عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2012   #77


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



19- ومن الأخطاء الشائعة : الإكثار من استخدام كلمات : قالوا ... زعموا ... سمعنا ... يقولون كذا ...

إن استعمال تلك الكلمات يكثر في أحاديث الناس مع بعضهم وفي مجالسهم ومسامراتهم وفي أماكن أعمالهم ، فتراهم ينقلون الأخبار والشائعات وقد يفترون الكذب على الناس وعلى أعراض المسلمين وخصوصياتهم بدون تثبت ولا علم فتسمعهم يقولون : والله قالوا فلان عمل وعمل ، وسمعنا أنه كذا ، ويقولون فلان كذا وكذا ، وهذا كثر وبخاصة عند النساء .

فلماذا هذا الزيف والباطل ولماذا ترويج الشائعات على الناس وأعراضهم وشئونهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { بئس مطية الرجل زعموا } رواه البخاري . كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحدث المرء بكل ما سمع فقال صلى الله عليه وسلم [ كفى بالمرء إثماً أن يُحدث بكل ما سمع ] رواه مسلم . فيا من تفعل هذا ، ويا من تفعلين هذا ، هل ترضون أن يتحدث عنكم الناس ويقولون فيكم الأقاويل حتى وإن كانت صحيحة - كلا ! والله لن ترضوا ، فإن كنتم لا ترضون ذلك لأنفسكم ، فكذلك الناس لا يرضونه لأنفسهم .



وإن ترويج تلك الأقاويل والأخبار والشائعات قد يُسبب مفاسد عظيمة بين الناس مثل التقاطع والهجر والمخاصمات وربما يصل الأمر إلى القتل .



فاحذر أيها المسلم من كل هذا ، وليمسك كل إنسان لسانه وحسبكم أن تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم { ... وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم } رواه البخاري .





20 - ومن الأخطاء أيضاً الإسراف في الولائم .

لقد دعا الإسلام إلى الكرم ، وإلى إطعام الطعام ، وحث على ذلك ، وجعل أجرهما عظيم وفضلهم كبير ، ولكن ليس معنى الكرم والإطعام أن يُسرف الإنسان في ذلك ، بل يجب أن يكون الكرم والإطعام في حدود معقولة دون إسراف يترتب عليه إهدار النعمة وكفرها .

فإنك ترى بعض الناس يدعو خمسة أشخاص أو عشرة إلى الطعام فيتقدم لهم الذبائح الكثيرة وحولها اصناف لا تُعد ولا تحصى من الفواكه والحلويات والمُشكّلات ؛ مما يكفي لإضعاف ذلك العدد ، فيأكل الجميع ثم تتكدس أكوام الطعام الزائد وتُرمى في القمامة ، فيا سبحان الله هل هذا هو الكرم ، وهل هذا هو الإطعام ، فأي فضيلة في ذلك ! فهل كل هذا الإسراف لكي يقول المدعوون إنه جواد كريم ! فقد قالوا ، ثم ماذا .....



هل تريد الأجر والثواب على تلك الدعوة ؟ بالطبع نعم ، ولكن إثم ذلك الطعام الذي رُمي في القمائم أكبر وأعظم ، وهو من الكفر الأصغر ؛ الذي هو كفر النعمة ، ألا تخشى أن يعاقبك الله تعالى بحرمانك من هذه الخيرات والنعم ، فالنعم لا تدوم إلا بالشكر ، وذلك الفعل من الكفر وليس من الشكر .

واعلم أن النعمة إن خرجت من بيت فإنها قلّما تعود إليه فالحذر الحذر من الإسراف في الولائم ، ومن إهدار النعم والخيرات .



21 - ومن الأخطاء الشائعة أيضاً : إسراف بعض الناس على أنفسهم وأهليهم في اللباس والأثاث والكماليات .

لقد نهى الإسلام عن الإسراف والتبذير . والإسراف هو : مجاوزة الحد فيما لا فائدة فيه .

والتبذير هو :- مجاوزة الحد في الإنفاق فيما فائدة فيه . وكلاهما مذموم ، ولكن الإسراف أعظم ذماً وإثماً .

وإنك ترى بعض الناس يملك العشرات بل المئات من الثياب والملابس والعطورات ، ويتتبع الجديد من الموضة والأنواع ويداوم على الشراء باستمرار - وخاصة النساء - كما أنهم بعد كل فترة من الزمن يُغير الأثاث والفرش والستائر ، كما تراه يهتم بشراء الزينات واللوحات والتُحف ، ويُنفق الأموال الطائلة فيما لا فائدة منه أبداً - وقد يستدين الأموال لأجل ذلك - وكل هذا من الأسراف والتبذير المنهي عنهما .

وفي الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم أنه قال { تعس عبد الخميلة ، تعس عبد الخميصة ... } رواه البخاري . أي : تعساً لعبد الملابس الذي يجعل همه في الملبس ، ويشتري ويقتني ويبالغ في ذلك .



وفي الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم [ يا ابن آدم ليس لك من مالك إلا ما اكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ] رواه مسلم . وعلى الإنسان ان يعلم أنه إذا بالغ في هذه الأشياء ، فإنه يأثم لأنه من التبذير . قال تعالى ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) سورة الإسراء . أما الأشياء المحرمة وغير النافعة فإن إثمها أكبر ، وهو آثم بشرائها على كل وجه . خاصة إن كانت من المحرامات ، كالمجسمات من ذوات الأرواح أو المحنطات أو غير ذلك من الأشياء المحرّم اقتناؤها .

ولو فكر ذلك الإنسان قليلاً ، لعلم أن ما عنده يكفيه ويزيد ولو أنه أنفق ذلك المال في وجوه الخير وكَسب الأجر والثواب من الله لكان خيراً له في دنياه وآخرته .



وإن كان ذلك الشخص من المنفقين المتصدقين - وهو في نفس الوقت من المسرفين المبذرين - فإنه مأجور على صدقته وآثم على إسرافه وتبذيره .







 
 توقيع :


رد مع اقتباس