[justify]


مثل ما يحتاج الجسم إلى اللياقة البدنية، يحتاج العقل إلى اللياقة الفكرية.. فقط جرب أن تحافظ على تمارين اللياقة البدنية.. ستجد نفسك متقد و نشيط و تتمتع بمزاج أكثر من رائع ، ستكتشف جانب آخر في هذه الحياة.. جانب مشرق و مضيء.. ستجد أنك سبب تعاستك الماضية، و أنك أكبر حجر عثرة يعترض طريقك في كل مرة من المرات التي تتدحرج فيها !

بل ستعرف أنك كنت أكبر عدو لنفسك !
و أنك سبب مباشر للقلق الذي تعيشه، و الخوف من المستقبل الذي تنتظره .. الذي لا يمارس رياضة البدن هو انسان يدخل النفق المظلم طواعية، بل يدخل إليه مع سبق إصراره و ترصده ؛[/justify]

[justify]



كذلك العقل يحتاج النشاط، العقل لم يخلق للهدوء و الخمول.. لم يخلق ليُترك كشيء فائض عن الحاجة.. عندما تغوص في أعماق كتـاب "مـا" فأنت لا تغوص في أعماق الورق، ولا تشتم رائحته.. أنت تغوص في حقل تجارب الآخرين.. أنت تختصر المسافات.. و تسابق الزمن.. أنت تبدأ من حيث أنتهوا لا من حيث بدأو..!
لا يكن عدوك كتاب، و لايكن صديقك فراغ .! فإن اجتمعت فيك هاتان الخاصيتان.. فسحقاً لك بحجم غبائك .!

عندما تقرأ فأنت تعيش عمر آخر، و تواكب أحداث كثيره.. تعيش تفاصيلها و تتابع جزئياتها الصغيرة.. سيطرأ عليك عدة تغيرات في ذات الوقت، ربما تبتسم و ربما تضحك، و احياناً تقهقه حتى يشك من حولك أن الشياطين قد تلبستك .. ويتمتم لك بدعوات يرجو فيها من الله الشفاء العاجل لك ..!
كذلك ربما تختنق، و تتألم.. ربما تخنقك العبرة.. و تسقط من عينك دمعة، وفي احيانٍ اخرى ربما تنفجر بالبكاء ،! عندما تقرأ فأنت تمارس انسانيتك بشكل طبيعي، تمارس حقك في التعبير الصامت.. فالتعبير لايقتصر على الكلام، التعبير هو سلوك و تصرفات تلقائية لاتستطيع أن تمنعها من الظهور أمام الآخرين.. وهذا بالتحديد ما يحدث لمن يقرأ بقلبه قبل عينيه.. حيث يعيش الحياة نيابة عن الآخرين، و يقوم بالأدوار نيابة عنهم؛ القراءة تمنحك البساطة و تمنحك آلة تصوير سحرية قادرة على تصوير اعماق الآخرين والتي دائماً يحاولون أن يحجبوها عنك ؛![/justify]

[justify][/justify]

[justify]مازلنا مع "زنزانة" للكاتب د.سلمان العودة ؛[/justify]