منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   نفحــات ايمانيـة (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=42567)

ملكة الحنان 07-15-2022 07:19 AM

الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت

لم أر شيئاً في هذا العالم يزداد جدة كلما قدم، ورفعة كلما ارتقت العلوم، وثباتاً مهما تقلبت الأزمان والأحوال، مثل الدين الإسلامي وكتابه الكريم، ولم أر شيئاً تحوم حوله البشرية في كل مناحي الحياة من سياسية واجتماعية واقتصادية وغير ذلك، وتقتطف منه ما لذ لها وطاب، مثل تشريع محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ومهما اختلفت الأسماء وتشعبت المسالك، وابتعدت أو اقتربت المناهج، فالحقيقة التي لا مناص للجميع منها، أنهم يدورون حول الإسلام يتلمسون بعض أصوله، فيقرعون بابه ولا يدخلونه حسداً وغروراً.

وإن العالم الذي قد ارتقى إلى هذه الدرجة التي استخدم فيها الأثير والشعاع والماء والهواء لم يستطع بالإضافة إلى الديانات السالفة كلها أن يبتدع تشريعاً مماثلاً للإسلام، ولا استطاع أن يصل إلى مثل ما جاء به من قانون محكم لرفاه البشرية وسعادة المخلوقات جميعاً.

وهذا طبعاً لا يعيب الأديان الأخرى أبداً، لأن ما فيها من نقص إنما أتاها لأنها تقدمت الإسلام في الزمن لا غير، أو بعبارة أخرى، إن كل الأديان أنـزلت تدريجياً لتتمشى مع قابلية العقل البشري، ولتكون تمهيداً للإسلام، ودروساً ابتدائية واستعدادية تساعده على تلقي تعاليم الإسلام العالية الأبدية، وهكذا كان، حتى جاء الإسلام في أوج اكتمال العقل البشري، وترك على الدهر قانوناً لا يضاهى أو يماثل.

بيد أن بعض البشر الذين أولعوا بكل جديد ولم يروا في أديانهم ما يكفل لهم سعادتهم لم يكلفوا أنفسهم الرجوع ببصرهم إلى التعاليم الإسلامية لتخفيف وطأة المصائب المحيقة بهم، بل راحوا يبتدعون كل يوم ديناً جديداً ومذهباً حديثاً، سياسياً واجتماعياً، يحومون فيه حول بعض التعاليم الإسلامية دون أن يقبلوها كما هي، لأن قبولها كما هي يعني قبولهم الإسلام، وهذا ما يتنافى مع صلفهم وغرورهم، زاعمين أن ما أوجدوه كفيل بسعادة البشرية، غير أننا نقول بكل فخر وسرور: إن البشرية لم توفق حتى هذا اليوم بشيء يحتل مكانة الإسلام، ولن توفق إليه أبداً، لأن القرآن الذي أنـزله رب العالمين العالم بما كان وما سيكون، وبحاجات الإنسان، لا يمكن أن يأتي بمثله عقل بشر ضعيف.

وليس هذا القول مجرد ادعاء وعقيدة، بل هو نتيجة بحث وتجربة، ومن يدقق في شروط الإسلام الخمسة، من صوم وصلاة وحج وزكاة وشهادة، بالإضافة إلى شروط الإيمان، وما يتفرع عن هذه وتلك من أمور، يرى عدا ذلك أن كل حكم من هذه الأحكام على انفراد يكفل سعادة البشر، فإنها تشير أيضاً إلى كل علم وفن إن لم تكن هي مفتاح له.

ومما يمتاز به الدين الإسلامي على غيره أنه ليس دين آخرة فحسب، أي أنه ليس دين تهديد ووعيد وتخويف بالآخرة، بل هو قانون دنيوي كامل، وإننا نرى، والشكر لله، أن الأعداء مهما تفننوا وأظهروا العناد فإنهم مجبورون على قبول الإسلام بالفعل إن لم يقبلوه بالاسم، لأنه هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فبعد أن كان العالم الغربي يرمي الإسلام بأنه دين الهمجية والتوحش، عاد يرى فيه منتهى المدنية، وشعر أن لا غنى له عنه أبداً، واستيقظ من غفلته يحارب ما حاربه الإسلام قبل قرون، ويحبذ ما حبذه بعد أن أنكره زمناً طويلاً، فمن ذلك أنه عاد يجيز الطلاق، ويشعر بفوائد الصوم، ويحارب الخمر، ويجبر المرأة على الرجوع إلى دارها، ويسعى لرفاه العالم وتخفيف ضائقته بجمع الزكاة باسم الإعانة.

وبينما نرى العالم بدأ يعتنق الإسلام بأفعاله، نرى المسلمين (ويا للأسف) على الضد بدأوا ينفرون منه، وبدأت دسائس الأجانب المعسولة تلعب في أدمغتهم، وأهم ما نرى الأفكار متجهة إليه هو مسألة فصل الدين عن الدولة، تلك الخرافة التي قد يفهمها غير المسلم، وأما المسلم الذي كفل له دينه كل شيء، ولم يميز بين القاضي والإمام والحاكم وقائد الجيش بل جمع الكل في واحد، وكفل من وراء هذا الدين سياسة ناجحة، ومدنية عظمى، لا يستطيع أن يفهم ما يقول دعاة التفريق إلا أنها دسيسة من جملة الدسائس التي حيكت وتحاك كل يوم لحصد شوكة الإسلام بعرضه أمام العالم ديناً ناقصاً كباقي الأديان التي تحتاج في الحياة الدنيوية إلى الاستناد على تشريع بشري، وإنـزال هذا الدين العظيم منـزلة الأديان السابقة الناقصة، بينما الفرق بينها وبينه كالفرق بين العمى والبصر أو الظلمة والنور.

فحذار أيها المسلمون من هذه الدسائس، وتمسكوا بدينكم فهو تراثكم الوحيد الذي بقي لكم، وراعوا في تأسيس الجمعيات والنوادي وبرامج التعليم هذه الناحية الكفيلة بالخير العميم، وإلا فلن يكون حظنا من الشقاء والتعاسة أقل مما أصاب من قد أهملوا دينهم، رغم أن دينهم لا يمكن الاعتماد عليه دائماً، ثم عادوا يتلمسون الدين بطريق عقولهم فضلوا وأضلوا.

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثالثة، العدد الأول، 1356هـ - 1937م

أ. إحسان سامي حقي



همس المطر 07-15-2022 11:10 AM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
جزاكِ الله خير الجزاء
و
جعله الله في ميزان حسناتك
و
أسعدكِ الرحمن

اميرة الحب 07-15-2022 02:08 PM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
ملكة الحنان

جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
سلمت أناملك على الطرح القيم
ويعطيك العافية على المجهود المبذول
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك
لك تحياتي وفائق شكري
ودي وعبق وردي
كنت هنا اميرة الحب
http://www3.0zz0.com/2022/05/31/18/207778837.gif

روح الأمل 07-15-2022 11:09 PM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
جزاك الله خير الجزاء نفع الله بك

ملكة الحنان 07-15-2022 11:46 PM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
همس

سعدت بحضورك وتشريفك لمتصفحي
لاحرمني الله منك ومن روعة جديدك

ملكة الحنان 07-15-2022 11:46 PM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
أميرة

سعدت بحضورك وتشريفك لمتصفحي
لاحرمني الله منك ومن روعة جديدك

ملكة الحنان 07-15-2022 11:46 PM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
روح

سعدت بحضورك وتشريفك لمتصفحي
لاحرمني الله منك ومن روعة جديدك

ريماس 07-16-2022 05:36 PM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
جزاك الله خيراً
و جعلهُ في ميزان
حسناتك
و أثابك الفردوس ..

أمنية 07-18-2022 01:54 AM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 

جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائماً
وأن يجمعنا الله وأياكم
على الود والإخاء والمحبة
تحياتي لك

ملكة الحنان 07-18-2022 02:29 AM

رد: الإسلام دين البشرية الخالد وقانونها الثابت
 
ريماس
سعدت بحضورك وتشريفك لمتصفحي
لاحرمني الله منك ومن روعة جديدك


الساعة الآن 02:22 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون