو بيت مادته من طين !
_ أحسن الأحوال _ !

هو حال ذاك المُربي للغنم وما الفارق غير أن الأول :
جنسهم بشر من طين !


أما الثاني :
فمن جنس الأنعام والحيوان الأليف !



أعتذر :
لتلك المُقارنة التي تحط من قيمة وقدر الآدميين !
ولكن هي الحقيقة ولو كانت بطعم الحنظل المرير !



ذاك الفخار :
قد يُوتقن صانعه صناعته ، ويسقيه من عرق الجبين ،
ويبدع في انتقاء مهية معالمه ،
ليفخر به وليكون بهجة للناظرين ،

ولكن ..

قد يُصادف مكان وجوده ما يُشوه وجهه الجميل !
ويعيث فسادا بذلك النوع الفريد !



لننتقل لواقع الآدميين بعيدا عن الكناية والتشبيه :
ولنتحدث عن الذي يُتبع كلالة يومه متعاهدا في زرع وغرس المبادئ
والقيم في ذلك الطفل الجميل ،

يُغذيه بأطايب الأخلاق ، ومن زلال الدين يرويه ،
ويُرشده ويكشف له معالم الطريق ،

ويكبر على تلكم النصائح ، ولكن في طور نموه تعصف فكره وقلبه " الوارد "
ما سكن في البيئة من شوائب التيه ،
ليبتعد قليلا فقليلا عن ذلك الصراط المستقيم ،
والسبب قد يكون :
من المدرسة !

وقد :
يكون من الصاحب الرفيق ،

وقد :
يكون مما يراه ويسمعه من بث ،
من وسائل تواصل لتُرديه في الحضيض !



من هنا :
كان لزاماً من المربي أن يكون صاحب عصره يعرف
ما يلج من جديد ليواكب العصر الجديد ،
الذي فيه الأخلاق تشكو الأفول !
والمبادئ تتأرجح من الهجران المقيت !



الاهتمام بالجوهر :
كم يغفل عن ذلك الأساس الذي لو اهتم به ذلك الحريص على أن يكون
هو الاهتمام وعينه لأن بذاك يُخرج جيلا سليما لا يعرف " النفاق " ،
لصلاح مُزيف البغيض !



فكم نرى :
تلكم الجموع ممن تلّبسوا بلباس الدين !
وهم للنفاق أقرب على أن يكونوا من المتقين المهتدين !!!



في المحصلة :
ليس شرطاُ أن يكون الطفل الذي نعتني به منذ نعومة أظفاره ،
ونحن نغرس فيه المبادئ والخلق النبيل أن يكون من ورثة الدين الذي
تشرئب له الأعناق ليكون قدوة للعالمين !



وفي ذات الوقت :
لا نقصد بذلك أن نجعل أولادنا عرضة لقُطّاع الطريق ،
أو نُسلمهم للشارع لينطبع فيهم الخير أو الشر ،
أيهما سبق غُنمُه ، كانَ لهُ وافر النصيب !




لا يزال الفكر يطوف في فلك التساؤل عن أثر التربية في
صقل ماهية ذلك " الطفل " وأثرها في سلوكه ورسم خارطة طريقه ،

قد :
تتخلل دقائق وأيام حياته تلك الجرعات الايمانية ،
وتشنف أسماعه بتلكم المعاني والقيم الانسانية ،

ومع هذا قد يحيد عن الطريق ليسلك طريقاً آخر فيه النقيض لكل ما تربى عليه ، ليكفر به بل قد يصل به الأمر أن ينقلب عليه !


قد :
يقول قائل :
بأن تلكم الحالة لن تحدث إلا في حال الاكراه والاجبار على فعل مالا يفقهه ولا يعيه !
وليس له الخيار في رفضه أو تقبله على النحو الذي يتصوره ويمتريه !


ليبقى :
احتمال قوي لا يمكن استبعاده أو أن نستثنيه .
وقد :
يكون الطفل تقبل ذاك بعد أن نضج لديه الشعور والاحساس ،
حتى بات يميز هذا من ذاك .



ومع هذا :
وددت أن أركز في ذلك السالك درب الصلاح وقد ارتضاه وعاش في هوى ذاك ،

ومع هذا :
وفي خضم الاختلاط بهذا وذاك ،
وما تموج به الساحة من مُغريات ، يتنازل عن بعض المبادئ ذلك " الغِر "
لتنفلت " الحبات " من عقد القناعات ورسوخ الايمان في قلب ذاك المستكين !



ليسير في الحياة :
يعيش عيش الغافل الذي لا يُبالي في اقتراف الاخطاء ،
وممارسة المآثم ، فبذاك يُسبل الطريق على وضع مرير .



ففي المحصلة :
_ وذاك هو الغالب إذا ما تشبث به لطف القدير الرحيم _
يقرع في أذنيه ، ويدق قلبه ، ويحرك أرشيف ذاكرته ذاك :

" الضمير "

كي يوقفه على " أطلال " الماضي القريب ،
عندما كان ينهل من ذاك المعين الذي عاش
في كنفه عيشا رغيد .


من هنا :
يتفاوت الواحد من أولئك عن مدى تعاطيهم
وتناغمهم لصوت وهمس ذاك " الضمير " !
فمنهم من :
يعود لرشده ويطوي صفحة غفلته .


ومنهم :
من يُجافي ويدافع ويكتم صوت ذاك الضمير !!




ما أود قوله ختاماً :
" يبقى على ولي الأمر غرس المبادئ والقيم في ذاك المسؤول عنه ،
أما الباقي فيكل أمره لله رب العالمين " .

مُهاجر

وارفة البيان 10-06-2022 03:50 PM

رد: " ||~ كـ عجينة الفخار ..!! "
 
عسى ان يكون كل الأباء مهيئين لحمل الرساله وان تكون هناك توعية مجتمعية واسرية لكي يعرف الاباء ماعليهم
بعضهم في خضم بحثه عن اللقمة الحلال ينسى رسالته الاسمى فيترك تربية ابنائه لزوجته لا يشارك الا بالقرارات المصيريه فيخرج الابناء كما شكلتهم امهاتهم ثم تلام
الرجولة حزم والحزم صرامة فيها توضع الخطوط الواضحه للمقبول والمرفرض
ترغيباً او بالعقاب
التربية في الأسلام ليست قاصرة على معرفة تعاليم الدين بل في مجالات شتى من الرياضات والفنون والشعر
ولذلك كان مناسباً ان يطلق على درس الرياضه بالتربية الرياضية وعلى درس الفن بالتربية الفنيه
هناك جزء فطري في الانسان يقوى بالتربيه التي يتلقاها فالموهوب تصقل موهبته بالعنايه والمداراة
تمنحني مساحة لأعبر لأن ماتختاره من مواضيع فعلاً مهم علاوة على طريقتك في التعاطي بأسلوب مختلف وراقي
كالعادة يختم ويرسل للتنبيه ويكرم

ريماس 10-06-2022 11:22 PM

رد: " ||~ كـ عجينة الفخار ..!! "
 

،

يعطيك الف عافية على الطرح الرائع..
والإنتقاء الجميل ..
لاحرمنا منك ولامن ابدآعك..
بآنتظار جديدك المميز .،
دمت بسعآدهـ ..،

ملكة الحنان 10-07-2022 07:01 AM

رد: " ||~ كـ عجينة الفخار ..!! "
 
يعطيك ربي العافيه وتسلم الايادي
طرح رائع و مميز اسعدك الله
ننتظر مزيداً من جديدك المميز
دمت بحفظ الله

وردة الغرام 10-07-2022 05:12 PM

رد: " ||~ كـ عجينة الفخار ..!! "
 
تسلم الايادي على المجهود المبذول والطيب

والرائع والمميز والجميل والمفيد والقيم

اعجبني جدا جدا.

يعطيك الف عافيه اخي الكريم مهاجر


الساعة الآن 01:25 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون