منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   وهج القصص و الروايات الحصرية  (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=143)
-   -   جزار الحي (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=24309)

كراميل نور 12-13-2017 11:02 AM

جزار الحي
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://s01.arab.sh/i/00054/xul0fak04hcj.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;border:8px double black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

مدخل
جرى تجاه الرجل الملقى على الارض وهو يدافع الناس المتجمهرة حوله
وركع بجوار ه .........
ودموعه المنهمرة تتوسل للقدر بأن يغير حكمه ..ولكن اذا جاء قضاء الله
انتهى كل أمر ولا ينفع أي توسل ... حاول تلقينه الشهادة قائلا بوجه قد غسل بالدموع
قل لا إله الا الله وظل يردد تلقينه اكثر من مرة ولكن ....
 
 
 


كان يراقبه بعينين نهمة وآثار السواد حولهما و جلس بجسده النحيل
في ركن الغرفة وهو يقطم أظافره وقد تسللت رائحة اللحم المشوي
تداعب أنفه الصغير
و سال لعابه ....وهو يراه يفترس قطعة اللحم بنهم وكأنه لأول مرة يتذوق اللحم في حياته
وقليلا تابعته أخته الكبرى وهي تنظر إليه باحتقار
وجلست بجوار أخيها الصغير وضمته لها وأخذت تمسح على رأسه بحنان
وحب وهي تراقب اباها النهم ......حتى انتهى وقام وقد تلطخ فمه بلمعة الدسم
اسرعت لتلملم بقايا الطعام ولكنها لم تجد إلا عظام اللحم وبعض كسرات الخبز
فجمعتها
واقتسمتها مع أخيها وهي تمسح دمعة كوت حرقتها ايام تعيسة


أما عنه فارتمي على سرير ه العتيق بقدميه المتسختين وعلا شخيره عنان السماء
وفي مكان آخر
كانت ابتسامة جزار الحي مرتسمة بخبث على شفتيه وهو يعد نقوده حصيلة يومه
لقد تربح جيدا هذه المرة ولم ينتبه لصبيه الذي كان يراقبه عن بعد والغل يملأ عينيه
فلقد طفح الكيل من معاملته السيئة له وترحم على تلك الايام التي كان فيها هذا الجزار
فقيرا معدما لا
يملك قوت يومه



وفاق سريعا حينما ناده بصوته الاجش الخشن
= ايها المعتوه اين انت ؟ حان موعد اغلاق الدكان هيا...
أغلق الصبي الدكان بينما رجع الجزار لبيته


...


وفي احد الأزقة الضيقة و في عتمة الليل وخلف ستار الفضيلة
كان يقبلها بشره شديد وهي مستسلمة بين احضان الرذيلة
مخلفة ورائها الخجل من عار الخيانة
في ذات اللحظة
التي كان زوجها يتحمل ضغوط العمل ليجلب
لها الرزق آخر الليل وهو منهك القوى
وما
أن انتهى من انتهاكه الفاحش نظر اليها بعتاب


الجائع قائلا
= انتظرك غدا بعد ذهابه فلم يعد لي صبرا عليك
هتفت بميوعة و احمر الشفاه قد بهت لونه
= قلت لك لا استطيع
أخته ساورها الشك بسبب خروجي المتكرر
أمهلني يومين
حتى لا نلفت الانظار انا مشتاقة لك ايضا


ولكن ما
باليد حيلة فليس لدي مأوى إلا بيته


نفث بضيق وقال
= كلما اتذكر انك تنامين كل ليلة بين احضانه اشتعل غيرة
ارتمت على صدره وهمست
=سأطلب منه الطلاق قريبا فلقد اصيب بعجز جنسي
وبعدها نتزوج ولكن عليك ان تدبر
مسكنا ليكون عش حبنا الكبير حبيبي


 


......


كانت الراقصة هيفاء ترجع يوميا في منتصف الليل تترنح
واهل الحي يرجموها غاضبين بالألفاظ النابية
من النوافذ وهي


لا
تأبه لهم فهي مطلقة منذ سنوات وعملت راقصة درجه ثالثة كي تطعم


أطفالها
ولأن الحياة عيشتها مرة كما تقول



وكم داوم ابن الجزار على نصحها
بالحجاب ووصف لها الجنة وحذرها من عقاب الله فكانت تسخر منه
قائلة


=
اتعلم ان اباك اكرم منك


كل يوم يهديني ثلاث قطع لحم شهية وأنت لا آخذ منك إلا الوعود بالموعود
والجنة وعذاب السعير
وتطلق ضحكتها
المجلجلة وتتركه



وهو متأسف على حالها المذري وعلى اباها الذي
يسهر عندها كل ليلة



.............


عاد الجزار لبيته ليجد ابنه الوحيد ساجدا يصلي
والخشوع صنع هالة طاهرة حوله
ظل الجزار يراقب ابنه حتى انتهى من صلاته
ثم رفع الشاب عينيه ليجد اباه
ينظر اليه وفي يده كيس مليء بالفواكه
اسرع الابن وأخذ الكيس وقبل رأس ابيه ويده
قائلا وهو مبتسم
= كم انا فخور بك أبي
اجاب الاب بتهكم شرفني افتخارك ..ولما يا
فصيح؟


= قال لأنك استمعت لنصيحتي وخفضت سعر اللحم للنصف
هل رأيت ابي كيف كسبت الضعف
انها بركة الرضى بالقليل
ضحك الجزار وقال لإبنه في تهكم


=
وهل انت راضي عن ابيك الآن



أومأ الشاب
وهتف مستغلا مزاج ابيه المرح
= ابي ليتك تكف عن ذهابك لتلك الراقصة اصبح الناس يتكلمون
كثيرا في هذه السيرة
دخل الاب الجزار لغرفته ساخرا
دعهم يثرثرون عن سيرتي الجنسية وبطولاتي النسائية هؤلاء الحاسدين



........
 


وفعلا كان سكان حي الخيال سعداء بسعر اللحم المنخفض
والتغيير المفاجيء للجزار ومعاملته الحسنة لهم فكثير منهم كان يعاني
من ظروف المعيشة الصعبة مما كان يصعب عليهم شراء قطع اللحم
.........
ومرت ثلاث سنوات على هذا الحال
ومازال الولد والفتاة يعانيان من بخل أبيهما النهم الذي حرمهما من امهما
ثم من متعة الحياة وأذاقهما الفقر ببخله



ومازالت المرأة تواعد عشيقها تحت ستار الليل البهيم
و الراقصة تطعم ابنائها من جسدها العاري كل ليلة
ومازال الجزار يعامل صبيه بقسوة
حتى جاء الوقت الذي
ينشر القدر عدله


و تبكي فيه إلهام الخائنة والرعب يملأ عينيها حينما


حللت لتطمئن بعدم حملها



وكانت الصاعقة حينما اكتشفت مرضها بفيروس الايدز
الذي اتنقل اليها عدوى من عشيقها
المتعدد العلاقات



لينتقم القدر لزوجها
انتقاما عادلا



ففقدت بيتها وزوجها الذي طلقها فور معرفته بمرضها وخيانتها
وهو يحمد الله على حكمته التي جعلت عجزه الجنسي
الذي اصابه في الآونة الأخيرة فضلا من الله ليحميه من موت محقق



وفي صبيحة أحد الايام استيقظ من في الحي على مشاجرة عنيفة
بين الجزار وصبيه انتهت بطعن معلمه بالسكين
طعنة عميقة
جرى احد الجيران لينادي ابن الجزار يخبره بالفاجعة ليلحق أبيه



جرى تجاه الرجل الملقى على الارض وهو يدافع الناس المتجمهرة حوله
وركع بجوار ه على ركبتيه
.........



ودموعه المنهمرة تتوسل للقدر بأن يغير حكمه ..ولكن اذا جاء قضاء الله
انتهى كل أمر ولا ينفع أي توسل ...
حاول تلقينه الشهادة قائلا بوجه قد غسل بالدموع


قل لااله الا الله وظل يلقنه اكثر من مرة ولكن ...
صدم الابن حينما وجده اباه قد احتقن وجهه ومال للون اسود
يئن كلما تألم أعاد الابن وقد صعق من هول المنظر
تلقينه الشهادة ولكن ظل الرجل يئن بأنين يشبه انين الكلاب
حتى فارق الحياة ولم ينطق بكلمة واحده
وبعد هذه الحادثة
صار حال الناس في الحي مابين الذهول من هذه الميتة السوء


والغضبحينما اعترف


صبيه انه كان يطعم اغلب اهل الحي وخاصة الفقراء لحم الكلاب الضالة
التي كان يأمره باصطيادها وبيعها لهم بثمن بخس
على انه لحم حلال اكله



وظل هكذا ثلاث سنوات وكان يهدده بالقتل اذا تكلم
فقرر الصبي قتله كي ينتهي من هذا الشقاء
اما الراقصة فلقد كان موت الجزار عبرة هزتها بشدة


هزة عجز عن فعلها ابنه الناصح



فاعتزلت الرقص وعملت بائعة في احد محلات الملابس النسائية
بعد ان تحجبت وتخلصت من جميع اموالها الحرام
وأما الرجل البخيل فلقد ظل ذلك اليوم يزبد ويرعد ويكسر
ويصرخ شاتما الجزار
ناقما على أكله لحم الكلاب ثلاث سنوات دون ان يدري



أمام ابنته التي تبسمت من حكم القدر الذي نجاها وأخاها ببخل ابيها من ذلك اللحم
وعرفت ان الحرمان أحيانا يكون نعمة



وقررت ان تستغل مهارتها في الخياطة وعملت
عند احدى الأسر الثرية


لتوفير لقمة العيش لها ولأخيها
مخرج ....
احيانا يكون انتقام القدر شديدا
فليتنا نتعظ لكي نعيش حياة طاهرة
وننعم بعد موتنا بحياة برزخيه مليئة بالنعيم الدائم
[flash=http://s02.arab.sh/i/00112/jkk2hhhfu3kv.swf]WIDTH=0 HEIGHT=0[/flash]


 
 
 
 
 
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


مي محمد 12-13-2017 03:58 PM

غاليتي
دوما حكمة ربي افضل
فبقصة سيدنا موسى مثلا
ربى فرعون موسى بعد خشية امه من ان يقتله
و سيدنا عمر خرج ليقتل سيدنا محمد فامن
دائما ما يكون مع العسر يسر
و لكن نعجز عن رؤية ما بين السطور
او قصة موسى مع الخضر
نقراها دوما و لا نعتبر
لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع
الله يرزقنا الرضا
و اسال الله ان يجعلنا مما ينتبه لعبرة غيره لا ممن يكونون عبرة لغيرهم
شكرا لك القصة
احببتها كثيرا

ALHDRAMI 12-13-2017 10:00 PM

جميل جدا
مبدعه كراميل نور
يعطيك العافيه

ريماس 12-13-2017 11:14 PM

قصة رائعة
وسرد ممتع
اشكرك ع الطرح الجميل
يعطيك العافيه
اعجابي وتقييمي وختمي و100م

البرنس رامى 12-14-2017 12:52 AM

كراميل الابداع

جميل ان اتواجد بين سطورك واستمتع بما دار من حوار

والاجمل ان تبدعينا دائما براوائع الكلمات والموضوعات

نجومى وسوف اعود لكى اكمل القصه الرائعه

واكمل ردى على موضوعك الجميل

ودى

تقييمى لكراميل النور

شمس الاصيل 12-14-2017 11:41 AM

سيدتي الفاضلة

سبحان الله اعجبني بالقصة الكثير من الامور

اسلوب جديد في بداية القصة لم اعهده منك

متعته ان البداية كانت في القصة نهاية لشجع جزار الحي

اعطى هذا الالسلوب للقصة رونق اخر وطعم اخر ..

ثم ثلاث مشاهد او ربعا اربعة لقصص تحكي واقع غريب يتحكم فيه رب العباد وتتغير الظروف

والاحداث بتغيرات هيا في ظاهرها مؤلمة ولكن في باطنها رحمة ...

وهذا يدلنا دلاله اكيده ان تدابير رب البشر احكم واعلم وافضل بكثير من تدابير البشر ..


كراميل نور

سيدة وملكة القصة في منتدانا اهنيك على هذا الابداع .

الأمير 12-14-2017 04:09 PM

سلمت يدآك الله يعطيك الف عآفية

نزف قلم 12-14-2017 06:14 PM

كراميل نور
امر من صفحاتك وأقف أمامكـ .. صامت..
من جمال ما أراه
حسن أبداعكـ وصياغتكـ المتقنة ...
فأنا لست ألا نقطة من بحور أبداعاتـكـ
وبوووح قلمكـ نثر ما قد يجول في الأنفس دون استشعااار
هزالوجدان وتزلزلت البقايا الراكده منذ العصور .....
لكـ مني كل التقدير على جمالية طرحكـ..

كراميل نور 12-16-2017 05:51 PM

اقتباس:
<table width="100%" cellspacing="0" cellpadding="6" border="0"> <tbody><tr> <td class="alt2" style="border:1px inset"> المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مي محمد http://www.wahjj.com/vb/wahjj.com201...s/viewpost.gif
غاليتي
دوما حكمة ربي افضل
فبقصة سيدنا موسى مثلا
ربى فرعون موسى بعد خشية امه من ان يقتله
و سيدنا عمر خرج ليقتل سيدنا محمد فامن
دائما ما يكون مع العسر يسر
و لكن نعجز عن رؤية ما بين السطور
او قصة موسى مع الخضر
نقراها دوما و لا نعتبر
لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع
الله يرزقنا الرضا
و اسال الله ان يجعلنا مما ينتبه لعبرة غيره لا ممن يكونون عبرة لغيرهم
شكرا لك القصة
احببتها كثيرا



هل تعلمين يا مي انني كتبت مقالة اسمها نعمة الحرمان
وكنت اتحدث فيها والله العظيم عن ما كتبته في ردك هذا منذ قرآته
تذكرت مقالتي وسوف ادرجها اليوم بإذن الله احيانا اشعر ان افكارنا تتوافق يا مي اشكرك من قلبي على جمال ورقي حضورك يا طيبة

</td> </tr> </tbody></table>

كراميل نور 12-16-2017 05:52 PM

اقتباس:
<table width="100%" cellspacing="0" cellpadding="6" border="0"> <tbody><tr> <td class="alt2" style="border:1px inset"> المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متيم http://www.wahjj.com/vb/wahjj.com201...s/viewpost.gif
جميل جدا
مبدعه كراميل نور
يعطيك العافيه



اشكرك من قلبي يا متيم وشكرا لرقي الحضور

</td> </tr> </tbody></table>


الساعة الآن 09:04 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون