شكراً: 0

تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة

مساء الخيرات

من المُمكن أن تتواجد هذه الصداقة (الصافية) بين الرجل و المرأة لكنها
لن تكون في مستوى قوة وطهر الصداقة بين رجل و رجل أو امرأة مع
أخرى، و يرجع ذلك إلى العقل اللا واعي، فمهما بلغ بنا الرقي و الثقة
بأننا منزّهين عن الإيحاءات الجنسية فإن هناك مفاجآت تنتظر صداقة
الرجل بالمرأة، و مما رأيت و سمعت عن معارف أنشئوا صداقة بينهم
و بين شخص من الجنس الآخر، نجحت في السنة الأولى و الثانية و
في السنة الثالثة بدأت تظهر ملامح عاطفية تتجسّد في (الغيرة) ثم
(التغزّل) ثم (الحيرة) و الحيرة تعني أن الرجل وصل إلى نقطة تحوّل أي
أنه بدأ يفكّر جديّاً في تحويل علاقة الصداقة إلى علاقة عاطفية صرفة
و لعل (الغيرة) بحد ذاتها إشارة قوية إلى أن العلاقة في طور تحوّل.

إن قلنا أن العادات و التقاليد تلعب دورها في بناء هوة شاسعة بين
الذكر و الأنـثى فإن في الغرب قصص لا تخفى عـلينا مـماثلة تثبت أن
صـداقة الرجل بالمـرأة تنـتهي نهاية تراجيدية بعد سنـوات من بدايتـها
و قد تكون أشد من المجتمع الشرقي و الحديث عنها يتطلّب جرأة
إضافية لا مجال لها هنا. هناك استثناء يتعلّق بالصداقة داخل نطاق
الانترنت كوننا لا نلامس الحواس الخمس في أحاديثنا في الشبكة،
لذلك نرى من يكوّنون صداقات متعددة، لكن لن يصل أبدا للمستوى الذي
نتحدث عنه إلا إذا بادروا بتطوير علاقتهم لمستوى أعلى، و أقحموا
الحواس في أحاديثهم، حينها ستبدأ المشاعر المكبوتة في الظهور
على السطح.

في طور التثليث، الصداقة الحقيقية بين الرجل و المرأة تحدث حين
تكون لها جذور من الماضي، و ترابط في الله و محبة في الله، و خوف
من الله، و عقل مستنير و قلب مصفّى من دنائس الجسد و تحت
النور أيضاً و (بإشراف الجماعة) و برضاهم و علمهم، كي نكافح النفس
الأمّارة بالسوء.

هذا ما لدي
شكرا لك احساس انثى